نظرية التمويل الإسلامي Islamic Finance Theory: Contemporary Financial Approach
Descrição do Produto
نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
أستاذ مساعد قسم االقتصاد والتمويل كلية اإلدارة واالقتصاد جامعة القصيم
ح جامعة القصيم3415 ،هـ (1034م)
رقم اإليداع: ردمك:
/
إهداء أهدي هذا الكتاب إىل من بذال زهرة عنرهنا بكل نفس طيبة لكي أخط احلرف األول وأنطق الكلنة األوىل
" اقرأ "
الوالدين الكرميني وإلى رفيقة دربي الزوجة الغالية
وإلى زينة الحياة الدنيا وفلذة الكبد أبناءي هـ
شكر وتقدير ال وآخرًا أن أعانين على إمتام هذا الكتاب الشكر هلل أو ً ثم جلامعة القصيم الزاهرة ممثلة يف مديرها معالي األستاذ الدكتور خالد بن عبد الرمحن احلمودي حفظه اهلل على الدعم املتواصل ملسرية البحث العلمي ،واألخذ بيد الباحثني. وسعادة الدكتور عبيد بن سعد املطريي /عميد كلية االقتصاد واإلدارة، والدكتور إبراهيم بن حممد احلسون /رئيس قسم االقتصاد والتمويل اللذين لقيت منهما كل تشجيع واهتمام لكي يرى هذا الكتاب النور. وال يفوتين أن أزجي الشكر ألصحاب السعادة وكالء كلية االقتصاد والزمالء أعضاء هيئة التدريس يف القسم على نصائحهم وتوجيهاتهم السديدة؛ فجزاهم اهلل مجيعاً عين خريا.
ز
ح
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
نظرية التمويل اإلسالمي مدخل مالي معاصر ترجع فكرة هذا الكتاب إىل ضرورة وجود مرجع يف املالية اإلسالمية يتناول علم املالية اإلسالمية واملصرفية اإلسالمية من منظور معاصر يوازن ما بني أصالة الفكر االقتصادي اإلسالمي وما بني احلداثة اليت تستفيد من علم املالية املطبق يف االقتصاد الرأمسالي الذي يسود يف أغلب دول العامل ومنها الدول اإلسالمية والعربية ،حيث وجد الباحث أن أغلب الكتابات يف التمويل اإلسالمي تركز يف أغلب جوانبها على املؤسسات املالية اإلسالمية وبالتحديد املصارف اإلسالمية. ميثل هذا الكتاب إسهاما جديدا يف التوجه حنو األدب املالي اإلسالمي للنظر إىل املالية اإلسالمية بنظرة تتجاوز جمرد كونها تتعلق باملالية العامة للدولة اإلسالمية على أهميتها ،أو كونها تتعلق فقط باملؤسسات املالية اإلسالمية ،لتبحث جوانب أخرى يف متويل الشركات واألدوات املالية اإلسالمية املعاصرة املبنية على أساليب التمويل واالستثمار املتفقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية. إن هذا الكتاب وعلى الرغم من تأكيده اجلانب املالي يف عرض نظرية التمويل اإلسالمي؛ مل يغفل أهمية البعد الشرعي يف طبيعة أدوات وأساليب التمويل اليت ط
ي
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
تناوهلا ،واجتهد املؤلف يف ترك التفاصيل الشرعية الدقيقة للمتخصصني يف فقه املعامالت املالية؛ وأورد عدداً كبرياً من املراجع املهمة اليت ألفها عدد من العلماء والباحثني يف ختصص فقه املعامالت املالية. لقد اجتهدت أن أمجع بني الفكرة األصيلة العميقة وبني العرض السهل الواضح لكي يتسنى فهم األفكار واستيعابها ملختلف املستويات العلمية لقارئيه .كما اجتهدت يف تبين رؤية شرعية جامعة للقضايا الفقهية املطروحة ،متبنياً بالدرجة األوىل آراء جممع الفقه اإلسالمي الدولي وهيئة كبار العلماء يف اململكة العربية السعودية وجممع البحوث اإلسالمية يف مصر. لتسهيل مراجعة حمتويات الكتاب واالطالع على مكوناته ،فقد قسمته إىل فصولٍ مخسة ،قسمت كال منها إىل عدة مباحث ،واملبحث الواحد إىل عدة مطالب. وضحت يف الفصل األول مفهوم االقتصاد اإلسالمي الذي ميثل النظام الكلي الذي يعمل فيه النظام املالي اإلسالمي ،وقارنت فيه االقتصاد اإلسالمي بالنظم الوضعية. ويف الفصل الثاني عرضت النظام املالي اإلسالمي من وجهة نظر مالية معاصرة باالستفادة مما هو يف النظام املالي الرأمسالي .وعرفت النظام املالي اإلسالمي واملباد اليت يقوم عليها وأهم أهدافه ووظائفه ومؤسساته. وبعد التعريف بطبيعة النظام املالي اإلسالمي أوضحت يف الفصل الثالث دور املال واالستثمار يف اإلسالم ،إذ أوضحت فلسفة املال يف اإلسالم وأهميته ،وتطرقت ألنواع املال يف اإلسالم وطبيعة التمويل بشقيه اجملاني و االستثماري .كما اهتم هذا الفصل بشرح أهم أساليب التمويل يف اإلسالم. خصصت الفصل الرابع ألساليب التمويل االستثماري اإلسالمي ،حيث قسّمتها إىل أساليب التمويل باملشاركة ( املشاركات ) وأساليب التمويل بالبيع ( البيوع ) إضافة
نظرية التمويل اإلسالمي
ك
ألساليب أخرى .وقد متيز عرضها عن كثري من الكتب األخرى بالرتكيز على اجلانب التمويلي واالستثماري بدل اجلانب الفقهي. إن اجلانب التطبيقي األبرز لنظرية التمويل اإلسالمي يربز من خالل املصارف اإلسالمية بشكل أساس ،وهذا ما دعاني إىل ختصيص الفصل اخلامس من هذا الكتاب لنشأة هذه املؤسسات املالية وخصائصها وتعريفها وأهدافها ،إضافة إىل كيفية تطبيق أدوات االستثمار والتمويل اإلسالمي فيها .كما تطرقت إىل أهم مصادر األموال وتوظيفاتها فيها مع أمثلة واقعية من مصارف إسالمية معاصرة. أرجو أن ألفت نظر القار للكتاب بأن هناك تطبيقات أخرى حديثة لنظرية التمويل اإلسالمي غري املصارف اإلسالمية كالصناديق االستثمارية واألسواق املالية اإلسالمية وشركات التأمني ،إضافة إىل قضايا متويل الشركات ،كما أن هناك قضايا متخصصة يف التمويل اإلسالمي مل تذكر يف هذا الكتاب ،تعمدت تأجيلها إىل كتب أخرى قادمة بإذن اهلل؛ لكي أكرّس هذا الكتاب إلجياد أرضية معرفية متخصصة يف التمويل اإلسالمي. هذا الكتاب موجه إىل طلبة الدراسات اجلامعية األوىل والدراسات العليا يف ختصصات العلوم املالية واملصرفية ،إضافة إىل املتدربني يف الدبلومات و الدورات املهنية املتخصصة يف التمويل اإلسالمي واملصارف اإلسالمية .وميكن لطلبة الدراسات اإلسالمية االستفادة منه بشكل كبري يف ختصص فقه املعامالت املالية . ختاماً ،هذا جهد بشري متواضع اجتهدت فيه بذل أفضل ما عندي من املعرفة احملددة .فإن أصبت فذلك بفضل اهلل وتوفيقه ،وإن أخطأت أو قصّرت فمن نفسي. وألتمس من كل مهتم ومتخصص أن " يُهديين " أي خطأ أو عيب يف هذا الكتاب لكي أصحح الفهم وأصوب اخلطأ.
ل
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
قائمة المحتويات
م
ن
مقدمةيفنظريةالتمويلاإلسالميوأدواته
احملتوي
س
ع
مقدمةيفنظريةالتمويلاإلسالميوأدواته
قائمة األشكال
ف
ص
مقدمةيفنظريةالتمويلاإلسالميوأدواته
قائمة الجداول
ق
الفصل األول
علم االقتصاد والنظم االقتصادية
اهلدف األساس من هذا الفصل هو توضيح مفهوم االقتصاد اإلسالمي الذي ميثل اإلطار العام الذي يعمل فيه النظام املالي اإلسالمي بشقيه اخلاص الذي يهتت بالبيئت التمويليت يف قطتتا األعمتتا
وميثتتل حمتتور االهتمتتام يف هتتذا الكتتتا
والشت املتعلت بتتاإلدار املاليت
العام للدول .وقد ارتأى املؤلف اعتماد النظر النظميت ) (Systematic Viewلشتر مفهتوم التمويتتل اإلستتالمي بتتالنظر للنظتتام املتتالي اإلستتالمي بوصتتفه نظامتتا جزئيتتا متتن النظتتام االقتصادي اإلستالمي إضتاف إىل أن النظتام املتالي اإلستالمي ميثتل إطتارا كليتا للتمويتل اإلستتالمي ستتوا متتا كتتان متعلقتتا بتتادار املؤسستتا املالي ت أم بتمويتتل الشتتركا أم إدار االستثمار بوصفها حماور أساسي يف نظري التمويل. تتمثل أهمي هذا الفصل من الكتتا يف أنته ميهتد لفهت النظتام املتالي اإلستالمي بوصفه جتز ا متن النظتام االقتصتادي الكلتي وذلت بعتد استتذكار املفتاهي األساستي لعل االقتصاد والنظام االقتصادي .وبذل فان املبحث األو يف هتذا الفصتل ستيناق مفهوم عل االقتصاد واملشتكل االقتصتادي وأهتداف النظتام االقتصتادي ووظائفته .ويف املبحتتث الثتتاني عتتر
ألهتت التتنظ االقتصتتادي التتي وضتتعها البشتتر حلتتل املشتتكل
االقتصادي .أما املبحث الثالث يف هذا الفصل فخصص لتعرف عل االقتصاد اإلسالمي والنظام االقتصادي اإلسالمي وجوانب متيزه عن النظ االقتصادي الوضعي من ختال نظرته اخلاص إىل املشكل االقتصادي وكيفي إجابته عن األستئل املطروحت يف أولويتا اإلنتاج وكيفي اإلنتاج إضاف إىل التوزيع.
3
4
مقدم يف نظري التمويل اإلسالمي وأدواته
عل االقتصاد والنظ االقتصادي
5
المبحث األول: مفاهيم أساسية في االقتصاد
متثل دراس وفه عل االقتصتاد حجتر الزاويت ألي باحتث أو متتعل يف العلتوم اإلداري واملالي حتى إن الكثريين ما يزالون يسمون علوم اإلدار من تستوي وحماستب ومتويل "العلوم االقتصتادي " بستبب تعلت هتذه العلتوم بعلت االقتصتاد ونشتأتها متن خاللتته .وعلت االقتصتتاد متتن العلتتوم االجتماعيت الستتلوكي التتي تتتدرس كيفيت ستتلو اإلنسان وتصرفاته يف اجلوانب االقتصادي من حياته من بيع وشرا وإنتاج إخل. والنظتتام االقتصتتادي ميثتتل ذل ت اجلتتز متتن منظوم ت احليتتا البشتتري يف مناحيهتتا املختلف وحيتوي هذا النظام على املؤسسا االقتصادي يف اجملتمع ويشمل قطاعتا الصناع والزراع والتجار والقطا املالي. معنى " االقتصاد " يف اللغ يد على التوسط يف التعامل متع األمتور كلتها بتدون إفتترا أو تفتتريط وهتتو متتا بتتن اإلستتراف والتقتتتري( )1وهتتذا متترتبط بوستتطي التتدين اإلسالمي يف تشريعاته املختلف .وورد هذا املعنى يف قوله تعتاىل :ﭽ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ
ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭼ( .)2كمتا جتا حتديث الرستو حممتتد صلى اهلل عليه وسل ليؤكد هذا املعنتى بقولته " :ال عتا متن اقتصتد"( )3مبعنتى أن متتن يتوستتط يف معيشتتته يف اإلنفتتا فانتته ال يصتتري فقتتريا .وقتتد جتتا االقتصتتاد يف معج ت ( )1ابن منظور لسان العر (معج لغوي) عبدالسالم قواعد األحكام يف مصاحل األنام
4/دار الفكر بريو
2/دار اجليل بريو
1554اجلز 2ص.515- 514انظر كذل :العز بن
1591ج 2ص .215
( )2سور اإلسرا اآلي .25 : ( )3السيوطي اجلامع الصغري
1/دار الفكر بريو
1591اجلز 2ص .454
6
مقدم يف نظري التمويل اإلسالمي وأدواته
االقتصاد اإلسالمي باملعنى الساب (. )1 ويف االقتصاد الوضعي ظهتر العديتد متن التعريفتا ملفهتوم االقتصتاد ركتز يف جلتتها علتتى أن عل ت االقتصتتاد أحتتد العلتتوم االجتماعي ت التتذي يبحتتث االستتتخداما املتعدد للموارد االقتصادي إلنتتاج الستلع وتوزيعهتا لالستتهال يف احلاضتر واملستتقبل بن أفراد اجملتمع .وقد عرفه " روبنز " على أنه "العل الذي يتدرس النشتا اإلنستاني يف سعيه إلشبا حاجاته املتعدد بواسط الوسائل النادر ذا االستعماال املختلف " (. )2 تعريف ادم مسيث :أو من كتب يف االقتصاد عام 1776م يف كتابه املشهور (ثتترو األم ت ) وعرفتته بأنتته العل ت التتذي خيتتتص بدراس ت الوستتائل التتي ميكتتن لألم ت بواسطتها أن تغتين ( أي تصل إىل الرفاهي ). تعريف الفريد مارشا " :العل الذي يدرس اإلنستان يف أعمتا حياتته العاديت من حصوله على الدخل حتى إنفاقه" وورد تعريف آخر لالقتصاد بأنه" :أحتد العلتوم االجتماعيت التذي يهتت أساستا بالطريق ت التتي خيتتتار بهتتا اجملتمتتع أو يوظتتف متتوارده اإلنتاجي ت النتتادر لتحقي ت أهدافتته ()3
االقتصادي املتعدد .
وركتتز تعريفتتا أختترى علتتى طبيع ت عل ت االقتصتتاد بوصتتفه علمتتا ستتلوكيا اجتماعيتتا .ومتتن أمشتتل التعريفتتا التتي وجتتدها املؤلتتف تعريتتف علت االقتصتتاد بأنتته: "العل الذي يبحث يف كيفي إدار واستغال املوارد االقتصادي النتادر إلنتتاج أمثتل ملتا ميكتتتن إنتاجتتته متتتن الستتتلع واخلتتتدما إلشتتتبا احلاجتتتا اإلنستتتاني – متتتن متطلباتهتتتا املادي – الي تتس بالوفر والتنو ))1الشرباصي املعج االقتصادي اإلسالمي
يف ظل إطار معن من القتي والتقاليتد والتطلعتا 1/دار اجليل بريو
( )2نقال عن املال والكرار النظام املالي واالقتصادي يف اإلسالم ( )3النصر و شاميه مبادئ االقتصاد اجلزئي
1591ص .362
3/مطابع احلسيين 2117ص ص .11- 11
3/دار األمل إربد -األردن 1554ص.37
عل االقتصاد والنظ االقتصادي
7
()1
احلضاري للمجتمع"
من خال اطال املؤلف على التعريفا السابق والتعريفا األخرى فانه ميكنته إبراز النقا اآلتي فيما خيص عل االقتصاد:
أنتتته علت ت يهتتتت بدراست ت املشتتتكل االقتصتتتادي املتمثلت ت مبحدوديت ت املتتتوارد االقتصتتتادي ( متتتن أر
وراس متتتا وعمتتتل) وعتتتدم حمدوديت ت حاجتتتا
ورغبا البشر.
علت االقتصتتاد يهتتت بأولويتتا اإلنتتتاج متتن حيتتث أهميت املنتجتتا املطلوبت للمجتمع وكيفي إنتاج السلع واخلدما الي يرغب فيها اجملتمع ومن ث كيفي توزيع اإلنتاج وكذل املوارد الطبيعي على اجملتمع.
عل ت االقتصتتاد علتت اجتمتتاعي ستتلوكي يتتدرس ستتلو البشتتر يف اجلانتتب االقتصتتادي وبتتذل فتتان هتتذا التعريتتف يأختتذ اخللفيتتا الثقافي ت والديني ت واألخالقيتت للمجتمتتع بعتتن االعتبتتار ويتتتأثر تبعتتا لتتذل فهتت الستتلو اإلنساني وكيفي توجيهه للسلو االقتصادي املناسب.
بسبب اختالف اخللفيا العقائدي والتقاليد والعادا بن اجملتمعا ظهتر التتنظ واملتتذاهب االقتصتتادي املختلف ت التتي – علتتى التترغ متتن اختتتالف منطلقاتها تسعى إىل حل املشكل االقتصادي والوصو إىل اهلتدف متن أي نظام اقتصادي وهو الرفاهي .
( )1صقر االقتصاد اإلسالمي :مفاهي ومرتكزا
ورق حبث مقدم للمؤمتر العاملي األو لالقتصاد اإلسالمي املركز العاملي
ألحباث االقتصاد اإلسالمي جامع املل عبد العزيز 1591ص .26
9
مقدم يف نظري التمويل اإلسالمي وأدواته
يتف أغلب الباحثن يف عل االقتصتاد علتى تقستي عناصتر اإلنتتاج إىل ثالثت جمموعا أساسي وهي :
املوارد البشري
املوارد الطبيعي
املوارد املصنوع
وهذا هتو التقستي التقليتدي املركتز علتى عنصتر العمتل والطبيعت ورأس املتا وبعتتا االقتصتتادين يفضتتل أن يقست عناصتتر اإلنتتتاج إىل عنصتترين فقتتط همتتا العمتتل ورأس املتا . أما عناصر اإلنتاج فهي جز من هذه املوارد وتقس إىل: العمل :يعين اجملهود البدني والذهين الذي يقوم به اإلنسان لغر
إنتاج
السلع واخلدما . األر :وهو تعبري خمتصر للموارد الطبيعي األر
ويعين كل ما على سطح
أو فوقها أو يف باطنها مما ميكن استخدامه يف اإلنتاج.
رأس املا :ويعين املوارد الي أنتجها اإلنسان لغر
مساعدته يف اإلنتاج
ويشمل رأس املا أصوال إنتاجي مادي كاآلال واملعدا .وسوف يأتي التوسع يف توضيح مفهوم رأس املا يف فصو الحق . املنظ :هو الشخص الذي يقوم بتنظي عوامل اإلنتاج( األر العامل
رأس املا ) وذل إلنتاج السلع واخلدما .
األيدي
5
عل االقتصاد والنظ االقتصادي
يتجه كثري من تعريفا االقتصاد على تأثر هتذا املفهتوم باالعتقتادا الستائد يف اجملتمعا وبالثقاف فيها .وعلى الرغ من اتفا كثري متن املتدارس االقتصتادي علتى أن هدف دراس عل االقتصاد والبحث فيه يتمحور حتو حتل املشتكل االقتصتادي هنتا اختالف بن يف تصور احلل هلذه املشكل يتمثل يف وجود نظ اقتصادي خمتلفت .ويعترف " النظام" بوصفه مصطلحا عاما على أنه :جمموع من العناصر املتفاعل واملعتمتد علتى بعضها لصياغ وحد متكامل ( كل متكامل)"( .)1كما ميكتن تعريفته بأنه":جمموعت متن العناصر أو األجزا الي تتكامل مع بعضها وحتكمهتا عالقتا وآليتا عمتل معينت ويف نطا حمدد بقصد حتقي هدف"(.)2 ومن التعريفا السائد ملفهوم النظام االقتصادي أنه " :جمموع متن املؤسستا االجتماعيت التتي تتعامتتل متتع اإلنتتتاج والتوزيتتع واالستتتهال للبضتتائع و اخلتتدما ضمن جمتمع معن يتكون من أشتخاص و مؤسستا
وتتضتمن أيضتا عالقتاته متع
مصادر اإلنتاج مثل امللكي "(.)3 وميكن تعريف النظام االقتصادي بأنته " :جمموعت متن املؤسستا واألشتخاص والقوانن الي يتبناها جمتمع متا حلتل املشتكل االقتصتادي وفقتا لثقافتته وتقاليتده بهتدف الوصو إىل الرفاهي ". يظهر من التعريفن السابقن بأن اهتمتام النظتام االقتصتادي ي كتز يف التعامتل متع مشاكل االقتصاد مثل حتديد وإعاد توزيع املصادر الفقتري ( النتادر ) يف اقتصتاد متا .ومتن أمثل النظ االقتصادي املعروف يف الوقت احلالي :الراس مالي
االش اكي و اقتصتادا
(1) Alexander Backlund (2000). "The definition of system". In: Kybernetes Vol. 29 nr. 4, pp. 444–451.
( )2القحطاني حممد بن دلي
إدار املوارد البشري :حنو منهج اس اتيجي متكامل مطابع احلسيين احلديث
السعودي .2115 ( )3موسوع " ويكيبيديا احلر " ar.wikipedia.org/wikiالبحث بعنوان " نظام اقتصادي" .
اهلفوف.
11
مقدم يف نظري التمويل اإلسالمي وأدواته
خمتلطتت (مثتتل اقتصتتاد الستتو االجتمتتاعي) إضتتاف إىل النظتتام االقتصتتادي اإلستتالمي. وسيأتي استعرا
أه أفكار ومبادئ النظ االقتصادي الوضعي يف املبحث التالي.
يتمحور مفهوم املشكل االقتصتادي يف أن حاجتا البشتر ورغبتاته متن الستلع واخلتتدما واملتتوارد غتتري حمتتدد يف حتتن أن هتتذه املتتوارد حمتتدد بطبيعتهتتا .ويتف ت كتتل اقتصاديي العامل على هذا املفهتوم إال أن تفستري وجتود هتذه املشتكل ال ميثتل إمجاعتا لديه
فريى االقتصاديون الغربيون بأن سبب املشكل االقتصتادي يعتود إىل أن املتوارد
االقتصادي تتميز بالندر أي أن املوارد الطبيعي ميكن أن تستنفد وتنتهتي يف يتوم متا إذا متتا استتتخدمت بشتتكل متواصتتل .أمتتا يف االقتصتتاد اإلستتالمي فينظتتر إىل ستتبب املشتتكل االقتصادي من زاوي خمتلف يأتي توضيحها الحقا. 1ماذا ينتج اجملتمع من السلع واخلدما ؟ 2كيف ينتج اجملتمع هذه السلع واخلدما ؟ 3ملن ينتج اجملتمع ؟ يد مفهوم الندر على وجود الشي مع عدم كفايته وهذا ما يشار إليه مبفهوم الندر النسبي .نتيج لوجود الندر النسبي تنشأ قضي االختيار ما بن االستهال احلالي واملستقبلي للموارد أو مفهتوم التضتحي أي التضتحي باالنتفتا اآلنتي مقابتل االنتفتا املستقبلي وتكلف الفرص البديل أو "التضحي " وعاد متا تتمثتل يف عتدد الوحتدا الي يقبل الفرد التخلي عنها متن ستلع متا مقابتل احلصتو علتى وحتدا إضتافي متن سلع أخرى أو من السلع نفسها يف املستقبل.
11
عل االقتصاد والنظ االقتصادي
المبحث الثاني: النظم االقتصادية اهلتتدف متتن هتتذا املبحتتث هتتو التعريتتف بتتأه التتنظ االقتصتتادي املعاصتتر التتي ابتدعها اإلنسان املعاصر ومنها ما هتو ستائد بدرجت كتبري جتدا كالنظتام التراس متالي ومنهتتا متتا هتتو علتتى وش ت األفتتو كالنظتتام االش ت اكي التتذي ينحصتتر تطبيقتته اآلن وبشكل غري كامل يف الصن و كوريا الشمالي .أما نظام السو االجتماعي فهتو نظتام حديث نسبيا أختذ باالنتشتار يف أملانيتا واليابتان وبعتا التدو االشت اكي التي تتحتو تدرجييا حنو النظام الراس مالي مثل سوري . إن لكل نظام من هذه النظ إجيابياته وسلبياته الي ناقشتها العديتد متن البتاحثن من زوايا خمتلفت
()1
إال أن هتذه التنظ ال ميثتل أي منهتا احلتل األمثتل ملشتكال العتامل
االقتصادي من وجه النظر اإلسالمي .
تعود أسس النظام الراس مالي إىل االقتصادي آدم مسيث وهو نظام ميتل فيه األفراد غالبي عناصر اإلنتاج واهلدف األساس منه حتقي أعلى ربح.
1ملزيد من املعلوما عن تقيي النظ االقتصادي الوضعي التقليدي (االش اكي والراس مالي) راجع : شابرا اإلسالم والتحدي االقتصادي ترمج حممد السمهوري
1/منشورا
املعهد العاملي للفكر اإلسالمي
عمان – األردن .1556 النجار املدخل إىل النظري االقتصادي يف املنهج اإلسالمي كما
اإلسالم واملذاهب االقتصادي املعاصر
1591 2/منشورا االحتاد الدولي للبنو اإلسالمي .
1551 2/دار الوفا للطباع والنشر والتوزيع املنصور .
12
مقدم يف نظري التمويل اإلسالمي وأدواته
تشمل امللكي الفردي كل أنتوا الثترو املختلفت فلألفتراد واملؤسستا اخلاصت حري ت التمل ت والتصتترف وهتتي ال تتنتتافى يف هتتذه امللكي ت متتع امللكي ت العام ت لتتبعا املشروعا كت(الكهربا والطر ) وال تتعار
هذه مع ما يرتبط بها من حري تصرف
مع قيام القانون بتنظي استخدام هذا احل . للفرد يف هذا النظام حري باستثمار أمواله يف األنشط االقتصادي املتعتدد ولته احلت يف إنفتتا دخلتته علتتى الستتلع واخلتتدما أو ادختتار جتتز منتته أو توظيفتته يف أوجتته االستتتثمارا املختلف ت
وتشتتمل ( :حُري ت اإلنتتتاج وحري ت االستتتهال
التصتترف واختيتتار املهنت إخل) وهتتذه احلريتتا مكفولت للفتترد بشتتر أال تتعتتار
وحري ت متتع
أحكام النظام العام . الربح هو احملر الرئيس للنشا االقتصادي يف النظتام التراس متالي حيتث حيتدد التتربح نتتو النشتتا االقتصتتادي التتذي يُفضتتله األفتتراد واملؤسستتا التتذين يتختتذون القرارا اإلنتاجي بغي احلصو على أكرب عائد ممكن. يعتمتتد االقتصتتاد التتراس متتالي بشتتكل رئتتيس علتتى آليت الستتو يف حتتل املشتتكل االقتصادي حيث يت االعتماد على السو يف حتديد السعر املناستب للستلع واخلتدما واألموا تبعا لتفاعل عوامل العر
والطلب .
عل االقتصاد والنظ االقتصادي
تف
13
املنافس الكامل ما يلي:
- 1وجود عدد كبري من البائعن واملش ين. - 2حري الدخو يف جما اإلنتاج واخلروج منه. - 3حري شرا السلع واخلدما أو عدم شرائها. هذه املنافس بن األفراد متنع استغال األفراد واجلماعا بعضه بعضا. أمتا بالنستب للمستتهل
فللمستتتهل أثتر مهت يف توجيتته اإلنتتاج حيتث حيتترص
املنتجون على إشبا رغب املستهل
ليحققوا أعلى ربح .
تنحصتتتر ممهت ت الدولت ت يف النظتتتام التتتراس متتتالي يف القضتتتايا الستتتيادي كتتتاألمن والقضا حيث يرى هذا النظام أن الدول تكون أكثر فاعلي يف االقتصتاد عنتدما تقلتل التدخل يف النشا وتفسح اجملا بشكل أكرب حلري األفراد والشركا يف اختاذ قتراراته االقتصادي دون تدخل حكومي. قام هذا النظام على يد االقتصتادي كتار متاركس بعتد أن انتقتد النظتام التراس مالي بسو توزيع الدخل و الثرو وهو نظام يُلغي امللكي الفردي حيث تقوم الدولت نياب عن اجملتمع بتمل وسائل اإلنتاج وتوجيه هذه املوارد إلشتبا احلاجتا األساستي ال لتحقي الربح بل لتحقي املزيد من العدال واملساوا بن أفراد اجملتمع.
متتل الدول يف هتذا النظتام مجيتع عناصتر اإلنتتاج حيتث تقتوم الدولت بتوجيته املتتراد اإلنتاجيت إىل فتترو األنشتتط االقتصتتادي املختلفت يف شتتكل خطت شتتامل وتلتتتزم
14
مقدم يف نظري التمويل اإلسالمي وأدواته
مجيع الوحدا اإلنتاجي بتنفيذ هذه اخلط . يهدف النظتام االشت اكي إىل إشتبا احلاجتا األساستي ألفتراد اجملتمتع ستوا أ كانت يف صور سلع أم كانت يف صتور ختدما
هلتذا يهتدف النظتام االشت اكي إىل
حتديد أسعار السلع واخلدما من قبل الدول حيث ال أثر للعر
أو الطلتب أو حتقيت
الربح يف ظل هذا النظام . عناصر اإلنتاج يف النظام االش اكي مملوك للدول باستتثنا العمتل لتذل فتان عوائتد عناصتتر اإلنتتاج تعتتود للدولت وال يُتتوز علتى األفتتراد إال عائتد العمتتل ويتوقتتف نصيب الفرد على مستوى عمله وطبيعته. نتيج ت الستتتهال الدول ت لوستتائل اإلنتتتاج وتوجيههتتا لتحقي ت إشتتبا حاجتتا اجملتمع فعليها أن تضتع خطت مركزيت يقتوم جهتاز مركتزي باعتدادها واإلشتراف عليهتا ومراقبتها.
عل االقتصاد والنظ االقتصادي
15
المبحث الثالث: النظام االقتصادي اإلسالمي شكلت املباحث السابق مقدم لتوضيح مفهوم النظام االقتصادي فبعد التعرف على طبيع مفهوم االقتصاد وتعريفه وكذل النظ االقتصادي الوضعي
فان
هذا املبحث سيوضح طبيع املشكل االقتصادي من وجه النظر اإلسالمي ومن ث كيفي حل هذه املشكل من خال النظام االقتصادي اإلسالمي. بعد أن وقفنا على التعريف اللغوي لالقتصاد وكتذل املفهتوم التقليتدي لعلت االقتصاد فاننا سنقف على مفهوم االقتصاد اإلسالمي. يقصتتتد بعلت ت االقتصتتتاد يف املصتتتطلح الشتتترعي " العلت ت التتتذي يوجتتته النشتتتا االقتصادي وينظمه وفقا ألصو اإلسالم ومبادئه االقتصادي "(.)1 " ذل الفتر متن املعرفت التذي يستاعد علتى حتقيت رفاهيت اإلنستان متن ختال ختصيص وتوزيع املوارد النتادر مبتا ينستج متع التعتالي اإلستالمي وبتدون أن يتؤدي ذل بالضرور إىل تكبيل حري الفترد أو خلت اختتالال مستتمر ستوا أيف االقتصتاد الكلتتي أم البيئ ت "( .)2وقتتد عتتد " صتتقر " تعريفتته لعل ت االقتصتتاد وعتترف االقتصتتاد اإلسالمي بأنه " :العل الذي يبحتث يف كيفيت إدار واستتغال املتوارد النتادر نستبيا إلنتاج أمثل ما ميكن إنتاجه من السلع واخلدما
( )1الفنجري الوجيز يف االقتصاد اإلسالمي ( )2شابرا 1556ص 41مصدر سب ذكره.
1/دار الشرو
من أجتل إشتبا احلاجتا اإلنستاني
1554ص12
16
مقدم يف نظري التمويل اإلسالمي وأدواته
الي متتاز بالوفر والتنو
وفقا للقي واملبادئ اإلسالمي "(.)1
من خال التعريفا الي ستبقت فانته ميكتن تلخيصتها بتالتعريف التتالي :علت االقتصتتاد اإلستتالمي " هتتو ذل ت الفتتر متتن العلتتوم االجتماعي ت التتذي يبحتتث يف حتتل املشكل االقتصادي ضمن إطار الشريع اإلسالمي ". من خال التعريفا الستابق يتتبن أن هتدف النظتام االقتصتادي اإلستالمي هتو حل املشكل االقتصادي التذي يتنج عنته وصتو اجملتمتع إىل حالت الرفاهيت وهتذا يف الواقع هو اهلدف الذي تسعى إليه النظ االقتصادي الوضعي إال أن ما خيتلف هنا هتو اإلطار الذي يت فيه حل املشكل االقتصادي الذي يتحدد بالشريع اإلسالمي . وألهمي حتديد طبيع املشكل االقتصادي من وجه النظر اإلسالمي نستعر أه عناصر هذه املشكل فيما يلي: يرى االقتصاد اإلسالمي أن السبب الرئيس للمشكل االقتصادي هو اإلنسان وليس خبل الطبيع وندر املوارد .وأه جوانب املشكل االقتصادي من منظور إسالمي هي: -1أن املشكل االقتصادي هي مشكل سلوكي
يتسبب فيها اإلنسان وذل
من عد وجه منها. أ -حن يفر يف االستهال بشكلٍ ال قيود له .فيغر يف ال ف واإلسراف والتبذير يف األمور الضار والفاسد . حينما تسود األثر والظل والطغيان فيحدث نهب الدو واالستيالعلى خرياتها واستعمارها وقهرها ومنع حدوث أي تنمي بها(*). ( )1صقر قرا ا يف االقتصاد اإلسالمي املركز العاملي ألحباث االقتصاد اإلسالمي جامع املل عبدالعزيز 1597ص .6 * من أفضل الكتب الي تناق وتعر
هذا املوضو وتبن احلقائ كتا .أوروبا والتخلف يف أفريقيا حيث يبن فيه مؤلفه وال
رودني .دور الراس مالي االوروبي يف نهب خريا افريقيا .وأنها سبب رئيس يف اجملاع والتخلف الي تعيشها القار السودا .
17
عل االقتصاد والنظ االقتصادي
ج -حن يركن اإلنسان إىل الكسل واخلضو وتر العمل(.)1 -2مشكل مؤسسي " :تنج عن تنصل الدول عن أدا وظيفتها يف إعاد التوزيع من خال إنفاذ أحكام الزكا وتصفي الربا .وهي مشكل مؤسسي أيضا تنج عن غيا ضوابط اجلغرافيا السياسي اإلسالمي واالستعاض عنها جبغرافيا أناني الطابع حتو دون اش ا الناس يف وارد األر " (.)2 وبهذا فان االقتصتاد
فاملسل يف أساس اعتقاده يؤمن بوجود اهلل اخلال الراز
اإلستتالمي ال يتترى النتتدر متتن زاوي ت أن املتتوارد االقتصتتادي ستتوف تنتهتتي يف يتتوم متتن األيام ألن اهلل تعاىل تكفل بالرز حيث قتا :ﭽﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﭼ( .)3وقتا أيضا:ﭽ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭼ( ) .وقا سبحانه وتعتاىل أيضتا :ﭽ ﭼ 4
ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﭼ( .)5فاملوارد موجود ومتاحت إال ()6
أن املشكل تتمثل يف سو توزيع املوارد بن البشر وسو استغالهلا
هلذا كان ال كيز
يف االقتصاد اإلسالمي على عدال التوزيع واالعتتدا يف اإلنفتا ونظت إعتاد التوزيتع وغريها من اخلصائص الي متيز االقتصاد اإلسالمي عتن غتريه متن التنظ االقتصتادي هذا باإلضاف إىل اخلصائص األخرى الي س د الحقا.
( )1السبهأني عبداجلبار االسعار وختصيص املوارد يف االسالم االقتصاد اإلسالمي -االقتصاد اجلزئي
عفر عبد املنع
1/دار البحوث للدراسا اإلسالمي 2115ص.251 1/دار البيان العربي 1595اجلز 3صفح .21
( )2السبهاني عبد اجلبار الوجيز يف الفكر االقتصادي اإلسالمي والوضعي ( )3الذاريا
1/دار وائل عمان 2111ص.251
.22
( )4هود .6 ( )5احلجر .21 ( )6للمزيد من التفصيل حو النظر اإلسالمي للندر راجع :عبد الرمحن يسري أمحد االقتصاد اإلسالمي بن منهجي البحث وإمكاني التطبي
2111 2/املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب البن اإلسالمي للتنمي ص ص.25 – 27
19
مقدم يف نظري التمويل اإلسالمي وأدواته
مبا أن املسل يؤمن بوجود اهلل اخلتال التراز فتان ذلت يعتين اإلميتان بتأن أصتل املل هو هلل سبحانه فهتو املالت األصتيل لكتل املتوارد التي يستتخدمها اإلنستان .أمتا ملكي اإلنسان للموارد بأنواعها فهي ملكي عارض وطارئ تنتهي مبو اإلنستان التذي استخدمها يف حياته .وينبين على ما سب إميان املسل بأنته مستتخلف أو وكيتل يف ملت ليس له أصال وإمنا هو هلل وبذل فان عليه استخدام املوارد الي أعطاه اهلل إياهتا وفت ما أراد اهلل وقد بن ذل كله يف القرآن الكري والسن املطهر . لعل من أه عناصر قو النظام الراس مالي السائد مبدأ احلري إذ إننا جنتد هتذا املبتتدأ يف كتتل خاصتتي متتن خصتتائص هتتذا النظتتام .لقتتد جتتا اإلستتالم لينتتادي باحلريت يف مجيع مناحي احليا ومنها اجلانتب االقتصتادي إذ إن اإلستالم مستح حبريت التملت للمتتوارد وحري ت ممارس ت النشتتا االقتصتتادي باطتتاره العتتام إال أن النظتتام االقتصتتادي اإلسالمي ينادي باحلري املضبوط مبيزان الشريع اإلسالمي الذي يضمن حتقي العدالت بن أطراف املعادل االقتصادي من منتتجن ومستتهلكن وبتائعن ومشت ين كمتا يؤكتد أهمي اح ام املصلح العام للمجتمع. يعترب التعاون بن مكونتا اجملتمتع املستل متن الركتائز املهمت التي ينتبين عليهتا النظتتام االقتصتتادي اإلستتالمي واجملتمتتع اإلستتالمي بطبيعتتته متعتتاون متكافتتل يف كتتل جوانب احليا ومن أه جوانب هذا التعاون والتكافل اجلانب االقتصادي. فاملصلح العام للمجتمع تتحق دون تناقا مع مصتلح األفتراد واملؤسستا ما دام اجلميع منضبطا مببتادئ الشتريع اإلستالمي .وقتد فتر
اإلستالم فريضت الزكتا
15
عل االقتصاد والنظ االقتصادي
أحد أشكا التعاون إذ يت من خالهلا إعاد توزيع الدخل .إضاف إىل حا اإلستالم على اإلنفا التطوعي ملساعد ذوي احلاجا . *
يتميز االقتصاد اإلسالمي مبجموع فريد من اخلصائص واملزايتا التي يتفترد بهتا عن غريه من النظ االقتصادي الوضعي .وعلى الرغ من وجود تشتابه هنتا أو هنتا يف بعا هذه اخلصائص مع ما هو يف االقتصادا الوضتعي يبقتى هلتذه اخلصتائص متيزهتا بكون منطلقاتها وغاياتها ختتلف عن املنطلقا يف االقتصادا الوضتعي .كمتا أن القتي الي يتشار فيها االقتصاد اإلستالمي متع التنظ األخترى ختتلتف أيضتا كقيمت العدالت واألمان واحلري ألن التتزام املستل بهتذه الفضتائل نتاب إع متن إميانته بتاهلل تعتاىل وطلتب رضتتاه يف املقتتام األو
يف حتتن أن التتتزام اآلختترين بتتذل هتتو طلتتب للمنفع ت املادي ت
الدنيوي .
االقتصاد اإلسالمي منبث من العقيتد اإلستالمي ويستتقي مبادئته األساستي متن مصادر التشريع اإلسالمي متن القترآن الكتري والستن النبويت الشتريف وإمجتا علمتا األم والقياس فاالقتصاد اإلسالمي يستمد أصله من كالم اهلل سبحانه وتعتاىل ولتيس من أفكار العلما والفالسف كمتا يف التنظ االقتصتادي األخترى ففتي القترآن الكتري ومصادر التشريع األخرى جند األستس التي بنيتت عليهتا نظريت االقتصتاد اإلستالمي * ميكن للقارئ االستفاد من مرجع حديث حو خصائص االقتصاد اإلسالمي ومبادئه" :مبادئ االقتصاد اإلسالمي" تأليف.أمحد حممد حممود نصار
1/دار.النفائس للنشر والتوزيع األردن .2115
( )1السالوس علي االقتصاد اإلسالمي والقضايا الفقهي املعاصر للخصائص أ د هت و ز .
1559 1/دار الثقاف
الدوح
ص .43 23
21
مقدم يف نظري التمويل اإلسالمي وأدواته
وهلذا مسي هذا االقتصاد باإلسالمي ونسب هلذا الدين. واالقتصاد اإلسالمي يهدف إىل فال اإلنسان يف الدنيا واآلخر وحتقي الغايت األساسي الي وجد من أجلها وهي عباد اهلل مبعناها التعبدي الضي كتأدا العبتادا املفروض كالصال والصيام واحلتج ومبعناهتا العتام لتشتمل تستلي اإلنستان هلل وطلبته لرضاه يف كل مناحي حياته. تعد الصدقا واألوقاف متن خصتائص االقتصتاد اإلستالمي التي تعمتل علتى حتقي التكافل االجتماعي وتغطي حاجا الفقرا يف ظل هذا النظام. وهي أساس االقتصاد اإلسالمي وعماده وهي الصف املميز له عتن غتريه متن النظ
فاملشارك يف الربح واخلسار هي قاعد توزيع الثترو بتن رأس املتا والعمتل
وهي األساس الذي حيق العدال يف التوزيع. يف النظ االقتصادي الوضعي جيب االلتزام بالقوانن املوضوع وعدم خمالفتها وفيما عدا ذل ميكتن للشتخص عمتل متا يريتد متا دام مل خيتالف هتذه القتوانن .أمتا يف اإلستتالم فتتان هنتتا رقاب ت متتن نتتو آختتر تتمثتتل يف الرقابت الداخلي ت النابعت متتن ضتتمري اإلنسان الي تستحضر وجود خال مطلع يعل ما يف األنفس وما ختفي الصدور. االقتصاد اإلسالمي يقوم على قواعد أساسي ثابت ال تتغري ولكن ذل ال مينتع مطلقا من التكيف مع ظروف الزمان واملكان الي تستتدعي وجتود املرونت يف األحكتام. ( )1مدني حسن االقتصاد اإلسالمي .املكتب التعاوني للدعو وتوعي اجلاليا بالربو مبدين الريا ص .6 5للخصائص
ج.
.2119- 1425ص
عل االقتصاد والنظ االقتصادي
21
واالقتصاد اإلستالمي قابتل للتطتور يأختذ متن اآلخترين متا هتو نتافع ويلفت متا خيتالف الشريع والفطر .كما أن األصل يف األمور اإلباح وبذل فان كل ما مل يرد فيه نص بالتحري فهو حال
وال حاج لورود نص شرحي يؤكد إباحته.
االقتصاد اإلسالمي ليس اقتصاد كهنو وال يدعو إىل نبذ متتع احليتا ورغائبهتا كما يدعي بعا اجلهلت بته بتل إن اإلستالم بعمومته دعتا إىل التمتتع باحليتا يف مجيتع جماالتهتتا والتيستتري يف الستتكن وامللتتبس وال فيتته ولكتتن جيتتب أن يكتتون كتتل ذل ت بتتال إسراف أو هدر للموارد دون طائل .فتحقي احلاجا البشري مرتبط أيضا حباج الرو إىل االرتبتتا باخلتتال جتتل وعتتال وال ميكتتن أن يستتعد اإلنستتان إال بهتتذا التتتوازن بتتن متطلبا الرو واجلسد. إذا كان من مزايا االقتصاد الراس مالي تأكيده مفهتوم احلريت فتان أبترز متا مييتز االقتصاد اإلسالمي هو التوازن فهتذا التدين وستط يف كتل شتي .ومتن أبترز اجلوانتب الي تربز فيها وسطي اإلسالم اعتناؤه مبصلح الفرد وحقه يف ممارس حريته االقتصادي ولكنه أيضا مل يسمح لألفتراد بالتعتدي علتى املصتلح العامت كمتا أنته مل يستمح بأختذ املصلح العام على حسا األفراد. إن دين اإلسالم مبجمله قد جا إلسعاد البشري وإخراجها من ظلمتا اجلاهليت بأشكاهلا املختلف إىل نور احل الذي حيق هلت الستعاد يف التدنيا واآلختر .واالقتصتاد اإلسالمي جز من رسال اإلسالم جا مبا يستعد البشتر مجتيعه مستلمه وكتافره بغا النظر عن مكان سكناه أو عرقه أو مستواه املعيشي أو الثقايف أوغريه.
22
مقدم يف نظري التمويل اإلسالمي وأدواته
الفصل الثاني
النظام المالي اإلسالمي
تق د يف ا فصل ددس فص د ال ظا فصالق د يف فاإلس د يش ف جمددعة ن ددنس ةن د ة د ف قن د ف ددال فاإلس د يل اند ا فص ف د فص دال
فصلر يد فصددت نكددسن اددس ةالكد ا ددال ةد
فصسج د ل ان د ظا فصالق د يف فاإلس د يش ن ددنس ظنا دا فصالق د يف فا د ص فص د يف صي ص د فا صي د فص ة ) ا ض ف إىل فصالق يف فا ص فخل ص فصذش نطبل ا فصقط ع فخل صل فصدذش جمدين ا حم فاهسن يف ا هذف فصنس ب. ميثددس فصالق د يف فا د ص فصبيل د فصنيي د فصددت ت د فيك د فا د ا فا جم د مت س
ط تك ا إط هل ان ظا تطبيق
فا صي د ف
ددر
ف يف فا صي فاخسيلد جمدسن ا ضدن إطد
هذف فصالق يف .تسان ة رف هذف فصالق يف فاطعع يى ةلك ةه ظه ففه ظ ئلده ف جمد فصت نق يف ييك .ظة ا صال دب الكد يف فاد ط طبي سده ظهنيسده فقد ف تدف فا صدل ظا ن دس فصنعيف الك إىل فصل س فاس يل ا يف فا صي ف جمعةي . جميسن ا هذف فصل س فصنعيف
ف ط فصالقرش صيالق يف فاد ص ف جمدعة ل ا اجمدسل ي ةد
فا رف فا بق ا صالق يف فا ص فصسقيي ش فص د ئ فنا ا ظليدال ي ط فص د ا فصدرفس ةد ص )ل اكذف فإا فصس رنل ا صالق يف فا ص فصسقيي ش جمينثس فابحث ف ط ة هذف فصل س؛ ذصد ةد
ددعط ت رنددل فصالق د يف فا د ص
ت ضدديا ال ىلددرهل إض د ف إىل ظهني د فصالق د يف فا د ص
ف ه فا فصت ن ى صسحقيقك ل فص ظد ئل فاال طد ا صالقد يف فاد ص فصدت ةد
ع د ندسن
حتقيل ف ه فا. ا فابحددث فصث د
ة د هددذف فصل ددس ت ددرل صيالق د يف فا د ص ف جمددعة ة د
فتهل اذص متيي ه
فصالق يف فا ص فصسقيي ش ةد
يددث طبي سدده
دعط حدرخل فخل د ئس ف جم جمدي
فاني صهل ف ه فا فصت ن ى صسحقيقك ل جم ئس حتقيل هذه ف هد فا .نيد ذصد ا فابحث فصث صث فصس را افهن فا جم
فصت نسن ا ةالك فصالق يف فا ص ف جمدعة ل ةد 52
52
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
ظي فته
ت فره يى ظ ل فص فإلع .نفت فجمس رفل ظهن فا اس فا إل
يدى ظ ل فص فإلدعل
فصت حت ة فصس ه حن فصسطبيل فصل ي صيالق يف فا ص ف جمدعة ا فابحدث فصرفادع ف ة هذف فصل س .
د
52
فصالق يف فا ص ف جمعة
المبحث األول: النظام المالي فصالق يف فا ص ه ق يف فر ةكن فيهل فع ن فص ال ىلر ف فخل ة
ال ر ظجم جم
ة فصالق يف فاإلس يش فصني ل ه
ق يف فإلس يش جميين ي هل نسل س هذف فصالق يف فجل ئ ةع صيالق يف فاإلس يش ا فجمل ا ف
ر فان
إخل؛ سى ن سطيع ف
ا
ر اص ف
فص ال
ف جملي فاإلس ين فصثعث فا ر ف فاس يق
اسخ يس فا ف يل ه :ة ذف السج ؟ ايل ؟ ا ؟. حت ي ف
هذه ف جملي ايلي ظيفء فص ظيل ف جم جمي صعإلس ي
ا
فاسنثي ادسخ يس فا ف ي ة ظ ل ف س ي فاخسيل ل اذص
نس إيف
ت زنع هذه فا ف ي اني ف فرفيل اذص
ف ل ق فن ّ يى فاجمسكعك) ف ل ق فا سقبي ة إذف متت تيبي
ظس فا ط اني فصقط فاي
حت ي فا فز اني
) .ا ك ن فاط ا حت ي
مجيع ف فرفيل حتققت ف ه فا فا سن ي فاإلس ين
صينجسنع ايه .)1 تنن ف هني فخل ىل صيالق يف فا ص ا ظ ه نبحث ا خت يس فا ي فا ص ظس فا ط) فصذش ا مين
ش ةال ف ظا تال ف ة ي ه ظ ت سنر ا نيك ي ا ت فقه
ا نس ةعئن. تب ظ فصقط ع فا ص ةرا فص افجم فق فا ط فا )1حمن
ا فص را
ف ا فإلس ين
ي ط فص ا مب جم ته فاخسيل
فا صي فاخسيل ل ذص ةق
نر ح ارفل ف جمعيف فصسح ش فاإلس يشل ترمج حمن فص نك شل ط1/ل ةال
ف جمعة ل ن ا – ف يال 1992ل ص.11
اقط ف
فإلس ين فا ك فص ا صيلنر
52
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
تقيي ن ظ ر ا ص ال فا جم
فصقي ي
فص ف .إل ا ا صيس ك
ظي فته
فص اي حن فخل خ ل فع
فا صي فسا ف جم فق فحلرن فاإلس ين ف ثر فصل ط ا ت ن
ىل ف هذف فصقط ع فاكن. ش ت رنل صيالق يف فا ص ظا نبني فخل ئس فاني صهُ ا ىلله ق ة ة
اا
يث إ ه نسن ا ة ةن ظ ئل
ال ىلر ظ ةلريف ل ت نس مجي ك ا نس ةسال جمل ت يش
ئي حم ي ل ة ك ا صسحقيل ه ا حم ي ظ ةن
فصس رنل جيال ظا نربز فجل ال فا ص ة هذف فصالق يف ة ة ظجمكنل جمال ف ل ق يل ة سق
ظه فا .اذص فإا هذف
يث ا ه نس ةس افىل ط ة صي عط ة جم
ة صي ل ل ه ل ة
هنذف مين ت رنل فصالق يف فا ص اف ه " :جتنع ة ف جم فقل ل فصق ف نيل ف قن ل فصسقالي
فا جم فص ال ف
ف
فق فا صي ف
ع
فصت نسن ة
ر ل اذص إ س ج ت زنع فخل ة
ة صي . ف فرفيل
تس ف ط ف جمكن فا صي ل إض ف إىل
حت ن ة ا فصل ئ " .)1 ن ط هذف فصس رنل ىل
فضح صيالق يف فا ص فصسقيي شل نبني ايل ت نس
ال ىلره فاخسيل صسحقيل ف ه فا فاطي ا ةاله ا ىلله
ءف ة فصالق يف فاإلس يش
نكسن اسخ يس فا ف ي فا صي . ف ص ق فا صي جم فءً ظا ت ي فا ة ينا حمن ةا حب ي ة ين ظيف ا ت ةري آصي ة جم ي ل حم ي مبن ال ت فا سثنرن ظش
ال رفا ظجم جما ن فر يق
ىلس اني فا رن
ض ف ة فط ط صبيك ل جم فءً ظا ف ظفرفيفا ظيف ة جم
.نن ا
فصس ةس ا فص ق افىل ط ذف طبي ة صي ا جمكنل فص ال ف ل فا سق ل فصت
1 Rose, Money and Capital Markets.8th ed.(N.Y.: McGrow-Hill، 2003), P.2.
) (
59
فصالق يف فا ص ف جمعة
تسني ان ك قا إل يا حل ةييك جت ه ة يى ف فئض ظة فط فن رن
نك ةق اس
ط ف صني فا سثنرن )
فا رن ) .ان ظا هذه ف ىل ط إل تن ا ط ني ف ف
ان ا ظجم فق ظس فا طل ظ إل تن ا صيس ف ط افي ف إل
س
س ان ا ظجم فق
فصالق . نن ا فصسل س اني فا رن ت رن ي ةلر ض ة فجلك
فا سثنرن ا ف جم فق فا صي
فصرمسي يف س فصبي ظ
ا صرإل ا يى ظجم فق فا ط ىل إذف ا ت فصب ىل ت
هال ص ظ قن ت يين ال ر فصسقالي
ظة
تالقن آصي
رل فصبي
ك
فصس ةس يف س فص ق. إل تن ا ة ين اف ك
ل ظ إل تن ا ظجم صيال
اه فص جم ئس فصت فحل جم ب ظ ك
ط ف حم ي ة بقا صيس ةس اني
ف طرفا فاخسيل ا فص قل فصت ختسيل ة جم ق ن رل ة ظيف ة صي فين نس يل اسح ن ة ا
ي صي تكسن
ةرا ط اني اي ن ظ ظاثرل ان
فص ف ي ا ت رنل فصالق يف فا ص فيق
نس ةس اك ا ص قل هذه فصسقالي فات ا
سى ة
يى ظجم س ظُطُر
فصسحنن فيهل فإ ه ن
فصل ئ
ر . ة فجل ف ال
فصب صغ ف هني ا فصالق يف فا ص ل ت ي تي ف هني إىل ظا فصل ئ ت يش ي فا حم نا ا نس هذف فصالق يف ة ة ا
فصل ئ ن
ف ل قل اذص فصل ئ صيح ة إل
عط تفث ه فاب حر يى فاي ف يف ف هن اي فا
ا فارا ن صيح ة فصساخن ضبط
ل فصالن فاإلس يشل إل تيجف تي فا
ا فصسج ن
فا
ا إىل فع جم ر
يى ف إلرفلل ظ ظ ك إل ت نس فص ن
حلل هذه فصبال ك يى ظيفء ي ظارب ا زن ي فاإلس يش.
فاجمسثن ل ان ظا حت ن
جن فاجمسثن ف
يفع جي فصالن
13
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
مب ظا فصالق يف فا ص فص ة صدهل ان ُت
ظي فته
ء ة فصالق يف فاإلس يش فإ ه ن نس يى ض ء ف ه فا
ظه فا فصالق يف فا ص ظه ففا
ئي ا اق
ةع ف ه فا فص ة
صيالق يف فاإلس يش .نك ا فصالق يف فاإلس يش إىل س فا ني فاإلس ين فصال مج يف فصس فزا اني فجلك ف
ف فرفي لب تكن ة
ر ؛ ا هذه فحل
فصرلب
– ةالك ظس فا ط – حم ي تسني ا صال نفت ي
ك اني فا ف ي فاإلس ين فاس
ة
ل حم ي ا ني ظا فا ف ي فاإلس ين فصال بي .
فصالق يف فا ص هال صسحقيل فصس فزا اني فحل
إىل ف ة فط فاق ف
فاس خل ةالك ل ذص صسحقيل ظه فا ت ال ايك ا فصالك ن ا ا تق فصسخ يس فصنلء صين ف ي فا صي ل هذه ف ه فا ه :)1 ذص ة
عط إلي يف فصالق يف فا ص اسح نس ف ة فط فصق اي صإلإلرفل ة فجلك
فصت متينك
ف فصل ئض) ة ظفرفي حرا
ىل ة جم
ة إىل فجلك
فصت تطيبك
ف فص ج ) ة ظفرفي حرا
ىل ة جم
ة ظناا؛ سى
ت سخ ةك ا حرفء فص يع فخل ة فاال آ
إلقإس
إ ل ق فجمسكعا ) ظ ا فاجمسثن ا فا ف
).
جيال يى فصالق يف فا ص ظا نان تال جمقا ت فز ا ة سنرفا اني رل ف ة فط فاس
* صين ن
صإلإلرفل فصطيال ييك اني فصسال جمال ةع
ط فصالق يف فا ص
فاإلس ي فجملسنع .ان ظا
ظه ففه ظ ئله نر ى فصر ع إىل:
Edwin H. Neave, Modern Financial Systems: Theory and applications. John Wiley & Sons. USA.2009 )(1 Ibid , p.2.
11
فصالق يف فا ص ف جمعة
يى فصالق يف فا ص مح ن ي ط ف فرفي فا جم رل ف ة فط فصق اي صإلإلرفل ة إلبس ة جم
ة فصساخن فصال تج فصالق يف فا ص
ا ةثس هذف فصساخن ن يش إىل تآاس ي ط ف فرفي فا جم فص رفئي ص
زن ي ا؛
ىل فا
ا بال فخنل ل فصق
ف فصالق فصت ميين ك .ان ظا فحلل ظ يى فجمسقرف جم ر فص را صي ني
فص طالي مح نسك ة
ال ىلر فصسذاذب ف تل ا ظ فخنل ضا ن
فصالق يف
ة ظصن
فا ص . سى نسنن فصالق يف فا ص ة حتقيل ف ه فا فاال ط اه فإ هُ نق يف افيفء فص ظ ئل فنتي :)1 ت را فا رف اف ك " :اني ف ة فط فاسبقي ة فص س فجل شل ا
ف لق
فاجمسكعا ا صال ب صألفرفيل ظ ىل ا ف ا خل فجل ن فحملسج فصت تبقى ا فص را ا ت زع يى فا كنني" .نالبغ فصسنيي اني فاي ا فاجمسثن
فصذش ن ين ت ه ف ة فط جلك
اني فااسال ز فصذش ن ين تن ن
ف ة فط ا ن ة صنيك ي ا فجمسثن ل
جم ا نري ت ضيا ظ جمع الك يف فااسال ز ا حرخل ميثس فصالق يف فا ص ة اجمسثن ه ا فاإلس ي ة
* ذار هذه فص ظ ئل صيالق يف فا ص
ت ظلك
ئس فصالق يف فا ص ف جمعة .
عط ة جم ته فاخسيل إلال ا صس يه هذه فا رف عط ف جمكن فص ال ف
ل ه ة ف ىل ط فا صي .
صن ا نس خمس ر ا:
Crane, Dwight B et al. The Global Financial System: A functional Perspective. Harvard Business School, 1995. pp4-5. )(1 Rose , P.P 6-9.
15
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
فاي
متثس ف ىل ط فارتفان فصال جت
ظي فته
فاني ا صي
فاإلس ين ةلك يف
فصثر ل إل نن ا هذف فصرتفان يى حنس ظىل ط ة صي متثس خم ا صيقين حيلظ إلين هذه فصثر ل سى نفت
إصيك
إلت فحل
ل إلك .
تسني ف ىل ط فا صي فصت ن فره فصالق يف فا ص ان ك خم ا ةث صيا صيقين ة يث ف سل ظك اقينسك فخنل ل ف سن ط فصس رل صيسيل ظ فص رإل ا ن فاين جم ) إض ف ا إىل جمك ص حت نيك إىل جمي ص إلت فحل
إصيك ل ذص ة
ف ىل ط عط
اي ك ا ف جم فق فا صي . ت را جمي ص ف ىلس اف ك "فصق
يى حت نيه إىل ق افجمرع إلت ظإلس
" .نق يف فصالق يف فا ص اس ف فص ي ص فصالق فجل ه صإل ل ق) حلني ف ىل ط فا صي فصذن جمبل ظا إل ة ف اسخ ن ثر فتكن فيك ل ذص ظ فصط ئ .نسطيال ذص فصثر ف
سى نييب
ي ظجم فق ة صي صس ظيلك
سكن صإل ل ق فاس إلع سى ا حيجن ظىلح ب
ت ظيلك ا هذه ف ىل طل إاق ئك يى حنس ق ي ظ يفئع
ن يا
ظش ئ . فصثر متثعا
إذف ا ت ظيلس فا رف فا ص ل فإا ظيل فائسن ا ت رب فا جم *
ال فص رل صألة فط ا فصالق يف
فصطيال يى هذه ف ة فط ة إلبس ف فرفي
.
جت ف ح هال إىل ظا ف ىل ط فا صي تبقى رض ا صيسذاذب ا إلينسك سيجد صقدر ا فص درل فصطيدال ف ضد ع فاإلس د ين فا طي
فص ي جمي .إض ف ا إىل
ظ ئل فصالق يف فا ص .
ي حم يف
حت ط ي ا فصس ييس فصن ةس صألىلس .هذف ة ا نري ا فا
فصدذش ظ دذ ةالده
11
فصالق يف فا ص ف جمعة
هره ب
فائسن ا ا
إإلرفل فا ط ةق اس
يث نق يف فا ر ا هذه ف ة فط ة فا رفي إىل ظ صل فصذن حيس فصرفس ة ص فصذش تق يف اه فص
عط حرفئكن ف ىل ط فا صي ظ إن ف تكن
ا إصيك صإل ل ق فاجمسكعا فص خ ف فاإلس ين صسن نس ة
ال ة ي ه فا صي ا فاي ف ي يى حنس ةطي ا ان ن فر فصالق يف فا ص صين جم يى فائسن ا ة
ا صس ن ة سقبعال
فص
ظ صإل ل ق
ن ك ل نقكر ذص ا ف
س.
س ظ إل
ط ني ف
ف فحلن ةي فص زف ف فرىل فحل
ط
عط إىل ف ف فص ن فص يفل ظ ف ذ
ظ جمال ف فصبي ن ل
فصالق يف فا ص فاخسيل ل ةثس فا
ل
ل ه .تق يف ة جم
ا ىلال ينل فصسق
ف جم فق فا صي ل اسق نن فائسن ا ةق اس جم ر ف ئ . ا نع جمي ب فاق نا فصب يط جمي ةق اس جمي ظ فصذش ا ا جم ئ فا ا فرتف ت خيي جم اق ة آصي
ة ةق اس
ة
نر فصب رن ل ظىلبحت هال ك ظي ف
صيسب يط ظاثر إلب اا ة فاق نا ا بال ةعءةسك جمك ص فصس ةس اك ة ث إليسك .
فق فر فصالق يف فا ص ةر فا ا ص ين
جم ئس اط إل
فق فصالق ن ا ص نال
نث ا ءفا ا فائسن ا فحل ا
ف صنرت ي .متثس جم ئس فص فع فا سن ا فصسج
فصرن ط فص ا )
فجل ن ل ف سك ءً مب ن نى ا صالق ي ف صنرت ي ةث اا فضحا يى هذف
فصال ع ة فصسط . نس رل ف فرفي ممسين تكنل اذص ت يش إىل ي فصالق يف فا ص ة
فص
ف فاإلس ين ل إىل خم طر ة صي
ئي ظ ايي ا فصثر ل مم ن يش ا صس ص إىل فخنل ل فص س .نفت عط ة جم ته فاسخ
ا صسفةني صسغطي فخل ئر فحملسني
13
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
ظي فته
طرنل ايع ث ئل تفةني نسنسع ةي ه حبن ن ض فخل ئر فاس إل ل نا ا إىل ذص ظا فصالق يف فا ص ن فر ظي ف
ظجم صيال ة صي ة يال صي إل ن ة خم طر تقيب
فصل فئ ة سقبعال فبفي ف ةثس فخلي ف حتقيل ع ة فاجمسقرف ا فصس فق ظجم
فص را ظ ظجم
فا سقبيي
فار ح ل ظىلبا ا ةن ا
فصالق ن صألفرفي صي را
فا في ظ ظجم
ف جم
فصل فئ فصت إل تالجن
اة ط
تقيب
ظر ا ايلي خمسيل
جمي جمي ا ت ظ فإلس ين ظ ل ه . ا جمبيس حتقيل فازيه فاإلس يش .تيجف فحلن ة ت ك
إىل تطبيل جمي جم
ه
ة صإل رفءف فحلن ةي تس يل ا س جل فص ن ص ل ف جم ل ذص ة
عط فصسحنن ا ظجم ت يش ة جم
فصل فئ ل رل فصالق يل ف ل ق فحلن ة . فصالق يف فا ص ة ظجم فق ة صي ة
ا ت ف إلال ظجم جمي ت سطيع ة
ع فحلن ة
فاجمسقرف فاإلس يش فحل ة فصساخنل
تالليذ جمي جم تك ف يف إىل حتقيل
ل فصالن فاإلس يش فا س فيف فصس غيس
فصن ةس صين ف ي فاإلس ين .نق يف فصبال فارا ش – فا ل ط ا جمسخ فيف ظي ف صيسفث صيالق يف فاإلس يش.
يى ظجم
فصل فئ
ا ل ه ي فا ظجم جميا
فص ي جم فصالق ن
رل فصالق ي صسحقيل ف ه فا فصرئي
-
12
فصالق يف فا ص ف جمعة
المبحث الثاني: النظام المالي اإلسالمي جمبل ا فصل س ف ط ايد ا ظا فصالقد يف فاإلس د يش ف جمدعة نقد يف يدى ةبد يئ ة سق ة فص رن ف جمعةي تسح ي فيك ظه ففه ظ ئله. نال إلش هذف فابحث ظا ي فصالق يف فا ص ف جمعة ة
ئ ه
يث طبي سهل
فص ق ئ ن ل ثن ظه ففه ظ ئله فاخسيل ل ذص ا فصب ء اس رنل هذف فصالق يف. إا ةلك يف فصالق يف فا ص ف جمعة ص فاإلس ي فصسن نس ف جمعة حم ةالقند
ا
ظليال فصبد ثني فا ىلدرن ا خت
د
ال ف د حمند يف اد صالقر فصس خييد صي صد
يد ف صيال د ط فاإلس د يش ةددع إهند ط
د ي قد يف ةد ص ن سند
يددى ةبد ي
فصقط ع فخل ص ان ه فحل ط ا فصالق يف فا ص فصق ئن يى فاإلس ي فصرفس ةد ص ل يدث إا فص في ف قن ة فصب ثني نس رض ا صين صيد فص ةد صي صد ف جمدعةي ل نطيقد ا يى ذص ة طيا فصالق يف فا ص ا ف جمدعيف )1ل إا ظا فص د فب هد فا درتفا ا د ي حل آ ر ةكن صيالق يف فا ص نس اإيف فا ي فا ص
يدى ة دس
فاهسند يف ا ا صيد فص ةد صي صد ل هدذف فص دل نس يدل فصقطد ع فخلد ص اند هد فحلد ط ا ظليدال فإلس د ين
فص ا.
)1حمن يل فصالق يف فا ص
فاإلس يش ا ف جمعيفل ط1/ل 5333ل يف فصال ر فص ص ل فص
اذص :فص ف يشل فص ي جم فا صيد :ظهد ففك ظي فتكد ل إلد حبثيد ةق ةد إىل د
ين ل ص .13
فص ي جمد فاإلس د ين ا ف جمدعيفل - 13
1991/2/53ل تالقين فا ك ف جمعة صيبح ث فصس نالل فصبال ف جمعة صيسالني ل فجل فئرل ص ص .393 - 322
12
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
ن
ظي فته
ا ث ا آ ر ا إىل اسِ ة فصالق يف فاإلس يش ف جمعة ل فصالق يف فاد ص
ف جمعة ل فصالق يف فا را ف جمعة ا نس ةرتفيا . )1إا ظ ه نالبغ فصل س فصالقرش اني هذه ف قن حت ن ترتيال اس ةالك ا صال ب صغ ه؛ ف صالق يف فاإلس د يش هد فصالقد يف فصني فصذش نالبثل الهُ فصالق يف فا ص ل ن فصالق يف فا را ق ةا فر يا ةد فصالقد يف فاد ص إىل
فا صي ف
ال فا جم
ر .
يث إ د ُه ا ن د ت رندل حمد ي ة دبل صيالقد يف فاد ص ف جمدعة ل فقد
ندس
فا صددل يددى اي د
ت رنددل ن ددسلي ة د فص ال ىلددر ف جم جمددي ا ت رنددل فصالق د يف فا د ص
فصسقيي شل نُبق
دذف فصالقد يفل ادذص فدإا فصالقد يف فاد ص
يى فخل
ف جمعة ه " :ةن
ىلدي ف جمدعةي
ة فا جم
ع د إجيد ي ف ىلد ط فا صيد تد ف
فصق ف ني ف قن ل فصسقالي ل نند ا ةد
فصت نن ا ةد
ع د إ سد ج ت زنددع فخلد ة
فا صي ل خت يس ف ة فط اال ءً يى فص ئ فاس إلع صعجمسثن ل ذص
يى ض ء ظ ن يف
فص ددرن ف جمددعةي فصسن ةددس ةددع فص ي جم د فا صي د فص ة د ة جم د
فص إلددل
ل ه ة فا جم
فص ا د
فص ة ل اك ا حتقيدل فصس دغيس ف ةثدس صيند ف ي فا صيد ل حتقيدل
فصرف هي صينجسنع" .جمديفت فصندعيف د فص اد
ت ضديا ي هد ا فص ي جمد فا صيد ا
فابحث فخل ة ة هذف فصل س اإذا فهلل.
را فا ين ا اث فا ة فا ةع فا صي طبق ه فين ايالكنل ظ ةدع ل هدنل يث ا ف مي جم ا ا ض ف ن ط فا رفي فااللري ة
)1إإلب طل ة ف
عط ت طيكن صيسج ل ةثس
ل "فصالق يف فا را ف جمعة "ل إل نس إلن )39ل ىلال ق فصالق فص ص ل فحالط ل 1922ل ص.5
فصالق يف فا ص ف جمعة
12
ىلرا فص نيد حت نيدك إضد ف إىل ا دض فصال د ط
فائسن يد .)1اند درا فصس ةدس
فاد د ص
فاجمدددسثن ش ةد د
فا ف
دددعط ىلدددية خمسيلد د ا ااد د ا ل فا د د ا ل فص دددينل
ل فا إل ل ل ه . ا ك فخلييل ف ة ش ب فاي ا ةدر فا ظىلد فصد نال ف جمدعة ا د ظا در ىلد فص نيد إىلد ف فصالقد ي
ا ا فا ين ا نس ةي ا ا ني فصر يف فصبي طينيل ا ص ص ف جمعةي .)2 ادددذص ت د د
فص دددح ا فصسد د ا ا فصلقكد د ء صيقاد د ن فا صيد د ا اد د ب فقددده
فا ةع ل حبيث صت قا ففراف ة ظحب ثكن ي فجم تكن .)3 د ط د يف
يددى فصددرلن ةد فص د فه فصددت ةدرّ ذارهد ل نبقددى فصس د وط ند
دي
ة جم
ة صي ة سقي تطبل فصالق يف ف جمعة حبيث ت يش ي فا مت نييا ظاثدر تقد ةا نلاد إىل
حت ا
ف جمعةي ل إض ف إىل يف ةد ن د إىل تطبيقد ا
ذ ن ا فإلس ين فجملسن
ف يف فا صي ف جمعةي يى ة س
فصال ط فخل ص ا صسج
ط ب" )4ة ىل ا ف
نسلل فا صل ةع ة نذهال إصيه " خمس فص د فط لا ددبال قددس فا ي ة د ف جمعةي ل
ظىلح ب فحلرا. اد د هدذف
د فصس د نإل فاإلس د يش ف جمددعة صينجسن د
يف ا ع فا ر ا ةالك صيسحييدس فص يند فصد إليلل إا ظا هدذف ا ميالدع
تق نن ا ض فص ال ىلر فصت ت كن ا ف )1ب فحلني فصب ي ل "ظي ف فاجمسثن ا فا
ا
ص
ئيا
يى هذف فص فطل ةالك :
ا ف جمعةي "ل فايسقى ف جمعة ا ال فا :حت ن
فص ا صين
ا ف جمعةي ل تالقين
ف ا يميي فص راي صي ي يف فا صي فا رفي ل ن ال ظن 5331ل ص.ص.2- 2 )5حمن
ثن ا حب ل فا ةع
فا صي فا ىلر ا فصلقه ف جمعة ل ط3/ل يف فصالل ئ ل ن ا ف يال 5331ل
ص.ص.122- 121 ل هل ص.ص.13- 11
)1فا )3خمس ف
ط بل"إل
فجلك ز فا را يى مت نس فصالن
ي ل ةي ف يي حمنن ت
فصس جمع ا فصالق ةني فصرفس ة ص
ة فصن نت)ل ايع 1993لص 95.
ف جمعة "لفجملي فص راي صي ي يف
12
ظي فته
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
- 1فصطبي فصلقكي صي ق ي؛ يث ا ت ق ي فص را ةالقن صسحنن عإل
ةب حر اني فص را ء ا هذه فص را ل ا ت
ظليال فاذفهال ا جتي
ي جميط ة ص ةثس إ ز فاا ب فن ر ه
فصذش نفت
جمطا اني فص ةس ب فا ط ا ق فاا ا .
- 5ظ ن يف فص ين
ا فصلقه ف جمعة فصت ا جتي صي ينع فا يع ص نه)
فصس را ا فص ين .
*
- 1فا سن ي يى فص عإل فصس ةس فا ص ا نس ة جم
فص خ ي فا سن ي ظجمكن ا فحل ة تط ةالقن.
إض ف اد جمدبل فدإا فصقدر ا فصدت ةدر ر ب فنت فضطرفا
جمي جمي
ا فص ر فحل نثل فا جم
ن د ةلك د يف فصسن نددس ف جمددعة
ء ق يف ةد ص إجمدعة ميند ظا
د ةد فصقدرا فص درن )1اد ظ
ي ف ددس صيسن نددس فصرا د ش فصددذش تق ةدده
فا صي فصغراي ل ظ ةثيعتكد فص رايد ل فصدت ف س در ا دنس ادب ةالدذ اد فن
فصاللطيدد ظيندد ادد
*
كد فخلعفد ةد
ظش جترا ظ ر اك .
عط فص قد ي ف ا د ف
فصقددرا فص ددرن .اند ظا حت د ة ددس صين جم
يدى فا دينني ا د
صت ظناا ي ا
نالقر إصيه جترا ي مين فصر ع إصيك ل ظ ةق
نددربز ة د
ا فصلقه ف جمعة
فصد س زن د ي فصثددر فصالد مجني د فصطلددر
هن إىل ي ددن فنددر فصسن نددس ف جمددعة ل تدد ف ة دد ي مت نددس
فا صي ف جمدع ةي فحل نثد فصال دف ل حبيدث ا تبقدى ثدر ف ف ةد ةقد فتك
صق ء فا ن ة فصا ء يى هذه فصالقط ل ف ع فا
فص ال ل هلص 94ل.102-101 )(1
Ali,A. Mohammed." The Emerging Islamic Financial Architecture: The Way Ahead". The Fifth Harvard University Forum On Islamic Finance, Islamic Finance: Dynamics and Development. Science Center, Harvard University, Cambridge, Massachusetts, April 6-7-2002, P1.
19
فصالق يف فا ص ف جمعة
ةرتكالد ايد فا جم د حت ني ة س
فا صيد فصغرايد ل
سددى ت دده هددذه فصثددر ف حند حتقيددل فصسالنيد
فا ي ا ف إلط ف جمعةي .
إا ار ز قرن فصسن نس ف جمعة
تطبيق تك فص نيي ف س
ط فص د ا اد نع
ه
ةقرت صيالق يف فا ص فصرفس ة ص فصذش ن رل فاإلس د ي فص د ا ا د اس طد لإضد ف فاخسيل فصت تبحث ا تالقين ندس هدذه فا جم د
إىل فص فجم
ف حدرفا ييكد إلد
زفي ظهني فص نس يى حت ند فا د ا ف جم جمدي دذه فصالقرند إارفزهد ةد فال هين ف طر فصت تالقن نس ة جم
فخل ة
دعط حت ند
فا صي ف جمعةي )1فصدت ت دنس حمد
هذف فصالق يف . ظ ذ فص ال
فا صي ف جمعةي ا ا س
تا لت ظهنيسكد ظفقيدُ ن يندا؛
إذ إ ك ا ض ف إىل فاال طل ف جم جمي فصت ترتا فيكد ا صد ط فص رايد آجمي ) ت جمد ت صس دنس ي ط ظ
اد فصغرايد فص اند
فاسحد
الد ب حدرق
إفرنقيد صس دس فصد ط
ع د تدبين ا دض فصد ط فصت تقبس فصس ةس اكذف فصدالنط فحلد نث إىل 22ايد فا )5ل فاد ا فصالق يف فاإلس يش ف جمعة ا نس ا ةس ا ص يفا إنرفا. لدن فصسخ فد
فصندث ةد
د يف كد خل فندر فصسن ندس ف جمدعة ل ادس سددى
فصس ني ا إل تك يى إجي ي ة طئ إل يف ا قد يف ةد ص
د ا ا ن درتا إا ا صسن ندس
فصرا ش ظجم صيبه ظي فته ة جم تهل فإا فصسن نس ف جمعة فجمسنر ا فصالن ةبس ءفا ا ا
ال ثن ة جم د
فصسن نس فص ق شل ان ظا
فصس جمدع
فصسدفةنيل ىلدال ينل فاجمدسثن ف جمدعة ل حدرا ي فا جم
فا صي ف جمعةي فصق ئن إل فزيفي ة ة را
)1 Ainley et al. , Islamic Finance in the UK: Regulation and Challenges, 2007, (LondonFinancial ServicesAuthority). Pp 6-8
)5 El Qorchi,. Islamic Finance Gears Up, Finance and Development. 2005, (Washington: International Monetary Fund). http://www.imf.org/external/pubs/ft/fandd/2005/12/qorchi.htm. Accessed on 10/7/2013.
33
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
ظي فته
يا د ف جمددعة فقددط ا د يف 1922إىل ظاثددر ة د 133ة جم د ة صي د إجمددعةي ت د نر ظىل اا تق حب فص 523ايي ا ي ا اال ب من ت ن د يف .5332ا ددني ت إل ددت ة جم د ف ف جمعةي االك ن
% 12جمال ن
)1 1
فل اي د
ددت ظ د ن ددة اددفا ت ددس ظىل د ط فص د ف
يف 5313يف إىل 5ترنييد ا ي ا ل ةق ادس 1,1ترنييد ا ي ا االك ند
فص يف .5311)5 5 إض ف إىل ذص ل فإا فصسن نس ف جمعة فص صي فاال ئ صنس ة ه إجمعة
إل
يى فصرلن ة فصقدر ا فص ي جمدي
قل ف رتفإلدا هد ئعا صألجمد فق فا صيد فصغرايد ا
فصد د ط لد د ف جمدددعةي ل فند د ة حدددرف ة صيد د إجمدددعةي ل إىل ىلد دال ينل فجمدددسثن ن إجمعةي )ل إىل إ عا ة ف جمعة إىل
ا رنق ا اي ةثس ارنط يد د إي د ط فصالقد يف فا درا
ةسك صيسن نس فص ق شل اذص تق نن
ة
ة صي إجمدعةي ظ در
إض ف إىل إ د ء ا دض ف طدر فا جم دي فصدت تدالقن ندس فا جم د
فا صيد ف جمدعةي
ط فص ا ل نفت اي ك فين ا ل إا ح ء فهلل. إا هددذف ايدده ن ط د ة حددرف إل ن د يددى فصالج د خل فص ني د ا جم د ف جمعة ل إلب صه فا رتفا اهل إا ظا ذص ا ن دين د يف إل
ا ف يفء هالد ظ هالد كل فكالد ك
ا يف فا صي صي را
دي
فصسن نددس
ف دال قدس ظ
دال ةكدن ا قرند فصسن ندس ف جمدعة نس يدل
إيف فاجمسثن ا تف ذ قا ةال جمبا ةد فص فجمد فصسطبيدل
فص ني ل ان ظا هال ص ا دض فصقاد ن فا د اس فصدت حتسد ج إىل فصبحدث فص فجمد ظ ت ددحيا فا دد جمدد ف ًء فيندد نس يددل ا ددية فاجمددسثن
ظي فتددهلظيف فاخدد طرل ظيف إيف
فص ي ص ل ل ه ة فصقا ن . )1 Choong and Ming-Hua,.Islamic Banking: Interest-Free or Interest-Based?. 2006. Available at SSRN: http://ssrn.com/abstract=868567. Pp 1-3.
)5 Earnst & Young, The World Islamic Banking Competitiveness Report, 2013, p 4.
31
فصالق يف فا ص ف جمعة
نالطيل فصالق يف فاإلس يش ف جمعة ةد ظجمد فنرن نبين ييه قرن ته ةل هينه فا ني فاإلس ين ة
ق ئ ند إجمدعةي نسبال هد ظجم جمد
ط فحلي فاإلس ين صإل ال نالطيل ةالكد حلدس
ك فصالقر ف جمعةي .فصالق يف فا ص ف جمعة
ء ظىليس ةد
فصالق يف فاإلس يش ف جمعة نسبالى ف جم فص ر ي ف جمعةي فصت تقد يف يدى ظهد فا ةالطيق
ل ه ة ف قن فا صي .نسان فجلد ء فصسد ص فجمس رفضدا صألجمد
متي ه
فصلنرن فصت نق يف ييك فصالق يف فا ص ف جمعة . إا ف جمد فصلنرند فابد يئ فص ةد فصددت نقد يف ييكد فصالقد يف فاد ص ف جمددعة تسيخس فين ني : ُنالقر ا فاإلس ي فصرفس ةد ص إىل فصالقد ي يدى ظ كد جمدي تبد ع ت درت
حيد ي
جم ره فصل ئ ) يى ظجم س فصس فزا اني رل فصالق ي فصطيال ييك الد فصدب ضلظ ا رل فائسن ا فصطيدال ييده الد فصدب ض فن در .ادذص فدإا فصل ئد تد يش فصد ف جم س ا خت يس فا ف ي ت زن ك يى فجلك
فصت تطيال فصسن نس.
ظة ا فصالق يف فاد ص ف جمدعة فدإا فصالقد ي حبد ذفتكد ا تيد قد ياف مبجدري ةدر فص إلت فقطل إمن جيال فإلرتفا ذص ا اجمسثن ل ان ظا ظ ئل فصالق ي ا فصالق يف فاد ص ف جمعة حم ي ان ك
صيقي س ظ ة ي ف صيقين ل جميطا صينب يص ل ة س ي
صيثددددر ظ ظيف ا ا سددد فا فصقددددينل إل ددد صينددد ف
فا يددد ت ددد ن فصددد ن ا
Iqbal,Zamir, Islamic Financial Systems. Finance & Development ,June 1997. P 42.
)(1
35
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
ظي فته
)1ل اكذف فق ا ت قر فص درن ف جمدعةي إىل فصل ئد
فاصس فة ظ دد فع فصرادد
يدى ظ كد ظ د
ادد فصال دديل ) فحملددريف ا ددنس إلدد طع ا فصقددرآا فص ددال ل إمجدد ع يندد ء
فا ينني .)2 ف طعإلدا ة د حتددرنن ف جمددعيف صيس ةددس ا صل ئ د ظ ددذاف ظ إ طد ءًل فددإا فصقددر ل فص يفئع فصت حتنس جم ر ف ئد ظ ظي ف فصد ن ذف فص ئد فصث ادت إل د ظ ط نيد ف
ددس)ل ظ ظش ظيف ة صي د ت ددسحل ئ د اف ث اس دا حم د يفا ة ددبقا ا ددنس اي د ظ ا جمكن فانس ز ) تن ا حمق
ا نس ةطيدل ا ظدس فصالقد يف فاد ص ف جمدعة .
ف جمعيف ة ريف حيلا إا ء اب نس صددهُل فقد ة
ئد
د
آصيد
ا
ظي ف ظ در خت دس
ع ف ة فط تد زع ا دنس د يطل فن د ط فص ئد فاس إلدع يدى فاجمدسثن هد
فص بد نس فاُقدرتخل إجمددعةيا اد ط جمد ر فصل ئد ل حبيدث ند زع هدذف فص ئد ا د ظكد فا ر عل ذص ذص ة
يى ظجم س فا
عط ىلية فا
سد ئج
ا اني ةق يف فصسن نس ىلد ال فص ندس فا دسثنر)ل
ا فاخسيل فصت جم ي ذاره ا قا.
إا حترنن فصل ئ ه فصرا ف جم س صيالقد يف فاد ص ف جمدعة
فص دن ف جم جمدي
فصددت متي د ُه د ل د ه ة د فص دالقن فا صي د ل سددى إا اددث فا ة د فصب د ثني ن ددل ا ا ددض ة جم د
فصالقدد يف فا د ص ف جمددعة اف ك د ا ا ندد ل ةثددس " :فا دد ا فصع ا ندد " ل
"ة د ا اددع اد "ل نطيق د ا يددى فصسن نددس ف جمددعة ة ددطيا "مت نددس اددع اد " ظ "فصسن نس فصع ا ش"ل ذصد )1حب ل ة
هنيد حتدرنن فصل ئد ا ىلدله ال درف مميد ف صيالقد يف فاد ص
جمبل ذاره ل ص ص.121- 123
)5جم الل جمي ل فقه فص ال ل ط5/ل يف فصلنرل ا ف جمعة فصس اع االقن فا متر ف جمعة ل فس
ل صبال ال 1992ل ص .152ا ض ف إىل إلر ف ف
ةنع فصلقه
فصيجال فص فئن صإلفس ء ا صرئ جم فص ة صإلفس ء ا فانين فص راي فص
ين ل
ةنع فصبح ث ف جمعةي ا زهر ل ه فصنث . ...... ا صال
ط ظ فع فصرا فحلنن فص ر ص فص ر ي "ل ةي
ة فاي
فصسل يي خب
ىله ف ع ظناا :ط بل "ةالكج فصبحث ا فاإلس ي ف جمعة
ب فص ن :فاإلس ي ف جمعة ل ةي 12ل فص ي فصث ل 5331ل ص .12- 11
عإلسه
31
فصالق يف فا ص ف جمعة
ف جمعة .ا هال ة تفاي ضدر ةب ظ فا
در ةثدس إإلدرف
د يف إللد ط فجل ف دال فاكند ف
ا ل حترنن اال فا طل حترنن فاا ا ا ظجم فق فاد ط فااد ا هالد مب الدى
فاق ةر ) إض ف إىل ة
ي ظه فا ف سن ي إ فصنس ا
عط ةرف
ة صيسن نس ف جمعة .
ي
فاخسيلد )1فصدت ت رضدت دذه فصق د فدإا فصغدالن
ندد د ط يددددى حتقددددل فصغاليندد د ظش فصددددراا) ظا فصغددددريف ن ددددين دد د ث فصغرفةدد د ظش مب الى ةرفيا صين
فخل
) .تفت هذه فصق
صيح
ط يى فص ئ .ف ا د ا ت دين إمسكدن طدرفني ظ ظاثدر ا ة در ع ة دني يدى
ظجم س تق جمن فص ئ جمد فء ظاد ا حبدا ظيف فا رتا ا فا ر ع .ا ن سفثر طرا ا
ا ة
د
يث فحرتفط حتندس فاخد طر
دال فاتلد ق فا دبل ادني ف طدرفا
ا خل نسحنس فصطرا فن ر فخل
ا فصالقد يف فصددرفس ةد ص نند ا فحل د ط يددى ف ةد فط صغ ند
.
فاجمددسثن
يددى
ظجم س جم ر فصل ئ ل حبيث حي س فا سثنر يى هدذه ف ةد فط إةد يدى حدنس إلدر ل ةب حر ل ظ جمال ف ل ظ ظذ
إخل .نرتتال يى هدذف ظا نقد يف فاقدرتل ا د في إليند
فصقرل ةدع ف فئد ه – هد فصق ايد صي ند ي فصسيق ئيد ا صد فصسدف
– ا إلدت حمد ي
اغددض فصالقددر د س د ئج ظ ن صدده .اكددذف فددإا فصل ئ د ت ددنس بل دا إض د فيا يددى إيف فا ر عل جت يه ا ة إلل رج ا ص ئ اف ث اسا ة بل فصسح ن ل ة ييه جم
ث
ئر .ا اق اسل فدإا فانّد ط نادن
ف سق فص إلت صسحقيل هذف فص ئ .
إا خت دديس ف ةد فط يددى ظجمد س جمد ر فصل ئد ند يش إىل ت ككد تيق ئيدا حند فا د نع فصنددب ضددن
صددي حددرطا ظا تن د ا ة د نع ال د
فصددت ت ددسطيع ظا ت د فر
ظاددربل اددذص حت ددس يددى ف ةد فط ا د ر ف ئ د إلييددس ددبيا .ظة د فا د نع
)1حمن ي ىل فالظجم جمي
فص نس فا را ف جمعة لط1/ليف فئس صيال رل ن ال 5331ل ص.93
33
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
فص غ ظ فاال ف ضن
نثا
ا في ةق
ظي فته
ص ا ت ذف ف صي ال ء
ا ص را
-فإ ك ا دبال د يف
دي
فصنب تن ا ةاطر ص فع ف فئ ةرتل ظ ظ ك حتدريف
ة فحل د ط يدى ف ةد فط؛ فسبقدى ضد يل ىلدغ .ناد ا إىل ذصد فنثد فص ديبي ددر صيسن نددس يددى ظجمد س جمد ر فصل ئ د
ف
يددى فصسند ن فصددرفس ة د ص ل فجمددسقرف
ف جم فق فا صي ل ل ه ة فجل ف ال .)1 ةق اس ذصد ايدهل اد نع صيسن ندس يدى ظجمد س فصل ئد فصرا ند ل ندفت فصبد نس ذص اس ف فصسن نس صين
ف جمعة
نع يى ظجم س فا
ا اني ظس فا ط فص نس
فصق ئن د يددى ةب د ظ فصغ دالن ا د صغريف ا إلس د يف فص ئ د جم د فء ظا د ا إجي اي دا حب دا ) ظيف جمدديبيا ) ا اتل ق اني ةقد يف فصسن ندس فا دسثنر .تدفت ضدر
تعإلد
ظس فاد ط ةدع
فص نس ة ظا فصالق يف فا ص ف جمعة نر ظا ف ة فط ا حتقل ئ اف مبر فص ة فقدطل هذف ا ن ين
يف فا رتفا إجمعةيا مبلك يف فصقين فص ةالي صيالق ي ظهنيسدهل ادس ندفت د ي فجمددسثن ل ف د ا فص نددس يددى
تفاي د فا ص دهُل صن د ا ددرط ظا نرتففددل فص د ة ةددع
فجمددسثن ف ةد فط ا ظىلد ط إ س ي د قيقيد ا جيد ز فجمددسحق ق فص ئد ص د ال فاد ط. اكذف فإا فان ط ن س ا فص را مب مييد ةد ةد طل ةق ادس ظا ن دكن فصطدرا فن در اكد ه فاسنثددس اد يف فا
ا صد فااد ا )ل ظ إلد ن ددكن مب صدده
ك د ه ة دا ا ص د
ا فاب حر ). ظة
ئ ظس فا ط فإ ه ة ط فص ئ
يدى فاجمدسثن ل ظش فصدراا فاس إلدع ةد
فاجمسثن ل ا ط ظا نن ا ف ئ حم ي ة بقا ث اس .هذف فص ئ هد فصدذش حيد ي الد ء فا ر عل هد فصدذش حيندن خت ديس فاد ف ي فا صيد ل ند يش ي فنصيد فصدت اكد ندسن
)1فصغ فص ل ف ا خل فصل فئ فا رفي :اني فصسحييس فاإلس يش فحلنن فص ر ل ط1/ل ةرا فاإلس ي ف جمعة ل فا را ف جمعة فص ص صعجمسثن
فصسالني ل فصبحرن ل 1993ل ص.ص.52- 19
32
فصالق يف فا ص ف جمعة
فصس يط اني رل فاد ف ي فصطيدال ييكد .)1اده ت ده ف ةد فط إىل فا د نع ف اثدر حبال صي ف اثر ت ف فا صيان إيف فتك يى فص ظىل
ضن
حند فصنلد ء فصس دغييي ت قدين ثدر فا دكننيل اد ط فصراد ا إىل صيح
ط يى فصسن نس .ان ن يش فا سن ي يى آصي فصراا إىل ت ف
فرىل ظةثس صينال آ فص غ ةثس فص را
فصنل )
نث فصال دف صيح د ط يدى فصسن ندس ةثيدك
فصنب ل ة ثن زن ي ةق تك يى فاال ف
نا ا ا جمبل ظا ةب ظ فا فص را
ان ا فصسن نس فصرا ش؛ مم حيل فاال آ ممثي ا
ا ن ز ةد
حت ني ف س ج.
إل اد ظىلدح ب ف ةد فط يدى إيف ف
فصت ُت دسثنر فيكد ف ةد فط؛ د ُه ا زيند ي فا سند ي يدى قد ق فاينيد ةد
ددعط ظجمددكن فا دد ا ادد ط فا سندد ي يددى فصدد ن ا ت ندد إلدد ظىلددح ب فص ددرا جميطرتكن حتننكن ا إيف حرا تكنل مم ن فع ف يف ف صبذط ظإل ى فجلكد ي ص ند ي فص ئ
يى ق ق فايني ت قين ثر فا كنني. ي ظ ر ل فإ ه يى فصدرلن ةد ف صيد فا د ا ا مت ندس فا د نع فصدت
ة
تسطيددال إ ل إل د فجمددسثن ن ل ا تيدديب فحل د إىل مت نددس ف ل د ق فاجمددسكعا ل صيقط ع فاال ص
صألفرفي .ذف فإا فصالق يف فا ص ف جمعة
صإل ل ق فاجمسكعا ة فص يَنل ف
ع فر ا ن ا
ىل د
فصسن نس فصرا ش
عط ىلية مت نيي تعئن هذف فصال ع ة ف ل ق ه فارفحبد ل
.جمسفت ةال إل سك ا ةبحث ىلية فصسن نس فصذش جم ي ا قا.
ي ة طيا اال فا ط ا فصقرآا فص ال ا ل ةن ال ذص ا إط فصدذيف صدهل فص ي د ا د نق د يف اددهل ن دسالسج ة د هددذه فصال د ص اددذص ة د اس ا د ف جمعةيني ظا فاسال ز فا ط ن ين " :جال فا ط )1فا
ل هل ص.59
فصب د ثني
فاالل "ل ظش ج فاد ط ةال ده ةد
32
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
ظي فته
حتقيل فاالد فع فصدت ميند ظا ن ينكد ص د به ظ صينجسندع .إلد ن دنس فااسالد ز نييد ج د ف ا د خل ت د نره ا فص ددرا
ا ددنس ةب د صة فيدده ي ا ظا نن د ا هال د ك طددط
ي فجمسثن ه ت غييك . ىل
ةنسال فا ط ا فصرتفث ف جمعة ةرتبط ا صبخس فصسقس
إل د ظح د فصقددرآا صددذص ة د
ددعط فنن د ..." :فصْ دذُن ننَّالُ د ُ ا فص دذَهال ف َّص ُلاَ د َ ا
نُ ْال ُل ُق ك ُف جمبُيسِ فصيْهُ فَب ِّرْهُنْ ُا ذفبٍ َظصُينٍ" .)1نف ذ نن ا
يف ف ل ق يى فص
يف ف ل قل
إل ل ظ
يف ف ل ق د ظ دهل فقد
يف ظيفء فرنا فص ا ل ظ إل نن ا ظش إ لد ق
صي فيه ة ي ل ةالد ُه ف لد ق يدى فاجمدسكعك فص خ د ل ظ ف لد ق فاجمدسثن ش صغ ن حتقيل فصراا .ة هال تدربز فحلنند فاإلس د ين ةد
فء حتدرنن االد فاد طل فكدذه
فحلنن ان ه ةس فر ا حترنن فصرا ل ةس فر ظناا ا حترنن فاسالد ز ف ةد فطل تسنثدس ا ظا اال فا ط حيريف فاإلس ي ة ة
ةكن ةد ة د ي فاجمدسثن حبيدث حيجبده د
فصس د ف ط فحلرا د ل مم د ن د يش إىل ف
ج د يف د فاجمددسثن ل إ إل د إ د ء اددث ة د
فا
نع فاإلس ين فصدت حيسد ج إصيكد فجملسندعل ادذص ت ندل فنثد فص ديبي صقد هرت
فصلقر فصبط ص ل ختليض ة س
فصرف هي .
ا صال ب ا ي ف ةد فط فصدت ُن سند
ييكد ا فحل د ط يدى فصسن ندس جيدال ظا
حت ي اسي فصت ا ن اك فحلدرفيف ةد جمدرإل لظ لدشل ظ اد إخلل ف ص ندسل ف بد ل ُ ف ث ل ه فصنث ة ة ي فصسن نس ةب
)1جم
فصس ا ل فنن .13
حر ا .نالطبدل هدذف يدى فا جم د
32
فصالق يف فا ص ف جمعة
ف ذ د ل
حبيث ا نن ا ا ة ي مت نيك ة نالط ش يدى ئد ث ادت ا ص دال ف ف جمكن فانس ز . ظة ا صال ب اجمسخ فة
ف ة فط ت ظيلك فيجال ظا ت زا ه ظناا مبي فا
فص رن ل فع ت ه حن فجمسثن ف تالط ش يى رفيفل ةثس فاس ر ا خلن ل ظ حلن فخلال نرل ظ فصبال ك فصرا ن إخل .ظ فاجمسثن ا ظي ف ين ذف ا صال ب صأل ه فاب
حر ا فإا فصب ث نر ة
فص جمطي ل ف صقرآا فصنرنن ن ا ذص
ئ ث ات.
سى
ب ظا تن ا يى ظجم س فصس فزا ج سْ ن كَ عط فنن فصنرمي ":ا ت ْ
ةغْيُ َص ا إِصَى ُُالقُ َ ا تبْ ُطَّك ُاسَ فصَّب ْطُ فَس َّق ُ ة ُي ةا ةحْ ُ فا"
))1
يث مين
ةع ق جتي فصقرآا فصنرنن ا ت ضيا ةلك يف فص جمطي ف جمعةي ا ل ق ي ا تقس ظ تبذنر .ف صسقس ةذة يف؛
ه حيريف ف
فن رن ا ة إلل فصبُغض صه فحل
ا ة تيبي
ته فصغرن ن ل جي س
ةاله ل فصسبذنر ظش ف ل ق فص فئ ) ن إلع ف
ا
ا ص ة فص ز فصلقر. جت
ف ح
فاجمسكعا ان نب فاجمسثن ش
هال إىل ظا جمطي ف جمعيف ا تربز فقط ا
ال ف ل ق
ة ظ هر فصالس فص رنلل إمن نال حال ذص
يى ف ل ق
ىل ا ا فجل ف ال فاس يق ا يف فا صي صي را
ا إيف فاجمسثن ل
يث إا إلاي فا فز اني فصرحبي فص ي ص ة فصقا ن ف جم جمي فصت ت ف ه فا نرن فا صيني ا فص را
يى ف سعا ظ ف ك ؛ ف يف ف ل ق فاجمسثن ش اال فا ط نبق
جمي ص فاال ف ا ضع ي ة ا ة ني ت طيس ف ة فط نس يل انال فا ط .ة فجلك ف
يث ةق تك يى ت ن فاصس فة ل إا ظ هُ ن إل ك يف حتقيل ئ
ييك ل اذص ن إل ك ا حمذ حر
ر فإا ف ل ق فاجمسثن ش فصذش ا نرف
ةسطيب
32
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
ظي فته
فص ي ص إل ن إلع فاال ف ا ص ة فص ر فا ص ل حبيث ا ت سطيع فص ف ء ا صس فة تك فصالق ن فارتتب ييك . نالط ش ةلك يف فاا ا فا سخ يف ا ف جم فق فا صي فحل نث يى نييد فاسد ر افىل ط ة صي ت ي عال فا سل ظ اكد حلدني اي كد ل حبيدث ا نند ا هد ا فااد ب فاجمسثن فصل ي ا فص را
فصت ت
فا سن ا ف جم فق فا صي ا حت
هذه ف ىل ط .)1تنن فا ني ا فااد ا
إىل نيي ةق ةر ل يدث حتد ط د ط فصب ىلد ىل د ن ا نددسن فيك د يفددع د ف ىلددس فا ددين ظ
ة د فاجمددسثن فحلقيق د إىل نيي د ت يينهل اس نسن ف سك ز فصلرىل فصال مج
تغ ف ف جم
صسحقيدل ةكندش ادا د
طرنل ت ن فارفاد فا صيد ادني فاس د ةيني .فبفجمد صيال ةثدس فصس ةدس اد اكنش )5ظ فصبيدع يددى فان د ا )1ذف فصرفددع فا د ص ف ئددس إذ ن ددس ا ا ددض ف
ي د ا إىل %92ة د
فصقين فصنيي صي لق ل ظىلبا فاس ةي ا ا فصب ىل ة فاق ةرن
يى ف تل ع ظ هب ط
يدى ف جمد
صس يككد ا ص كد
ف جم ل مم ظجمكن إىل تبين جمي اي
ضد صيسدفث
فاطي اد ل فبد اا ةد فا سند ي يددى فصسقد نرف فص إليقد ةد فص فئد فاس إل د ظىلددبحت )1اند د طل فا دددرفي ف جمدددعةي :ف زةد د فاخدددرجل ط5/ل يف فصال دددر صيج ة د د
فا دددرن ل فصقد د هر ل ة دددرل 1992ل
ص.ص.552- 553 )5فا
ل هل ص.ص.551- 553
نق د ا صس ةددس ا د اكنش حددرفء ف جمددكن ظ فص دال ف ظ فصبا د ئع يددى ظجم د س يفددع د ء ة د إلينسك د ق د ف نطيددل يددى هددذف فجل ء فاكنش) يى ظا ن فع فجل ء فن ر ا يل يى فحل ب .ظ :ه فا ط فاقرتل ص رفء ف فاكنش :حرفء جمال ف ا اإلرتفل فجمس ن )1ف ال شل ف نق
ا فص إلت ل ه ضن صيقرل.
فق فا صي ظجم فق ظس فا طل ط1/ل ةال ف فا ال ف جمنال ن ل ة رل 1992ل ص.132
ا صبيع يى فان ا فصبيدع فصق د :ت إلد
صين رتش ا ة
فق فا صي ل ان ن دين فص درفء يدى
فصس يين فحمل ي
هب ط إلرنال ا ف جم
يدى ايدع ظ فق ة صيد ةثدس ظجمدكن ظ جمدال ف
ال ظ قن فص ق فا صي .فصب ئع
ميناله ة حرفء ف
ا ميينكد فصبد ئعل حدرط ت ديينك
س يى فان د ا هد ةاد ب يدى فاخنلد ل نفةدس ا
فق فا صي ل ك ا ر ظي ى إلبس ظا ن با ةيس ة اس يينك .
39
فصالق يف فا ص ف جمعة
ف ح
ت ه را ف جم فقل ا تدت ظجمد فق فاد ط تسدفثر ا اقد ةر ظاثدر ةد فاخد طر
فصت ت سن
فاجمسثن
يى
)1
هد ةد ظجمدكن – اند در فصيد يف – إىل د ث
ف زة فا صي فصت ت ل ا ص ا ففصي يف. ء ظهني حترنن فاا ا مب الى فاق ةر ) فص نيي
فارتبط اه ةثس فصس ةدس
ا اكنش فصبيدع يدى فان د ال ا فصالقد يف فاد ص ف جمدعة ؛ كد تادر اكد ا ةد ف ه د فا ف جم جمددي صي ددرن ف جمددعةي ةق ىل د فص ددرن ) ه د فاا ا ت يش إىل
لددظ فا د ط؛ ا
ئر اب تادر ادفة فط فا دسثنرن ا هدذه ف جمد فقل سدى صد
اد ف ةد لد فا د اني ا هددذه فص نييد ل ف الد ة ن ددرتش ة ددسثنر ةد جمددكنا ع مببية اب ا ن رب ف ا
فص را اب صيخ اب
د
جن ظيفء فص را ل فإ ه نند ا ة رضدا ا
د
ال ة ندسن فاس د ا ظةدر هدذف فصسادخينل فيدالخلض جمد ر فص دكن اال دب
فا. اذص فإا
ن دالس ىلددرف
نث فصرجم ط ىليى فهلل ييه جمين " :ا ضدر ا ضدرف "
.)5
يددى حتددرنن ظش د ط ن د يش إىل ف ضددرف مب دديح فاس ةددس ل دده ظ
ف ضرف مب حل ل ه. يى فصرلن ة ظا فجلك نيي
فاخ طر فصال مج تبقى هذه ف جم صيال
)1ن جمل ان طل ة
فصرإل اي فصت تكسن افيفء ف جم فق فا صي إلد فطالدت إىل
فاا ا ل ت ى ص ضع
ج يفئر ف
ط فاجمسثن ن فاب
جمبل ذارهل ص.552
)5جمال فا ة هل ج5ل اس ب ف
ن يفل ص223ل إلن فحل نث .5131
ي إلي ي ت درن ي خمسيلد ل ا فص رن ف جمعةي .
23
ظي فته
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
ننسنس ق ف جم فصلنرند فصدت نقد يف ييكد فصالقد يف فاد ص ف جمدعة اس ايد ال ةكن فا
ي ش ا فصس ةس فا ص ة
ا ا فاجمسثن
عط ت ثيل فاصسد فيف فصس إلد ش ادني ف طدرفا
ذص اد حلض يدى ف درتفيف فص قد ي فإلرتف ده ا ميد ا فاد ةالنيل
تقكر فص ائس يدى ذصد ا ظاثدر ةد آند ا فصقدرآا فصندرننل ةد ذصد إل صده ت د ىل: ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﭼ .)5 يى فصرلن ة ظا فص ق ي ت ثل تثبت فصس فة
ظطرفا فصس إلد إل يدا ا دنس
ميند فصر د ع إصيدده ا صد فا ددسعال تبقدى إةن يد فصسع دال قددض فص كد
د يف
ف ة ظةد اف ف ي ل ن د ال إثب تكد إل يدا ا د ا ادث ل ةالكد ةد ن دنى ا د يف مت ثددس فا ي ةدد
)Asymmetry
)1 (Informationل ظش إةن يدد
دد ط طددرا يددى
ة ي ةد
ا تس د فر صيطددرا فن ددرل ذص د ة د
فا ي ة
ع تند ا إيف فص درا يدى يدن تل ديي ا ف دال ت دغييي فص ف يي "ل فنث ا
طط ة سقبيي إةن
ف
لظ
ددعط فحل د ط يددى ة د ن ددنى ب"
سى خمد طر ا ن يدن اكد فا دكن ا فحلد صي ا ظ
ظ صلد د فحملسنيد د ال فكد د ظش ف يف ) ادددذص متيد د
ال دددر إلد د ظجم جمدددي ممدددثعا ا
فا ي ةد ل إل د ت ددسغيه صغ ند حتقيددل ظ ا د خل ط ئي د يددى ف ح د إىل ظا ة ض د ع د يف مت ثددس فا ي ة د
د ب فا ددكنني .)3جت د
ةطددر خل ا ددنس ظجم د س ضددن قرن د
(1) Iqbal, Op. Cit, P42.
)5جم
فا ئ ل فنن إلن.1 :
(3) David, Aboody and Baruch, Lev, (2000). "Information Asymmetry, R&D, and Insider
22
Gains ."Journal of Finance.5222–5232 :)2
(4) Megginson, Corporate Finance Theory.1st.ed.(V.S.A:AddisonWesley,NewYork,USA,1997)PP 315-316.
21
فصالق يف فا ص ف جمعة
فصسن نس ا بال تفث ه يى فصقرف ف فصسن نيي فصرئي د ل ىلد ةد نس يدل ةالكد اكيندس ظس فا ط) .(Capital Structureاذص نري ف سن ط د يف ادذط ظإل دى فجلكد فخلدرب ةد ع ينا ظيف ة نرفال فن ف ة فصب صغ فص إلبس فص ةس جم ف ٌء ظا ا ة ا ف
ا تقد نر ي د
عص ا فص نس اذط ظإل ى فجلك ل إا مت فصالس يى ذص ا فص قد ادني فص ةدس ب فص نس. ة فجل ف ال ف
ر فاكن فاس يق ا رتفيف فص ق ي فصت ا ا ة ف ح إصيكد
إلاي حل في فا ي ة ل ظ ف ف خل الك ل سى نسن فصسقييس ة فصسدفث فص دييب ص د يف مت ثدس فا ي ةد
فصدذش ذاددر آ لد ل حبيددث تند ا فصرإل اد ةد
ا ا ددكننيل ىلد ا فص ددرا
ف مسكددن ل ةباليد يددى ة ي ةد
إلسك د فاال جمددالل مم د ن د يش إىل تقييددس فاخ د طر فا ال ن د نسحنيك ىل ال فا ط ا بال
دال ب فص نددس فاسنثددس )Hazard
يإليقد
ففيد ا
)1 (Moralفصددت إل د
يف إ عص فص ةس ا تالليذ فصس فة ته فصس إل ن افة .
ت يش ف جم فصلنرند فصدت نقد يف ييكد فصالقد يف فاد ص ف جمدعة ي اف ةكندا ا ت يه ة د ه ترتيدال ظ صي تدهل حت ند ظه ففده ف جمدرتفتيجي ا ىلدله " ق ةد ة صيد " صد ُه ظهد فا فإلس د ين حمد ي ضددن إطد قد يف ظاددرب هد فصالقد يف فاإلس د يشل إجمددعة ) نالطيل ة ظجم فنرن ينالي ت كه تقد يه يدى ضد ء ة سقد ف ةالبثقد ةد فص درن ف جمعةي .
(1) http://en.wikipedia.org/wiki/Moral_hazard. Accesed on 15-7-2013.
25
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
-فجمسقرف إلين فصالق يل حبيث تبقى
ظي فته
ب ة ث إل ل
ا جميطا ةقب ا
صيسب يطل خم ا صيقين ث اسا ة سقرفا. ت صي ة رف ا في فجمسغع انل ء .إض ف
ذن ف فني ن
-فصرف هي فصن ةي ل ة
ه ف ا آ رفا ل ةب حرن هن : عط فص ن ص فصن ةي فا ط ف ةثس صيالن .
فص فص فاإلس ين فا سن ي ل ت زنع ةال ل صي س فصثرإا ظ ط ةد نيحددظ الد ةط ص د هددذه ف هد فا هد د يف ف ددسعا فصالقد يف فاد ص ف جمددعة
د فصالق د يف فا د ص فصددرفس ة د ص فيك د ل إا ظا ة د خيسيل د ا فيدده ه د ف ط د
فص جم ئس فصت نن ا ة
ع ن حتقيل هذه ف ه فا؛ فلد فصالقد يف فاد ص ف جمدعة
جمين ا حتقيل هذه ف ه فا حم يفا اإط فص رن ف جمعةي فصت ترة إىل ظه فا ظا ف ال إ
صس نس
ي ظ عإلي .
إا حتقيل ظه ف ا فصالق يف فاد ص ا إطد إجمدعة جمديال ن نن ا ة
يدى فص ظد ئل فصدت
ع حتقيل هذه ف ه فال ف ص ظ ئل فصسقيي ن صيالق يف فا ص فصرفس ة ص ل
ا اي د ل فصثددر ل فص ددي ص إخل .صد تددسغ ا فصالقد يف ف جمددعة ةد فص يفل صن ف ي ف فصت نن ا ة
يددث هينيددك
ع تالليذ فص ظ ئل جمسخاع ص نييد " ت دلي
حر ي " ة فص فئال فص ض ي فصدت تس د ل فص درن ف جمدعةي ل فدع
د ي صيراد
)1ح ارفل "فصالق يف فصالق ش فا را ا فإلس ي إجمعة "ل ةي ظحب ث فاإلس ي ف جمعة ل فجمليد ف طل فص د ي فصثد ل1923ل ص ص.2- 1 اذص مت حت ن هذه ف ه فا ا: Siddiqi," Muslim Economic Thinking" ,A survey of Contemporary Literature on Islamic Economics International Center for Research in Islamic Economics, Jeddah ,King Abdulaziz University ;and Leicester ,UK. :The Islamic Foundation,1981,pp 202 ff.
21
فصالق يف فا ص ف جمعة
انس ظحن صه ظي فتهل ا ت ةس ا يع ظ
ة
حمرةد حدر ال ا ت ةدس افجمد صيال
فاا ا فاخ صل صي رن . فل ظجم س فا
جمي سغس فاد ر ا فد فئض ظةد ف ن ا ظي ف ة صيد يدى
ظيل فاي
ا ل ظ ا يفئع ة رفي يدى ظجمد س ىلديغ فااد ا فص در ي ل اد ط ظا ا
نن ا هال ك ظي ف ة صي ل ظ
ة رفي ال فئ ث اس حم ي ة بقا.
ند فر فصالقد يف فاد ص ف جمددعة ظي ف ة صيد جمددرن فصسح نددس إىل جمددي ص جمددكي عط ف جم فق فا صيد فا د ي ا فصالقد يفل تند ا هدذه ف ي ف
فصس ف طل ذص ة
ظ حدك يف ف ند فع ف جمدعةي ل هد .إضد ف إىل تطد نر
يى حنس جمال ف ف
ظي ف جم ق ق إجمعةي ةعئن . ا اا ة فحل
ط يى فائسن ا صأللدرفل فاجمدسكعاي ةق ادس جمد ر فصل ئد ل
جمددسس خل إةن يد فحل د ط يددى ف ةد فط صياللقد ف
د طرنقد فارفحبد
فجل ند فص ددن
. ا ظيل فاخ طر ا ط فصس ةس ا اكنشل جمي فع فا رتش ا ةس فابية ناللدذ
فص دلق ل جمدديس فر صدهُ فصس ةددس فا ددسقبي ةد فص ي إلبس فحل
ددعط قد فص ددين ةد
ط ييك .
جمسبقى فصالقد ي حمسلقد اقينسكد ي هد فاإلس د يشل ةدع يى نيي
ددعط يفددع د
يل فصالق ي ة إلبس فا
مين ف اق ء يى ظي ف فص فع ف
ا فصسج ن ل حلن نسك ة ر ا ص دين
فصبط إلد
د ي إليد ي إضد في طدر فصسادخنل اند
ا د تالقيسكد ةد حد ئب
فصرا . ان ن فر فصالق يف فا ص ف جمعة ظىل اا ة صي حللدظ فصثدر
يدى ظجمد س فاينيد
تدرتبط إلينسكد افىلد ط إ س يد قيقيد ل تددسغ هددذه فصقيند تب دا صيددسغ فصل يد ا ظيفء
23
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
فص را ل حبيسك ل إلين ظىل
ظي فته
فص د ن ةثدس
ل ا تسدفثر هدذه ف ىلد ط ا ص نييد
فصبيع يى فان ال فصس ةس ا اكنشل فحملرة ا ظس فصالق يف ف جمعة . ا ظس فصالق يف فا ص ف جمعة
فقا ه ففه نند ا مبقد
فصرمسي ممثي ا فا را فارا ش ظا ت سن ة ط فص ئ
فص ديط
فصالق ند
يى فاجمسثن آصي صسخ يس
فاد ف يل حتقيددل فصس د يط اددني فص ددرل ةد ف ةد فط فصطيددال ييكد اد ط جمد ر فصل ئد فصسفث
يى رل فصالق ي ة
دعط فص نييد
فالس د ادفي ف ة صيد ة د ا جمد ف ًء
ص ن ي رل فصالق ي ظ فحل ةالهل فا سن ي يى دال فا سيد ط فصقد
ةكندش
فان ط ة ظ ا خل فاا ا ا ط جم ر فخل ن فا ص . هنددذف فددإا فصالقد يف فاد ص ف جمددعة ند فر ىلددية مت نددس فجمددسثن
ظي ف ة صيد
ت سطيع فصقي يف ا ص ظ ئل ل ك فاطي ب ظيفوه ا فصالق يف فاد ص فصدرفس ةد ص ل صسحقيدل ف ه فا فصرئي صيالق يف فا ص ف جمدعة .ظةد ة جم د جمين ا ربه طرخل ف ي ف
ىلية فاجمسثن
ف جمعة ل فيفت فصس رل
ا فابحث فصس ص .
فصالقد يف فاد ص ف جمدعة فصدت
فصسن نسل حتقيل ظه فا فصالق يف فاد ص
22
فصالق يف فا ص ف جمعة
المبحث الثالث: مؤسسات النظام المالي اإلسالمي ا جمبيس حتقيل ظه فا فصالق يف فا ص ف جمعة ل فصقي يف ا ص ظ ئل فاال ط اهل تال ف إىل
فإا فحل خترج فا جم فا
ي ظطر ة جم ي ت نس ةع ا اك ا ظس هذف فصالق يفل ص
فا صي فاقرت
ا ظس فصالق يف فا ص ف جمعة ا هينيك فص يف
ي ا فصالق يف فا ص فصسقيي ش ا ا
فا صي ل فا
ا فصسج ن ل حرا
فصسفةنيل ف جم فق
ا فارا ن إخلل إا ظا ة جميسغ ه ظي فتك ظجم صيال نيك ل ذص
تب ا صيسغ ا ظيفء ظ ئل فصالق يف فا ص فصت ةر فا جم
تي
ا فابحث فص الل
ا هذه
ه فصت جمسق يف اسالليذ تي فص ظ ئل ا ا فصسطرق إىل هذه فا جم
ا ظس
فصالق يف فا ص ف جمعة فاث ص ل ةع إصق ء فصا ء يى طبي فص فإلع ا فصبي فا فصت تسبالى هذف فصالق يف إىل جميفت فصنعيف
يه ف عا يى ظ ل
ال فصالق يف فا ص فصسقيي ش.
اس ة هذه فا جم
ط إل ية ؛ ا بال
تل يعا ا ف
ظهنيسك ا قرن فصسن نس ف جمعة . إل فإلرتخل " )1 "ObaiduAllahمن ذ ا نبني ظهن فا جم مين فصس ةس اك ا تي فا جم
ة
فا صي ف ي ف فصت
عط فص جم ط فا صي ظ ة
عط فصسن نس
فاب حر ان نقكر ا فص نس إلن .)1
(1) Obaidullah ,Mohammed .Islamic Financial Services .(2005).Islamic Economics Research Center, King Abdulaziz University, Jeddah, Saudi Arabia.
22
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
ظي فته
ObaiduAllah
إلبس ذص ا ا " ح ارف " إل ط
ت
فا قرنا هن فا جم
فصت تن ا
فصالق يف فا ص ف جمعة .
إا
ي فا
ا ة جم
صذص ة ظهني ا حتقيل اث ة إىل ف لرفيه ا نيي
جم ط ة صي ة رفي ه ضر ظ ئل فصالق يف فا ص ا اي
يل فصالق ي ذف ف هني فصب صغ ا فاإلس ي.
ا ا ةالك ل ا
ل فائسن ال إض ف
22
فصالق يف فا ص ف جمعة
فين نس يل ا ص فإلع فحل ص ص نس فا ا ف جمعةي ت
فإا فا
ا فصت تسبالى فصالق يف فا ص ف جمعة ل
البا إىل الال ةع فا
ا فصسقيي ن فصرا ن ) ا ظس ف تي فصت ت نس
ق يف ة ص تقيي شل جم فءً ا فص ط ف جمعةي ظيف ي ط ظ ر ل ة
ا فص يفا ظ إنرفا ة فص ط ذف فصالقن فاإلس ين ف جمعةي فاسن ةي . حرا
ت
فصسفةني ة فص را
فا صي فص جميط فاكن فصت ت نس ا إط
فصالق يف فا ص فصسقيي ش يث تق يف اسق نن فحملسني فصت إل نس رل
ة فصسفةني ا نطيبك صسخليض فاخ طر
فا ة صه ظ ظش ح ء ميينهل إض ف إىل فص
فصسفةني ا ىللك حرا جم ط ة صي ل نسنثس ي ه ا
فا رف
فا ص ص را إ ي ت غييك
ا فاإلس ي. ا فصالق يف فا ص ف جمعة تق يف حرا
فصسفةني ا ص
فصسقيي ش ل هل ل ظا
طبي فص عإل اني فا ةالني ظ فا سفةالني) تن ا خمسيل ا حرا الك ا تي
فصسفةني ف جمعةي
فصسقيي ن ل ف صق ط فصذش ن ف ه فا سفة فا ة ) ا ن س ا ةي
فص را ك ئيا حبيث ا ن رتي ةاله ح ء ان ا فصسفةني فصسقيي ش) اس ن سرب ا حرا فصسفةني ف جمعة ة رتاا ةع ل ه ة فا ة
نص
فص را
يى ظجم س ت
"تن في ّ"ل تسنثس فص عإل ف جم جمي اني فا رتاني فا جم ني ا ظةرن فثالني هن :)1 -1ا ص اف ر ة ي يف تسق ض ه فص را ق إلي ةك اف ن ط فصسفةني ص حل فا رتانيل ت رفك ا ف ة فط. - 5ةا ا حب فا رتاني. )1حب ل ة
جمبل ذارهل ص.121
ة ي ة ة فصراا ةق اس إلي يف فص را ا جمسثن ظة فط
22
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
إل ظ ذ حرا
فصسفةني ف جمعةي ا ص نس إىل
ل صبا ة تن ا ت ا قك ا فصسط
صن
ظي فته
ا ف جمعةي ل
ال فا
ان ه فحل ط ا صال ب ص را فصسفةني ف جمعةي ا ف يا. ظ فصلنرش ا ن س إىل ة ىليت إصيه فا
فا جم
ا
ف جمعةي صغ ن فصي يف. متثس ف جم فق فا صي ا قيك ظجم فق ظس فا ط ظجم فق فصالق فصرئ فصت نسالل ع فصالق يف فا ص ل ف
ة
فا رف ل ت ف فصسن نسل ت ف فص ي ص
ها
ا مين فاجمسغال ء اله ا ظش ق يف ة ص ان ظا ف صيسك ال ءتك يى إل فصالق يف فا ص
فيسه.
إا ف سن ي فصالق يف فا ص ف جمعة صألجم فق فا صي ل ذص فحل
صي ي ص ال فحل
نقك ة حر ةكن
يى ةب ظ فا
صس كيس ةكن فحل
ا ا نسطيال تالقينا ف ا
ط يى ف ة فط صين سثنرن ل تيبي
إىل فصسخيس ة ف ىل ط فا صي فاني ا .
يى فصرلن ة ت ف ط ف ي ف فا صي ف جمعةي ا ف جم فق فا صي فصسقيي ن ل ظك ا ض فا حرف ف جمعةي ا ف جم فق فا صي فص اي ل ا نالسهُ ذص إىل ة صي إجمعةي ل مم ظجمكن إىل إاق ء ة رف ف جمعةي ل ت سلي ةالك ي ط ظ ر .اذص يف فص ي ص فص فئ ل
ىل ا فا
فص ق ا نس ة ر ال هال ك إل
ف
ظجم س فا
فص ا ف جمعة
ي جم ق ج فصبي فا
ف ةر ا صال ب ص ق فصالق ف جمعة
ا ف جمعةي ل يث ا ن ظجمب ب ةالك
ةثس هذف
يف تط نر ظي ف ة صي إجمعةي
سل ف صقر ل فصل ن ل فصيييي ل فصي ةي ل ا مين فصس ةس اك يى ا ا فصراا ص
ا تق نره صلرت إل
يف فصس ةس ا صل ئ .
29
فصالق يف فا ص ف جمعة
ي فا
نا ا ا جمبل إلي
ا ف جمعةي ا فصبي فص ف ل ف لس خل فا
ايالك ل إض ف إىل فخنل ل ة س
يف فصس ا فين
ا ف جمعةي ا فصبي فا فاخسيل يى
ا اك . نقع فا را فارا ش يى إلن هريف فصالق يف فا را ا ظش اي ل يث ن يش فص ل فصالن ل نق يف اإىل ف
ف جم س ا حتقيل فاجمسقرف فصالق شل ابا فصساخنل
فص ني ل فص نس ايع ة صي صيحن ة .ا فصالق يف فا ص ف جمعة تبقى هذه فص ظ ئل تي
ف ه فا ةرتبط ا صبال
اس نال فص ةيني ا فا
فارا ش ا نيك فص يفل نا ا إصيك ظ ئل تس يل فا صي ف جمعةي ل يى ف إلس ا ةر ي
ا فا جم
فصسح ط حن فصالق يف ف جمعة .اذص تق ن ف جم فق فا صي ف جمعةي
س ة ني فص ي ص صين
إىل ف ظي ف فص ن فحلن ةي إل ف
فا صي فاجمسثن ن إل
ن يش فا را فارا ش ي فا ةكنا ا تط نر ف
ا ف جمعةي ة
عط
س اةس ص فص ي ص ل ظ حرفء ف ي ف
س فصت ت
ه فا
ال ة حتس ج إىل
ا ف جمعةي
فص ي ص . ا فصبي فا فصت ن فا
فيك ة
ا فارا ن صطبي
ا إجمعةي ل هال ك ة نس فا
ظي فتك ل إا ظا هذف فصسلكن صي ُن ةس فا
ا ف جمعةي
حم ص صيسنيل ةع ظ طسك
ىلل ا ة ل يث إا اث فا ة فا
ا ف جمعةي افش ة را آ ر ا
ال فص ي ص ل فاعء فا صي إخل.
ةس
ة فصسلكن ة إلبس
ف ال ةثس فا سي ط
ا فارا ن فصق ي ل
23
ظي فته
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
تن ا فا جم
فص صل فصذار ف ا ا فا جم ي فاكن صيالق يف فا ص ف جمعة ل إا
ظا
يه
ينل صسق يف
فاجمس
ف
يى ظهنيسه فصب صغ نالبغ ظا ن ن مب جم فا صي
ة صي
إيف ف ة فط فصرإل ا فا صي ل إض ف إىل فا جم
فصرحبي ل ة ظهن هذه فا جم
فا صي ل
: يث تق يف هذه
ظ)
ة
ةثس إيف
فاجمسثن صين رن
فا سثنرن .اذص مين ظا ت يش هذه فا جم
ي فا آ ر ان جم
فجمسثن ت نر ىلال ينل فجمسثن ن خمسيل يى ظجم س
فص رن ف جمعةي ل حبيث ت نس إىل
ال فا
فا سثنرن
ااة
يى حتقيل فصسال نع فصعزيف ا فجمسثن فتكن صيسقييس ة خم طر فاجمسثن حتقيل فص فئ فجمل ن . يث ت سطيع تق نن
ب) خب
ص ي فجم
فيك .ذص
فجل
ا
نع فا
ة تك فاجمس
ن
ا فاا ا فارحح صعجمسثن انع فا ي ة
طرنل إلي يف هذه فا جم
ة فص ق
ة جلسك تق ميك ا نطيبك ةق اس ظ ر ظ جم ر. يث نق يف ظىلح ب فحل ا ا صسفةني ض فصت إل تس رل
ا ض يفئ كن ظ ايك ا ا فص ر ظ فخل ئر فا
ال تسني
فجل ن اف ك ختيل ص ة فصطنف يال ص جت يكن حيجن ا )1ح ارفل ة
فجل ن
جمبل ذارهل ص ص .52- 53
ف ن فع ا فا
ة
هيل فصسفةني يى فص يفئع
فا ي ني ا ط ص فصسخ ا فصت ا ت ف كن حن فاسال ز ف ة فط.
21
فصالق يف فا ص ف جمعة
ة فصسفةني هذه ا ت نس فص يفئع فاجمسثن ن فصت ت فخل
ا ذص ن نس إ عاا مبب ظ فا
ا.
ه ة جم فص ن فا ص ا ا
ك ا فصراا
ة صي خم
صسق نن
ا ةدع ظىلدح ب فا د نع فص ف يد فص دال ي ل ي دن
إلط د ع فصس د نرل اددذص إلد ت دده صسن نددس ف جمددن ا فص خ د ل ذص د عط إ ط ء
ا ر ط ةي ر جم فءً ة فصددت ت طيك د فا د ا ف
د ادا صين دسثنر ظاثدر ةد تيد
ددر ل ظيف اال ددال ةرفحب د ةالخلا د ل ظيف افإل د ط
إجي ندده ةي ددر تسال جمددال ةددع ي ددس فص ددخس فصددذش نرلددال ا ت د ف جمددن حخ
صه ص ئيسه. ةثدس ة جم د
فص اد
إيف ف إلد ا
فصدددت ت دددكن ا دددنس ف د د ط ا ت دددي يفد د فاإلس د د ي ت د د فصس كد د فاإلس ين فص ي جم فا صي فصالق ن . ة
ال آ رل
ت نس ة جم
يى فا س
فص ص ظكر فص ن ة ف طر فا جم ي فصت
ة صي ينل صين جم
ط فص ال ذص صسحقيل
فا صي ف جمعةي
ع ة فصقب ط فص ا صيسن نس ف جمعة ف ي ف فا صي فا سخ ة ا فا جم فحمل جمبي صين
ا فا جم
ة جم تهل حتقيل فصسال جمل ا ف جم صيال فا صي ف جمعةي ل إض ف إىل ت ي فا ن
فا صي ف جمعةي .إض ف إىل فص
فا جم
ا يل ظجم فق ة صي إجمعةي
فا جم
:)1
يى ة س
فافة ط ة هذه
فص ا .ة ظهن هذه
A. Mohammed Ali ,Op.Cit, PP12-13.
)(1
25
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
ه فا جم
- 1 مي س هذف فصبال
ظي فته
فا صي ف جمعةي فص صي ف يفل إذ
ةك ةه ةالذ فص يف 1921ة
فاخسيل
عط فا جم
فصس ا صه فصت تسال ع ة اني فصسن نس فصسالني فصس نالل إض ف إىل ي ه ف جم س ا إ ء فصنث ة فا جم
فا صي ف جمعةي فاسخ
- 5
. ه ة جم
نث ظ لت فا جم فا
يف 1995اك ا ت ي فا ن فحمل جمبي فا سخ ة ا
فا صي ف جمعةي ا إلي س س ئج ف ن ط ف ف خل الك ا ا ف جمعةي . قرفا هني فصسقيين فخل
- 1 ا إة في فا ي ة ف يف
ط فص را
فا صي فصت ت
صألطرفا فصت ترلال ا حرفء ص ن
ه ل ا ا فصسلن ا إ ء هذه فا جم
فصبالي فصسحسي ص ق فصالق ف جمعة . ه هيل ي صي
- 3 فص يف 5335يفل نس إلع ا فا جم
فا
اي ا ظ ظ ن
ظا ت يش ي فا ةكنا ا فصرإل ا ف حرفا يى فا صي ف جمعةي ل ذص
فاجمسقرف ا نس هذه فا جم
اك ا ضن ا فصنل ء
.إض ف إىل ي ن إل
يى فا ة ج ا فصالق يف فا ص فص ا فص ال
كن
هذه فا جم
ت ن إل تك فصسال ف ي ا
ا
فا صي .
- 2
ا صس ا اني ةن
ة فا
ف جمعةي ل فق مت ا فص يف 5331فصس إليع يى إ ء هذه فا جم ن ي جمبال ذص
إىل إل تك يى متنني فا
ا
فاكن ل
ا ف جمعةي ة حتقيل
21
فصالق يف فا ص ف جمعة
فجمسخ فيف ف ط صيل فئض فصالق ن
تط نر ظي ف
صيس ةس فين ايالك يى
ض ء ظجم
ةب يئ فصسن نس ف جمعة ل ه اكذف جمس نس ئقا ىل با
طرنل فا
ا ف جمعةي ل نسنثس ا ة ني إيف فص ي ص ل ت كن ا
ت قين ف صيسك
حبيسك .
- 2 فصسالقين
ظ ئ هذف ف ط يف 5333اك ا زن ي فص ل في ي ن فا اب ط ظش فاصس فيف
فص ر ) صين
ا فا جم
ن فر فرىل ةكن صين جم طبي فصسن نس ف جمعة
فا صي ف جمعةي فا فا رتا فيه
جم ء فصق ف
تن ةيه ةع فصالق يف فا ص فص ا .
ا فيهل ان ظ ه صلكن فجمسي ب
23
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
ظي فته
المبحث الرابع: مشاكل ومعوقات تحد من التوجه نحو تطبيق النظام المالي اإلسالمي ت رتل فصالق يف فا ص ف جمعة ةن
ة فا إل
فص ني ل ا جت ا اك طرنقك إىل فحلس ا ل ذص فص ص ل تسال ع هذه فا إل
يى فا س
ا طر فصس رن ي صين جم
فا اس ا فصسطبيل
يى ة س
ظ
فص ص فص ف
فا اس ا نس اب ل فنالك ة نس يل
فا صي فصرإل اي ل ةالك ة نس يل ا ا ن فحمل جمبي ل ظ ر
ذف ىلي ا جل ف ال فصلقكي ل ل ه ة فجل ف ال. إا
صي
ي ة اس ة إل
نثا ا ظس ايل
اغرنال يى ق يف نطبل
ف س ي فصس ةس ا صالق يف فصسقيي ش ةالذ ةل
فص النيل يث ني يف ت نس هال ت حيا
فا جم
ف فرفي ةع هذف فصالق يف ايلي فصس ةس
هال ك سى نسن تنييل ف ي ف يى ظجم جمه. جترش حم ا تذصيس فص قب
ن
ثيث صيس ةس ةع ة اس فصالق يف فا ص ف جمعة
فصت حت ة تطبيقه يى ظ ل فص فإلعل ة إ ء فا جم
فا صي
ف جمعةي فص صي فصت جميل ذاره ا فابحث فص الل إا ط ف ظ ىل ا إط فص فا إل
س تي فا اس .فين ني فجمس رفل ذه
فحلثيث صسج ز هذه فا إل فا اس :)1 - 1يف فصس رن
ي إط تالقين
إل
يف ن صيالق يف فا ص ف جمعة :يث إا
فصارنبي ةثعا متالا فاسن ط ط صال فصسن نس) ال ئ
نا ضرنبيا
Iqbal, Op. Cit, P.44.
)(1
22
فصالق يف فا ص ف جمعة
ةي
إض في ل هذف ة ا حي س ييه ال فجمسخ فيف ىلية فصسن نس فحلن ةي تُح ِّس جم يف ف سق ط فص ق ف ا نس
ف جمعةي ل ان ظا فص يط
ة ي ج ا ص فصسن نس فص ق ش. ةرا ة ص إجمعة ةالقن ن نس ضن إط فص رن ف جمعةي :
- 5ا ن
ذص حيريف فا جم فاصس فة
ا ف جمعةي ة
ي جميط صس ن
فا صي فا
فا صي صيس ةع فص صي فين ايالك .اذص
حيرةك ة ت رنل
ف
ف فئض ظة ف ا فجمسثن ف إل
س.
- 1تس ل ف جم فق فصث ن صرظس فا ط ا فص ط ف جمعةي ان ك ضحي ل
نيق ) إلييي فص ي ص ل فين نس يل افجم فق فصالق فاالقن
فإ ك ل ة
ي إجمعةي ا ت ظ ا ن ل هذف ن يش إىل ترفان ف ة فط
تن ن ك ص ثن
ظي فتك
فا جم
فا صي صيحل ظ يى ة س
يف فجمسخ فةك ل مم ن ثر يى ال ء هذه فا جم
آة ة فص ي ص ة إل تك يى ت قين
فصثر . فصسال يل فصس ا اني فا
- 3فخنل ل ة س
فا ط يى ىل ي فصبي فص ف فااسن
ض ل فصق
مين ظا تن ا جميي - 2هال ك
ظ
ا ف جمعةي
ظس
يف
يى فص ي فص ص ل إض ف إىل
يى فصسط نر ا ف ي ف فا صي إل
ف
يف
س فصت
ذف فصس ا.
ي ف إيف فاخ طر فصسح ط ض ه ل ص إل ن فا سثنرن
ة فصسذاذب ا ظجم
فص يع ظجم
فص را.
لن ظا ا ض فص ية
ف جمعةي فا ر ف ل ا ص ين فخلي ف ل ةرحح صس يش ي فا ا هذف فجمل طل إا ظا تنييلك تط نره حر يا نييا ا نالاج ا
يفء هذف فص
.
22
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
- 2نالبغ
ظي فته
ف فحلن ةي ا نعا
يى فصالق يف فا ص ف جمعة ظا ن فر صي
فصسن نس فحل ص فصق ئن يى جم ر فصل ئ جم فءً ظا ا إل ف
سل ذص
عط ظي ف
ة
ف
س ظيف ط نس
ة صي إجمعةي ةال جمب ل متثس جمال ف
فاق ضهل فاجمس ال عل جمال ف فا
فصب نس فصسن ني فاال جمال
ا فاسال إل
صذص . - 2حيس ج فصالق يف فا ص ف جمعة إىل تط نر ظ قن صينح جمب فصس إليل تس فءيف فصطبي
فخل ىل ص نيي
ظي ف
ف جمعةي ل ذص صس ن فصثق ة ظ ن ط تي فا جم فا كننيل فا جم
ظىل ط فا
فا صي
ا فا جم
عط ة ن ة فص ل في إةن ي ةرفإلب
ة إلبس فجلك
فصرإل اي فحلن ةي ف هيي ظ ة إلبس
ذه فا ن ظهني ا صغ ي ٌ ظجم جم ا حتقيل فصسن ةس اني فا صي ف جمعةي ل ت ف ايل ةال جمب ة فصقب ط
يى فا س
فا ص فص ص . - 2ا بال فا جم
يف
ي جميط ينالي ذف
فا صي ف جمعةي إىل ت يني جل ا حر ي ل ا ا ن ا ض ين ء
فص رن صبي ا ظش فص ن ظي فتك . ر
إلرف ف
ةي ة ل تيجف فا
ا
إىل ف فصلس
خب
ص ت ةع هذه فا جم
ختسيل فن فء فصت تب نك جل ا فصرإل ا فص ر ي ة ة جم ة اي ن ر ا بال ف سعا تال ع فا ف س فصلقكي ل فق ن
ظجمي ب ة ن خل صيس ةس اه ظ ظيف ة صي ة يال ةب ك ذص ا اي آ رل
صيس ةس ا اي ة ل ا
سى إا ف ةر إل خيسيل ة ة را ن ر ا فصبي
فص ف .هذف حيريف ة جم إةن ي فصسال يل فصس ا فحملي
فصالق يف ف جمعة ة فص ص فين اني هذه فا جم
فصرظش فصلقك .
22
فصالق يف فا ص ف جمعة
- 9هال ك ة ني إل مي فا
ا ا نس
نث ارز ةالذ ف فا جم
ص) متثيت ا
فا صي ف جمعةي
يف ال ن فصن في فصب رن فا هي فاليا
ينيا حر يا صيس ةس ةع ظي ف فصالق يف فا ص ف جمعة ل ايلي فصس ةس اك ل فاعا
إةن ي إا فع ظي ف
نايل " حح ته " إىل هذه فا إل ف جمعة
حم يف
إض في تس يل ا اإلس ي
ن ةال حت ة فاجمسل ي فصن ةي ة تطبيل فصالق يف فا ص ف جمعة ل ةالك
يى جمبيس فاث ط
)1
فاإلس يش فص ين ف
ظجم صيال ة صي حر ي
نث .
ة ني ف ةي فاإلس ين ف جمعةي .ة ني ف س
فصلنر
ا فص ط فص راي ف جمعةي .إض ف ا ني ا ض فصالن ذج ذف
ط ء صسطبيل فاإلس ي ف جمعة .
)1حح تهل ص ص 11
نيل "ةق ة
حم يف فصسطبيل فا ىلر صعإلس ي ف جمعة " .جمي ي حب ث ي فجم
/http://www.darelmashora.com .12-
ا فاإلس ي ف جمعة .
22
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
ظي فته
المبحث الخامس: السياسة المالية في اإلسالم وأدواتها يى فصرلن ة ظا تراي فصنس ب ا ت ضيا فنر فصالق يف فا ص ف جمعة ةب ي فصقط ع فخل ص ي ا ت س فص ص ؛ ا مين إلل ط ي تس يل ا ص ي جم فا صي فص ة صي ص ل ذص
يى
فص ي جم فا صي فصت
ا بال فا تب ط فص ثيل فص ا ش اني
ه تني فص ي جمسني اجال ني صي ي جم فاإلس ين ل إض ف إىل ظا فاإلس ي ف جمعة نكسن ا ف ال إل ا نغطيك فصالق يف فا ص
فص ي جم فصالق ن فارتبط ا صقط ع فخل ص.
إل ن هذف فابحث إىل ثعث ةط صال؛ ف ط نس يل اس ضيا ةلك يف فص ي جم فا صي ظهنيسك ا فاإلس ي ف جمعة ل ا ني
س فاطيال فصث
ي ف فص ي جم فا صي
ا ظس فصالق يف فاإلس يش ف جمعة .ظهني فص ا ا فص ي جم فا صي ا فاطيال فصث صث.
ت را فص ي جم فا صي ا ظس فاإلس ي ف جمدعة اف كد " :مجيدع فصقدرف ف ذف فص بغ فا صي فصت نسخذه ص ف ةر ظ ة نال ب الهل جم فء ظا ا ف سك يف ةالده صسطبيدل س حر
ظيف ف سك يف ةاله صسحقيل ةق ىل فص رن ا ل
اف ك د " :فجمددسخ فيف فص ص د ف جمددعةي فصق ف
ة ." )1اند رفكد " ي يد "
نرفيفتك د لق تك د صسحقيددل ظه د ففك ا ض د ء
ف ىل ط ف جمعةي فحل ان ا هذف فجمل ط ." )5نلكن ةد هدذن فصس درنلني ظا
)1ب فص ن ل ح ب ا فكند ل " فص ي جمد فا صيد ي هد ا إىلدعخل فاإلس د ي ف جمدعة " .حم ضدر ةق ةد ا ةد متر فصسحد ن فا ىلر صعإلس ي فا رشل فصق هر :ة 5إىل 1مت زل 1992ل ص.2 )5ي ي ل ح إل ل ي س ا فاإلس ي ف جمعة
فصالقرن فاإلس ين ) .ةنسب فخلرجي ل فصرن لل 1333ل ص .122
29
فصالق يف فا ص ف جمعة
فص ي جم د فا صي د تددرتبط اقددرف ف
ن ةي د ذف تددفث فإلس د يش ة د
فص ة ل ظ ك تس يل ظجم جم ا نرفيف
فصاللق
ددعط فا جم د
فص ة صي ص ف جمعةي .
نر اس ة " لر ة طلى" ظا ظهني فص ي جمد فا صيد تالبدع ةد ا كد ف يف فصت مين فجمسخ فةك صس دحيا آثد فص ي جمد فصالق ند فصال جتد د ف فصس جم ي ل فاع فاجمدددسخ فة
ا ك ف جمي ب ف ةثس
ي ت زنع فص س فاجمسثن ف
يى
فاإلس دد ين فاخسيلدد ل ادددذص ت دددبا فص ي جمدد فا صيدد ف يف فصل صدد
صس جيع فاجمسثن ف صعجت ه حن فجمل ا فحلي ن ظنا حلن ن فص ال فاال ف ف
درفءف فصننيد
فص طالي ةد
البي .)1
نددسن تالليددذ فص ي جمد فا صيد صيسد س ا فصال د ط فاإلس د يش ضددن ف طد فص د يف صيالق يف فاإلس يش ف جمعة ل ذص ة ت زنع فص س فا س
عط إ ي خت ديس فاد ف ي فصسدفث ا مندط
فص يف صيال ط فاإلس يش اد صس ظيل فصن ةدس ص ال ىلدر ف سد جل
فحمل فق يى إلين فصالق ي ت ف فصار ن
فصت تنلس ة س
ت ى فص ي جم فا صي ا إط ه فص يف إىل حتقيل
ة ي ي ائق صألفرفي.
ظه فا ة د
ةد حدف ك
ي ن فص ي جم فاإلس ين ةالك :)5 ظ ا :فصس ظيل فصن ةس ص ال ىلر ف س جل ة ثدن فجمدسقرف فص ضدع فا سند فص ي جم صي ص . ث ي :فحمل فق يى إلين فصالق ي ة
عط إ رفءف ة صي ا ا سن ي يى فاد ف ي
فحمليي ل ة ن يش إىل فجمسقرف ف جم . )1لرل حمن
ب فاال ن ٍ ة طلىل ظمح فرن ة طلىل فاإلس ي فا ص فص ض
حب ب فجل ة ل ف جمنال ن ل 1999ل ص.111 )5فحل جل ط ق ل فا صي فص ة .يف ىلل ء صيال رل ن ال 1999ل ص.531
ف جمعة اني فصالقرن فصسطبيل .ة جم
23
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
ث صث :إ ي ت زنع فص س فصثر
ظي فته
فص نس يى زن يتك .
فا :حتقيل فصسالني فاإلس ين اس جيع فصقط ع فخل ص إ في فخلطط فاعئن . ة د :تنييددل منددط فاجمددسكعك ا فجملسنددع اس د ف فصاددر ن ة س
فصددت تنلددس
ة ي ي ائق صين فطالني.
ت ددسق فص ي جمدد فا صيدد ا فاإلس دد ي ف جمدددعة ظهدد ففك ةدد ظهدد فا فصالقدد يف فاإلس يش ف جمعة فصذش رضت ا فصل س فص ال تس ل ةع ظه فا فصالقد يف فاد ص ف جمعة فصت إل ت إلبعا ا هذف فصل س تسن ةس ة ك .تسنثس ظهن ظه فا فص ي جم فا صي ا ظس فصالق يف فاإلس يش ف جمعة فين ني *: ه ة
ت ى فص ص
عط جمي جمسك فا صي إىل تلسيت فصثر ة
ف ث )1ل اند متند فص ا د ا ددنس ظجم د س ةد ضددن ا فحل د ت ف ه صالل هل فسسد ىل فص صد ةكند ب ند فص اد اسن نس ة حل فحملس ني ف ل ق يى
اد ا نددسنن ة د
ت زن كد يدى ة دسحقيك ل تقد يف
د تكن ةد فد ئض ف ندرفيف صد نك ا صد
يف ال ن فص ا ل تلرل ضرفئال يى فا جمرن ا د ا فصادر
* ظ ه إىل فجلك فاني فصذش اذصسه فصب ثده "ياط ادد طبدد " ا جمد صسك صاليدس حدك ي فا فاإلس ي ف جمعة " – ة حمن ظ يتك .ان مين فاجمس في
يار ا جل فئر .يث فجمسل
دعط قد يف
فصق د
)5ل
دس ا الد فا " ظد ئل فص ي جمد فا صيد ا
ممد ظ يتده ةد ةرف دعل ةدع فصس درا ا ا دض فصلقدرف فصدت
ط ظه فا فص ي جم فا صي ا فاإلس ي ف جمدعة مبرف د اس ب"ظمحد ةدذ ب ظمحد " ل ﺍص ي جمد
فا صي ا فاإلس ي ف جمعة :ي فجم ةق اي ةع فاإلس ي فصرفس ة ص ليف
ة ظة ة ا ف جمعةي صيطب
فصال درل ط1/ل
.1992ثن هيل ف ن ط فصلنرن ل فخلرط يف. 5332 . )1فص ف يش ل " فص ي جم فا صي ل ظه ففك ظي فتك "ل فص ي جم فاإلس ين ا إط فصالق يف ف جمعة ل ةر ع جم الل ص.392 )5فصيحي ل جم ا مح فا ل فا فز فص ة ا فاإلس د ي ف جمدعة .د :فا كد ف جمدعة صيبحد ث فصسد نالل فصبالد ف جمعة صيسالني ل 1992ل ص 532ة ا ه .
21
فصالق يف فا ص ف جمعة
ان نك ا ف ل ق فحلند ة إىل ت زندع فصد س ةد فص نسل صينالسجني ص ن ة ر
د
دعط تقد نن ف
صي د طيني
تكن ف س ي .)1
يى فصرلن ة ي فصقط ع فخل صل هال ك ة نر ظا فص ص ة ل ص فا
ا نيي فصسالني فاإلس ين ل ان ظ ك ة ل ص
فصقي يف
نع فصادر ن صينجسندع فصدت إلد
حيجن الك ف فدرفي إةد صندرب جنكد ظ د يف ربتكد فيكد ل ا
دط فاس يقد اسالنيد
فصثر ف فصطبي ي .)5 ترتبط فص ي جم فا صيد ا ص ي جمد فصالق ند ف تب طدا ثيقدا .متيد فص ي جمد فا صيد ا فاإلس د ي ف جمددعة ضد فاط د ي فصالق ش مب نسعءيف ةع
د ث فصسادخنل فاددبط ف ىلد ف
إلد ئ ةد
فاإلس د ي ف حدرفا يدى نييد فائسند ا ضدبطك طبقد
حل د فصال د ط فاإلس د يشل حيقددل فجمددسقرف ف جم د
د يف فخنل د ل فصق د فص ددرفئي
صيالق ي. ان ظا ةالع فصس ةع فصرا ن فا سن صه ظثر اب ا فص إل ند ةد فا تل د فص ن ا فا س ن
فص ة صألجم ل ا تال ف
اس حت ث سيج فصس ع ل فا ر ت نس فص ي جم فا صي ةن فحدد اددس ةدد فا نندد
)1لرل حمن ب فاال ن .فص ي جم
ه
)1فصيحي
حتقيل ظ ا خل اب
.)1
يى ي ن فصس غيس ا فجملسنعل اد نك فاجمدسثن فصساددخن ظث هندد فصادد
فاإلس ين فص ر ي
)5فصيحي ل ةر ع جم الل ص ص .532- 531 ل فا
إل
ظر ا يند طبي يد ا فص د قل
ل هل ص ص .521- 523
س ف زة
يددى اددس ةدد فصدد س
حتقيل فصسق يف .فصق هر :يف فصغ فص را ل .1922ل ص.113
25
ظي فته
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
فصس ددغيس )1ل نددس ني يددى فص ص د صبي د هددذف ف د ا ظا ت د فزا اددني د ط فصقط د ع فخل د ص فصقط د ع فص د يف صي ىل د ط إىل ظإل ددى إ س د ج ممن د ل فنين د ا ددت فا ددر فخل ىل ظإل ذص
يى ف س ج نالبغ
يى فص ص ظا تق ر
طك يى فصس يه ةد ا نند
ب فا يح فص ة .)5
يى
تاللدددذ فص ي جمددد فا صيددد ا فاإلس ددد ي ف جمدددعة ةددد إلبدددس فا جم ددد دد ل إضدد ف إىل ة جم دد
فاسخ
ة صيدد ظ ددر
فحلن ةيددد
ينلدد ةثددس ة جم دد فص ادد فص إلددل.
ت سخ يف فص ي جم فا صي ا فاإلس ي ف جمعة ظي ف ة يال صسحقيل ظهد فا هدذه فص ي جمد فصت تالبثل ة ظهد فا فصالقد يف فاإلس د يش ف جمدعة
تس دل ةدع ظهد فا فصالقد يف فاد ص فيده.
تقرتب هذه ف ي ف ا إط ه فص يف ظه ففك ة تي فاس فر ا فاإلس ي فصدرفس ةد ص ل فااس ي
ةع ةرف
فصس ةس ا صل ئ ظ ظش ظيف خت صل فص رن ف جمعةي . ني ئي ني هن *:
تق ن ظي ف فص ي جم فا صي إىل
ظي ف فص ي جم فا صي فارتبط ا نرفيف فص ة . ظي ف فص ي جم فا صي فارتبط ا صاللق نق
ا نرفيف فص ة ةن
صسالليذ فص ي جم
فص ة .
ف ة فط فصت حت س ييك فص ديط
فا صي فارجم ة ل ف ل ق يى فارففدل فا در
فحلن ةيد
فص ةد ل تسالد ع
ف نرفيف فص ة ا فاإلس ي ف جمعة اني إنرفيف ي ن إنرفيف ل ي ن . )1لر ل فا
ل هل ةر ع جم الل ص .113
)5ب فحلني ل ب فاطيال ل ة *
" ا طيب"ل ة
جم الل ص.531
جمبل ذارهل ص ص 23- 22ل اس را.
21
فصالق يف فا ص ف جمعة
ف نرفيف فص
ن ه ف نرفيف فصت مت ط فاي ف ي فص ةد مبد ف ي ث اسد ا دل
ي ن د ل ه د فص ا د
إنددرفيف ف ةددعك فص ة د
فخلددرفج فجل ن د
د فصسج د
صي ص ل تسني ا سق يف ي ن فا ي ب جمال ن فصقي يف مب
صيسك ا حتقيل ةق ىل فص رن .
ظةد ف نددرفيف لد فص فص
فر
ييسك ل مم ميند فص صد ةد
ند فكد إنددرفيف صي ددت جمدال ن ل فددع تس ددن ا ا سقد يف ن ا ة ف ك ة إل نطرظ يدى فجملسندع ةد ظدر ا
ن ل ت كن فا ف ي ل فص
فجمسثال ئي ةثدس فصس ظيدل فصدذش نند ا الدرل تند صيل إضد في ا ظةد فط ف لاليد ء مبد ننل
سكن ة ايت ة ط فص ا ثن ةد ايدت ةد ط فا د حل )1ل
فصلقرفءل فس
فإذف ا تنلل فإ ه ن ذ ة ظة فط فصق ي ن ة ن
هدذه فحل د ل حدرنط ظا ن يد
ص ف ةر
ه ف ل ق فاطي ب مت نيه ظا حي ي ةق ف ف ة فط فاطي ا ا جييب ظاثدر
د
فصسنييليد .)5
ةد
دده ف لد ق فا يد
الدده ظا جتبددى ممد تالطبددل ييدده فاقد
هال ك ظناا فصقر لل يث مين فاصسج ء إىل فصقر ل ة يف ل ي ش إذف ا تند ة ف ي فص ص فص ين ا في صسغطي ف ل ق فص يف )1ل ت سرب ة
ف فجمدسثال ئي ةد ة د ي
ف نددرفيف فص ة د ا فا صي د فص ة د ف جمددعةي ل تيجددف إصيدده فص ص د ا د ا ف زة د ل ةس إل .إضد ف إىل ف ىلد ف فصالقد ش فصدذش نسنثدس
فحلر ب ة ظ س تغطي لق ا جل د ء فص ص د إىل إىل د ف انيد
)1فا رشل فيل ن
ل ظىل ط فاإلس ي ف جمعة .ط1/ل يف فصقينل ية لل 1999ل ص .512
)5لرل فص ي جم فاإلس ين فص ر ي )1فصنلرف شل 1992ل ص .21
ن د ة د فصالق د ي صسغطيد فص ج د ا فاي ف ي د فص ة د
س ف زة
ا حمن ي .فص ي جم فا صي
حتقيل فصسق يفل ةر ع جم الل ص ص .122 - 122
فصالق ن ا ظس فاإلس ي ف جمعة .ف جمنال ن :ةنسب ف ح عل ط1/ل
23
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
فص ص ا فحل ا ل فص يند )1ل تيجدف إصيده فص صد ا صد د يف
ت ف ف سي
ال ن فا ف ي فصت تسيحك ف جم صيال ف تق يف فص ص افيفء ءة
ظي فته
ة
ر .)5 فجمدسخ فيف
ة خمسيل ل ن دسي يف ظيفء تيد فخلد ة
فص ة صير ن )1ل ف صاللق فص ةد هد إلد ةد
نال فص ص ا تيبي فحل
فا ط يف س ا فصذةد فا صيد صي صد ل نقد يف صد ف ةدر ظ ةد نالد ب الده ا جمدسخ فةه ا ة فق ا ن فص رن ف جمعةي .
إحب ع
تق ن فصاللق ف صاللق ل فاخ
فص ة إىل لق
فاخ فا
فا
ا ه فصت
ي ة
فك جلك
ا ه فصت تاللل ا جم ئر ة حل ف ة
ة ظارز فصاللق فص ا د ة د اددني ف
خم
فا
ا ل خم
فاخ
فا
فصلقرفءل فس را فص اد ا حدنس لقد ف نرفيف فحمل ي ة فص ا
ة يال ل فصاللقد
ال ف سك ي ص ف ةر .
ا فص ا ل فك ة ك ا
ددرفءف فصس ددحيحي االقددس يى ف
فا
ا.
ا ة يالد تدفت
ددال ة د فا د ط ظة د فط ف لالي د ء إىل
حت نييد ف سن يد صألفدرفيل جيدال ظا تد زع فع فصثن ي .)3
نساا ظا فصالق يف فا ص ف جمعة إل
س إنرفيف ة يال
ه إ لد ق حمد ي
ا ص ا د ل ا فاق اددس ا خي ددس ا د إل ف نددرفيف ظ ا حي د ي د ظ ف د ة يال د ة د )1فصيحي ل ة
جم الل ص .535 إةن ي ف ذ اكن ا فاإلس ي ف جمعة ل ة
)5لرل فص ي جم
فا صي فصالق ن ة
)1ف زشل ة
جم الل ص .31
)3لرل فا
فص ال ل هل ص .112
جم الل ص .21
22
فصالق يف فا ص ف جمعة
ف ل ق )1ل ا ل ق يى فصس يين فص ح فص ة اك ا يل ةسندع ةالدسجل ف لد ق يددى ف جمددن ا ف لد ق يددى تالنيد فاد ف ي فصطبي يد ل فصس جمددع ا ف لد ق فص ف د ة قد ط
اك ا إمن ء فصثر فص ف ي ىلي سك ل حتقيدل ة دس
د ا ةالسج تكد ل اند
تك ا فص ص ا ةي فا فصثر فا ي فصط إل إىل إمن ء ىلي ة متينه فص ص ة االد ز ا فصب ط ل اجمسخ فةك ا ف لرفل فص يني فص ال ي .)5 ف ل د ق فص د يف ه د فجمددسخ فيف د ء ة د ظة د فط فخل نال د صسيبي د فحل د فا
ا هد ادس فصاللقد
فص ة د
فا كد صين د حل فص ةد
صير ن ل ف صاللق
ل فاخ
ي ا خت يس
اك ة يال ل اس ه ةرت ا ا ت يكك صالقر ص ف ةر ف سكد يه مبد
حيقل فا يح صألة ل فإذف ترتال يى إ ل ق ة ني إ عط مب يح ظادرب ف ص ف دال د يف تكد ظهد فا ف لد ق
فصقي يف اذص ف ل قل يث جيال ظا ترتال ة حل فص صد فص يف ا جمين ف ص ن .
فص ا ه فصرا فصث صث ة ظ ا ا ف جمعيف فخلن ل هد
بد ي ة صيد نسقدرب
اك فا ين إىل فهلل اسطك ة صه إ ط ء ل فهلل فيه .صي ا ظي ف ةكند ا حتقيدل ف ةد فاإلس يش فا سن
س ادر خل ف
زن ي ف
د ّ ا فجملسندع فا دين .اند متثدس
فص ا ظيف ةكن ة ظي ف فص ي جم فا صي ا فاإلس ي ف جمعة
كإ د
ف يف
فارتبطد اد نرفيف فص ةد ل ؛ إذ هد ظيف ظجم جمددي ا إ د ي ت زنددع فصد س اددني ظفددرفي فجملسنع صسقييس فصلج ف
)1ا حمن ي فصنلرف شل فص ي جم )5ب فاال ن ف زشل ة
فصسل
اني فا س ن
فا ي ي
فا صي فصالق ن ا ظس فاإلس ي ف جمعة ل ة
جم الل ص ص .21- 22
ن.
جم الل ص .152
22
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
ظي فته
ت د فص اد ةد ظهددن جمد ئس ت ددحيا ظيلد فصالقد يل فكد تد يش إىل ي فا قيق صين طل مب ن نس يى زن ي ف س جل حيقل فصاللع صندس ةد ت طدى دن ظناد صنس ة ت ذ ةالكنل مم نرتتال ييه حترند ف ةد فط ة ف كد فاضدطرفب فصدذش إلد ع ف
حي س ا إلين
ةد ف ةد فط اد صالق يل اند ظا ةد نف دذ ا فص اد ناللق كد
ةب حددر ةد ثددن تف ددذ جمددبييك فص ددحيا حند حترند فاد ف ي فصب ددرن ظنادا إىل
ددال
حترن فا ف ي فا صي فاف ذ ةالك .)1 ان ظا ف جمعيف –
ل ظا يى ل فصلقرفء فا اني –
دس فصقد فص ف دال
إ رف ه ب ٌ ا ةبيغا ة يالال هذه فصال ب ترتلع ا تل ع فصال ب تالخلض اإخنل ضدهل مم ن ا ظا فصساخن ان ثر يى ة سحق فص ا ل ظ جن تاللل
يي فص ا . )5 .
يي فص اد ادني ط فئدل فا دسحقني فصثن يد اطدرنقسني هند :فصسنييد
ا صال ددب صيلقددرفء فا د اني فص د ةيني ييك د فا صل د إلي د اكنل فص ددرا ا ة د حل فا سحقني فن رن ل ظش ا فصرإل ب فصغ ةني ا جمبيس فهلل فا فص بيس .)1 إىل
ال فص
فصرئي فصذش ت ينه فص ا ا إ ي ت زنع فص س ادني ةن د
فجملسنع ة ظفرفي ة جم
ل جميي ة
جمد ئس ت دحيا ظيلد فصالقد يل فدإا هالد ك
ظي ف فا آث فا فإلس ين حم ي ت كن فيك فص ا ا فصباليد ا فاإلس د يش صينجسندع فا دين. يث ت كن ا نس ف ط ا ذب فا رف حند فاجمدسثن ف .إا فدرل فص اد
يدى
فا د ف ي فاإلس د ين ل د فا ددسغي ا فص نيي د ف س ي د ل جم د ا ن د فع افىلددح ب هددذه ف ةدد فط إىل اي كدد فصدددسخيس ةدد حتندددس ةبيدددة فص ادد )1ب فحلني حمن ي فصب ي ل فإلس ين )5فمح ةذ ب ل ة
فص ا
ييكدد ل ا
ىلدد فصالق ندد
إ سب ف فص ي جم فا صي فصالق ن .ط1/ل يف فص عيفلفصق هر 1991 .ل ص .52
جمبل ذاره .ص .191
)1ص ن ل مج ط .فصالق يف فا ص ا ف جمعيف .يف فصالبفل فجل فئر ل 1992ل ص.91
22
فصالق يف فا ص ف جمعة
ئك د
ف فض د فصددت حيددسلظ اك د ظىلددح اك ؛ ا فص ا د جم د ا ت نددس يددى ظاددس
ت جيي ل صدذف نلدرتل ظا ن ندس ادس يدى تدثن ظة فصده )1اكد ا فحل د ط يدى ئد ةالك ل مب نلنر ا فجمسغع ا ظ ه د ط ا تلدرل ييكد زاد مب د ا ظش فا ددر
فص دال ي فصسج ند فصددت ت طد فرىلد ص ند ي فص ن صد ل اند جمددين ا
هال ك ف ص ن ي فاجمسثن ف فص ا
صيد ل
لن فخنل ل فص ئ ل ط ا ظ كد حتقدل ةد ننلد ص د في
فحمل فق يى إلين ف ة فط أ) ظثر فص ا
.)5
يى فاجمسكعك فصني
ب) ظثر فص ا
فصسالني .
يى فاجمسثن
يى فص نس زن ي فصس ظيل فصرف ه فص يف.
ج) حم ا فص ا صعاسال ز ت جيع جم ئس فائسن ا. يى فص
د) ظثر فص ا
ف فاإلس ين فصساخن. فصبط ص فحل ة فصلقر.
هد) ظثر فص ا ا ختليض ة س ن
نا ا إىل فنث فاإلس ين صي ا آث ف سن ي ت ن ت ضد ةن د
فجملسندع
فا ين ت ن فحملب اني ظفرفيه تال در فصرمحد ايدالكنل ف ةدر فصدذش ند يش إىل فاجمدسقرف فص
ف صألفرفيل فيال ن إجي اا ا حتقيل فصرف هي صينجسنع.
)1فصط هرل ب فهلل.
يي فص ا
تالني فجملسنع"ل
ة ف ي فص ص ا فجملسنع فحل نث ة
ك فصالقر ف جمعةي .فصق هر ل
فصبال ف جمعة صيسالني ل .1929ص.522 )5ظا زن ل ان ط ييل )1صس ضيا هذه فنث
نيل ظمح
حر ك ا نس تل يي ل جي ةرف
يى فصسالني فاإلس ين ل جم ص ة إىل فار ع فصس ص
ني ي ل حم جمب فص ا .ف جمنال ن :فص ف فجل ة ي ل 1999ل ص.13
س ل ةال
:
ل ف طن حمن
ب فحل فظل فثر اس ة فص ا
فصارنب
.ة فصالج خلل اي .5339 .ص ص .159- 132ان ميند فصر د ع
ط فنث فاإلس ين صي ا :
فص بك ل ب فجلب ل ي فجم
ةسق ة ا فصالق ي فص
ف ف جمعةي ل ط1/ل ةطب
ع ل إ ا ل .5315ص ص .11- 13
22
ةق ة ا قرن فصسن نس ف جمعة
ظي فته
الفصل الثالث
المال واالستثمار في اإلسالم
يشكل رأس املال مبفهومه العام الذي يشمل كل ما ميتلك وله قيمة حمددة أحد عناصر اإلنتاج ،وقد أعطى اإلسالم املال أهمية بالغة من حيث احملافظة عليه أو تنميته أو كيفية التصرف فيه .وقد اهتم الباحثون والعلماء بالنقود واألصول املالية األخرى بوصفها أحد أنواع املال ،ودرسوها من النواحي املتعددة . عرفت يف اجلزيرة العربية أشكال من التعامل املالي واملصريف قبل بعثة حممد صلى اهلل عليه وسلم حيث كان التعامل بالربا سائداً بني العرب أنفسهم ،وبينهم وبني اليهود ،إضافة إىل تعاملهم باملضاربة والسلم (بيع آجل بعاجل) .ويف عهد النبوة وعصر اخلالفة عُرفَ التعامل املالي من خالل قبول الودائع ،حيث كانت قريش تأمتن النيب
صلى اهلل عليه وسلم
على أمواهلا ،كما عرفت املشاركة ،والقرض
احلَسَن ،واستمر العمل بالسلم واملضاربة. وعندما فتح املسلمون البالد وتوسعت رقعة الدولة اإلسالمية ،زادت عالقاتهم التجارية مع العامل اخلارجي ،ففي مراكز التجارة يف املدن اإلسالمية الرئيسية مثل القاهرة ،وبغداد ،ودمشق ،ومكة وغريها ،عرفت أشكال متعددة من التعامل املالي مثل صرف النقود ،وحفظ النقود ،وإقراض خزينة الدولة اإلسالمية كما حدث يف أيام اخلليفة املهدي يف العهد العباسي ،إضافةً إىل إصدار أوامر الدفع (الصكوك)، وغريها من املعامالت (.)8 اهلدف من هذا الفصل هو التعريف مبفهوم املال ووظيفة التمويل من وجهة النظر اإلسالمية ،من خالل تعريف املال ومفهومه وكذلك أنواع التمويل االستثماري وغري االستثماري (اجملاني) .إذ يتحدث املبحث األول عن فلسفة املال يف اإلسالم ( )8سراج ،حممد ،النظام املصريف اإلسالمي ،ط ،8/دار الثقافة ،القاهرة ،8111 ،ص.ص.43- 81
18
18
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
وأهميته وأنواعه ،كما يتعرض هذا املبحث ألهم أساليب التمويل يف اإلسالم .أما املبحث الثاني ففيه شرح ألهم األساليب اليت يتم استخدامها دون النظر إىل العائد املادي (التمويل اجملاني) ،وهي التمويل اجملاني اإللزامي والتمويل اجملاني الطوعي وعقود التربع واملعاوضات .أما التمويل االستثماري فيكون موضوع الفصل الرابع.
املال واالستثمار يف اإلسالم
14
المبحث األول :فلسفة التمويل في اإلسالم ميثل رأس املال أحد عناصر اإلنتاج األساسية ،وتعترب األصول املالية من نقود وغريها من أهم مكونات رأس املال اإلنتاجي بإطاره العام الذي يشمل باقي األصول اإلنتاجية األخرى كاألرض واآلالت واملعدات .ومتثل النقود الشريان احليوي للنشاط االقتصادي خصوصاً ولكل أنشطة احلياة عموماً؛ فليس هناك فرد أو مؤسسة كربت أم صغرت؛ رحبية كانت أو غري هادفة للربح إال وحتتاج لألموال إلدارة شؤونها .وهذه األهمية للمال تتجاوز العقائد واملذاهب االقتصادية لتشمل كل النظم االقتصادية ومنها النظام االقتصادي واملالي اإلسالمي. للمال أهمية خاصة يف الدين اإلسالمي ،فقد ورد يف أهمية املال يف الدين اإلسالمي أن احلفاظ عليه يعد من أهداف الشريعة اإلسالمية إىل جانب الدين والعرض والعقل والبدن .كما أن من يقتل دون ماله فهو يف دين اإلسالم شهيد. يقول اهلل :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭼ( ،)8وقال الرسول صللى اهلل عليه وسلم " :نعم املال الصاحل للرجل الصلاحل " ( )8أخرجله أدلد والطربانلي يف الكبري واألوسط من حديث عمرو بن العاص بسند صحيح بلفظ " نعما " وقاال " للمرء " .كما ورد يف تراث العرب وغريهم ما يدل على أهميلة امللال يف حيلاة اإلنسلان ،حيلث
( )8الكهف.34 ، ( )8العراقي ،ختريج أحاديث اإلحياء ،حديث رقم ، 4843برنامج منظومة التحقيقات احلديثية -اجملاني -من إنتاج مركز نور اإلسالم ألحباث القرآن والسنة باإلسكندرية .مت تنزيله عن االنرتنت من الرابط التالي. http://islamport.com/w/krj/Web/113/3234.htm :
13
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
يقول اجلاحظ يف كتاب األدب " :اعللم أن تلثمري امللال آللة املكلارم وعلون عللى اللدين وفيه تآلف اإلخوان ،ومن فقد املال قلت الرغبة فيه واهليبة له" (.)8 كذلك فقد كان يف اإلسالم ركن مالي من أركان اإلسالم اخلمسة وهو الزكاة. كما جاء يف اآليات القرآنية وأحاديث النيب حممد صلى اهلل عليه وسلم الكثري من األحكام اليت تنظم استغالل هذا املورد االقتصادي احليوي ،فباإلضافة إىل الزكاة جاءت الشريعة اإلسالمية بتحريم الربا وكنز املال وغريها من املمارسات االقتصادية احملرمة – كما ورد يف الفصل الثاني من الكتاب – ،كذلك فإن حتريم االحتكار ينطبق أيضاً على حجب األموال عن من حيتاج إليها لالستثمار ومتويل احتياجات الناس. ولعل من أبرز صور احتكار املال ما نراه اليوم من احتكار املصارف لألموال وكنزها على شكل نسب مرتفعة من السيولة ،وعلى الرغم من اإلجراءات اليت تتخذها البنوك املركزية يف خمتلف دول العامل – ومنها الدول العربية واإلسالمية – فإن هذه املصارف ما زالت تعمق معاناة االقتصاد بسبب األزمة املالية العاملية بسبب احتكارها لألموال. مع أن ما سبق من آيات وأحاديث شريفة يأخذ مفهوم املال مبعناه الواسع ،فما يعنينا هو األصول املالية من نقود وغريها كما سريد الحقاً .ومبا أن األصول املالية جزء من املفهوم العام للمال مبعنى الثروة فإن ما ينطبق على األموال عموماً ينطبق على األصول املالية من حيث األهمية ،إال أن األصول املالية هلا خصوصية عن األصول اإلنتاجية األخرى اليت متثل مفهوم املال مبعناه الواسع .فلألصول املالية خصائص ومزايا جتعل من االهتمام بها وإدارتها على درجة عالية من األهمية يف إدارة املنشآت كافة رحبية كانت أو غري هادفة للربح .كما أننا نطرح موضوع إدارة املال من وجهة نظر
( )8العاملي ،حممد حسني ،املخالة ،ط ،8/عامل الكتب ،بريوت ،8111 ،ص .834
املال واالستثمار يف اإلسالم
11
مالية فإن ذلك يتطلب الرتكيز على املال مبفهومه احملدد باألصول املالية دون األصول األخرى.
(املال يف اللغة واالصطالح الفقهي) ورد املال يف معاجم اللغة مبعناه الواسع أي كل ما ميكن متلكه والتصرف فيه (.)8 واملعنى االصطالحي للمال ال يبتعد كثرياً عن املعنى اللغوي؛ وقد ورد يف جملة األحكام العدلية أن "املال ما مييل إليه طبع اإلنسان وميكن ادخاره إىل وقت احلاجة منقوالً أو غري منقول ،ويقال على فلس وما قيمته فلس" ( .)8ويضاف إىل التعريف السابق أهمية أن يكون املال متقوماً؛ أي أن يكون ذا قيمة شرعية باإلضافة إىل قيمته االقتصادية ،حيث إن هناك بعض األصول هلا قيمة اقتصادية ولكنها حمرمة شرعاً كاخلمور وحلم اخلنزير ،وبذلك فإنها ال تعد ثروة يف اإلطار اإلسالمي. وقد تناولت الكثري من كتب الفقه تعريف املال منها تعريف السرخسي من احلنفية ،الذي عرّف املال كما يلي " :واملال اسم ملا هو خملوق إلقامة مصاحلنا به ، ولكن باعتبار صفة التمول واإلحراز"
()4
ويف العناية شرح اهلداية( " : )3املال كل ما يتملكه الناس من دراهم أو دنانري أو حنطة أو شعري أو حيوان أو ثياب أو غري ذلك " .كما عرفه " ابن عابدين على أنه(:)1 " املنتفع به يف التصرف على وجه االختيار ". ( )8ابن األثري ،النهاية يف غريب احلديث واألثر ،ط ،8/دار إحياء الكتب العربية ،القاهرة ، 8144 ،اجلزء ،4صفحة .414 ( )8جملة األحكام العدلية ،مطبعة اجلوانب 8811 ،هجري ،مادة رقم .884 ( )4السرخسي ،حممد بن أدد بن أبي سهل ،املبسوط ،بدون طبعة ،دار املعرفة – بريوت .8114- 8383 ،اجلزء 88ص .11 ( )3البابرتي ،حممد بن حممد بن حممود ،العناية شرح اهلداية ،دار الفكر ،بريوت ،اجلزء 8ص .812 ( )1ابن عابدين ،رد احملتار على الدر املختار ،دار الفكر للطباعة والنشر بريوت8388 .هل 8222 -م .اجلزء 3ص .128
14
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
كما عرفه الشاطيب املالكي على أنه ( " :)8ما يقع عليه امللك ويستبد به املالك عن غريه إذا أخذه من وجهه ،ويستوي يف ذلك الطعام والشراب واللباس على اختالفها وما يؤدي إليها من مجيع املتموالت". وقال عنه الشافعي( " :)8وال يقع اسم مال إال على ما له قيمة يباع بها ، وتكون إذا استهلكها مستهلك أسهم قيمتها وإن قلت وما ال يطرحه الناس من أمواهلم ،مثل الفلس وما أشبه ذلك الذي يطرحونه ". وورد يف تعريف الفتوحي احلنبلي للمال على أنه( " : )4ما يباح نفعه مطلقا واقتناؤه بال حاجة " . يقسم علماء الشريعة األموال إىل عدة تقسيمات وفقاً للخصائص اليت متيزه، وفيما يلي نستعرض هذه األقسام مع إبداء بعض امللحوظات إليصال املفهوم بشكل يتناسب مع واقع العصر حسب ما يتطلب األمر.علماً بأن هذه التصنيفات غري حصرية ،إذا إن هناك تقسيمات أكثر توسعاً ورد ذكرها يف بعض الكتب الفقهية وخلصها " السبهاني" يف عشرة تقسيمات(.)3 ( )8الشاطيب ،إبراهيم بن موسى بن حممد ،املوافقات ،حتقيق آل سلمان ،مشهور حسن .دار عفان ،ط .8221 ،4/اجلزء 8 ص .81 ( )8حممد بن إدريس الشافعي ،األم ،دار املعرفة8382 ،هل8112/م .اجلزء 1ص . 818 ( ) 4الفتوحى ،تقي الدين حممد بن أدد ،منتهى اإلرادات يف مجع املقنع ،حتقيق الرتكي ،عبد اهلل بن عبد احملسن ،مؤسسة الرسالة ،بريوت8381(8111 ،هل) .اجلزء 8ص .814 * للمزيد حول أنواع املال وتقسيماته وأحكامه عند الفقهاء يرجى مطالعة: اللحيدان ،صاحل بن عبد اهلل ،العناصر املكونة لصفة املالية عند الفقهاء ،جملة البحوث اإلسالمية ،العدد الثالث والسبعون - اإلصدار :من رجب إىل شوال لسنة 8381هل .اجلزء .14ص .844- 844 ( )3لإلطالع على هذه التقسيمات يرجى مراجعة: السبهاني ،عبد اجلبار ،الوجيز يف التمول واالستثمار وضعياً وإسالمياً ،ط ،8/مطبعة احلالوة ،إربد .8288 .ص .81- 83
املال واالستثمار يف اإلسالم
11
يربز الشكل رقم ( )8أهم أنواع املال وهي (:)8 ويقصد باملال املتقوم املال الذي يكون حمرزا أي يف قدرة املالك التصرف فيه ،وله قيمة اقتصادية مقومة بالنقود ،وميكن نقل ملكيته من طرف آلخر .كذلك جيب أن يكون مما أباح الشرع االنتفاع به ،وهو يف هذه احلالة كل ما ميكن حيازته عدا احملرمات كاخلمور واملخدرات وحلم اخلنزير واألصول املالية
()8بتصرف عن :الشاذلي ،االقتصاد اإلسالمي :مصادره وأسسه ،ط ،8/دار االحتاد العربي ،القاهرة ،8111 ،ص .14وكذلك سيد ،ملكية األموال يف اإلسالم ،رسالة ماجستري غري منشورة ،معهد الدراسات اإلسالمية،القاهرة ،8112 ،ص .11 11
11
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
الربوية ( السندات التقليدية واألذونات الربوية واألسهم املمتازة واملشتقات املالية القائمة على الربا ) وحنوها. يقصد باملال املثلي ذلك النوع من املال الذي يف السوق بشكل منطي ال ختتلف أشكاله ومكاييله اختالفاً بيناً كالسيارات ،ويشمل كل ما ميكن وزنه وقياسه .يف حني أن املال القيمي ال يتوفر بالسوق بشكل مستمر وتتفاوت مقاييس وحداته املختلفة كاللوحات الفنية وبعض أنواع السجاد اليدوي. فاملال املنقول ميكن حتريكه ونقله من مكان آلخر كاملعادن والثمار والنقود ،يف حني أن املال غري املنقول يبقى ثابتاً وال ميكن حتريكه كاألرض والشجر املثمر. فاملال الظاهر ال يكون هناك عناء يف إدراك وجوده ورؤيته كالثمار والدواب واآلالت ،يف حني أن املال الباطن حيتاج إىل معدات وتقنيات معينة للتأكد من وجوده ثم استخراجه للمنفعة كالبرتول واملعادن املدفونة حتت األرض .ويرى بعض العلماء أن املال الباطن هو الذي ال ميكن معرفة وجوده إال بواسطة صاحبه بسبب إخفائه له كالنقود. واملال النامي الذي يستغل يف االستثمار وحتقيق العوائد ،يف حني أن املال غري النامي يكون خمصصاً لالستهالك وينتهي وجوده بعد استخدامه كاملأكل وامللبس .ويف املصطلح احلديث يسمى املال النامي باألصول اإلنتاجية واملال غري النامي باألصول االستهالكية. الديّن يف املعنى الفقهي هو مال حكميّ يف الذمة يرتتب ألسباب خمتلفة تسمح بها الشريعة ،أي أنه عبارة عن التزام قانوني من طرف لطرف آخر ،وهذا اجلانب من معنى املال أو األصل املالي كما سريد الحقاً مأخوذ به يف
املال واالستثمار يف اإلسالم
11
علم املالية احلديث بشكل كبري ،إال أن األمثلة اليت أوردها الفقهاء على الديّن كالكتاب أو اآللة اليت يف ذمة شخص لشخص آخر ،ختتلف عن املفهوم املالي إذ إن األصول املادية ال تدخل يف مفهوم الّني مبعنى األصل املالي. أما " العني " فهي حسب الفقهاء تتعلق بذات معينة ،ميكن استيفاء احلق منها مباشرة ،وهذا مطابق للمفهوم املالي الذي يأخذ مفهوم العني مبعنى األصل املادي الذي تكون قيمته مرتبطة مبقدار املنفعة املادية اليت ميكن استيفاؤها و استخراجها منه. وسوف يرد يف املطالب اآلتية من هذا الفصل تفصيل أكثر خلصائص األصل املالي ( الديّن ) واألصل املادي( العني ). وسيعتمد هذا التمييز بني أنواع األموال ( األصول ) لكونه ميثل الفرق األساس بني األصول املالية واألصول املادية ،وسننطلق منه ملعرفة األصول املالية من نقد وأوراق مالية وغريها. بعد أن عرفنا يف املطلب السابق مفهوم املال وأهميته وأنواعه ،فإننا سنعمل على التوجه حنو جمال االهتمام األساس لنا يف هذا الكتاب ،حنو النقود واألصول املالية األخرى؛ ألن نظرية التمويل اليت هي موضوع هذا الكتاب تبحث يف إدارة األموال ( األصول املالية ) دون غريها من أنواع األصول اإلنتاجية األخرى ،وبهذا فإننا سنبدأ بتعريف األصول املالية وأنواعها وخصائصها ،مع الرتكيز على النقود بشكل خاص، دون إغفال أهمية النقود وتاريخ التعامل بها يف احلضارة اإلسالمية .ويلخص الشكل رقم ( )4أهم أنواع هذه األصول.
12
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
يعرف األصل املالي بأنه " :التزام أو حق قانوني يف دخل أو ثروة لشخص طبيعي أو معنوي مقابل حصوله على دخل أو ثروة من طرف آخر ،ويثبت هذا احلق بشهادة أو سند أو أية وسيلة إثبات أخرى" واألصل املالي يعين وجود عملية دَين بطرفني؛ طرف مدين وطرف دائن.، ويتضمن األصل املالي كذلك وسيلة إلثبات احلق القانوني على شكل شهادة أو سند أو صك ،و تأخذ أشكاال متعددة تسمى باألصول املالية.
املال واالستثمار يف اإلسالم
18
توجد يف االقتصاد يف الوقت احلاضر جمموعة من األصول املالية ،بعضها مقبول من الناحية الشرعية وبعضها ال يسمح بالتعامل به .ونستعرض هنا هذه األنواع مع التنويه إىل قبوهلا من ناحية شرعية أو عدمه (.)8 وفيما يلي أهم أنواع األصول املالية املعروفة حالياً : - 8
النقود تعرف على أنها النقد السائل اجلاهز لإلنفاق دون أية قيود.
وتسمى بأوراق البنوك ( البنكنوت) أو النقود الورقية ،وتكون على شكل عملة كالدينار والريال والدوالر. وألهمية النقود الورقية يف املبادالت االقتصادية املعاصرة نتعرض بشكل سريع للتكييف الفقهي هلا ( .)8فهناك القول بسنديتها؛ أي اعتبارها سندات دين على اجلهة املصدرة هلا؛ وأن قيمتها ليست ذاتية وإمنا هي مظهر لقيمة النقد األصيل الذي تنوب عنه ( الذهب) .وهذا التكييف مرفوض مطلقاً بسبب خروج النقود من طوري النقود الوثيقية والنقود النائبة ( القابلة للتحويل للذهب) إىل نقود إلزامية بدخوهلا يف القاعدة القانونية. وهناك القول بعرضية النقود وإحلاقها بالفلوس املعدنية .والقول بأنها بدل الذهب والفضة وهلا حكمهما يف سائر املعامالت .وتبعاً لقرار جممع الفقه اإلسالمي الدولي
()4
فقد اعتربها نقود اعتبارية فيها صفة الثمنية كاملة وهلا األحكام الشرعية
املقررة للذهب والفضة من حيث أحكام الربا والزكاة والسلم وسائر أحكامهما. ( )8ينصح املؤلف ملن أراد أن يستزيد يف تفصيل اجلوانب الشرعية للتعامل باألصول املالية الرجوع إىل : شبري ،املعامالت املالية املعاصرة يف الفقه اإلسالمي ،ط ،3/دار النفائس ،عمان ،األردن.8228 ، ( )8للتفصيل والشرح حول التكييف الفقهي للنقود الورقية يرجى مراجعة: السبهاني ،دراسات متقدمة يف النقود والصريفة اإلسالمية .ص ص .44 14 ( )4جممع الفقه اإلسالمي الدولي ،دورة املؤمتر الثالث ،قرار رقم 8عمّان ،اململكة األردنية اهلامشية من 84 1صفر 8321هل ،املوافق 84 – 88تشرين األول ( أكتوبر ) 8114م.
18
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
ووسيأتي التعريف بالتفصيل خبصائص النقود بعد تعريف باقي األصول املالية األخرى وكذلك خصائص األصول املالية عموماً. - 8
والسهم عبارة عن ورقة مالية متثل حصة ملكية يف املنشأة،
وحلامل السهم ممارسة حق التصرف كأي مالك .ويؤخذ بعني االعتبار أن قدرة حامل األسهم يف التصرف تتحدد مبقدار نسبة متلكه من رأس مال الشركة .وهو بهذا ميثل أداة ملكية. أما خبصوص قبول السهم من ناحية شرعية؛ فإن ذلك يتحدد بطبيعة املشروع املستثمر فيه ،فإذا كان املشروع مباحاً كان التعامل بسهمه مباحاً أيضاً، والعكس صحيح .ويأخذ السهم قيماً خمتلفة كالقيمة االمسية والقيمة السوقية والقيمة التصفوية إخل ،وميكن ملن أراد االستزادة حول أنواعها الرجوع إىل كتب التمويل املتخصصة. من اجلدير به التذكري بوجود نوع معني من األسهم يسمى باألسهم املمتازة تأتي وسطاً بني األسهم العادية اليت هي أداة ملكية وبني السندات اليت هي أداة دَين ذات عائد حمدد مسبقاً ،وهي بهذا تدخل يف باب الربا وحيرم التعامل بها. - 4
ميثل السند مبعناه االصطالحي أداة دين طويلة األجل ذات
فائدة ثابتة حمددة مسبقاً يستحق تسديد قيمته مع فوائده يف أوقات حمددة .والسند بهذا الشكل غري مسموح التعامل به بالبيع أو الشراء إطالقاً لكونه حيمل سعر فائدة ربوية .وللسندات الربوية أنواع عديدة ختتلف باختالف الشروط املصاحبة لكل إصدار منها .ومما ينبغي التنويه له أن هناك أدوات مالية إسالمية حتمل اسم " سندات املقارضة " وهي ختتلف بشكل جذري عن السندات التقليدية، وسوف يتم إلقاء الضوء عليها بشكل تفصيلي الحقاً.
املال واالستثمار يف اإلسالم
- 3
14
وهي أدوات دين هلا نفس خصائص السند من حيث الفائدة،
ولكنها ختتلف من حيث إنها قصرية األجل ،أي تستحق حلاملها خالل أقل من سنة. - 1
متثل األوراق التجارية أداة مالية ميكن قبوهلا للوفاء
بااللتزامات بدل النقود ،ومسيت كذلك ألنها وجدت أصالً لتسهيل عمليات الوفاء يااللتزامات يف العمليات التجارية يف األغلب .وهذه األوراق متثل أداة وفاء ومبادلة كما أنها قابلة للتداول ،وميكن تظهريها ( نقل ملكيتها من طرف آلخر) .ومن أنواعها الكمبياالت والشيكات. - 4
وهي مبالغ نقدية توضع يف املصارف إما بهدف
االحتفاظ بها أمانة كالودائع اجلارية أو لغاية االدخار كودائع التوفري أو الستثمارها كما يف الودائع ألجل .وخيتلف املوقف الشرعي فيما خيص الودائع حسب االتفاق الذي يتم اإليداع بناءً عليه؛ فإذا كانت الوديعة على أساس فائدة ثابتة فهي ربا حمرم .وسريد يف فصل الحق الفروق ما بني ودائع املصارف اإلسالمية والودائع يف املصارف الربوية. - 1
وهي أدوات مالية مستحدثة ،عرفت يف األسواق املالية
يف النصف الثاني من القرن العشرين .وقد مسيت بهذا االسم ألنها تشتق قيمتها من قيمة األصل املرتبطة به .وهذه األدوات وجدت يف األساس إلدارة املخاطر املالية إال أن التعامل بها بات على سبيل املضاربة يف األسواق العاملية .وفيما يتعلق باجلانب الشرعي فإن هذه األدوات تواجه انتقادات شرعية عميقة لكونها تتعامل بالفائدة ،إضافة إىل وجود نسبة كبرية من الغرر يف تعامالتها. ومن أهم أنواع املشتقات املالية اخليارات واملستقبليات واملبادالت.
13
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
الشيكات السياحية تصدر من البنوك وحسب العملة اليت يريدها العميل .يصدر البنك املبلغ املطلوب بالعملة املرغوبة فيها على شكل شيك سياحي معتمد وموقع وعليه ختم البنك وتوقيع العميل ،وال يستطيع أحد استخدامه سواه ،ويستطيع صرفه من البنوك باخلارج نقداً .إال أنه ال ميكن الشراء به من احملالت التجارية أو استخدامه يف الفنادق .وتتم عملية مقاصة بني البنك الذي املصدر للشيك السياحي والبنك الذي سيصرفه باخلارج ويأخذ من العميل نسبة رمزية قيمة إصدار هذه الشيك. - 1
عرفت بطاقة االئتمان يف املعجم االقتصادي العربي
بأنها "بطاقة خاصة يصدرها املصرف لعميله ،متكنه من احلصول على السلع واخلدمات من حمالت وأماكن معينة عند تقدميه هلذه البطاقة ،ويقوم بائع السلع واخلدمات بتقديم الفاتورة املوقعة من العميل إىل املصرف مصدر االئتمان فيسدد قيمتها له ،ويقدم املصرف للعميل كشفًا شهريًا بإمجالي القيمة، لتسديدها أو خلصمها من حسابه اجلاري طرفه ( .)8كما عرفها جممع الفقه اإلسالمي التابع ملنظمة املؤمتر اإلسالمي يف دورته السابعة بأنها " :مستند يعطيه صدِر) لشخص طبيعي أو اعتباري (حامل البطاقة) بناءً على مصدره (البنك ا ُمل ْ عقد بينهما ميكنه من شراء السلع أو اخلدمات ممن يعتمد املستند (التاجر) دون دفع الثمن حاالً لتضمنه التزام املصدر بالدفع ،ويكون الدفع من حساب املصدر ،ثم يعود على حاملها يف مواعيد دروية ،وبعضها يفرض فوائد ربوية على جمموع الرصيد غري املدفوع بعد مدة حمددة من تاريخ املطالبة ،وبعضها ال يفرض فوائد" . ( )8بدوي ،معجم املصطلحات التجارية والتعاونية ،ط ،8/دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع ،8113 ،ص .48
11
املال واالستثمار يف اإلسالم
- 1
وهي أنواع غري معروفة كثرياً يف الدول العربية كالرهونات
العقارية . أ.تتمثل قيمة األصل املالي باحلق القانوني الذي حيمله وليس بالقيمة الذاتية املادية له كاألصول املادية ومنها الذهب والفضة. ب.األصول املالية سهلة النقل والتخزين مقارنة باألصول املادية .وهذه اخلاصية متثل ميزة إجيابية وسلبية يف نفس الوقت؛ فهي من جهة تقلل تكاليف النقل والتخزين واحتماالت التهالك املادي هلا .أما من ناحية أخرى فهي سهلة السرقة سواءً بالطرق التقليدية أم من خالل احلسابات اإللكرتونية كما يف النقود. ت.األصول املالية ال تتآكل بفعل الزمن وال حيصل فيها استهالك .ولكن ينبغي توضيح أن هذه األصول عرضة لتذبذب قيمتها السوقية من وقت آلخر وبشكل أكرب وأكثر سرعة من األصول املادية. النقود يف اللغة مجع نقد ،ومنه نقد الدراهم أي كشف مدى جودتها .ويقصد بالنقد أيضاً الدفع اآلنيّ وهو عكس النسيئة( .)8أما يف االصطالح فيطلق لفظ النقود على كل ما تتعامل به الشعوب من املعادن كالذهب والفضة .وهي يف االقتصاد املعاصر تعين " أي شيء يكون مقبوالً قبوالً عاماً وسيطا للتبادل ومقياسا للقيمة"(.)4 )8( Rose, Op.Cit, pp .6-7. ( )8بن فارس ،معجم مقاييس اللغة ،ط ،8/دار اجليل ،بريوت ، ،ج ،1ص .8118 ،141الفيومي ،املصباح املنري ،ط،4/ املطابع األمريية ،القاهرة ،ج ،8ص.8184 ،131 ( )4الكفراوي ،النقود واملصارف يف النظام اإلسالمي ،ط ،8/دار اجلامعات املصرية ،القاهرة 8321 ،هجري ،ص .83
14
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
والنقود بهذا أية وسيلة يقبلها جمتمع ما وسيطا للتبادل والتعبري عن القيم بغض النظر عن مادتها سواء أكانت معدناً كالذهب أو الفضة أو النحاس ،أم من غريه كالصدف أو األحجار أو الورق أو حتى قيوداً حماسبية كما سنرى يف أنواع النقود .علماً بأن أكثر املواد شيوعاً يف االستخدام نقودا على مر األزمان السابقة معدنا الذهب والفضة ،أما اآلن فالنقود الورقية هي األكثر شيوعاً. والنقود متثل حقاً معنوياً ،كما رأينا يف اجلزء األول من تعريف األصول املالية، وليست قيمتها مرتبطة بذاتها بل ما متثله من قيمة موثوقة ومقبولة لدى اجملتمع .فإذا تعدى دور النقود كونها وسيطاً للتبادل ومعياراً للقيمة وأن تطلب لذاتها ،فإنه يرتتب على ذلك مفاسد اقتصادية؛ وهذا ما ذهب إليه ابن تيمية وابن القيم وابن خلدون. وسنرى من خالل استعراض وظائف النقود كيف أن استخدامها لغري الغرض األساس منها من خالل التعامل بالفائدة يؤدي إىل مشاكل اقتصادية خطرة (.)8 عرفت اجملتمعات البشرية املبادالت ومارستها منذ فجر التاريخ، وأقدم نظام معروف للتبادل كان نظام املقايضة الذي يقوم على أساس سلعة بسلعة، وقد واجه هذا النظام مشاكل عدة أسهمت يف اندثاره .ثم ما لبثت بعض اجملتمعات أن استخدمت بعض السلع واحليوانات أداة للتبادل؛ ففي اجلزيرة العربية كانت األشياء والسلع تقيم باإلبل ،واجملتمعات اليت تسكن الساحل تقيم األمثان باألمساك واألصداف .وقد تالشى هذا النظام أيضا بسبب عدم مرونته وعدم مالءمته. بسبب تطور التجارة بني بلدان العامل القديم اهتدى الناس للتعامل باملعادن وسائط لقياس القيمة وللتبادل ،فبعد أن كانت البداية بالنحاس والربونز ،بات معدنا ( )8انظر تفصيل آراء ابن خلدون وابن القيم وابن تيمية يف :شبري ،املعامالت املالية املعاصرة يف الفقه اإلسالمي ،مصدر سبق ذكره ،ص .813
11
املال واالستثمار يف اإلسالم
الذهب والفضة من أكثر املعادن استخداماً بسبب خصائصهما املادية معادن ال تتلف وال تتآكل بسهولة ،كما أنهما معروفان ومقبوالن لكل الناس. على الرغم من املكانة االقتصادية ملكة بوصفها مركزا جتاريا رئيسا يف جزيرة العرب ،كانت تتداول نقود املمالك اجملاورة كالدنانري الرومية والدراهم الفارسية(.)8 ثم أقر املكيّون وزن الدينار الذهب الرومي مثقاالً ونسبوا إليه الدراهم ،ويقول " البالذري" " كانت لقريش أوزان يف اجلاهلية ،فدخل اإلسالم فأقرت على ما كانت عليه"( .)8وعندما بعث النيب حممد
صلى اهلل عليه وسلم
كان العرب يتعاملون
بالنقود املعدنية للفرس والروم ،يقول ابن خلدون " :وكانوا – أي العرب – يتعاملون بالذهب والفضة وزناً ،وكانت دنانري الفرس ودراهمهم بني أيديهم يردونها يف معامالتهم إىل الوزن ،ويتصارفون بها بينهم إىل أن تفاحش الغش يف الدنانري والدراهم" ( .)4كما ورد يف كتاب " األموال " أن النيب حممد صلى اهلل عليه وسلم أقر أوزان مكة وأراد أيضاً أن يوحد املوازين يف بالد اإلسالم قاطبة على ميزانها(.)3 واستمر اخللفاء الراشدون بعد النيب حممد صلى اهلل عليه وسلم باستخدام النقود الفارسية والرومية مع بعض اإلضافات الصغرية اليت تربز شخصية الدولة اإلسالمية ،إىل أن جاء عبد امللك بن مروان وضرب الدنانري اإلسالمية والدراهم يف السنة السادسة والسبعني للهجرة .وحصر إصدار العملة بالدولة اإلسالمية .وبقي املسلمون يستخدمون العملة اإلسالمية إىل أن انهارت اخلالفة يف بداية القرن العشرين. ( )8السبهاني ،دراسات متقدمة يف النقود والصريفة اإلسالمية ،ص .81 ( )8البالذري ،أدد بن حييى بن جابر ،فتوح البلدان ،حتقيق عبد اهلل أنيس الطباع -عمر أنيس الطباع ،مؤسسة املعارف – بريوت8321 .هل 8111 /م ،ص ص . 413- 414 ( )4ابن خلدون ،املقدمة،ط ،8/دار صادر ،بريوت ،8222 ،ص.881 ( )3أبي عبيد ،القاسم بن سالم ،كتاب األموال ،حتقيق وتعليق حممد خليل هراس دار الكتب العلمية ،بريوت ،8114 ،ص.181
11
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
املال واالستثمار يف اإلسالم
11
يلخص الشكل رقم ( )1أهم أنواع النقود يف العصر احلديث ،وفيما يلي شرح لكل نوع منها يف العصر احلديث شاع استخدام النقود الورقية ( البنكنوت) إىل جانب النقود املعدنية إىل أن حلت األوىل مكان الثانية وأصبح االعتماد عليها يف املعامالت االقتصادية هو األساس .وتأخذ هذه النقود ثالثة أشكال هي : أ)النقود النائبة :وهي النقود اليت متثل النقود املعدنية من الذهب والفضة ،وال جيوز إصدار أية كمية منها إال إذا كان هناك رصيد يغطي قيمتها من أحد املعدنني. ب)النقود الوثيقة :وهي النقود اليت تكون مغطاة بشكل جزئي وتستمد قوتها باإلضافة إىل املعدن من القوة االقتصادية للدولة. ج)النقود اإللزامية ( غري املغطاة) :وهي النقود اليت تعتمد يف قوتها وقيمتها على احلق القانوني للدولة املصدرة هلا ،كما أن قوتها أمام العمالت األخرى تتحدد بقوة اقتصاد الدولة املصدرة ونفوذها. وتتمثل النقود املصرفية ( وتسمى بعرض النقد الثاني) باألوراق التجارية اليت تصدرها البنوك التجارية كالشيكات ،كما يضاف للنقود املصرفية الودائع اجلارية وودائع التوفري وطويلة األجل . عرِّفت شركة إيرنست آند يونغ النقودَ اإللكرتونية بأنها جمموعة من الربوتوكوالت والتواقيع الرقمية اليت تُتيح للرسالة اإللكرتونية أن حتل فعليا حمل تبادُل العُمالت التقليدية .وبعبارة أخرى ،فإن النقود اإللكرتونية أو الرقمية هي املكافئ اإللكرتوني للنقود التقليدية اليت اعتدنا تداوهلا.
822
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
وتكون النقود اإللكرتونية على عدة أشكال ،منها: هي بطاقات مدفوعة سلفاً تكون القيمة املالية خمزَّنة فيها ،ويُمكن استخدام هذه البطاقات للدفع عرب اإلنرتنت وغريها من الشبكات ،كما يُمكن استخدامها للدفع يف نقاط البيع التقليدية (.)Point of Sale- POS قد تكون احملفظة اإللكرتونية بطاقة ذكية يُمكن تثبيتها على الكمبيوتر الشخصي أو تكون قُرصا مَرِنا يُمكن إدخاله يف فتحة القرص املَرِن يف الكمبيوتر الشخصي ليت ّم نقل القيمة املالية (منه أو إليه) عرب اإلنرتنت. وجدير بالذكر أن البطاقة الذكية هي بطاقة بالستيكية مزوَّدة بشرحية ()chip حوسبية ،وهي قادرة على ختزين بيانات تُعادل 122ضعف ما يُمكن أن ختزنه البطاقات البالستيكية املمغنطة .وخبالف ما عليه احلال يف النقود اإللكرتونية اليت تعتمد على الربجميات فقط ،فإنه يُمكن استخدام البطاقات الذكية للدفع عرب اإلنرتنت ويف األسواق التقليدية. الشيك اإللكرتوني هو املكافئ اإللكرتوني للشيكات الورقية التقليدية اليت اعتدنا التعامل بها .والشيك اإللكرتوني هو رسالة إلكرتونية موثَّقة ومؤمَّنة يُرسلها مُصدِر الشيك إىل مستلِم الشيك (حامله) ليعتمده ويقدِّمه للبنك الذي يعمل عرب اإلنرتنت ،ليقوم البنك أوالً بتحويل قيمة الشيك املالية إىل حساب حامل الشيك، وبعد ذلك يقوم بإلغاء الشيك وإعادته إلكرتونياً إىل مستلِم الشيك (حامله) ليكون
828
املال واالستثمار يف اإلسالم
دليالً على أنه قد متّ صرف الشيك فعالً .ويُمكن ملستلِم الشيك أن يتأكَّد إلكرتونياً من أنه قد ّمت بالفعل حتويل املبلغ حلسابه. وال تدخل بطاقات التسليف
)(Debt Cards
ضمن النقود االلكرتونية ؛ ألن
مستخدِم بطاقة التسليف يقوم بدفع النقود للبنك بعد عمليات الشراء وليس قبلها. يتفق االقتصاديون مبختلف مذاهبهم االقتصادية على أن للنقود عدة وظائف وجدت من أجلها ،وتتفق هذه الغايات من النقود مع الغايات اليت وجدت من أجلها، وهذه الوظائف هي : مقياس للقيمة :النقود تستخدم للتعبري عن قيم األشياء سواء أكانت ملموسة كالسلع واملواد واملعادن واحليوانات أم غري ملموسة كاخلدمات واحلقوق القانونية، ويرجع إليها يف تفضيل السلع واخلدمات بعضها عن بعض. وسيط للمبادلة :النقود هي الوسيط الذي يتم من خالله وبه احلصول على املوارد االقتصادية للحاجات االستهالكية واإلنتاجية. خمزن للقيمة ومستودع للثروة :النقود بأشكاهلا تستخدم للتعبري عن قيم وتعد وسيلة مهمة للثروة؛ إذ إن األصول النقدية هي من أهم أشكال الثروة .وميكن أن تكون على شكل عملة أو نقودًا مصرفية أو غريها من أنواع النقود اليت مر ذكرها. وسيلة للمدفوعات اآلجلة وتسوية االلتزامات :كما أن النقود وسيلة للدفع اآلني فإنها تستخدم أيضاً لتسوية االلتزامات اآلجلة والديون. على الرغم من عدم وجود اختالف نظري يف وظائف النقود بني الفقه اإلسالمي واالقتصاد املعاصر ،مارس االقتصاد التقليدي الراس مالي احنرافاً خطراً يف وظيفة النقود من الناحية العملية ،حيث إن االقتصاد الراس مالي يف جمال النظرية
828
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
النقدية عموماً يتعامل مع النقود على أنها سلعة تباع وتشرتى ،هلا عرض وعليها طلب ،ويتحدد سعرها التوازني ( الفائدة ) على أساس تفاعل قوى العرض والطلب تلك ( .)8وهذا ما حذر منه الفقهاء املسلمون كما ذكرنا يف توضيح معنى النقود عند الفقهاء يف املطلب الثالث من هذا املبحث.
)8( See chapter 2 and 3: Madura ،Financial Markets and Institutions, Abridged Edition, 8th Edition. Thomson، New york، USA، .8221.
املال واالستثمار يف اإلسالم
824
المبحث الثاني :أساليب التمويل واالستثمار اإلسالمية قبل الشروع يف توضيح مفهوم التمويل اإلسالمي ال بد من تأكيد أن مفهوم التمويل يرتبط باألصول املالية وليس باإلطار العام لألموال ( أي الثروة) .كما أنه جيب التمييز بني وظيفة التمويل وبني اإلدارة املالية ،فاإلدارة املالية تشمل جمموعة من الوظائف منها وظيفة التمويل اليت تتعلق بتدبري األموال والقضايا املرتبطة به .فالفقهاء عندما جاؤوا بتعريف التمويل ركزوا على تقديم التمويل ومل يشر كثري منهم إىل املهام األخرى املتعلقة بإدارة األموال كقرارات االستثمار وتوزيع األرباح. إضافة ملا سبق فإن املؤلف يؤكد التمييز بني مفهوم اإلدارة املالية يف اإلسالم وبني اإلدارة املالية اخلاصة اليت تناقش القضايا املالية يف املؤسسات اليت تهدف للربح. فبالنسبة للمفهوم األول؛ تشري كتابات الباحثني إىل أنه يهتم مبوارد الدولة اإلسالمية ونفقاتها ،وبهذا فإنه ميكن تسميته باملالية العامة اإلسالمية .أما مفهوم التمويل املطروح يف هذا الكتاب فريتبط بالقضايا واملشكالت املالية املطروحة يف املؤسسات املالية واملؤسسات األخرى اليت تهدف إىل الربح .إن هذا التفريق لن مينع من التعريف يف إجياز بأنواع التمويل اليت ال يكون اهلدف منها حتقيق الربح كما سنرى يف املبحث التالي من خالل التمويل اإللزامي وعقود التربع.
823
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
التمويل لغة :جاء يف القاموس احمليط ... ":ومُلتَ تَمالُ و مِلتَ وتَموَّلتَ و ت :كثر مالُكَ ...ومُلْتلُه ( بالضم ) :أعطيته املال "( .)8وبهذا فإن املعنى اللغوي استمَلْ َ يرتبط بتقديم املال من طرف آلخر ويسمى يف املصطلح احلديث ب " االئتمان " .وهذا التعريف يشمل كل أنواع التمويل سواءً أكان إجبارياً أم طوعياً ،بقصد االستثمار للحصول على أرباح مادية أم بغرض الصدقة والتربع .كما يشمل التمويل العيين والتمويل النقدي. ويعرّف التمويل يف االصطالح اإلسالمي بأن " :التمويل املباح أو اإلسالمي هو تقديم ثروة ،عينية أو نقدية ،بقصد االسرتباح من مالكها إىل شخص آخر يديرها ويتصرف فيها لقاء عائد تبيحه األحكام الشرعية "(.)8 يلحظ على هذا التعريف أنه ركز على املعنى اللغوي للتمويل بأنه تقديم املال من طرف لطرف آخر ،وأخذ األموال مبفهومها العام .كما أنه استثنى التمويل غري االستثماري وركز على التمويل بقصد الربح. متاشياً مع اإلطار العام للكتاب الذي يهتم بالتمويل اإلسالمي اهلادف للربح والذي يهتم بإدارة األصول املالية فإنه ميكن إعادة تعريف التمويل اإلسالمي حلصره باألصول املالية ،وجعله شامالً للوظائف املالية األخرى إىل جانب تقديم األموال. وبهذا فإن املؤلف يرى أن تعريف التمويل اإلسالمي الذي يتناسب مع اإلطار العام للكتاب هو " :التخلي عن املنفعة احلالية لألصل املالي مقابل توقع منفعة مالية
( )8الفريوز آباذي ،القاموس احمليط ،املطبعة احلسينية ،القاهرة8433 ،هل ،اجلزء ، 3ص ( ، 81 :مادة :املال ) . ()8قحف ،مفهوم التمويل يف االقتصاد اإلسالمي :حتليل فقهي واقتصادي ،املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب ،البنك اإلسالمي للتنمية .حبث حتليلي رقم ،84ط ، ،8/ص.8223 ،88
املال واالستثمار يف اإلسالم
821
مستقبلية ،ويشمل ذلك القرارات اإلدارية املتعلقة بتشغيل هذه األموال سواء من قبل مالكها أم تفويض طرف آخر ،وكيفية التصرف بالعوائد ،وفقاً ملبادئ الشريعة اإلسالمية".
إن هذا التعريف واإلطار الذي يشمله ال يعين إغفال وجود أساليب استثمار إسالمية تقوم على تقديم أصول غري نقدية ( كما يف تعريف د " قحف ") يرجع أغلب الباحثني إىل التقسيمات الفقهية التقليدية ألنواع التمويل ،وهذا ما سيعتمده املؤلف أساساً بدون أن يعين ذلك عدم التعرض ألساليب التمويل األخرى اليت عرفت حديثاً .ميكن تقسيم التمويل اإلسالمي حسب التقسيم الذي اعتمده " السرطاوي "( )8إطارا عاما ألساليب التمويل اإلسالمي ،حيث قسم هذه األساليب إىل ثالثة أنواع رئيسة حسب اهلدف من التمويل ،كما يظهر يف الشكل رقم ( ،)4وهي : أساليب التمويل اجملانية ،اإللزامية واالختيارية.عقود التربع واالرتفاق.-أساليب التمويل االستثماري.
( )8السرطاوي ،التمويل اإلسالمي ودور القطاع اخلاص ،ط ،8/دار املسرية ،عمان ،8111 ،ص .824
824
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
وهذا تعريف موجز بالنوعني األولني لكونهما خارج إطار اهتمام هذا الكتاب الذي يركز على التمويل االستثماري .ويف الفصل التالي من الكتاب تعريف بأساليب التمويل االستثماري.
يرتبط التمويل اجملاني الطوعي يف إطاره العام بتقديم املال النقدي أو أي أصل ميكن االنتفاع به من طرف لطرف آخر ابتغاءً ملرضاة اهلل سبحانه وتعاىل دون ترقب احلصول على عائد دنيوي من الطرف الذي قدم إليه هذا التمويل أو غريه ،سواءً أكان هذا العائد أصالً ما أم خدمة أم حتى الشعور باالمتنان واملعروف من الطرف املقدم إليه.
املال واالستثمار يف اإلسالم
821
تكمن أهمية التمويل اجملاني الطوعي يف أنه يعزز األواصر االجتماعية بني أفراد اجملتمع املسلم سواء أكان أفراده كلهم مسلمني أم من األفراد املساملني من غري املسلمني. والتمويل اجملاني الطوعي ينبع من إحساس الفرد املمول مبسؤوليته االجتماعية جتاه اآلخرين الذين مل ينالوا حظه من الثروة والرفاه ،فهو بذلك – أي التمويل الطوعي – يسهم يف جتسري الفجوة املادية بني أفراد اجملتمع املسلم ويزيل أسباب احلقد الطبقي بني أفراده .ويتكامل هذا النوع مع أنواع التمويل األخرى يف تلبية االحتياجات التمويلية لألفراد واملؤسسات اليت تعمل يف اجملتمع.
821
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
وتقسم أنواع التمويل اجملاني التطوعي وفق الشكل رقم ( )1على أساس اهلدف الذي من أجله قدم التمويل* ،ومن أهم هذه األنواع : - 8الردة :الردة " :رقة يف القلب يالمسها األمل حينما تدرك احلواس أو يتصور الفكر وجود األمل عند شخص آخر"( . )8إن هذا الشعور اإلنساني يدفع اإلنسان لكثري من السلوكيات اإلجيابيات للتعاطف مع أخيه اإلنسان وحتى مع احليوانات وسائر املوجودات .ومن أبرز أنواع التعاطف بذل املال يف سبيل ختفيف مصاب أمل مبحتاج أو دفع بالء عنه. - 8صلة الرحم :من خالل النصوص القرآنية الكرمية والسنة الشريفة وتراث العلماء املسلمني جند أن معنى الرحم املقصود هنا هو القرابة أي قرابة الدم والنسب .وتأخذ صلة الرحم بني األقارب أشكاال خمتلفة منها تقديم املال للقريب احملتاج ،وهي تأخذ أجر الصدقة وأجر صلة الرحم. وجيدر التنويه إىل أنه ليست كل نفقة على األقارب تعد صلة رحم؛ ألن هناك من النفقات على بعض األقارب كاألب واألم واألبناء تعد واجبة على املسلم يف ظروف معينة. - 4العناية باليتامى :اليتيم هو من فقد أباه أو أمه وهو مل يبلغ سن الرشد، والبعض يطلق صفة اليتيم على من فقد والده فقط .واليتم خاصة من جهة الوالد يعين غياب املعيل واملنفق الذي يعتمد عليه االبن أو االبنة يف اإلنفاق وسائر أمور املعيشة والرتبية .وقد خص اإلسالم رعاية األيتام سواءً باحلفاظ عليهم ورعايتهم أم باإلنفاق عليهم بالكثري من االهتمام ،وقد وردت آيات كثرية وأحاديث متعددة تؤكد حرمة مال اليتيم واإلثم العظيم ملن يأكل أموال اليتامى بالباطل .يف املقابل كان ملن ينفق على اليتامى ويتعهدهم * قد يلمس القارئ وجود خلط بني األساليب واألهداف ،ألن هذه األساليب قد اعتمدت – بناء على املرجع األصلي الذي أخذت منه – على األهداف املرجو حتقيقها من هذه األساليب. ( )8امليداني ،األخالق اإلسالمية وأسسها ،ط ،4/دار القلم ،دمشق ،8118 ،اجلزء ،8صفحة .1
املال واالستثمار يف اإلسالم
821
بالرعاية األجر العظيم عند اهلل سبحانه وتعاىل،يتمثل يف رفقة النيب حممد صلى اهلل عليه وسلم يف اجلنة. - 3الكرم :الكرم يعين البذل من املال للمحتاج وغري احملتاج ،وغالباً ما يتعلق الكرم باملال ،وهو من األخالق احلميدة اليت ميزت العرب منذ قديم الزمان وجاء اإلسالم ليعزز هذه السمة ويعليها بوصفها خلقا إسالميا رفيعا. وللكرم أشكال وأوجه متعددة منها إكرام الصديق واجلار والقريب من خالل اإلنفاق على اإلطعام وامللبس وغريه .وجيدر التنويه هنا إىل أن اإلكرام احملمود الذي يكون دون طلب معروف مقابل أو توقع منفعة أو اشرتاط أمر ما على من يتم إكرامه .واإلنفاق على اجلار يأخذ منزلة متميزة لكونه يشمل حسن اجلرية إىل جانب الكرم. - 1الصدقة :الصدقة هي النفقة اليت يبذهلا املسلم من ماله النقدي أو العيين على سبيل التربع عالوة على ما هو مطلوب منه شرعاً ،وهي كالعبادات النافلة يثاب فاعلها وال يعاقب تاركها .والصدقة املقصودة هنا ختتلف عن فريضة الزكاة وإن مسيت الزكاة يف بعض اآليات بالصدقة وذلك الرتباطهما بالصدق وإخالص النية هلل يف البذل. متثل الصدقة مصدراً متويلياً إضافياً لذوي احلاجات من املسلمني الذين يكونون حباجة إليها. إضافة لألنواع اليت ذكرت للتمويل اجملاني التطوعي هناك أشكال أخرى مثل األموال اليت تنفق للحفاظ على املعامل الرتاثية واحلفاظ على البيئة أو كفالة العلماء والباحثني ورعاية املؤمترات العلمية اليت تفيد اجملتمع .وهذه األنواع من النفقات هلا أصول يف الفقه اإلسالمي حتى ولو مل تكن بالشكل الذي هي عليه اليوم. يتعلق التمويل اجملاني اإللزامي بتقديم األموال من طرف إىل طرف آخر على وجه اإللزام دون أن يكون هناك عائد دنيوي مقابله ،وذلك ابتغاءً ملرضاة اهلل وأجره
882
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
يف اآلخرة ،وهو إما أن يأخذ شكل الفريضة كالزكاة ،أو سنة مؤكدة كزكاة الفطر ،أو حتى الضرائب والرسوم اليت تفرضها الدولة ضمن الشروط الشرعية على اخلدمات اليت تقدمها ملواطنيها. باإلضافة إىل إلزاميته فإن هذا التمويل قد يقدم إىل األفراد كما يف التمويل التطوعي أو يقدم إىل خزينة الدولة كما يف الضرائب والرسوم. ميثل التمويل اجملاني اإللزامي وسيلة مهمةً إلعادة توجيه األموال وتوزيعها بني أفراد اجملتمع .وتربز احلكمة من وراء هذه األنواع من التمويل يف أن الناس قد ال يكونون يف أحيان كثرية متحفزين للتمويل اجملاني التطوعي ،فال ميكن االعتماد على دافع واحد لتقديم األموال وجيب التنويع يف مصادر اإلنفاق باالعتماد على املصادر اإللزامية .ويربز الشكل رقم ( )1أهم أنواع التمويل اجملاني اإللزامي:
املال واالستثمار يف اإلسالم
888
ومن أهم أساليب التمويل اإللزامية اليت يظهرها الشكل رقم ( )1ما يلي: الزكاة مصطلح يدل يف اللغة على النماء والزيادة .كذلك فإن الزكاة تعين الطهارة والنقاء .وقد فرضت الزكاة أحد األركان اخلمسة لإلسالم لتأكيد أهمية اجلانب املادي يف حياة املسلم واعتبار الزكاة عبادة مالية إىل جانب العبادات األخرى .وهنالك كالم كثري عن أهمية الزكاة يف كتب الفقه املختلفة مثل " فتاوى ابن تيمية" ،حيث ورد يف كتاب الزكاة يف فصل نصاب زكاة الزروع والثمار " :واملقصود هنا ذكر الزكاة؛ فنذكر ما تيسر من أحكامها وبعض األحاديث وشيئا من أقوال الفقهاء .فقد مسى اهلل الزكاة صدقة وزكاة .ولفظ الزكاة يف اللغة يدل على النمو والزرع يقال فيه :زكا إذا منا وال ينمو إال إذا خلص من الدغل .فلهذا كانت هذه اللفظة يف الشريعة تدل على الطهارة { :قد أفلح من زكاها } { قد أفلح من تزكى } نفس املتصدق تزكو وماله يزكو يطهر ويزيد يف املعنى " (.)8 وقد أفردنا للزكاة مطلباً خاصاً يف املبحث اخلامس من الفصل الثاني كأداة من أدوات السياسة املالية يف االقتصاد اإلسالمي وبينّا فيه أهميتها بشكل تفصيلي. تعد الزكاة وفقاً لبعض الباحثني( )8أول ضريبة نظامية* يف تاريخ االقتصاد يف العامل؛ ألن الضرائب اليت كانت موجودة قبالً كانت تفرض وفقاً ألهواء احلكام ورغباتهم .و قد فرض اهلل هذه الضريبة املالية وجعلها أحد أركان اإلسالم اليت ال ميكن قبول إسالم املسلم دون أدائها ،كما حددت أوجه إنفاقها ومقاديرها بدقة ( )8ابن تيمية ،تقي الدين ،جمموع فتاوى ابن تيمية ،الفقه ،كتاب الزكاة ،فصل الزروع والثمار ،جممع امللك فهد، 8384هل8111/م . ( )8نقالً عن :السرطاوي ،مصدر سبق ذكره ،ص .841 * يقصد بالضريبة النظامية تلك الضريبة اليت تفرض مبوجب أنظمة وتشريعات حمددة من قبل الدولة.
888
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
متناهية .والزكاة متثل أداة مثالية إلعادة توزيع الثروة بني أفراد اجملتمع لتحقيق الكفاية ملن هم يف حاجة للمال ،ولتطهري أموال املنفقني وتنميتها .ويرتتب على أداء الزكاة نتائج اقتصادية واجتماعية مهمة منها احلد من الفقر والبطالة واجلرمية ،باإلضافة إىل حتقيق التوزيع العادل للدخول والثروات بني أفراد اجملتمع. مسيت زكاة الفطر ( بكسر الفاء) بهذا االسم نظراً لتزامنها مع انتهاء شهر رمضان وارتباط معناها بالفطرة اليت خلق اهلل الناس عليها .وختتلف زكاة الفطر عن الزكاة يف أن هناك اختالفا يف حكمها الشرعي؛ ففي حني يرى بعض الفقهاء فرضيتها يرى آخرون أنها سنة مؤكدة .كما أن توقيتها مرتبط بانتهاء شهر رمضان ،أما فريضة الزكاة فتؤدى يف أي أوقات السنة .يضاف إىل ذلك اختالف مقدارها وأوجه إنفاقها والغاية اليت وجدت من أجلها مقارنة بالزكاة (.)8 نتيجة تغري الظروف اليت متر بها اجملتمعات اإلسالمية ،فقد طرأت أنواع من التمويل اإلجباري اجملاني منها الضرائب والرسوم .وهناك اختالف بني الفقهاء املعاصرين فيما خيص حق الدولة يف الضرائب والرسوم ،ويرى من جييز ذلك اعتبارها من املصاحل املرسلة اليت تنظم حياة الناس واليت حيددها احلاكم املسلم وفقاً لظروف ومقتضيات احلياة .وغاية فرض الضرائب هي تزويد خزينة الدولة مبصادر أموال إضافية ،وذلك لكون الزكاة ال تشمل متويل احتياجات الدولة بسبب حصر مصارفها بأوجه إنفاق حمددة ال تشمل خزينة الدولة .ومن أنواع الضرائب ضريبة الدخل اليت تفرضها الدولة على األفراد واملؤسسات االقتصادية. ( )8للمزيد من التفاصيل راجع املصدر السابق ص .831 – 834
884
املال واالستثمار يف اإلسالم
وهناك متييز بني الضرائب والرسوم من حيث سبب استحقاق كل منهما؛ فالضريبة تستحق بدون تقديم خدمة حمددة ،وتدفع دون استحقاق أي مقابل .أما بالنسبة للرسوم فهي نفقات إلزامية يدفعها الشخص مقابل تقديم خدمة حمددة ومنها رسوم املياه والكهرباء ورخصة القيادة إخل. إضافة ألنواع التمويل اإللزامي السابقة يذكر بعض الباحثني بعض مصادر األموال لبيت مال املسلمني كالفيء واألنفال والغنائم ،وكذلك املعادن والركاز والكنز. :تعريف النذر لغةً :الوعد خبري أو شر ،مع الشرط وبدونه ،و أصله يدل على التخويف.
ويف اصطالح الفقهاء :صيغة يلتزم فيها الناذر برتك شيء أو فعله ،هلل تعاىل، واألصل فيه اإلمجاع لقوله تعاىل :ﭽ ﮯ ﮰﭼ( ،)8ولقوله عليه وسلم
صلى اهلل
" :من نذر أن يطيع اهلل فليطعه ،ومن نذر أن يعصي اهلل فال يعصه".
للنذر قسمان : :وهو نوعان ي * نذر جمازاة (شكر) :وهو التلزام قربلى يف مقابلله حلدوث نعملة حنلو :هلل علل ّ قراءة جزء من القرآن" أو انلدفاع بليلة .كلأن يقلول الشلخص :إن شلفي اهلل مريضلي فلله ث اللنفس ي أن أصلوم نهلارًا وأقلوم لليالً" وهلو ملا كلان اهللدف منله حل ّ عل ّ
أو الغلري -
وبعثها إىل أعمال اخلري والرب . الفيء هو ما نيل من األعداء بعد أن تضع احلرب أوزارها .الغنائم :ما أخذ من األعداء عنوة أثناء احلرب.األنفال :الزيادة من غنائم احلرب اليت تعطى لبعض احملاربني .الركاز والكنز :هي األموال املدفونة ،على االختالف يف مصدرها و سبب دفنها ووقته . ( )8سورة احلج ،اآلية .81
883
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
* نذر تربع منجزاً ومطلقاً :وهو التزام قربى ابتداء ملن غلري أن يعلقله عللى شليء. كأن يقول شخص :هلل عليّ أن آتي بنافلة الليل .وهو حمل خالف ملنهم ملن قلال بانعقلاده بدليل قوله تعاىل :ﭽﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﭼ( ، )8ومنهم من قلال بعلدم انعقلاده ملا روي أن النذر عند العرب وعد بشرط والشرع نزل بلسانهم .
:وهو فيما إذا كان املعلق عليه أمراً مرغوباً عنه للناذر سواء أكان ي فعل احلرام حنو "إن تعمّدتُ الكذب فلله عليّ أن أصوم شهراً" أوترك املكروه "هلل عل ّ إن تركت الكالم بغري ذكر اهلل يف اخلالء ألصومنّ يوماً" وهو ما يراد به ردع النفس عن فعل ما ال حيسن متنيه ،وذلك تشويقاً هلا للطاعة وتزهيداً هلا يف املعصية. فال يصحّ النذر براً فيما لو علّقه على فعل حرام أو مكروه ،أو ترك واجب أو مستحب منه أو من غريه حنو "إن جتاهر الناس باملعاصي فلله عليّ أن أصلي ركعتني" فتجاهر الناس باملعصية حرام من غريه والصالة هلل برّ منه . الكفارة مشتقة من الكفر بفتح الكاف مبعنى السرت فهي تسرت الذنب احلاصل بسبب احلنث يف اليمني .ويف الشرع هي جزاء احلنث بالعقد امللتزم به . حكم الكفارة :جتب الكفارة باحلنث يف اليمني سواء أكانت يف طاعة اهلل أم يف معصيته أم يف املباح .
كفارة الظهار .
كفارة قتل خطأ.
كفارة اجلماع يف نهار رمضان عمداً .
( )8سورة آل عمران ،اآلية .41
املال واالستثمار يف اإلسالم
881
كفارة ميني: واألصل يف هذا قول اهلل عز وجل ":ال يؤاخذكم اهلل باللغو يف أميانكم ولكن يؤاخذكم مبا عقدمت األميان فكفارته إطعام عشرة مساكني من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو حترير رقبة فمن مل جيد فصيام ثالثة أيام ذلك كفارة إميانكم إذا حلفتم واحفظوا إميانكم "(.)8 متثل عقود التربع مصدراً إضافياً من مصادر احلصول على األموال ملن تقدم له، وباباً من أبواب اخلري مفتوحة ملن يقدم األموال .وقد ندبت إليها الشريعة ملا فيها من زيادة الروابط االجتماعية واالقتصادية بني أفراد اجملتمع والتيسري على الناس وتفريج الكرب اليت تلم بهم.
( )8سورة املائدة ،اآلية 11
884
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
القرض لغة يدل على القطع ،أي أن صاحب املال يقتطع جزءاً من ماله ويسلمه للمقرتض .ومعناه يف االصطالح يعين دفع املال من صاحبه للغري لالنتفاع به أو برد بدله .وهو شبيه بالعاريّة لكونه يشرتط الرد وليس يعطى بشكل نهائي .ونتيجة للقرض يتم نقل امللكية من املقرض إىل املقرتض ثم يتم عكس العملية عند رد القرض. والقرض قد يتم بكل ما ميكن حتديد قيمته ومقداره من حيث الكيل والوزن، وعادة ما يتم بالنقود يف األيام احلاضرة ،ويلحق مبصطلح القرض يف أيامنا احلاضرة كلمة احلسن؛ فيسمى بالقرض احلسن متييزاً له عن القروض الربوية اليت تشرتط الزيادة عند التسديد. وقد أجيز القرض استحساناً بالشرع ،حيث ورد يف ذلك من سنة الرسول صلى اهلل عليه وسلم القولية والفعلية ما يبني ذلك. أما بالنسبة ملا جيوز اشرتاطه يف عقد القرض احلسن ،فإن اشرتاط الزيادة يلغي أصل هذه املعاملة وحيوهلا إىل معاملة ربوية ،وكذلك اشرتاط أية منفعة إضافية أخرى. واألصل يف سداد القرض أن يكون يف بلد القرض وعملته إال إذا اتفق العاقدان على غري ذلك .كما أنه ال جيوز اشرتاط عقد آخر مع القرض كبيع أرض أو تأجري آلة أو غريه. يؤدي القرض احلسن دوراً اقتصادياً واجتماعياً مهماً يف اجملتمع؛ فهو من جهة يساعد ذوي االحتياجات املالية كطالب العلم واملرضى واملعسرين على جتاوز أزماتهم املالية ،وهو كذلك يزيد من روابط القرابة والصداقة بني أفراد اجملتمع املسلم .ومن خالل القرض احلسن تستطيع املصارف واملؤسسات األخرى تعزيز دورها االجتماعي
881
املال واالستثمار يف اإلسالم
ومسؤوليتها االجتماعية من خالل هذه الوسيلة .إضافة لذلك فإن تطبيقات القرض احلسن تتجاوز ذلك باستخدامه البتكار وسائل وأدوات إلدارة السيولة لدى الشركات واملؤسسات واملصارف ،حيث سنبني ذلك يف فصول قادمة. يطلق مصطلح اهلبة بشكل عام على أنواع اإلبراء ،وهو يطلق خصوصاً على ما يقصد منه بدل ،فهي تدل على متليك بال منفعة أو عوض. واملنفعة غري املطلوبة يف اهلبة هي املنفعة الدنيوية املباشرة ،ألن الواهب يرجو ثواب اهلل يف اآلخرة ،وال مينع عدم رجاء املنفعة املادية حصوهلا من غري ختطيط ونية من الواهب ،كأن يرد املوهوب للواهب ما يكافئ أو يزيد عن هبته. ويندرج حتت معنى اهلبة الصدقة واهلدية. واهلبة سنة ديدة من سنن الرسول حممد
صلى اهلل عليه وسلم
وهي
مندوبة يف الشريعة اإلسالمية ما دامت ال حتمل مضامني الرشوة أو رجاء مصلحة من املوهوب .كما أنه ال جيوز تعليق اهلبة على شرط. يقصد بالعارية خروج الشيء من يد صاحبه ،وهي تعين إعارة الشيء والسماح للغري باالنتفاع به .وهي متليك للمنافع بغري عوض. لقد جاء احلض على تقديم العاريّة يف القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وكذلك كان األمر يف سرية السلف الصاحل من هذه األمة .وقد وصل األمر بالتوصية بها أن رآها بعض الفقهاء واجبة يف حق مالكها إن طلبها املستعري. الوصية باملال هي التربع به بعد موت صاحبه .وقد ثبتت مشروعيتها بالكتاب والسنة وإمجاع علماء املسلمني.
881
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
والوصية مندوبة يف الشرع ،وجتوز يف األموال املنقولة وغري املنقولة ويف كل ما ميلك .وقد شرعت لتحقيق أهداف اجتماعية واقتصادية مهمة ،منها(: )8 أ)الرب والصلة لألقارب غري الوارثني. ب)اإلسهام يف املشاريع اخلريية اليت ختدم اجملتمع ،واليت ميكن أن تأخذ شكل الوقف. ج)مساعدة الفقراء واملساكني وأصحاب احلوائج. إضافة لألنواع السابقة يوجد هناك أنواع أخرى من عقود التربع واالرتفاق مثل الوقف وإحياء املوات
( )8عن السرطاوي ،مصدر سبق ذكره ،ص 818بتصرف. الوقف هو :حبس العني على ملك الواقف والتصدق باملنفعة .املوات :األرض اليت ال مالك هلا (وحتدد بشروط معينة).
الفصل الرابع
أساليب التمويل واالستثمار
بعد أن استعرضنا فلسفة التمويل يف اإلسالم وطبيعة األصول املالية إضافة إىل مفهوم التمويل اإلسالمي وأنواعه ،وبعد أن بيّنا أن هدف هذا الكتاب وإطاره العام يهتم أساساً بالتمويل االستثماري ،فإننا تبنينا التعريف التالي للتمويل اإلسالمي الذي خيدم هدف الكتاب ،والذي ورد يف الفصل السابق ،وهو " :التخلي عن املنفعة احلالية لألصل املالي مقابل توقع منفعة مالية مستقبلية ،ويشمل ذلك القرارات اإلدارية املتعلقة بتشغيل هذه األموال سواء من قبل مالكها أم تفويض طرف آخر ،وكيفية التصرف بالعوائد". تؤكد فلسفة التمويل املالي اإلسالمي أهمية دراسة املشروعات املقرتح االستثمار بها ،من حيث جدواها املالية ،إضافةً إىل اجلدوى االقتصادية الكلية، واملنفعة االجتماعية املتوقعة من هذه املشاريع ،وبهذا يتحول التمويل من اإلقراض الربوي – كما هو سائد اآلن إىل املشاركة بني املمِّول وطالب التمويل ،ويتحول اهتمام اإلدارة من التوجه حنو إدارة اإلقراض إىل االستثمار ،ومن الرتكيز على الضمان إىل الرتكيز على اجلدوى ،ومن دور املرابي الذي يأخذ الربا إىل دور املستثمر واملستشار االقتصادي ،وبدل االعتماد على رغبة العميل وضماناته تعتمد املصرفية اإلسالمية دراسة السوق (.)1 وإىل جانب الدور األساسي االسرتاتيجي للمشاركة يف نظرية التمويل اإلسالمي تربز أهمية األساليب التمويلية واالستثمارية البديلة اليت تليب احتياجات متويلية واستثمارية متنوعة قد ال ميثل أسلوب املشاركة وسيلة مناسبة لتلبيتها ،كبيع املراحبة، وبيع السَلَم ،واإلجارة ،واالستصناع ،واملزارعة ،واملساقاة وغريها. ( )1كمال ،مصدر سبق ذكره ،ص.86
121
122
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
إن التعريف بأدوات وأساليب التمويل املتوفرة يف الرتاث الفقهي اإلسالمي ال يعين أبداً إغفال األساليب واألدوات املالية األخرى اليت مل ترد يف الفقه اإلسالمي أو عدم االعرتاف بها ،فإن أي أسلوب أو أداة مالية ال تتعارض مع مبادئ الشريعة اإلسالمية هي إسالمية حكماً حتى ولو كانت مستخدمة يف النظام املالي الربوي؛ ألن األصل يف األمور اإلباحة ما مل يرد نص بتحرميها؛ ومن ذلك األدوات واألساليب املالية. لقد قسمنا أساليب التمويل واالستثمار اإلسالمية إىل ثالثة جمموعات رئيسة؛ املشاركات والبيوع واألساليب األخرى ،كما يظهر الشكل رقم ()11
وتشتمل كل جمموعة على عدد معني من صيغ وأساليب التمويل اإلسالمي جتمعها خصائص متشابهة.
أساليب التمويل واالستثمار
121
المبحث األول :المشاركات يطلق على هذه األساليب اسم املشاركات أو أساليب املشاركة؛ ألنها تتضمن اشرتاك أكثر من طرف واحد يف العملية االستثمارية ،وال تقتصر على مستثمر واحد. وقد شرعت الشراكة يف الشريعة اإلسالمية للسماح بتالقي أكثر من طرف للتعاون يف إجناز مشاريع وأفكار استثمارية ال يستطيع طرف واحد القيام بها .وجتدر اإلشارة هنا إىل أن املضاربة واملساقاة واملزارعة ليست شركات باملعنى الكامل فهي " نوع شركة " ألنها تشتمل على بعض خصائص الشركات وليس كلها. ويوضح الشكل رقم ( )11اإلطار العام ألنواع املشاركة
انظر تفصيل ذلك وأسبابه لدى :قحف ،مفهوم التمويل يف االقتصاد اإلسالمي ،مصدر سبق ذكره ،ص ص .01- 74
127
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
املشاركة هي عبارة عن الدخول يف شركة ،والشركة تعين لغةً :توزيع الشيء بني اثنني فأكثر على جهة الشيوع ،وتعين الشركة يف االصطالح الفقهي ":اختالط نصيبني فصاعداً حبيث ال يتميز أحدهما عن غريه" ( .)1وقد ورد تعريف املشاركة يف كتب الفقهاء كما يلي: - 1احلنفيةَ :أنْ َيمْلِكَ اثْنَانِ عَيْنًا إرْثًا أو شِرَاءً
()2
َررُ مَُتمَوَّلٍ بني مَالِكَ ْينِ َفَأكْثَرَ مِلْكًا َف َقطْ (.)1 - 2املالكية :هي َتق ُّ يءٍ لِاثْنَ ْينِ َفَأكْثَرَ على جِ َهةِ الشُّيُوعِ (.)7 - 1الشافعية :ثُبُوتُ الْحَقِّ يف َش ْ حقَاقٍ أو َتصَرُّفٍ (.)0 - 7احلنابلة :عِبَارَةٌ عن اجِْتمَاعٍ يف اسْتِ ْ كما ميكن تعريف املشاركة بأنها" :أن يشرتك اثنان أو أكثر يف أموال مشرتكة بينهم يف أعمال زراعية أو جتارية أو صناعية أو خدمية ،ويكون توزيع األرباح بينهم حسب نسب معلومة من الربح"( .)8ويعرف " الزحيلي " املشاركة من حيث املبدأ بأنها: من شركات األموال اليت تقوم على االشرتاك أو املتاجرة يف رأس املال ،بقصد حتقيق
( )1نزيه محاد ،معجم املصطلحات االقتصادية يف لغة الفقهاء ،ط ،1/املعهد العاملي للفكر اإلسالمي ،1992،ص .188- 187 ( )2ابن جنيم ،زين الدين ،البحر الرائق شرح كنز الدقائق ،دار املعرفة ،بريوت ،الطبعة :الثانية .اجلزء 0صفحة .161 ( )1املالكي ،حممد بن أمحد بن حممد ،شرح ميارة الفاسي ،حتقيق :عبد اللطيف حسن عبد الرمحن ،ط 1/دار الكتب العلمية ،بريوت 1721 -هـ 2111 -م .اجلزء 2الصفحة .201 ( )7اخلطيب ،حممد الشربيين ،اإلقناع يف حل ألفاظ أبي شجاع ،حتقيق :مكتب البحوث والدراسات دار الفكر ،دار الفكر بريوت – 1710هـ .اجلزء 2صفحة .118 ( )0املقدسي ،عبد اهلل بن أمحد بن قدامة ،املغين يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل الشيباني ،الطبعةاألوىل ،دار الفكر بريوت .1710اجلزء 0ص ..1 ( )8طايل ،مصدر سبق ذكره ،ص .68
أساليب التمويل واالستثمار
120
الربح ،يف إقامة بعض املشروعات الزراعية أو الصناعية أو العمرانية أو التجارية وحنوها (.)1 وألن املشاركة هي األسلوب األكثر أهميةً وبروزاً من بني أساليب التمويل واالستثمار اإلسالمي املعروفة ،فقد أوردها املؤلف يف الفصل الثاني من الكتاب حبسبانه أحد أسس النظام املالي اإلسالمي . ثبتت مشروعية املشاركة يف مصادر التشريع اإلسالمية من القرآن الكريم وسنة النيب حممد صلى اهلل عليه وسلم كذلك أمجع املسلمون يف خمتلف األماكن والعصور على جواز املشاركة ملا فيها من نفع للمتشاركني خصوصًا وللمجتمع عموماً. ثبتت مشروعية الشركة بالكتاب والسنة واإلمجاع واملعقول عند مجهـور الفقهـاء من ذلك قوله تعاىل :ﭽﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﭼ( .)2ومن السنة احلديث القدسي الـذي رواه أبو هريرة -رضي اهلل عنه عن النيب عليه الصالة والسالم قال " إن اهلل عز وجل يقول :أنا ثالث الشريكني ما مل خين أحدهما صاحبه فإذا خانه خرجت مـن بينهمـا "رواه أبو داود( . )1كما قال عليـه السـالم " :يـد اهلل علـى الشـريكني مـا مل خيـن أحـدهما صاحبه فإذا خان أحدهما صاحبه رفعها عنهما " سنن الدارقطين(. )7 وقد أمجع املسلمون على جواز الشركة يف اجلملة واختلفوا يف بعـض أنواعهـا كمـا هـو مفصل يف مظانه الفقهية . ( )1الزحيلي"،املشاركة املتناقصة وصورها يف ضوء ضوابط العقود املستجدة" ،جملة الوعي اإلسالمي رقم العدد- 449 :- الشهر 7 :السنة –1-دولة الكويت ،ص.1 ( )2سورة النساء ،آية رقم .12 ( )1أبي داود السجستاني ،سليمان بن األشعث األزدي ،سنن أبي داوود ،دار السالم للنشر ،)1721( 2111 ،حديث رقم .1161 ( )7الدارقطين ،علي بن عمر بن أمحد ،سنن الدار قطين ،مؤسسة الرسالة ،بريوت ،)1727( 2117 ،حديث رقم 2048
128
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
متثل املشاركة أحد اجلوانب املميزة للنظام املالي اإلسالمي لكونها متثل البديل اإلسالمي إللغاء التعامل بالفائدة الربوية؛ وهي بهذا تتفرد خبصائص متويلية خاصة بها مثل :
العائد بالنسبة للممِّول غري مؤكد – كما هو بالنسبة للمستثمر ويعتمد على نتيجة األداء الفعلي للمشروع اليت تظهر يف نهايته أو يف نهاية الفرتة احملاسبية.
يتم تقدير قيمة االستثمار (القيمة احلالية للتدفقات النقدية املستقبلية املتوقعة من املشروع) بناءً على معدل العائد الداخلي وليس على أساس الكلفة املرجحة لرأس املال اليت يدخل الديّن بالفائدة يف حساب عناصرها بشكل أساسي .
ليس هناك كلفة متويل خارجية كما يف التمويل بفائدة ،وبذلك لن يظهر يف قائمة الدخل أي مصروف للفوائد .وهذا لن يثقل املشروع مبصاريف الفائدة اليت حتسب خارج النشاط التشغيلي.
يف املشاركة تتدخل أطراف أخرى للمشاركة يف اختاذ القرار إىل جانب املستثمر .وتتمثل هذه األطراف يف املمولني الذين لن ينتظروا عائداً ثابتاً، كما يف التمويل الربوي ،وبذلك فإن رقابتهم على أداء املشروع االستثماري ستكون أكثر أهمية وأكثر إحلاحاً.
يزيد االعتماد على املشاركة من خماطرة منح التمويل بالنسبة للممَوِّل؛ ألنه لن يأخذ فوائد ثابتة حمددة مسبقاً ،وإمنا سينتظر حتقق العوائد من املشروع نهاية كل فرتة حماسبية .وتقلل من املخاطرة بالنسبة للمستثمر؛ ألنه لن
أساليب التمويل واالستثمار
124
يتحمل خماطر استعمال الديون يف الرتكيبة التمويلية .وهو أيضاً – أي املستثمر ال جيوز له االستفادة من مزايا الرفع املالي أيضاً. - 1األصل يف الشركات اجلواز إذا خلت من احملرمات واملوانع الشرعية يف نشاطاتها ،فإن كان أصل نشاطها حراماً كالبنوك الربوية أو الشركات اليت تتعامل باحملرمات كاملتاجرة يف املخدرات واألعراض واخلنازير يف كل أو بعض معامالتها ،فهي شركات حمرمة ال جيوز متلك أسهمها وال املتاجرة بها .كما يتعني أن ختلو من الغرر واجلهالة املفضية للنزاع ،وأي من األسباب األخرى اليت تؤدي إىل بطالن الشـركة أو فسادها يف الشريعة. - 2أن يكون رأس مال الشركة من أصول ملموسة أو أصول مالية أو غريها مؤكد الوجود ومعلوم املقدار والصفة ويف حوزة الشريك .وال جيوز أن يكون رأس املال غائباً أو قروضًا على الغري. - 1يشرتك كل طرف من أطراف الشركة باملقدار واحلصة الذي يالئمه ويوافق عليه الطرف اآلخر أو اآلخرين؛ إذ جيوز التفاضل يف نسبة املشاركة. - 7العائد الناتج عن الشراكة ( رحباً أو خسارة ) يوزع على األطراف املشرتكة حبصة شائعة وكل حسب نسبة إسهامهه يف رأس املال. - 0الشخص املشرتك يف الشركة قد يكون شخصاً طبيعياً أو شخصاً اعتبارياً. - 8ال مانع من اشرتاك أحد أطراف الشراكة أو كليهما بالعمل إىل جانب رأس املال إذا وافق الطرف اآلخر على ذلك حبيث تصبح " شركة عنان " ،كما سريد تعريفها عند ذكر أنواع املشاركة.
126
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
- 4جيوز فسخ الشركة من أحد األطراف املشاركة بشرط احلفاظ على حقوق األطراف األخرى .وتبقى ملكية الرقبة له إىل أن تنتقل إىل غريه ألي سبب من األسباب ،من ختارج أو غريه. - 6حيرم على الشركة أن تصدر أسهم متتع أو أسهم امتياز أو سندات قرض.
أساليب التمويل واالستثمار
129
تعرض فقهاء اإلسالم السابقون إىل أنواع الشركات ،وقسموا شركات العقد كما يلي(:)1 أ) شركة األموال . ب) شركة األعمال أو األبدان. ج) شركة الوجوه أو الذمم. وهذه األنواع الثالثة يتفرع كل منها إىل شركة عنان وشركة مفاوضة. د) شركة املضاربة ،وقوامها توكيل على تنمية املال من أحد الشريكني واشرتاكهما (.)1 يف الربح .علماً بأنها تبحث مستقلة عن األنواع السابقة عند احلنفية ويف العصر احلديث كان تبين جوهر التقسيمات اليت تبناها الفقهاء ،مع مراعاة تغري البيئة القانونية والظروف االقتصادية وطبيعة احلياة .وباتت أنواع املشاركات تقسم إما حسب نوعية األصول الداخلة يف االستثمار أو حسب الطبيعة القانونية للتعاقد أو حسب كيفية القيام بالشركة وعمرها ،كما يوضحها الشكل رقم ( )12السابق. " :هي الشركات اليت تعتمد يف تكوينها وتشكيلها على رؤوس أموال الشركاء بغض النظر عن الشخصية املستقلة لكل مسهم، وتكون أسهمها قابلة للتداول" .وتنقسم إىل: أ) الشركة اإلسهام :هي الشركة اليت يكون راس ماهلا مقسماً إىل أسهم متسـاوية قابلة للتداول ،ويكون كل شـريك فيها مسئوال مبقدار حصته يف رأس املال. ب) شركة التوصية باألسهم :هي الشركة اليت يتكون رأس ماهلا من أسهم قابلة للتداول ،ويكون الشركاء فيها قسمني :شركاء متضامنني ومسئولني ( )1السبهاني ،الوجيز يف التمول واالستثمار إسالمياً ووضعياً ،مصدر سبق ذكره ،ص .16 ( )2قرار رقم )17/7( 111بشأن الشركات احلديثة :الشركات القابضة وغريها وأحكامها الشرعية ،جممع الفقه اإلسالمي، الدورة الرابعة عشرة بالدوحة ( دولة قطر ) 11 - 6ذو القعدة 1721هـ ،املوافق 18 – 11كانون الثاني (يناير) 2111م.
111
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
مسؤولية تضامنية كاملة عن ديون الشركة ،وشركاء موصني مسؤوليتهم حمددة مبقدار حصصهم. ج) الشركة ذات املسؤولية احملددة :هي الشركة اليت يكون راس ماهلا مملوكاً لعدد حمدد من الشركاء ال يزيد عن عدد معني وخيتلف ذلك باختالف القوانني، وتتحدد مسؤولية الشركاء فيها مبقدار حصة كل واحد منهم يف رأس املال، وال تكون أسهمها قابلة للتداول. "هي الشركات اليت يقوم كيانها على أشخاص الشركاء فيها ،حيث يكون ألشخاصهم اعتبار ،ويعرف بعضهم بعضاً، ويثق كل واحد منهم يف اآلخر" .وتنقسم إىل: أ)
شركة التضامن :هي الشركة اليت تعقد بني شخصني أو أكثر بقصد االجتار، على أن يقتسموا رأس املال بينهم ،ويكونون مسئولني مسؤولية شخصية وتضامنية يف مجيع أمواهلم اخلاصة أمام الدائنني .وهي تقوم بصفة أساسية على املعرفة الشخصية بني الشركاء.
ب)
شركة التوصية البسيطة :هي الشركة اليت تعقد بني شريك أو أكثر، يكونون مسئولني ومتضامنني ،وبني شريك واحد أو أكثر ،يكونون أصحاب حصص خارجني عن اإلدارة ويسمون شركاء موصني، ومسؤوليتهم حمددة مبقدار حصصهم يف رأس املال.
ج)
شركة احملاصة" :شركة مسترتة ليس هلا شخصية قانونية ،وتنعقد بني شخصني أو أكثر يكون لكل منهم حصة معلومة يف رأس املال ،ويتفقون على اقتسام األرباح واخلسائر الناشئة عن عمل جتاري واحد أو أكثر يقوم به الشركاء أو أحدهم بامسه اخلاص ،وتكون املسؤولية حمددة يف حق مباشر العمل فيها".
أساليب التمويل واالستثمار
111
"هي الشركة اليت متلك أسهماً أو حصصاً يف راس مال شركة أو شركات أخرى مستقلة عنها ،بنسبة متكنها قانوناً من السيطرة على إدارتها ،ورسم خططها العامة". "هي شركة تتكون من جمموعة من الشركات الفرعية ،هلا مركز أصلي يقع يف إحدى الدول ،بينما تقع الشركات التابعة له يف دول أخرى خمتلفة ،وتكتسب يف الغالب جنسيتها .ويرتبط املركز مع الشركات الفرعية من خالل اسرتاتيجية اقتصادية متكاملة تهدف إىل حتقيق أهداف استثمارية معينة". كما أن هناك من شركات األشخاص شركة تسمى ب شركة الوجوه ،وهي عقد يتم مبوجبه اشرتاك أكثر من شخص على أن يشرتوا بوجاهتهم ( امسهم التجاري ومسعتهم ) سلعاً باألجل (أي بالديّن) ،وحكمها اجلواز عند احلنفية واحلنابلة ،وعدم جوازها عند املالكية ومنعها عند الشافعية .والراجح إباحتها؛ ألنها أصل ما مل تظهر مفسدة ترجح القول باملنع( .)1ويقسم العائد بينهم حسب ما يتحمل كل منهم من ضمان الديّن .كما توجد شركة العنان اليت يشرتك فيها طرفان أو أكثر مباهلما على أن يعمال فيهما ،بأبدانهما ،والربح بينهما .وهي جائزة باإلمجاع .وقد مسيت بذلك ألنهما يتساويان يف املال والتصرف ،كالفارسني إذا سويا بني فرسيهما ،وتساويا يف السري ،فإن عنانيهما يكونان سواء .وهي جائزة عند احلنفية واملالكية واحلنابلة وغري جائزة عند الشافعية(.)2 - 1األصول املادية كاآلالت واألرض والدواب. - 2األصول املالية ،كاألسهم وسندات املقارضة ،والنقود. ( )1السبهاني ،الوجيز يف التمول واالستثمار وضعياً وإسالمياً ،مصدر سبق ذكره ،ص .72 ( )2املصدر السابق ،ص ص .72 71
112
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
- 1األفراد ،من خالل اجلهد البشري العضلي والفكري. - 7األصول غري امللموسة مثل " الشهرة " اليت تظهر من خالل " شركة الوجوه " اليت تتطابق إىل حد كبري يف أيامنا مع مسعة الشركة اليت متثل أحد األصول غري امللموسة.
وهي املشاركة اليت يقصد بها االستمرار أو البقاء يف الشركة إىل حني انتهائها. وهذه هي احلال القدمية أو الغالبة .وتتم عن طريق قيام اشرتاك أكثر من طرف يف مشروع ما ،ويسهم كل منهما حبصة يف رأس املال ،ويتفق املتشاركون على كيفية إدارة املشروع ،وكيفية التمويل ،ويكون نصيب كل منهم من الربح على أساس نسبة مشاركته يف رأس املال ،وميكن أن تكون املشاركة دائمة ،أو قد تنتهي بانتهاء صفقة جتارية أو مشروع مشرتك(.)1 تعرف املشاركة املنتهية بالتمليك (املتناقصة) بأنها ":نوع من أنواع الشراكة يعطي فيها أحد الشركاء احلق للطرف اآلخر بأن حيل حمله يف ملكية املشروع املستثمر فيه"(..)2
( )1عزي" ،صيغ متويل التنمية يف اإلسالم" ،ندوة رقم ،29املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب، 1992،ص .171 2محود ،تطوير األعمال املصرفية مبا يتفق والشريعة اإلسالمية ،ط ،1/دار الرتاث ،القاهرة ،1991 ،ص .741 ،742
أساليب التمويل واالستثمار
111
ال ختتلف شروط جواز املشاركة املتناقصة عن الشروط العامة للمشاركة ،وقد اشرتط مؤمتر املصرف اإلسالمي بدبي ثالثة شروط إضافية هلذه املشاركة وهي(:)1 - 1أال تكون املشاركة املتناقصة جمرد عملية متويل بقرض ،فالبد من إجياد اإلرادة الفعلية للمشاركة ،وتقاسم الربح حبسب االتفاق ،وأن يتحمل مجيع األطراف اخلسارة. - 2أن ميتلك الطرف املتنازل حصته يف املشاركة ملكاً تاماً ،وأن يتمتع حبقه الكامل يف اإلدارة والتصرف .ويف حالة توكيل الشريك بالعمل ،حيق للمموّل مراقبة األداء ومتابعته. - 1أال يتضمن عقد املشاركة املتناقصة شرطاً يقضي بأن يرد الشريك الذي يرغب بالتملك إىل الطرف املتنازل كامل حصته يف رأس املال ،باإلضافة إىل ما خيصه من أرباح ،ملا يف ذلك من شبهة الربا. وقد يكون التنازل دفعةً واحدة عن طريق عقد مستقل بعد فرتة معينة ،أو من خالل حصول الطرف املتنازل على حصة نسبية من العائد الصايف لعملية املشاركة مع احتفاظه حبقه يف احلصول على جزء من إمجالي اإليراد احملقق فعالً من املشروع لتسديد أصل املبلغ الذي أسهم فيه .أما الشكل الثالث للتنازل فيكون بتقسيم رأس املال إىل أسهم ،ويقوم الشريك بشراء جمموعة من أسهم الطرف املتنازل بنهاية كل فرتة زمنية، حبيث تتناقص حصته من األسهم تدرجيياً ،مقابل زيادة حصة الشريك اآلخر حتى تؤول ملكية املشروع له بشكل كامل* .وسيأتي التوسع يف أشكال هذا العقد عند التعرض لتطبيقاته يف املصارف اإلسالمية. ( )1نقالً عن :الزحيلي ،مصدر سبق ذكره،ص ص .1 2 * أقرت هذه الصيغ للمشاركة املتناقصة يف مؤمتر املصرف اإلسالمي األول ،دبي 20- 21 ،مجأسهم الثانية 1199هـ.
117
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
يطبق هذا النوع من املشاركة يف حالة ثبات بقاء أحد األطراف يف الشركة وتقلب األطراف األخرى ،وغالباً ما يتوفر هذا النوع يف املصارف اإلسالمية يف عالقتها مع أصحاب الودائع االستثمارية .ويف هذا النوع تدخل أموال املودعني يف املصرف اإلسالمي إىل جانب أموال املسهمني للمشاركة يف مشاريع معينة .فاملودعون هنا حيتلون موقعاً وسطاً ،فهم شركاء مع املصرف؛ ولكن مشاركتهم غري دائمة كمشاركة املسهمني ،إذ إنها تنتهي عند موعد استحقاق ودائعهم ،وتتم حماسبتهم على أساس عائد الفرتة اليت استثمرت فيها أمواهلم مع املصرف وبعد ذلك يأتي مودعون غريهم الستثمار ودائعهم مشاركةً مع املصرف نفسه ويف املشاريع ذاتها ( .)1وختتلف هذه املشاركة عن سابقتها يف عدم استمرار أحد األطراف(املودعني) يف املشاركة،عكس النوع السابق الذي يبقى فيه املودع حتى نهاية عمر املشروع.
كلمة املضاربة يف اللغة العربية مشتقة من الضرب يف األرض ،أي العمل والسعي يف طلب الرزق ،هذا يف العراق ،أما يف احلجاز فتسمى مقارضةً؛ ألن أحد األطراف يقرض (يقتطع) من ماله جزءاً يدفعهُ لطرف آخر ليعمل فيه( .)2واملضاربة يف االصطالح الفقهي تعين ":نوع شركة على أن رأس املال من طرف ،والسعي والعمل ()1
من طرف آخر"
( )1علي السالوس ،املعامالت املالية املعاصرة ،ط ، 1/مكتبة الفالح ،الكويت،1998 ،ص ص .281- 204 ( )2صوان ،مصدر سبق ذكره ،ص .110 ( )1علي حيدر ،دور احلكام شرح جملة األحكام ،ط ،1/دار اجلبل ،بريوت،1991 ،املادة ،1717ص .720
أساليب التمويل واالستثمار
110
وقد عرفها احلنفية بأنها " :عقد على الشركة مبال من أحد اجلانبني والعمل من اجلانب اآلخر" ( .)1وعند املالكية " :توكيل على جتر يف نقد مضروب جبزء من رحبه "(.)2 وعند الشافعية " :أن يدفع ماالً إىل شخص ليتجر فيه والربح بينهما "( .)1وهي عند احلنابلة " :دفع مال وما يف معناه ،معني معلوم قدره ،إىل من يتجر فيه جبزء معلوم من رحبه "(.)7 وهي بهذا ختتلف متاماً عن مفهوم املضاربة ( مبعنى املقامرة ) الذي سبق ذكره، والذي يستخدم يف األسواق املالية يف الوقت احلاضر .واملضاربة يف أساسها مشاركة بني طرفني ،أحدهما يقدم املال ( رب املال) ،والطرف اآلخر يقدم جهدهُ وخربته (العامل أو املُضارِب) ،على أن يتم تقاسم األرباح بني الطرفني ،حسب نسبة شائعة من الربح يتفق عليها طرفا عقد املضاربة .وإذا حصلت اخلسارة فتكون على رب املال مبقدار نقصان رأس املال أو فوات املنفعة عن فرتة االستثمار ( تكلفة الفرصة البديلة) ،وتكون خسارة العامل مبقدار جهده الذي بذلهُ ،ووقته الذي قضاه يف العمل "بشرط ثبوت عدم التقصري يف أداء مسئولياته" ( .)0واملضاربة يف إطارها العام ال تقتصر فقط على املشاريع الصغرية والفردية فقط كما جاء يف الرتاث الفقهي ،إذ إنها ميكن أن تتم على مستوى مشروعات اقتصادية كبرية تشمل أعداداً كبرية من األطراف.
( )1الزيلعي ،عبداهلل بن يوسف ،نصب الراية ألحاديث اهلداية :مع بغية األملعي ،املكتبة اإلسالمية 1191 ،هـ ،اجلزء 1 صفحة .212 ( )2أبو الربكات سيدي أمحد الدردير ،الشرح الكبري ،حتقيق :حممد عليش ،دار الفكر -بريوت ،اجلزء 1صفحة .014 ( )1النووي ،حييى بن شرف ،روضة الطالبني وعمدة املفتني ،الطبعة :الثانية ،دار النشر ،املكتب اإلسالمي ،بريوت،1710 ، اجلزء 0صفحة .114 ( )7البهوتي ،منصو بن يونس بن إدريس ،كشاف القناع عن منت اإلقناع ،حتقيق :هالل مصيلحي مصطفى هالل ،دار الفكر، بريوت ،1712 ،اجلزء 1صفحة .016 ( )0ارشيد ،مصدر سبق ذكره ،ص .71
118
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
اكتسبت املضاربة مشروعيتها الدينية من القرآن الكريم وسرية النيب حممد صلى اهلل عليه وسلم عندما ضارب بأموال أم املؤمنني خدجية رضي اهلل عنها. ال خالف بني الفقهاء يف مشروعيّة املضاربة وجوازها ،وأنها كانت يف اجلاهليّة فأقرها اإلسالم ( ،)1قال ابن عبد الرب –رمحه اهلل ":والقراض مأخوذ من اإلمجاع الذي ال خالف فيه عند أحد من أهل العلم وكان يف اجلاهلية فأقره الرسول صلى اهلل عليه وسلم يف اإلسالم "(.)2 قال ابن رشد" :وال خالف بني املسلمني يف جواز القراض وأنه مما كان يف اجلاهلية فأقره اإلسالم" (.)1 َردٌ وَاََّلذِي َنقْطَعُ بِهِ أَنَّهُ كان يف َعصْرِهِ جمَاعٌ صَحِيحٌ مُج َّ قال ابن حَ ْزمٍَ " :ولَكِنَّهُ إ ْ صلى اهلل عليه وسلم َفعَلِمَ بِهِ وَأَقَرَّهُ َوَل ْولَا ذلك َلمَا جَازَ.)7("...
( )1ينظرعلى سبيل املثال: الشوكاني ،حممد بن علي بن حممد ،السيل اجلرار املتدفق على حدائق األزهار ،حتقيق :حممود إبراهيم زايد ،الطبعةاألوىل ،دار الكتب العلمية -بريوت – 1710هـ ،اجلزء 1ص .211 الصنعاني األمري ،حممد بن إمساعيل ،سبل السالم شرح بلوغ املرام من أدلة األحكام ،حتقيق :حممد عبد العزيز اخلولي ،ط7/ ،دار إحياء الرتاث العربي -بريوت – 1149هـ ،اجلزء 1ص .44 ( )2القرطيب ،يوسف بن عبد اهلل بن عبد الرب النمري ،االستذكار اجلامع ملذاهب فقهاء األمصار ،حتقيق :سامل حممد عطا - حممد علي معوض ،الطبعة :األوىل ،دار الكتب العلمية -بريوت 2111 -م ،اجلزء 4ص .1 ( )1ابن رشد ،حممد بن أمحد بن حممد بن أمحد ،بداية اجملتهد ونهاية املقتصد ،دار الكتاب العربي ، 2119 ،اجلزء 2صفحة .146 ( )7بن عمر ،موسي حممد الثاني .كتاب التمييز يف تلخيص ختريج أحاديث شرح الوجيز املشهور بـ التلخيص احلبري لإلمام احلافظ بن حجر العسقالني ،دار أضواء السلف للنشر والتوزيع ،2114 ،اجلزء 1صفحة .06نقالً عن مراتب اإلمجاع البن حزم.
أساليب التمويل واالستثمار
114
ونقل اإلمجاع عليه عن ابن املنذر غري واحدٍ من أهل العلم(.)1 قال شيخ اإلسالم ابن تيمية " :وقد كانَ بعض الناس يذكرُ مسائل فيها إمجاعٌ بال نص كاملضاربة ،وليس كذلك ،بل املضاربةُ كانت مشهورة بينهم يف اجلاهلية ال سيما قريش ،فإنَّ األغلب كان عليهم التجارة ،وكان أصحاب األموال يدفعونها إىل العمال ،ورسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قد سافر مبالِ غريه قبل النبوة ،كما سافر مبالِ خدجية ،والعري اليت كان فيها أبو سفيان كانَ أكثرها مضاربةً مع أبي سفيان وغريه ،فلما جاء اإلسالمُ أقرها رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وكان أصحابه يُسافرون مبال غريهم مضاربةً ومل ينهَ عن ذلك ،والسنةُ قوله وفعله وإقراره ،فلما أقرها كانت ثابتةً بالسنة" (.)2 وهو الطرف الذي يقدم األموال النقدية أو أي أصل استثماري بهدف زيادته وتكثريه ،والرتبح من وراء ذلك. وهو الطرف الذي يقدم جهده البدني أو خربته العملية ومعرفته العلمية يف تشغيل رأس املال االستثماري. وهو األصل االستثماري الذي هو موضوع املضاربة.
( )1يرجى مراجعة: اخلطيب ،حممد بن أمحد الشربيين ،مغين احملتاج إىل معرفة معاني ألفاظ املنهاج ،دار الكتب العلمية ، 2111 ،اجلزء 0صفحة .18 الزركشي ،مشس الدين أبي عبد اهلل حممد بن عبد اهلل املصري احلنبلي ،شرح الزركشي على خمتصر اخلرقي ،حتقيق :قدم له ووضع حواشيه :عبد املنعم خليل إبراهيم ،الطبعة :األوىل ،دار النشر :دار الكتب العلمية ،بريوت 1721 -هـ 2112 -م ،اجلزء 2صفحة .177 النيسابوري ،حممد بن إبراهيم بن املنذر أبو بكر ،اإلمجاع ،حتقيق :د .فؤاد عبد املنعم أمحد ،الطبعة :الثالثة ،دار النشر :دار الدعوة ،اإلسكندرية 1712 ،هـ ،ص .96 ( )2ابن تيمية ،جمموع الفتاوى ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء 19صفحة .190
116
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
هناك جمموعة من الشروط ال بد أن تتوفر لعقد املضاربة حتى يكون ناجحاً من ناحية استثمارية ومقبوالً من ناحية شرعية ،فباإلضافة إىل الشروط العامة املطلوبة يف أي عقد مثل اإلجياب والقبول والعاقدان والصيغة إخل ،فإن هناك شروطاً خاصة بعقد املضاربة منها ما يتعلق مبوضوع العقد أو املشروع االستثماري ،ومنها ما يتعلق بالعامل.
جيب أن يكون رأس مال املضاربة معلوم املقدار والصفة عند التعاقد ،وأن يكون حاضراً ال ديناً عند الغري.
قال الكاساني يف شروط املضاربةَ " :ومِنْهَا َأنْ يَكُونَ َمعْلُومًا َفِإنْ كان مَجْهُولًا لَا َتصِحُّ ا ْل ُمضَارََبةُ ِلأَنَّ جَهَاَلةَ رَْأسِ ا ْلمَالِ ُتؤَدِّي إلَى جَهَاَلةِ الرِّبْحِ َو َك ْونُ الرِّبْحِ َمعْلُومًا شَرْطَ ِحةِ ا ْل ُمضَارََبةِ"( .)1كما قال أيضاًَ " :ومِنْهَا َأنْ يَكُونَ رَْأسُ ا ْلمَالِ عَيْنًا لَا دَيْنًا َفِإنْ كان ص َّ دَيْنًا فَا ْل ُمضَارََبةُ فَا ِسدَةٌ "(.) 2
تسليم رأس املال أمانة ووديعة للعامل ،ومتكينه مادياً وقانونياً من التصرف فيه .وأن ال يكون رأس املال ديناً يف ذمة العامل.
قال ابن املنذر " :أمجع كلُّ منْ حنفظ عنه من أهل العلم أنه ال جيوز أنْ جيعل الرجل دينا له على رجل مضاربة " (. ) 1 علماً بأن كتب الفقه توسعت بشكل كبري يف هذه الشروط ويف االختالف بني املذاهب على هذه الشروط *. ( )1الكاسانى ،بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء 8صفحة .62 ( )2املصدر السابق ،اجلزء 8صفحة .62 ( )1اخلطيب ،مغين احملتاج إىل معرفة معاني ألفاظ املنهاج ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء 0صفحة .71 * للمزيد حول هذه الشروط وتوسع الفقهاء فيها ،يرجى مراجعة موضوع املضاربة وشروطها يف: الكاسانى ،بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع ،مصدر سبق ذكره.
أساليب التمويل واالستثمار
119
اجلدوى املالية :أي أن يغطي العائد املالي من املشروع التكاليف اليت سيتم حتملها ،باإلضافة إىل حتقيق مهمش ربح مناسب.
اجلدوى االقتصادية :أن يكون املشروع املطروح لالستثمار ذا إضافة اقتصادية لالقتصاد الكلي وحيقق منفعة اقتصاديةً عامة ما أمكن باإلضافة إىل مصلحة أطراف املضاربة.
اجلدوى االجتماعية :ال بد أن أن يهتم املشروع املنوي االستثمار فيه باملسؤولية االجتماعية جتاه اجملتمع أفراداً ومؤسسات ،وميكن أن تشمل اجلدوى االجتماعية االهتمام بالبيئة سواءً باحلفاظ عليها من خالل ممارسة املشروع االستثماري أم دعم اهليئات واملؤسسات اليت تهدف إىل احلفاظ على البيئة الربية أو البحرية أو طبقة األوزون إخل.
توفر املعرفة العلمية :جيب على العامل أن يتحصل على املعرفة العلمية يف اجملال االستثماري املطلوب أن يعمل فيه ،كاهلندسة واإلدارة والطب والصناعات املختلفة.
توفر اخلربة العملية :جيب أن يكون العامل ملماً بكيفية التعامل مع األصول االستثمارية املتاحة له من قبل رب املال ،وتكون شرطاً الزماً إذا اشرتطها رب املال يف العامل؛ أي أنه ال جيوز له التصرف يف األصل االستثماري إن
اخلطيب ،مغين احملتاج إىل معرفة معاني ألفاظ املنهاج ،مصدر سبق ذكره. إضافة إىل : اجلاراهلل ،فؤاد ،شركة املضاربة يف الفقه اإلسالمي .جمهول حمل وتاريخ النشر ( على األرجح أنه خمطوط) .ص ص .14- 21 id=120&http://drisshiba.ta4a.info/islam/book.php?action=showbook .
171
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
مل تتوفر له هذه اخلربة ،ويعترب العقد باطالً إن ثبت عكس ذلك ،ويرتتب على العامل أية خسائر تلحق برب املال.
األمانة املالية ( نظافة اليد) واحملافظة على رأس املال :جيب أن يكون العامل أميناً يف التصرف يف املال بدون أية تعد أو سرقة أو استهتار.
بذل أقصى اجلهد البدني والعقلي :جيب على العامل أن يبذل أقصى طاقاته الفكرية والبدنية وأن يستثمر خربته وعالقاته الشخصية يف حتقيق أقصى عائد ممكن من استثمار األصل املتاح له .إن هذه النقطة على جانب خاص من األهمية لكونها تتعلق جبانب اإلخالص يف أداء العمل من طرف العامل، وكونها صعبة اإلثبات يف كثري من احلاالت مقارنة باملتطلبات األخرى من العامل ،هلذا جاءت أهمية الوازع الداخلي واستحضار رقابة اهلل على أداء العامل لعمله أساسا من األسس اليت يقوم عليها النظام املالي اإلسالمي.
يضاف إىل ذلك ضرورة توفر الشروط األساسية ألي عملية استثمارية ،أي أن األهداف األساسية والشروط املعروفة يف علم االستثمار احلديث مثل التنويع واملراجحة بني العائد واملخاطرة واحلفاظ على قيمة رأس املال إخل ،جيب أن تتوفر يف أي عملية مضاربة.
أساليب التمويل واالستثمار
171
ميكن تقسيم املضاربة إىل ثالثة أقسام رئيسة حسب حرية العامل يف التصرف وحسب األطراف املشرتكة فيها وحسب كيفية انتهائها ،كما يوضحها الشكل رقم (.)11 تقسم املضاربة حسب حرية تصرف العامل وإطالق يده للعمل حبرية يف رأس املال أو املشروع إىل :
املضاربة املطلقة :ويف هذا النوع من املضاربة يتم تفويض العامل بتشغيل املال كيفما يشاء دون قيد على تصرفاته أو تدخل يف قراره اإلداري من قِبَل رب املال.
172
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
وقد عرّفها "الكاساني" يف بدائع الصنائع بقوله" :أن يدفع رب املال للعامل يف املضاربة رأس املال من غري تعيني العمل أو املكان أو الزمان أو صفة العمل أو من يعامله"(.)1
املضاربة املقيدة :حيدد رب املال يف هذا النوع من املضاربة ظروفاً وشروطاً معينة ،سواءً فيما خيص جماالت االستثمار أم حتديد كيفية إدارة املال ومدة االستثمار ،ومكان االستثمار أو األفراد الذين سيتعامل معهم فإن املضاربة تتحول من املضاربة املطلقة لتصبح مضاربة مقيدةً (.)2
جتدر اإلشارة هنا إىل أن تقييد املضاربة أو إطالقها يعترب أمراً نسبياً؛ ألنه ال ميكن إطالق يد العامل بشكل كامل ،وباملقابل فإن تقييد تصرفاته باملال بشكل كامل يعترب أمراً صعب احلدوث؛ فإنه كلما كانت الشروط أقرب للتقييد مسيت املضاربة باملقيدة والعكس فإنها تسمى باملطلقة.
املضاربة الثنائية ( املفردة ) :وهي املضاربة اليت يكون طرفاها شخصني فقط ،يقدم أحدهما املال ،واآلخر يقدم اجلهد ،وتسمى "املضاربة املُفردة". والشخص كما ذكرنا سابقاً قد يكون إنساناً عادياً( شخصاً طبيعيا) أو قد يكون هيئة ما أو مؤسسة أو شركة ( شخصًا اعتبارياً ).
املضاربة اجلماعية ( املشرتكة ) :يكون يف هذا النوع من املضاربة جمموعة أشخاص على أحد طريف العقد أو كليهما * ،وهذا الشكل هو السائد يف املصارف اإلسالمية؛ ألن املصرف اإلسالمي يقبل الودائع (كعامل) لعدد
( )1الكاسانى ،بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء 8صفحة .64 ( )2صوان ،مصدر سبق ذكره ،ص .114 * مبعنى أن يقوم جمموعة أشخاص بتقديم املال وأن تقوم جمموعة أخرى بتقديم العمل على الطرف اآلخر للعقد.
أساليب التمويل واالستثمار
171
كبري جداً من أرباب املال ( املودعني ) وعلى جانب املوجودات ،يقوم بتوظيف أمواله (كرب مال ) مع عدد كبري من املتعاملني طاليب التمويل الذين يشاركون املصرف اإلسالمي جبهودهم .
"املضاربة املنتهية بالتمليك "( :)1وهي نوع من املضاربة يُعطي فيها رب املال احلق للمستثمر املضارب باحللول مكانهُ يف ملكية املشروع مرة واحدة أو على دفعات ،وهي تشبه يف خطواتها املشاركة املنتهية بالتمليك.
املضاربة غري املنتهية بالتمليك :وهو الوضع املعتاد الذي يعود فيه رأس املال إىل املالك بعد انتهاء فرتة استثمار األصل وتوزيع العوائد بني األطراف املشرتكة باملضاربة.
- 1حتقق املضاربة التكامل بني عنصرين من عناصر اإلنتاج؛ فمن خالل تالقي جهد وخربة العامل املضارب ،الذي ال ميلك التمويل الكايف لتنفيذ أفكاره االستثمارية ،مع األموال اليت يقدمها رب املال (املمِّول) يتم الوصول إىل حالة من التكامل بني هذين العنصرين (رأس املال ،العمل ). - 2يوفر أسلوب املضاربة ألصحاب رؤوس األموال مثل املصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية وغريها فرص ًة ممتازة خلدمة بلدانها وأمتها من خالل أداء دور أساسي يف تكوين فئة املنِظمني ،ويكشف عن فرص االستثمار والتملك (وليس العمل فقط) للطاقات الشابة ،وأصحاب ( )1ارشيد ،مصدر سبق ذكره ،ص.79
177
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
األفكار اخلالّقة ،واخلرباء والفنيني الذي ال ميلكون املال لتنفيذ املشروعات، مما يؤدي إىل ختفيض نسبة البطالة. - 1يتيح أسلوب املضاربة إمكانية استخدام أدوات مالية خمتلفة للتعامل بها يف األسواق املالية ،منها ما هو موجود فعالً مثل سندات املقارضة .إضافة إىل فتح جمال البتكار أدوات أخرى على أساس هذا األسلوب ،مما يضيف تنوعاً وعمقاً ألسواق املال يف البلدان اإلسالمية .وسوف يتضح من خالل الفصل التالي وما بعده كيفية استخدام أسلوب املضاربة يف عمل املصارف اإلسالمية واألسواق املالية.
املزارعة مأخوذة من الزرع ،وهو ما استنبت بالبذر تسمية باملصدر ،وهي معاملة على الزرع ببعض ما خيرج منها .ومييز هنا ما بني الزروع املومسية اليت تتعلق باملزارعة وبني األشجار اليت يكون جمال الشركة فيها األشجار املعمرة. لغة :الزرع واحد الزروع ،وهو طرح البذر ،كما يطلق على اإلنبات والنماء ،تقول زرعه اهلل :أي أنبته وأمناه ،ومنه قوله تعاىل:ﭽ ﮛ
ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ( .)1واملزارعة مأخوذة من الزرع ،وهي املعاملة على األرض ببعض ما ينبت وخيرج منها (.)2
( )1الواقعة.87 ، ( )2الرازي ،حممد بن أبي بكر بن عبدالقادر ،خمتار الصحاح ،حتقيق :حممود خاطر ،مكتبة لبنان ،بريوت،1990- 1710 ، مادة " :زرع" ،ص .241
أساليب التمويل واالستثمار
170
اصطالحا :وردت عدة تعريفات للمزارعة حناول إيرادها على النحو اآلتي : ـ "الشِّ ْر َكةُ يف الزرع"(.)1 ـ "الشِّرْكة يف احلرث"(.)2 ويتفق املصطلحان الفقهي واللغوي على أن املزارعة تعين " :معاقدة على الزرع بني صاحب األرض وبني املزارع ،على أن يقسم احلاصل بينهما باحلصص اليت (.)1
يتفقان عليها وقت العقد "
متثل املزارعة أحد أشكال املشاركة اليت يقوم كل طرف من أطراف التعاقد فيها بتقديم عنصر إنتاج ،والطرف اآلخر يقدم العنصر املكمل للعملية .وهي عبارة عن عقد شراكه بني مالك أرض صاحلة للزراعة وعامل مزارع يعمل فيها ويتقاسم الطرفان الناتج حسب حصة متفق عليها بينهما. وقد ورد يف سرية الرسول حممد صلى اهلل عليه وسلم وأفعال الصحابة ما يدل على جواز هذه املعاملة(.)7 ميكن أن يتم تنفيذ عقد املزارعة بأحد األشكال اآلتية: - 1تقديم األرض ومدخالت اإلنتاج من طرف والعمل من الطرف اآلخر. وميكن أن يكون على طرف العقد أكثر من شخص واحد. ( )1الكليب ،أبي القاسم حممد بن أمحد بن جزي ،القوانني الفقهية ،ضبط وتصحيح :حممد أمني الضناوي ،ط ،2/بريوت، دار الكتب العلمية ،1724،- 2118 ،ص .241 ( )2احلطاب ،حممد بن حممد بن عبد الرمحن ،مواهب اجلليل لشرح خمتصر خليل ،ضبطه وخرج آياته وأحاديثه :زكريا عمريات ،ط ،2/دار الكتب العلمية ،بريوت ،2114- 1726 ،اجلزء 0صفحة .148 ( )1ارشيد ،مصدر سبق ذكره ،ص .179 ( )7السرطاوي ،مصدر سبق ذكره ،ص .280 ( )0عن :عبداهلل ( بتصرف) ،صيغ االستثمار الزراعي -صيغ متويل التنمية ،ص.111
178
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
- 2يقدم أحد األطراف األرض ،واملدخالت األخرى والعمل من الطرف اآلخر. - 1تقديم األرض والعمل من طرف واملدخالت من الطرف اآلخر. - 7اشرتاك الطرفني يف األرض والعمل واملدخالت. باإلضافة للشروط العامة ألي تعاقد مقبول يف الشريعة ،جيب توفر الشروط اآلتية يف عقد املزارعة ،وهي: - 1حتديد واجبات والتزامات طريف التعاقد بشكل واضح ال يقبل اللبس. - 2حتديد األرض اليت حددت لتنفيذ العقد بشكل واضح وتسليمها للمزارع.
- 1التحديد الدقيق لطبيعة ما سيتم زراعته ونوعه وصنفه ،إال إذا اتفق الطرفان على أن يكون نوع الزرع حسب رغبة املزارع. - 7حتديد الوقت الالزم لتنفيذ عملية الزراعة. - 0االتفاق على توزيع العائد بني الطرفني بالنسبة اليت يريانها مالئمة ،شرط أن تكون احلصص شراكة وشائعة. متثل املزارعة وسيلة متويلية مناسب لكل من املمول واملزارع ولالقتصاد عموماً، فصاحب املال يستطيع توظيف ماله لفرتات زمنية تبدأ باملوسم الزراعي الواحد وميكن أن تتجدد لعدة سنوات حسب الرغبة .أما املزارع فيستطيع احلصول على حاجته من املال الالزم للزراعة مع وجود طرف آخر يتحمل معه خماطر املواسم الزراعية ،ودون أن يلجأ إىل االقرتاض بالتمويل الربوي الذي كثرياً ما يثقل كاهل املزارعني وأسهم يف حاالت كثرية يف الدول اإلسالمية إىل سلب ملكيتها من املزارعني لصاحل املرابني.
أساليب التمويل واالستثمار
174
يضاف ملا سبق بأن املزارعة تساعد يف استغالل األراضي الزراعية الشاسعة وغري املستغلة يف الدول العربية واإلسالمية كما يف السودان ومصر وغريها ،وهي بذلك تساعد على حتقيق االكتفاء الذاتي واألمن الغذائي للدول العربية واإلسالمية كما تسهم يف توطني االستثمارات العربية يف الوطن العربي.
املساقاة يف اللغة مأخوذة من السقي بأن يقوم طرف بسقاية املزروعات املعمرة ورعايتها كالنخيل والزيتون ،على حصة شائعة من ناجتها. :السقي :احلظ من الشرب ،والساقية هي القناة الصغرية ،اليت تسقى بواسطة األرض ،تقول :سقى يسقي سقيا ،أي :أشرب الشيء املاء، ومسّيت املساقاة بذلك ،ألنّ صاحب األشجار يستعمل رجال يف خنيل ،أو كروم ،ليقوم بسقيها ،وإصالحها على أن يكون له سهم معلوم مما تغلّه (.)1 وردت عدة تعريفات للمساقاة يف كتب املالكية منها : 1ـ عقد على خدمة الشجر(.)2 2ـ أن يدفع الرجل الشجرة ملن خيدمها وتكون غلتها بينهما(.)1 كما عرفها "محاد" بأنها " :معاقدة على دفع الشجر والكروم إىل من يصلحها جبزء معلوم من مثرها"(.)7 ( )1الرازي ،خمتار الصحاح ،مصدر سبق ذكره ،مادة " :سقي" ،ص .110 ( )2الدسوقي ،حممد بن أمحد ،حاشية الدسوقي يف علم الشرح الكبري .باملهمش الشرح الكبري للدردير ،املسمى ،منح القدير على خمتصر خليل ،دار احياء الكتب العربية ،القاهرة ،اجلزء 1صفحة .019 ( )1الكليب ،ابن جزيء ،القوانني الفقهية ،مصدر سبق ذكره ،ص .289 ( )7محاد ،مصدر سبق ذكره ،ص.278
176
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
احلكم اإلمجالي يف مشروعية املساقاة ( : )1جائزة ،ودليل اجلواز ما رواه عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما قال" :عامل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أهل خيرب بشطر ما خيرج منها من مثر أو زرع " متفق عليه .واملساقاة عقد الزم وذهب أبي حنيفة خالفاً جلمهور العلماء إىل عدم جواز املساقاة ملا فيها من الغرر؛ ألنها استئجار ببعض ما خيرج من الثمر وهو جمهول ،أو معدوم ،واجلواب عن ذلك أن املساقاة عقد على العمل يف احلال ببعض منائه ،فهو كاملضاربة ،والنماء يف املضاربة: معدوم أو جمهول ،وهي جائزة باإلمجاع ،فتجوز املساقاة قياساً على املضاربة . واحلكمة يف مشروعية املساقاة :سدّ حاجة أصحاب األشجار ممن ال دراية هلم يف سقي األشجار وتعهدها فيحتاجون إىل معاملة من له خربة يف ذلك فجازت املساقاة حتقيقاً ملصلحة الفئتني كما يف املضاربة وذهب مجهور الفقهاء:إلي جواز املساقاة يف مجيع األشجار املثمرة :كالتني ،والتفاح ،واملشمش ،والنخيل ،والعنب ،يدل عليه عموم حديث ابن عمر املتقدم.وذهب الشافعي يف اجلديد :إىل قصر املساقاة على النخيل والعنب فقط؛ ألن غريهما ال حيتاج إىل تعهد ،وأما ما ال مثرة له كالصفصاف فال جتوز املساقاة عليه اتفاقاً إال ما كان من الشجر ما يقصد ورقه كشجر التوت مثالً، فتجوز املساقاة عليه؛ لوجود ما ينتفع به
( )1مت األخذ ببعض التصرف عن املوقع اإللكرتوني "معلومات املصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية". http://www.ibisonline.net وللمزيد حول مشروعية املساقاة ،يرجى الرجوع إىل: السرطاوي ،مصدر سبق ذكره ،ص ص .200- 207 النووي ،حييى بن شرف الدين ،حاشيتا القليوبي وعمرية على شرح جالل الدين احمللي على منهاج الطالبني، دار احياء الكتب العربية ،القاهرة 114- [ ،هـ 190- ،م ] ،اجلزء 1ص .81
أساليب التمويل واالستثمار
179
يقرتب أسلوب املساقاة من أسلوب املزارعة يف أنهما يتعلقان مبجال الزراعة، وأن كليهما يقوم على الشراكة بني صاحب رأس املال الزراعي وبني العامل املزارع .إال أنهما خيتلفان يف أن املساقة تكون على الشجر املعمر بدالً من احملاصيل الزراعية. أما من حيث أنواعها فهي كما يف املزارعة إال أن األرض تكون مزروعة مسبقا بالشجر .كما أن شروطها تشبه شروط املزارعة.
101
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
المبحث الثاني :البيوع يقصد بالبيع يف اللغةً مبادلة الشيء بالشيء .والبيع ضد الشراء ،وهما من أمساء ()1
األضداد ،إذ يطلق أحدهما على اآلخر
قال اهلل:ﭽ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ
ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﭼ ( )2أي باعوه( .)1وجاء يف املغين البن قدامة( :)7أن اشتقاق البيع من الباع ،ألن كل واحد من املتعاقدين كان يبايع -أي ميدّ باعه لصاحبه عند البيع؛ لذا مسِّي البيع صفقة (.)0 والبيع يف اصطالح الفقهاء :هو مبادلة شيء مرغوب فيه مبثله على وجه خمصوص .أي باإلجياب والقبول أو بالتعاطي .واحتُرز بقيد (مرغوب فيه) عمّا ال يُرغب فيه شرعاً وال عرفاً ،كامليتة واألصنام .أو هو – أي البيع – مبادلة املال باملال متليكاً ومتلّكاً( .)8واملراد باملال :كل ما له قيمة ويُلزم متلفه بضمانه ،أو ما ال يطرحه الناس عادةً (.)4 توفر الشريعة اإلسالمية أساليب بديلة عن أساليب املشاركة يف حال عدم وجود الرغبة من أطراف العملية االستثمارية بالتشارك يف النشاط االستثماري .كما أن ( )1ابن منظور ،لسان العرب ،مصدر سبق ذكره. ( )2سورة يوسف ،اآلية.21 : ( )1املناوي ،حممد بن عبدالرؤوف ،الفتح السماوي بتخريج أحاديث تفسري القاضي البيضاوي ،ط ،1/دار العاصمة، الرياض ،1969- 1719 ،اجلزء 1صفحة .129 ( )7إبن قدامة :موفق الدين ،عبد اهلل بن أمحد بن حممّد ،املغين ،اعتنى به :حممد عبدالقادر عطا ،ط ،1/دار الكتب العلمية، بريوت ،2116 - 1729 ،اجلزء 22صفحة 081وما بعدها. ( )0املصدر السابق ،اجلزء 8صفحة .0 ( )8املصدر السابق ،اجلزء 8صفحة .0 ( )4السيوطي ،عبدالرمحن بن أبي بكر جالل الدين ،األشباه والنظائر ،ط ،1/دار الكتب العلمية ،بريوت- 1711 ، ،2111ص .206
أساليب التمويل واالستثمار
101
تلك األساليب ال متثل خياراً مناسباً ألوجه اإلنفاق االستهالكي .هلذا جاءت البيوع بأنواعها املختلفة كما تظهر يف الشكل التالي (رقم )17للسلع واألدوات وكذلك املنافع لتسهم يف حل املشاكل التمويلية واالستثمارية لشرائح واسعة من اجملتمع. وسوف يتم استعراض هذه البيوع حسب أهميتها يف مؤسسات التمويل واملصارف اإلسالمية القائمة.
102
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
املراحبة يف اللغة من الربح والنماء ،وهي متثل نتيجة بيع الشيء بزيادة عن كلفته ،وهي مصدر رابح ،مشتقة من الربح .والربح لغةً :النماء .وجتارة راحبة :أي يربح فيها .وأرحبته على سلعة :أي أعطيته فيها رحباً .ومنه :بعت الشيء مراحبة، ()1
وكذلك اشرتيته مراحبة.
.ويف االصطالح الفقهي تعين املراحبة بيع للعَرَض ( السلعة ) بالثمن الذي اشرتيت به مع زيادة شيء معلوم من الربح. إذن؛ فبيع املراحبة ،كما عرَّفه أكثر الفقهاء هو :البيع مبثل الثمن األول مع زيادة ربح معلوم.
()2
واملراحبة من بيوع األمانة؛ ألنها تتطلب إفصاح البائع عن الكلفة الفعلية للمبيع (بأمانة وصدق) ،وبعد ذلك يتفق البائع مع املشرتي على دفع الكلفة مع مهمش من الربح للبائع .ومسيت مراحبةً ألنها بيع ينتج عنهُ ربح ،وهي عكس بيع الوضيعة* الذي يكون بسعر يقل عن الكلفة (البيع خبسارة)(.)1 ثبتت مشروعية البيع يف القرآن الكريم ،كما ورد يف سرية الرسول حممد صلى اهلل عليه وسلم ما يدل على مشروعية البيع ،إضافة إىل إمجاع األمة على أهمية البيوع ( )1ابن منظور ،لسان العرب ،مصدر سبق ذكره. ( )2الكاساني ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء 0صفحة .222 الدسوقي ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء 1صفحة .104 * هناك أيضاً بيع التولية الذي يتم فيه بيع السلعة بنفس كلفة شراءها .للمزيد حول بيع التولية وببيع الوضيعة ،يرجى الرجوع إىل: ابن قدامة ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء 8صفحة .248وكذلك :البهوتي ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء 1صفحة .211- 229 ( )1صوان ،مصدر سبق ذكره ،ص ص 101- 179
أساليب التمويل واالستثمار
101
واملبادالت يف تيسري أمور احلياة .وألهمية هذا النوع من البيوع وانتشاره يف خمتلف الدول اإلسالمية نذكر مشروعيته من القرآن الكريم والسنة الشريفة ،ثم جنمل آراء الفقهاء فيه. قال تعاىل :ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭼ ( )1وقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم كما يف حديث عبادة بن الصامت ":الذهب بالذهب ،والفضّة بالفضّة ،والبُر بالبُر ،والشعري بالشعري ،والتمر بالتمر ،وامللح بامللح ،مثالً مبثل ،يداً بيد ؛ فإذا () 2 اختلفت هذه األصناف ،فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدًا بيد" فالنيب صلى اهلل عليه وسلَّم يقرّر بقوله " :فبيعوا كيف شئتم" جواز البيع ما مل يتخلله ما يفسد مشروعيته كالربا احملرّم بنص كتاب اهلل تعاىل .وقد قَدِم النيب صلى اهلل عليه وسلم املدينة والناس يبتاعون ،فأقرّهم .ومثة آثار كثرية تدل على أن النيب صلى اهلل عليه وسلم قد باع وابتاع بنفسه ،فكان اإلمجاع على مشروعية البيع (.)1 أما بالنسبة لرأي مجهور الفقهاء من أرباب املذاهب األربعة ،فقد ذهبوا إىل جواز بيع املراحبة ،وأنه سبب صحيح للتملك ،حتى نقل "ابن جرير" اإلمجاع على ذلك ( )7وإن كان منهم قال بالكراهة يف بعض صوره ،أو أنه خالف األوىل*. ( )1سورة البقرة ،اآلية .240 ( )2أخرج هذا احلديث: مسلم يف صحيحه،1211/1:كتاب املساقاة ،باب الصرف وبيع الذهب بالورق نقداً ،رقم(.)1064أبو داود يف سننه ،276/1 :كتاب البيوع ،باب يف الصرف ،حديث رقم (( )1101- 1179طبعة دار الفكر ،بتحقيق حميالدين عبد احلميد). الرتمذي يف السنن ،218/7 :كتاب البيوع ،باب ما جاء أن احلنطة باحلنطة مثالً مبثل كراهية التفاضل فيه ،رقم(.)1271النسائي يف السنن ،26/7 :كتاب البيوع ،باب بيع امللح بامللح ،رقم (.)8104ابن ماجه يف السنن ،404/2 :كتاب التجارات ،باب الصرف وما ال جيوز متفاضالً يداً بيد ،رقم (.)2207( )1السرخسي ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء 12صفحة .116 ( )7الطربي ،حممد بن جرير بن يزيد بن كثري اآلملي ،إختالف الفقهاء ،ط ،1/دار الكتب العلمية ،بريوت ،1999- 1721 ،ص.40 * لالستزادة من آراء الفقهاء حول مشروعية بيع املراحبة ،يرجى مراجعة :أبو زيد ،عبد العظيم ،بيع املراحبة لآلمر بالشراء، جمهول تاريخ ومكان الطباعة( على األرجح بأنه خمطوط) ،ص ص .90- 64مت تنزيله عن موقع " موسوعة االقتصاد والتمويل اإلسالمي. http://iefpedia.com .
107
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
على الرغم من اعتياد الناس يف العصور اإلسالمية األوىل وما تالها على البيوع بأنواعها املختلفة ،مل يكن بيع املراحبة متوفراً بالصورة اليت يطبق فيها اليوم ،والذي عرفت من خالله املصارف اإلسالمية وبدأت نشاطاتها التمويلية .ويرجع الفضل يف هذا الكشف الفقهي للباحث د .سامي محود من خالل دراسته لكتاب " األم " لإلمام الشافعي ،وقد أبرز الباحث ذلك يف رسالة الدكتوراه عام .1948وقد كان للتجربة األردنية يف تطبيق هذا النوع من البيوع قصب السبق من خالل قانون البنك اإلسالمي األردني الذي أقر يف العام 1946والذي اعرتف ببيع املراحبة لآلمر بالشراء صيغة متويلية إسالمية حديثة تسهم يف إحالل التمويل اإلسالمي بدل التمويل الربوي .وقد أخذ بيع املراحبة أهمية بالغة يف نسب توظيف األموال لدى املصارف اإلسالمية حبيث أصبحت تعرف الكثري من املصارف اإلسالمية من خالله ملا له من املزايا التمويلية واإلجرائية سنوضحها الحقاً. وجيدر التنويه إىل أن املراحبة قد تتعدى األصول املادية ( العينية ) إىل املنافع حيث تقوم بعض املصارف اإلسالمية ببيع خدمات معينة كاخلدمات العالجية والسياحية ورسوم الدراسة .وعلى الرغم من حداثة هذا الشكل من البيوع ( بيع اخلدمات ) يعد جماالً واعداً من اجملاالت اليت ميكن أن تسد فيها املصارف ومؤسسات التمويل اإلسالمية حاجة بعض الشرائح من اجملتمع للتمويل االستهالكي بدل اللجوء إىل املصارف الربوية .كما أن القيام بهذا النوع من التمويالت يؤكد مرونة أساليب التمويل اإلسالمي وجناعتها يف مواجهة القضايا املالية املعاصرة.
أساليب التمويل واالستثمار
100
وتقسم املراحبة حسب األطراف املشرتكة فيها إىل قسمني هما: أ) املراحبة البسيطة (املباشرة) ،وتتضمن وجود طرفني هما البائع واملشرتي، وتكون العالقة بينهما مباشرة ،يُبيِّن فيها البائع للمشرتي كلفة السلعة ،ثم يتفقان على مقدار حمدد من الربح يدفعهُ املشرتي إضافةً إىل كلفتها .والثمن قد يُدفع نقداً ،أو قد يؤجَل على شكل دفعه واحدة أو عدة دفعات ،كل ذلك حسب اتفاق الطرفني ،وهو بهذا يصبح بيع عاجل بآجل إضافةً إىل بيع املراحبة. ب)املراحبة املركبة (لآلمر بالشراء) ،وقد عرف هذا النوع قدمياً ،حيث إن اإلمام الشافعي رمحه اهلل تعاىل نصَّ يف كتابه "األم" على أن حنو الصورة اليت متارس يف املصرف اإلسالمي هو من قبيل املراحبة حيث قال " :وإذا أرى الرجلُ الرجلَ السلعة فقال اشرت هذه وأرحبك فيها فالشراء جائز …" (.)1 وصار التداول به حديثاً ( ،)2وهذا النوع من املراحبة ال يتضمن عالقة مباشرة بني البائع واملشرتي ،بل إنهُ ينطوي على توسط طرف ثالث يشرتي من البائع ويبيع للمشرتي .ومسيت مراحبة لآلمر بالشراء؛ ألن الطرف الثالث ( الوسيط التجاري ) يقوم بتنفيذ أمر العميل بشراء سلعة معينة ومبواصفات حمددة بدقة من البائع األصلي متهيداً لبيعها للمشرتي (اآلمر بالشراء) .غالباً ما تنفذ هذه العملية جنباً إىل جنب مع االتفاق على الدفع اآلجل ،وعلى شكل أقساط .وهي (أي عملية املراحبة) مركبة ألنها
( )1اإلمام الشافعي ،األم ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء 1صفحة .19 ( )2سامي محود ،تطوير األعمال املصرفية مبا يتفق والشريعة اإلسالمية ،مصدر سبق ذكره ،ص ،748ص.761
108
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
تضمنت عملييت بيع وشراء وعقد البيع اآلجل إضافةُ إىل البيع بالتقسيط ( .)1كما يوضحها الشكل التالي رقم ()10
تعتمد املصارف اإلسالمية يف جزء كبري من استثمارات األموال فيها على أسلوب بيع املراحبة ،وذلك بسبب املزايا اليت حيققها هذا البيع هلذه املصارف، وسنذكرها يف الفصل القادم ،كما نشرح مراحل تنفيذ هذه العملية عند مناقشة كيفية استفادة املصارف اإلسالمية من أساليب التمويل واالستثمار اإلسالمية. نظراَ ألهمية بيع املراحبة يف استثمارات املصارف اإلسالمية وتكاثر نقاط االستفهام حول شرعية تنفيذه وتفاوتها ما بني مصرف وآخر ،فإننا نورد الضوابط الشرعية اليت
( )1ارشيد ،مصدر سبق ذكره،ص .62
أساليب التمويل واالستثمار
104
جيب االلتزام بها حتى يعد تنفيذ بيع املراحبة سليماً من الناحية الشرعية ،وهذه الضوابط هي(:)1 – 1دخول السلعة يف ملك الوسيط التجاري ( الطرف الذي سيبيع السلعة للمشرتي النهائي ) .وأغلب العلماء يصرون على احليازة املادية الفعلية للسلع من خالل االحتفاظ بها يف خمازن أو ساحات الوسيط التجاري. ويتساهل بعض املوظفني يف بعض املصارف اإلسالمية باالكتفاء بامللكية القانونية للسلعة دون اشرتاط حيازتها مادياً. – 2أن ال يكون الثمن يف بيع املراحبة قابالً للزيادة يف حالة عجز العميل عن السداد .ويشرتط بعض الفقهاء لذلك تأكيد املشرتي لعدم قدرته على التسديد وعدم وجود حالة من املماطلة .وهناك اختالف فقهي يف جواز ترتيب غرامات على العميل يف حال ثبوت املماطلة. – 1أن ال يكون بيع املراحبة باباً وذريعة لبيع العينة* أو التورق** املنظّم ( املصريف ). هذا وسنذكر أهم املزايا التمويلية لبيع املراحبة ،وكذلك أهم االنتقادات املوجهة للمصارف اإلسالمية بسبب استخدام هذا األسلوب يف الفصل القادم.
( )1شبري ،مصدر سبق ذكره ،ص .241السالوس ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء ،2صفحة .414 األشقر ،بيع املراحبة كما جتريه البنوك اإلسالمية ،ط ، 1/مكتبة الفالح ،الكويت ،1967 ،ص ص .01- 79 * بيع العينة :وهو شراء سلعة بثمن مؤجل ،ثم بيعها بثمن معجل أو أقل منه للتاجر الذي سبق شراء السلعة منه ( ،شراء السلعة بـ 1111دينار وبيعها للتاجر نفسه بـ 911دينار ) فيكون د خول السلعة بني الطرفني شيئاً غري مراد ،ألنها تعود إىل صاحبها مباشرة ،واملراد هو العني (النقود ) ،أي القرض الربوي ،ومسيت عينية حلصول النقد لطالب العني ،أو ألنه يعود للبائع عني ماله (أي السلعة اليت باعها ) وال يدخل بني البائع واملشرتي طرف ثالث. ** سيوضح املطلب التالي طبيعة التورق املصريف احملرّم.
106
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
برز التورّق أسلوبا متويليا حديثا يف السنوات األخرية ،وأخذ جماالً كبرياً من اهتمام املصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية خاصةً يف جانب التمويل الفردي املباشر لألغراض االستهالكية ،حيث إنه يوفر مرونة أكرب لكل من مقدّم التمويل وطالبه من حيث إمكانية توفري مبلغ نقدي للمشرتي ( املقرتض ) وسهولة أكرب وإجراءات أبسط وأقل كلفة ملقدم التمويل ،إضافة على استيعاب هذا النوع من التمويل جزءاً ال بأس به من السيولة املتكدسة لدى املصارف اإلسالمية .وقد انتشر أسلوب التورق بشكل كبري يف دول اخلليج العربي عموماً واململكة العربية السعودية خصوصاً .ونوضح يف هذا الفصل التورق من حيث تعريفه وأنواعه واحلكم الشرعي لكل منها .التورق لغةً مشتق من ال َورِق (بكسر الراء وإسكانها ) ،والورق عبارة عن الدراهم من الفضة ،قال تعاىل:ﭽ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﭼ (.)1 وورد يف خمتار الصحاح ":ال َورِق الدراهم املضروبة ،والوَرَق بفتح الراء املال من دراهم وإبل وغري ذلك"( ،.)2ويف لسان العرب ":رجل وراق أي كثري الدراهم ،يقال: أورق الرجل كثر ماله ،فأصل الكلمة يراد بها طلب النقود من الفضة ،ثم توسع الناس يف استخدامها إىل طلب النقد .وسنعرض لكيفية استخدامه يف املصارف اإلسالمية يف الفصل الالحق بإذن اهلل،عموماً ،سواء أكانت من ذهب أم فضة أم عمالت ورقية أم غريها .أما خبصوص االصطالح فقد عرفه جممع الفقه اإلسالمي برابطة العامل اإلسالمي يف قراره اخلامس يف دورته اخلامسة عشرة املنعقدة ابتداء من يوم السبت 11رجب ***
يتقدم املؤلف بالشكر للزميل الدكتور عبد اهلل الباحوث ،حيث مت االعتماد بشكل أساسي على البحث املنشور لسعادته:
التورق املصريف املنظم وآثاره االقتصادية .جملة جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية .العدد ،02شوال .1728ص ص .081- 760وقد استفاد املؤلف من خربة الزميل وجهده املتميز يف طرح موضوع التورق ،مع بعض التصرف والتحرير . ( )1سورة الكهف ،من اآلية . 19 ( )2الرازي ،خمتار الصحاح ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء 1صفحة .299
أساليب التمويل واالستثمار
109
1719هـ بقوله ":إن بيع التورق هو شراء سلعة يف حوزة البائع وملكه بثمن مؤجل ، ثم يبيع املشرتي بنقد لغري البائع للحصول على النقد ( الورق) " . فلم يذكر التورق عند كثري من الفقهاء ،وإن ذكر يف صورة من صور بيع العينة، *.
أو البيوع املنهي عنها أو الربا يعد احلنابلة أكثر من استخدم هذا املصطلح يف مؤلفاتهم خبالف املذاهب األخرى اليت تناولته ضمن حديثها عن العينة غالباً ،فقد ورد يف كشاف القناع للبهوتي " :ولو احتاج إنسان إىل نقد فاشرتى ما يساوي مائة مبائة ومخسني مثال فال بأس بذلك ،نص عليه وهي أي هذه املسألة تسمى مسألة التورق من الورق وهي الفضة "( )1وقيل :إن أول من استخدم هذا اللفظ للداللة على هذا املعنى هو شيخ اإلسالم ابن تيمية( .)2ولكن ال ميكن اجلزم بذلك؛ فقد ورد ما يفيد أن هذا املصطلح معروف عند السلف؛ حيث نقل شيخ اإلسالم عن عمر بن عبد العزيز رمحه اهلل قوله ":التورق أخية الربا "**.
* للمزيد حول املفهوم الفقهي للتورق الفردي ،انظر: احلنيطي " ،التورق؛ حقيقته ،أنواعه ( الفقهي املعروف واملصريف املنظم )" .ملخص لرسالة دكتوراه غري منشورة بعنوان " بيع العينة والتوّرق:دراسة تطبيقية على املصارف اإلسالمية " ،قسم املصارف اإلسالمية،األكادميية العربية للعلوم املالية املصرفية.2114 ، قدم هذا امللخص جملمع الفقه اإلسالمي الدولي .الدورة التاسعة عشرة ،الشارقة ،اإلمارات العربية املتحدة .ص ص .11- 9 ( )1البهوتي ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء 1صفحة . 168 ( )2ابن تيمية ،الفتاوى ،اجلزء 29صفحة .111ويروى أيضاً ":آخية الربا" ،واملراد به أصل الربا ،كما قال شيخ اإلسالم. ولالستزادة؛ يرجى مراجعة : -د .سامي بن إبراهيم السويلم ،التورق ..والتورق املنظم دراسة تأصيلية ،الدورة السابعة عشرة جملمع الفقه اإلسالمي الدولي ،مكة املكرمة1727 ،هـ ،ص. 15. ** ومن ذلك ما ورد يف فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية " :وأما البيع إىل أجل ابتداء ،فان كان قصد املشرتي االنتفاع بالسلعة، والتجارة فيها جاز .اذا كان على الوجه املباح .واما ان كان مقصوده الدراهم فيشرتي مبائة مؤجلة ،ويبيعها يف السوق بسبعني حالة ،فهذا منهي عنه يف أظهر قولي العلماء .وهذا يسمى التورق" ،الفتاوى .111 - 112 /29وقال ابن مفلح يف الفروع ( ):" 128/7ولو احتاج إىل نقد فاشرتى ما ساوى مائة مبائتني فال بأس ،نص عليه ،هي التورق ،وعنه :يكره .وحرمه شيخنا"، وقال يف كشاف القناع ( ":)168/1ولو احتاج إنسان إىل نقد ،فاشرتى ما يساوي مائة مبائة ومخسني ،فال بأس بذلك .نص عليه ،وهي مسألة التورق".
181
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
وردت تعريفات عديدة للتورق جملموعة من العلماء والباحثني أو اهليئات الشرعية ،ومن هذه التعريفات : تعريف الشيخ حممد بن العثيمني ":التورق هو أن يشرتي اإلنسان سلعة مابثمن مقسط ثم يبيعها إىل شخص غري الذي باعها له بثمن حال أقل من الثمن الذي اشرتاها به ليحصل على املال؛ حلاجته إليه؛ ولعدم وجود من يرضى بإقراضه "(.)1 وعرفه الدكتور حممد القري بأنه " :شراء سلعة ليبيعها إىل آخر غري بائعها األول للحصول على النقد ،مثال ذلك أن يشـرتي سـلعة بـثمن مؤجـل ثـم يبيعهـا آلخـر نقـداً ليحصل على مثنها احلال لرغبته يف احلصول على النقد "(.)2 وورد يف املوسوعة الكويتيـة" :يـراد بـالتورق يف االسـتعمال الفقهـي؛ احلصـول على الـورق ،أي احلصـول علـى النقـد ،وذلـك بـأن "يشـرتي سـلعة نسـيئة ،ثـم يبيعهـا نقداً ،لغري البائع ،بأقل مما اشرتاها به ،ليحصل بذلك على النقد" ( . )1أما جممـع الفقـه اإلسالمي فقد عرف التورق بأنه ":شراء سلعة يف حوزة البائع وملكه بـثمن مؤجـل ثـم يبيعها املشرتي بنقد لغري البائع للحصول على النقـد( الـورق)"( .)7كمـا عرفتـه اللجنـة
( )1موقع الشيخ حممد بن صاحل العثيمني على شبكة االنرتنت http://www.ibnothaimeen.com/index.shtml حممد العلي القري ،التورق كما جتريه املصارف دراسة فقهية اقتصادية ،الدورة السابعة عشرة جملمع الفقه اإلسالمي ،مكة املكرمة ( 1727/11/27- 19هـ- 13-18/12/2003م) ،ص . 1 ( )2حممد العلي القري ،التورق كما جتريه املصارف دراسة فقهية اقتصادية ،الدورة السابعة عشرة جملمع الفقه اإلسالمي ،مكة املكرمة ( 1727/11/27- 19هـ- 13-18/12/2003م) ،ص . 1 ( )1املوسوعة الفقهية ،الكويت ،ط1716 ( :2هـ 1966 -م) ،ج ،17ص .174وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية. ( )7اجملمع الفقهي اإلسالمي ،الدورة اخلامسة عشرة1719 ،هـ ،القرار اخلامس .السبت 11رجب 1719هـ املوافق 1996/11/11م .مكة املكرمة.
أساليب التمويل واالستثمار
181
الدائمة لإلفتـاء يف اململكـة العربيـة السـعودية بأنـه ":أن تشـرتي سـلعة بـثمن مؤجـل ثـم تبيعها بثمن حال على غري من اشرتيتها منه بالثمن املؤجل من أجل أن تنتفع بثمنها"(.)1 يُالحظ اختالف الفقهاء يف حكم التورق على ثالثة أقوال*: أنه حرام ،وهو مذهب ابن تيمية ،وابن القيم واإلمام أمحد بن حنبلرضي اهلل عنه يف إحدى الروايتني ،ونسب حترميه إىل احلنابلة يف رواية. أنه مكروه فقد كرهه عمر بن عبد العزيز ،واإلمام أمحد بن حنبل يف إحدىالروايتني وأشار إىل أنه مضطر وحممد بن احلسن الشيباني .وقال عمر بن عبد العزيز":التورق أخيّة الربا أي :أصل الربا" .فجمهور الفقهاء على كراهته، حيث كرهه احلنفية واملالكية ،واحلنابلة يف رواية. أنه جائز ،رخص فيه إياس بن معاوية وبعض احلنفية كأبي يوسف جائزعنده ،ومذهب احلنابلة يف رواية هي املذهب والشافعية .فمن أجاز العينة أجاز التورق. والتــورق الفقهــي ( الفــردي ) الــذي ســبق تعريفــه هــو الــذي قــال جبــوازه جممــع الفقهي اإلسالمي التابع لرابطة العامل اإلسالمي .حيث نص يف الفقـرتني الثانيـة والثالثـة من القرار اخلامس يف اجللسة اخلامسة عشرة على ما يلي : * إن بيع التورق هذا جائز شرعاً ،وبه قـال مجهـور العلمـاء؛ ألن األصـل يف البيـوع اإلباحــة ،لقــول اهلل تعــاىل:ﭽﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭼ( ، )2ومل يظهــر يف هــذا
( )1فتاوى اللجنة الدائمة لإلفتاء ،فتوى رقم ( . )19294 * للمزيد حول التفصيل اآلراء الفقهية املتعلقة بالتورق الفردي :راجع احلنيطي ،مصدر سبق ذكره ،ص ص .17 12 ( )2البقرة240 ،
182
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
البيع رباً ال قصداً وال صورة ،وألن احلاجة داعية إىل ذلـك لقضـاء ديـن ،أو زواج أو غريهما. * جواز هذا البيع مشروط ،بأن ال يبيع املشرتي السلعة بثمن أقل مما اشرتاها به علــى بائعهــا األول ،ال مباشــرة وال بالواســطة ،فــإن فعــل فقــد وقعــا يف بيــع العينة ،احملرم شرعاً ،الشتماله على حيلة الربا فصار عقداً حمرماً. - 1شراء سلعة معينة مملوكة للبائع بثمن مؤجل. - 2متلك املشرتي للسلعة وحيازتها حيازة تامة. - 1بيع املشرتي السلعة نقدًا إىل غري البائع ،وغالبًا بثمن أقل من مثن الشراء. - 7وجود عقدين منفصلني يف العملية دون تواطؤ أو اتفاق مسبق بني األطراف. - 0أن السلعة يف هذه العملية غري مقصودة لذاتها ،وإمنا اهلدف الرئيس منها احلصول على النقد . علماً بأن هذه النقاط تظهر متيز التورق عن غـريه مـن البيـوع ( املعـامالت ) كمـا (.)2
أوردها الباحوث
: يقسم الدكتور الباحوث تطور تطبيق التورق إىل ثالث مراحل؛ هي:
()1
املرحلة األوىل :التورق الفردي خارج النظام املصريف :وهو الصيغة املعروفة للحصول على النقد منذ الصدر األول لإلسالم؛ وان اختلف يف تسميته ،ويؤيد ذلك ( )1ومن ذلك : -جممع الفقه اإلسالمي الدولي ،دورة املؤمتر اخلامس ،الكويت( 1719/0/8- 1هـ - 1966/11/10م -
.اجملمع الفقهي اإلسالمي ،الدورة اخلامسة عشرة ،مكة املكرمة ((/7/141911هـ -
1996/11/11م) ،وذلك باإلضافة إىل عدد من اهليئات الشرعية يف البنوك اإلسالمية. ( )2الباحوث ،مصدر سبق ذكره ،ص .799 ( )1عن الباحوث ،مصدر سبق ذكره ،ص ص ( .011- 799مع بعض التصرف )
أساليب التمويل واالستثمار
181
آراء الفقهاء املبثوثة يف كتبهم ومدوناتهم حوله( ،)1واستمر استخدامه حتى العصر احلاضر ولكن بدرجات متفاوتة بني أقطار املسلمني؛ حيث كان األفراد والتجار يلجأون إىل شراء سلعة كالقمح والشعري والسكر ،ثم يف مرحلة الحقة السيارات واملعدات ،من التجار والوكالء باألجل ،ثم يعيدون بيعها بالنقد إىل جتار آخرين من أجل احلصول على السيولة ،وهلا أمساء متعددة حبسب األقطار اإلسالمية؛ فتسمى (الوعدة) يف اململكة العربية السعودية( ،)2وتسمى ( الكسر ) يف السودان وهكذا (.)1 وقد أطلق على هذا النوع اسم التورق الفردي نسبة إىل أن الذين ميارسونه هم األفراد ،كما أطلق عليه يف البحوث األخرية اسم التورق الفقهي نسبة إىل كتب الفقه اليت تناولته وذلك متييزاً له عن األنواع املستحدثة اآلتي بيانها .وهذه الصيغة هي اليت تنصرف إليها أغلب الفتاوى اليت أجازت التورق. املرحلة الثانية :التورق املنظم جزئياً من خالل النظام املصريف :نظراً لطبيعة احلياة املعاصرة وازدياد حاجة األفراد واملؤسسات للسيولة اجتهت البنوك؛ وخباصة اإلسالمية منها ،وذلك سعياً منها للتوسيع على أفراد اجملتمعات املسلمة بإتاحة الوسائل الشرعية للحصول على السيولة ،باإلضافة إىل حتقيق األرباح من هذه اآللية، فقد قامت بتطوير صيغ التمويل املتاحة؛ كاملراحبة الشخصية والبيع بالتقسيط لكي تؤول إىل التورق ،وذلك عن طريق شراء سلع غالبا سيارات وبيعها باألجل على العمالء ،ثم يقوم العميل بإعادة بيعها بالنقد ،دون أن يكون للبنك أي دور يف عملية البيع األخرية؛ إذ تنتهي مهمة البنك يف عملية البيع األوىل ،وقد القت هذه العمليات ( )1لالستزادة حول آراء الفقهاء عن هذه املسألة انظر :السويلم ،سامي إبراهيم ،مصدر سبق ذكره ،ص .04 - 10 ( )2جمموع الفتاوى للشيخ عبد العزيز بن باز ،اجلزء التاسع عشر ،ص .99 ( )1عيسى ،موسى آدم ،تطبيقات التورق واستخداماته يف العمل املصريف اإلسالمي ،مؤمتر" دور املؤسسات املصرفية اإلسالمية يف االستثمار والتنمية" ،كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية ،جامعة الشارقة 24- 20 ( ،صفر 1721هـ - 7-9مايو 2112م) ،ص .781
187
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
رواجاً كبرياً جداً يف البنوك اإلسالمية ،بل ويف فروع اخلدمات املصرفية اإلسالمية لدى البنوك التقليدية ،كما أنها تعد من أهم وسائل احلصول على النقد وبالذات يف اململكة العربية السعودية ودول اخلليج العربي ،حيث دلت بعض الدراسات اإلحصائية على أن حنو ( ) %40من األفراد الذين يشرتون السيارات من البنوك يف اململكة يعيدون بيعها تورقاً يف سبيل احلصول على السيولة ( .)1وهذه اآللية (سواء بيع التقسيط أو بيوع املراحبة) مقبولة ملن أجازها بالشروط اليت م ّر ذكرها. املرحلة الثالثة :التورق املنظم كليًا من خالل النظام املصريف ( التورّق املصريف ) :وهو الصيغة املستحدثة للتورق؛ حيث تتوىل البنوك مجيع إجراءات العملية من شراء السلع ثم بيعها إىل العميل بثمن آجل ،ثم بيعها بالوكالة عن العميل بثمن حال وإيداع مثنها يف حساب العميل ،وقد شاع استخدامه يف الوقت الراهن بشكل كبري حتى يف املصارف الربوية اليت تقدّم بعض اخلدمات املالية اإلسالمية؛ وخباصة بعد استخدام عدد من املصارف ومؤسسات التمويل اإلسالمية له وسيلة متويل بديلة لإلقراض الربوي املباشر .و صورته أن حيتاج ال ماديًا أو شخص ملبلغ معني مثالً (مليون ريال) فيشرتي من املصرف سلعة ما قد تكون أص ً أوراق مالية ،مببلغ أكرب ،مليون ومائة ألف مثال ،بالتقسيط ،ويوكل املصرف ببيعها يف السوق ب ( مليون ريال ) نقداً ،أو يوكل البائع األول الذي باع السلعة إىل املصرف بأن يبيعها لصاحل العميل ويقبض مثنها ويسلمه إليه .وقد بدأت يف تقدميه بعض البنوك واملؤسسات املالية اإلسالمية خدمة مصرفية جديدة كما أطلق عليها لعمالئها ضمن آليات وخطوات إجرائية وتعاقدية مرتبة ومنظمة تُيسر للعميل حصوله على النقد بعملية تورق يكون املصرف طرفا وسيطا فيها ،وقد مت تسميتها بـ (التورق املنظم) أو( التورق
( )1عيسى ،مصدر سبق ذكره ،ص .781
أساليب التمويل واالستثمار
180
املؤسسي ) أو (التورق املصريف ) ،أو (التورق املصريف املنظم) ،متييزاً له عن التورق الفردي املعروف لدى الفقهاء يف السابق(.)1 نظراً حلداثة هذا النوع من التمويل ،فإن تعريفاته أتت من الباحثني والفقهاء املعاصرين ،وقد ظهرت تعريفات متعددة له؛ حيث عرّفه الدكتور سامي السويلم بأنه ":قيام البائع (املصرف ) برتتيب عملية التورق للمشرتي ،حبيث يبيع سلعة على املتورق بثمن آجل ،ثم ينوب البائع عن املشرتي ببيع السلعة نقداً لطرف آخر ،ويسلم الثمن النقدي للمتورق .وهلذا الغرض قد يتفق البائع مع الطرف اآلخر مسبقاً ليشرتي السلعة نقدًا بثمن أقل من السعر الفوري السائد"(.)2 يف حني عرفه الدكتور عبد اهلل السعيدي بأنه ":حتصيل النقد بشراء سلعة من البنك وتوكيله يف بيعها ،وقيد مثنها يف حساب املشرتي"( .)1أما تعريف جممع جممع الفقه اإلسالمي للتورق املصريف فهو ":قيام املصرف بعمل منطي يتم فيه ترتيب بيع سلعة ليست من الذهب أو الفضة من أسواق السلع العاملية أو غريها ،على املستورق بثمن آجل ،على أن يلتزم املصرف إما بشرط يف العقد أو حبكم العرف والعادة بأن ينوب عنه يف بيعها على مشرت آخر بثمن حاضر ،وتسليم مثنها للمستورق"(.)7
( )1خوجة ،عز الدين حممد ،ملخص أحباث يف التورق ،ندوة الربكة الثانية والعشرين لالقتصاد اإلسالمي- 6 ، 1721/7/9هـ- 19-20/6/2002م ،البحرين ،ص .2 - 1 ( )2السويلم ،مصدر سبق ذكره ،ص .81 - 81 ( )1السعيدي ،عبد اهلل بن حممد ،التورق كما جتريه املصارف يف الوقت احلاضر :التورق املصريف املنظم دراسة تصويرية فقهية ،جملة اجملمع الفقهي اإلسالمي ،العدد الثامن عشر1720 ،هـ 2117 -م ،ص .146 ( )7جممع الفقه اإلسالمي الدولي ،القرار الثاني ،الدورة السابعة عشرة ،مكة املكرمة ،من 1727/11/21- 19هـ املوافق / 14- 11 12 / 2003م.
188
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
يتصف التورق املصريف بعدد من اخلصائص من أهمها: )1( : قيام املصرف جبميع عمليات العقد سواء باألصالة أم الوكالة ،وسواءباالشرتاط أم حبكم العرف والعادة ،وهذا هو الغالب. دخول سلعة وهي غالبًا معادن دولية وسيطا يف العملية التمويلية. الصبغة املؤسسية النمطية للعقد. احملافظة على الشروط الشكلية للعقد. قد تتم العملية بكاملها بعقد واحد ،وقد تكون بعدة عقود ،وهو الغالب،ولكن يف جملس واحد . جهل املتورق – يف غالب األحوال بالسلعة حمل التورق. اهلدف الرئيس من العملية احلصول على نقد حال مقابل دين يف الذمة أكربمنه. بناء على ما سبق من تعريف التورق الفردي والتورق املصريف فإنه ميكن التمييز ()2
بينهما كما يلي:
- 1يف التورق الفردي تبدأ العملية وتنتهي بصورة شبه عفوية ومن دون ترتيبات مسبقة أو إجراءات مقننة ،كما أنها تتم يف خضم عمليات البيع والشراء اليت تقع يف األسواق حتى ال تكاد تعرف بضاعة املتورق من باقي ما يقع من مبادالت يف األسواق .يف حني أن التورق املصريف املنظم مؤسسي منظم ،له إجراءات مقننة وموظفون متخصصون وصيغ منطية ومنظومات ( )1الباحوث ،مصدر سبق ذكره ،ص ص .010- 017 ( )2املصدر السابق ص ص ، 010- 017و احلنيطي ،مصدر سبق ذكره ،ص . 19بتصرف.
أساليب التمويل واالستثمار
184
تعاقدية ،وله إجراءاته ووثائقه اليت تتكرر يف عملياته بشكل جيعل التورق ذاته نشاطاً شبه مستقل عن األنشطة التجارية املعتادة وله السلعة اليت استوفت شروط السيولة بوجود أسواق جاهزة للتبادل وباعة ومشرتين متفرغني هلذا العمل. - 2يف التورق املصريف يتم توسيط البائع يف بيع السلعة بنقد ملصلحته وال يقبض السلعة ثم يبيعها بنفسه ،فليس أمامه إال خيار واحد وهو أن يوكل املصرف ببيعها .يف حني أن البائع يف التورق الفردي ال عالقة له ببيع السلعة مطلقاً ،وال عالقة له باملشرتي النهائي ،ويكون باخليار بني أن حيتفظ بالسلعة أو يبيعها بنفسه يف السوق ،ألنه قبضها قبضاً يتمكن به من التصرف فيها مبا يشاء . - 1يف التورق املصريف يتم استالم املتورق للنقد من البائع نفسه الذي صار مديناً له بالثمن اآلجل ،يف حني أن الثمن يف التورق الفردي يقبضه املتورق من املشرتي النهائي مباشرة دون أي تدخل من البائع. - 7يف التورق املصريف يكون التفاهم املسبق بني الطرفني على أن الشراء بأجل ابتداء إمنا هدفه الوصول للنقد من خالل البيع الالحق ،يف حني أن البائع يف التورق الفردي قد ال يعلم أصالً هدف املشرتي. - 0تتم عملية التورق املصريف يف جلسة واحدة ومبجرد التوقيع على عدة أوراق تتداخل فيها التصرفات التعاقدية ،بينما يف التورق الفردي يوجد فاصل كامل يف التصرفات التعاقدية. - 8من حيث العالقة التعاقدية؛ يوجد يف التورق الفردي ثالثة أطراف خمتلفة، البائع للسلعة بالثمن املؤجل ،واملشرتي للسلعة الذي هو املتورق ،ثم الطرف
186
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
الثالث املشرتي للسلعة بالنقد وهو غري بائعها األول حبيث تدور السلعة دورتها العادية من مالك أصلي إىل املتورق ثُم إىل مالك جديد ،ثم تنتقل إىل أطراف أخرى حبسب نوعية السلعة .أما يف التورق املصريف ،فإن عدد األطراف أربعة املصرف والعميل طالب التورق والبائع األول للسلعة واملشرتي النهائي للسلعة. فاملصرف ال ميلك السلعة ابتداء ،وإمنا يشرتيها بناء على طلب العميل (املستورق)،ثم يبيعها له بثمن مؤجل ،ثم ينوب عنه يف بيعها مرة ثانية لطرف رابع بثمن نقدي أقل من مثن الشراء .فهناك ثالثة عقود منفصلة. - 4غالباً ما يتم يف التورق املصريف االتفاق املسبق بني املصرف والشركة امللتزمة بالشراء) املشرتي النهائي ) على السعر وتكلفة إعادة الشراء ،الذي يهدف لتجنب تذبذب األسعار ،علماً أن التورق الفردي ال يوجد فيه مثل هذا االتفاق أو التواطؤ املسبق(.)1 - 6مــن حيــث الضــوابط الشــرعية للتعاقــد؛ يوجــد يف التــورق الفــردي عقــدان منفصالن دون تفاهم أو تواطؤ بني األطراف ،وذلك على العكس مما هو يف التورق املصريف من ارتباط العقود بعضها ببعض ،ووجـود التواطـؤ الصـريح أو الضمين يف العقد .علمًا بأن هذا التواطـؤ – واملالحظـة هنـا للبـاحوث - قــد ال يــتم بشــكل رمســي مكتــوب إال يف حــاالت العقــود الكــبرية كمــا يف التعامل مع الشركات. - 9يف التورق الفـردي البـائع ال عالقـة لـه ببيـع السـلعة مطلقـاً ،وال عالقـة لـه باملشرتي النهائي .أما التورق املصريف املنظم فإن البائع يتوسط يف بيـع السـلعة بنقد ملصلحة املستورق. ( )1السويلم ،مصدر سبق ذكره ،ص .81
189
أساليب التمويل واالستثمار
- 11يف التورق املصريف قد يتفق البائع مسبقاً مع املشرتي لشراء السلعة ،وهذا االتفاق حيصل من خالل التزام املشرتي النهائي بالشراء ،لتجنب تذبذب األسعار .أما التورق الفردي فال يكون هناك اتفاق إمنا تتم العملية بشكل عفوي. ســنتطرق ملفهــوم التــورق املصــريف عنــد التعــرض لكيفيــة اســتخدام هــذا البيــع يف املصارف اإلسالمية ،يف الفصل التالي بإذن اهلل.
اإلجــارة يف اللغــة مــأخوذة مــن األجــر ،وهــو اجلــزاء ،والثــواب علــى العمــل، واجلمــع أجــور ،تقــول :أجــره وآجــره اهلل أجــرا ،أي أثابــه ،كمــا تطلــق اإلجــارة علــى الكراء ،تقول :آجره الدار ،أكراها إيّاه(.)1 أما يف االصطالح ،فهي" :متليك منفعة معلومة زمنا معلوما بعوض معلوم"(.)2 يُقصد باإلجارة "متليك املنافع بعِوَض" ( ،)1أي متكني طرف آخر غري مالك األصل من االنتفاع به مقابل أجرة معينة ،وهذا التعريف يتعلق مبنافع األصول املادية والدواب واألرض ،وال جتوز على األصول املالية ألنها تصبح ربا .كما ميكن استئجار جهد اآلدمي؛ إال أنه خارج إطار البحث هنا. وقد عرف العرب التأجري قبل بعثة النيب
صلى اهلل عليه وسلم
وأقرها
اإلسالم من خالل النصوص القرآنية الكرمية وسنة النيب حممد صلى اهلل عليه وسلم القولية والفعلية وإمجاع علماء األمة.
( )1الرازي ،خمتارالصحاح ،مصدر سبق ذكره ،مادة " :أجر" ،صفحة .4 ( )2احلطاب ،مواهب اجلليل ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء 0صفحة .169 ( )1السويلم ،مصدر سبق ذكره ،ص. 81
141
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
قال موفق الدين ابن قدامة " :وأمجع أهل العلـم يف كـل عصـر وكـل مصـر على جـواز اإلجـارة ،إال مـا حيكـى عـن عبـد الـرمحن بـن األصـم أنـه قـال :ال جيـوز ذلــك؛ ألنــه غــرر ،يعــين أنــه يعقــد علــى منــافع مل ختلــق ،وهــذا غلــط ال مينــع انعقــاد اإلمجاع الذي سبق يف األعصـار وسـار يف األمصـار" .)1(1وممـن ذكـر اإلمجـاع غـري ابـن قدامة ،اإلمام الشافعي( ، )2وابن رشد ( ، )1وغريهم. ويف العصر احلالي ظهر مفهوم اإلجارة احلديثة اليت تؤدي دوراً متويلياً مهماً، وتشكل قناة رئيسية لتشغيل األموال ،حيث ظهرت يف منتصف القرن التاسع عشر يف بريطانيا ،وتوسعت حتى مشلت كل البلدان املتقدمة ،وباتت تستخدم لتمويل الكثري من األصول اإلنتاجية .ويعود انتشار التأجري بسرعة كبرية إىل ارتفاع وترية التغري التقين يف الدول الصناعية ،حبيث إن الشركات واملصانع باتت حتتاج لتغيري اآلالت واملعدات اليت تستخدمها مرات عديدة .وذلك من خالل استئجار تلك األصول مقابل أقساط تأجري تتناسب مع مقدرة الطرف املستأجر( .)7حيث أصبح قرار استئجار األصول من صلب القرارات الراس مالية املهمة اليت حتتاج الختاذ قرار من قبل اإلدارة املالية للشركات بديال للشراء. العقد ،الطرفان ،األصل املؤجَّرة ،األجرة ،املدة ،املنفعة.
( )1ابن قدامة ،املغين ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء 6صفحة .8 ( )2قال اإلمام الشافعي – رمحه اهلل – يف األم ( " : ) 11/7فمضت بها السنة وعمل بها غري واحد من أصحاب رسول اهلل (صلى اهلل عليه وسلم ) ،وال خيتلف أهل العلم ببلدنا علمناه يف إجارتها وعوام الفقهاء األمصار". ( )1قال ابن رشد يف بداية اجملتهد ( " : )1119/7إن اإلجارة جائزة عند مجيع فقهاء األمصار والصدر األول". ( )7كمال ،مصدر سبق ذكره ،ص .46
أساليب التمويل واالستثمار
141
شروط صحة اإلجارة: األهلية :أال يكون املستأجر أو املالك (املؤجر) غري راشد أو سفيهاً أو جمنوناًأو صبيا مكرهاً على اإلجارة. أن حيدد الشيء املراد استئجاره كأن يصفه أو يرى بالعني ،وإن كان الشيءاملؤجر أرضاً زراعية ،حددت مساحتها إال أن يأذن املؤجر للمستأجر أن يزرع ما شاء. أال يستعمل الشيء املؤجر يف شيء حمرم ،فال يؤجر احملل ليباع فيه اخلمورأو يؤجر الرجل ليقتل رجال آخر. أال يستعمل األصل يف غري الغاية اليت حددت له.أ) التأجري املنتهي بالتمليك( :)1حيث يقوم الطرف املستثمر مباله بتملك أصل إنتاجي معني ،ثم يؤجرهُ إىل طرف آخر ،مقابل دفعات إجيارية تكون يف جمموعها أكرب من كلفة شراء األصل حتى حيقق املستثمر مهمش ربح .وهذا النوع من تأجري األصول هو األكثر شيوعاً واستخداماً وأهمية يف عمليات املصارف اإلسالمية .ونظراً ألهمية هذا النوع من التأجري سنعود لتفصيله بعد التعريف بالنوعني اآلخرين. ب) التأجري التمويلي( :)2يتضمن هذا الوجه من أوجه اإلجارة ،قيام املستثمر بتأجري األصل الذي ميلكهُ إىل طرف آخر ملدة تقارب العمر اإلنتاجي لألصل ،حبيث تبقى امللكية القانونية لألصل بيد املالك ،وحرية التصرف ( )1شبري ،مصدر سبق ذكره ،ص ص .126- 124 ( )2رفيق املصري"،مشاركة األصول الثابتة يف الناتج (الربح)" ،جملة أحباث االقتصاد اإلسالمي ،اجمللد الثالث ،العدد األول،جدة ،1960،ص .1
142
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
بيد املستأجر ،ولـه حق شراء األصل بعد انتهاء مدة اإلجيار ،كما تكون مصاريف الصيانة والتأمني على املستأجر طيلة مدة االستئجار .إن تطبيق هذا النوع من التأجري من قبل املصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية ميثل نوعاً من الوساطة املالية املصرفية ،إال أنها ليست ائتماناً نقدياً مباشراً ،وإمنا هي ائتمان عيين ،ألن العميل حيصل من املصرف على أصلٍ إنتاجي ،بدل أن يأخذ األموال لشرائه. ج) التأجري التشغيلي( :)1يتم هذا الشكل من التأجري بأن يقوم املالك بتأجري األصول اليت ميتلكها إىل جهات حتتاج إىل استخدامها ،دون أن يرتبط ذلك بعمرها اإلنتاجي ،وقد تكون فرتات التأجري قصرية ،وألطراف متعددة، ويتحمل املالك نفقات الصيانة والتأمني والضرائب املتعلقة باألصل ،كما يكون للمستأجر حق إلغاء عقد اإلجارة قبل انتهاء مدتها عكس احلال يف التأجري التمويلي.
( )1صوّان ،مصدر سبق ذكره،ص ص .141- 189
141
أساليب التمويل واالستثمار
يعترب التأجري املنتهي بالتمليك صورة حديثة عن عقد اإلجارة املعروف يف الفقه اإلسالمي ،وميثل أحد أهم استخدامات األموال يف املصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية يف الوقت احلاضر .ويعرف هذا العقد بأنه" عقد بني طرفني يؤجر فيه أحدهما آلخر سلعة معينة مقابل أجرة معينة يدفعها املستأجر على أقساط خالل مدة حمددة ، تنتقل بعدها ملكية السلعة للمستأجر عند سـداده آلخر قسط بعقد جديد"(.)1 نشأ هذا العقد عام 1678م يف إجنلرتا حتت اسم الشراء التأجريي
Hire-Purchase
حني قام أحد جتار آالت موسيقية ببيع هذه اآلالت مع تقسيط أمثانها إىل عدة أقساط، بقصد رواج مبيعاته ،ولكي يضمن حصوله على كامل الثمن مل يلجأ إىل الصورة املعتادة لعقد البيع ،وإمنا أبرم العقد يف صورة إجيار مع حق املستأجر يف متلك اآللة باكتمال مدة اإلجيار ،ومعها يكون البائع قد استوفى كامل الثمن احملدد هلا. ثم بعد ذلك انتشر هذا العقد وانتقل من األفراد إىل املصانع وانتشر استعماله – بصفة خاصة – من قِبل شركات السكك احلديدية ،ثم ازدادت أهمية هذا العقد بامتداده إىل شركات املقاوالت وغريها. ظهر عقد التأجري يف الواليات املتحدة األمريكية عام 1901م حتت اسم Leasing Contract
،ثم يف فرنسا عام 1982م ،وقد مثل هذا العقد حالة جديدة
مشلت أنواع اإلجارة األخرى باإلضافة لإلجارة املنتهية بالتمليك ،متثلت يف تدخل طرف ثالث بني طريف العقد األصليني – املؤجر واملستأجر ،هذا الطرف الثالث هو الذي يقوم بتمويل العقد بشراء أصول معينة هي يف العادة جتهيزات ومعدات صناعية ( )1احلايف ،اإلجارة املنتهية بالتمليك يف ضوء الفقه اإلسالمي ،ط1721 ،2/هجري ،ص .81 ( )2نقالً عن مصادر متعددة (بتصرف) .
147
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
وإنشائية ،ثم يؤجرها ملن يتعاقد معهما لفرتة متفق عليها بينهما ،وتكون هذه الفرتة طويلة األجل نسبياً حتى تتمكن املؤسسة املالية اليت تقوم بتمويل املشروع من حصوهلا على املبالغ اليت أنفقتها على التمويل . فاجلديد يف هذه احلالة ،أو يف هذا العقد هو أن املؤجر ال يكون مالكاً لألصل أو األشياء املراد تأجريها ،وإمنا يشرتيها خصيصاً هلذا الغرض إن رغب يف ذلك. بعد ذلك انتقل هذا العقد إىل الدول اإلسالمية من خالل البنوك اإلسالمية اليت جعلت اإلجيار املنتهي بالتمليك جزءاً من العمليات األساسية اليت تقوم بها .ومن البنوك اإلسالمية اليت طبقت هذا العقد بنك ماليزيا اإلسالمي. أسس بنك مصر إيران للتنمية باالشرتاك مع هيئة التمويل الدولية ،وشركة التأجري الصناعية األمريكية شركة متخصصة يف اإلجيار املنتهي بالتمليك يف مصر، وطبق هذا العقد أيضاً بيت التمويل الكوييت بدولة الكويت. كما جعل البنك اإلسالمي للتنمية عقد اإلجيار املنتهي بالتمليك جزءاً من العمليات االستثمارية اليت يقوم بها ،حيث قام بتطبيق هذا العقد يف عام 1194هـ ، ومنذ تطبيق عقد اإلجيار املنتهي بالتمليك وحتى عام 1711هـ استفاد من هذا العقد أكثر من عشرين دولة إسالمية. أما يف اململكة العربية السعودية فقد اجته كثري من البنوك والشركات إىل تطبيق هذا العقد يف الوقت احلاضر ،وأقبل عليه كثري من أفراد اجملتمع (.)1 لإلجارة املنتهية بالتمليك صور شائعة عـديدة ميكن توضيح أهمها على
( )1أبو الليل ،البيع بالتقسيط والبيوع االئتمانية األخرى ،جامعة الكويت ،1967 ،ص ص .17- 12 احلايف ،مصدر سبق ذكره ،ص ص .80- 82
أساليب التمويل واالستثمار
140
النحو التالي :
الصورة األوىل :إجارة تنتهي بالتمليك دون دفع مثن سوى األقساط اإلجيارية وفيها حيق للمستأجر يف نهاية فرتة العقد أن يتملك الشيء املؤجر – إذا رغب يف ذلك – مقابل مثن يتمثل يف املبالغ اليت دفعت فعالً أقساط إجيار هلذا الشيء املؤجر خالل املدة احملددة ،ويصبح املستأجر مالكاً – أي مشرتياً – للشيء املؤجر تلقائياً مبجرد سداد القسط األخري ،دون حاجة إىل إبرام عقد جديد. واحلكم الشرعي هلذه الصورة هو البطالن( )1حسب رأي جملس هيئة كبار العلماء يف اململكة العربية السعودية رقم 196تاريخ .1721 11 8إال أنه مباح حسب رأي جمموعة أخرى من الباحثني املعاصرين*. وقد ذهب بعض العلماء إىل إجياد صورة بديلة عن هذه الصورة تتمثل يف أن يُصاغ عقد بيع يشرتط فيه بعدم تصرف املشرتي يف الشيء املبيع بأي نوع من أنواع التصرف – معاوضة أو تربعاً – إال بعد سداد مجيع الثمن ،وإال انفسخ العقد .وما يُدفع من أقساط تكون أقساط مثن السلعة املُنَجّمة ،فإذا وفى بها املشرتي أصبح له حق التصرف فيها ،وإذا مل يوفِ كان للبائع أخذ السلعة منه ،وأما ما دُفع من أقساط خالل املدة السابقة فيمكن معاجلتها من خالل خصم القيمة اإلجيارية احلقيقية من هذه
( )1انظر حبث الدكتور حسن الشاذلي يف جملة جممع الفقه اإلسالمي ،الدورة اخلامسة ( ،)2871- 2819/7وذهب إىل منع هذه الصورة جممع الفقه اإلسالمي يف قراره رقم ،)12/7( 111والصادر بشأن موضوع اإلجيار املنتهي بالتمليك ،وصكوك التأجري يف الدورة الثانية عشرة (.)899- 894/1 * للمزيد حول اجلدل الفقهي حول هذا املوضوع وحول أنواع التأجري املنتهي بالتمليك راجع :شتا" ،احملاسبة عن عقود اإلجارة املنتهية بالتمليك يف املصارف اإلسالمية من منظور إسالمي" ،املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب ،البنك اإلسالمي للتنمية، حبث حتليلي رقم ،81ط ،2111 ،1/ص ص .26- 14
148
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
األقساط اليت دفعها خالل هذه املدة ،مع إضافة تعويض مالئم عن األضرار اليت حلقت بالبائع نتيجة هذا اإلخالل**.
الصورة الثانية :اإلجارة املقرتنة ببيع الشيء املؤجر ويف هذه الصورة يصاغ العقد على أنه عقد إجارة ،يُمكّن املستأجر من االنتفاع بالعني املؤجرة يف مقابل أجرة حمددة يف مدة حمددة لإلجارة ،على أن يكون للمستأجر احلق يف متلك العني املؤجرة يف نهاية مدة اإلجارة مقابل مبلغ معني. يعد هذا العقد يف بدايته عقد إجارة ترتتب عليه كل أحكام هذا العقد وآثاره ،وبعد انتهاء عقد اإلجارة يبدأ عقد البيع املعلق على حتقق الشرط – وهو سداد مجيع األقساط اإلجيارية املتفق عليها – الذي اقرتن بعقد اإلجارة .وبناء على ما سبق ميكن القول بصحة هذه الصورة (.)1
الصورة الثالثة :اقرتان اإلجارة بوعد بالبيع ويصاغ العقد هنا على أنه عقد إجارة ،يُمكّن املستأجر من االنتفاع بالعني املؤجرة يف مقابل أجرة حمددة يف مدة حمددة لإلجارة ،على أن املؤجر يعد املستأجر وعداً ملزماً – إذا وفى املستأجر بسداد األقساط اإلجيارية يف املدة احملددة – ببيع العني املؤجرة يف نهاية العقد على املستأجر مببلغ معني. وهذه الصورة بالضوابط املذكورة جائزة؛ لعدم وجود الـمحظور الشـرعي فيها(.)2 * وقد قال بهذا القول الدكتور حسن الشاذلي ،وذكر أنه جيوز يف الفقه إجراء عقد بيع مع اشرتاط عدم نقل ملكية املبيع إىل املشرتي إال بعد سداد مجيع الثمن املؤجل ،وأن املالكية ذهبوا إىل جواز بيع املالك للسلعة بشرط أال يتصرف فيها املشرتي ببيع وال هبة وال عتق حتى يعطي الثمن ،فهذا مبنزلة الرهن وكان الثمن مؤجالً [انـظـر بـحث الدكتور حـسن الشاذلي يف مـجلة جمـمع الفـقـه اإلسالمي ،الدورة اخلامسة (.])2871- 2819/7 ( )1انظر حبث الدكتور حسن الشاذلي يف جملة جممع الفقه اإلسالمي ،الدورة اخلامسة (.)2876- 2874/7 ( )2جممع الفقه اإلسالمي ،قرار رقم ،)12/7( 111والصادر بشأن موضوع اإلجيار املنتهي بالتمليك ،وصكوك التأجري، الدورة الثانية عشرة (.)899- 894/1
أساليب التمويل واالستثمار
144
الصورة الرابعة :اقرتان اإلجارة بوعد باهلبة: يُمكّن عقد اإلجارة املستأجر من االنتفاع بالعني املؤجرة يف مقابل أجرة حمددة يف مدة حمددة لإلجارة ،على أن املؤجر يعد املستأجر وعداً ملزماً – إذا وفى املستأجر بسداد األقساط اإلجيارية يف املدة احملددة – بهبة العني املؤجرة يف نهاية العقد على املستأجر. ()1
وهذه الصورة مباحة ال غبار عليها
- 1يوفر هذا األسلوب أفقاً واسعاً لتشغيل األموال ،ومبعدالت خماطر منخفضة؛ ألن التدفقات النقدية تكون ذات درجة تأكد أعلى من تلك املتعلقة باملشاركة واملضاربة من حيث قيمتها وإمكانية حتققها. - 2يتمتع املؤجر مبزايا ضريبية عن طريق خصم قسط االستهالك من قيمة األصل املؤجر لتحديد مقدار الربح اخلاضع للضريبة. - 1يوفر أسلوب اإلجارة مصدر متويل مهما للشركات واألفراد للحصول على املعدات واألجهزة والعقارات سواءً الستغالهلا لفرتة من الزمن أم متلكها مقابل دفعهم أقساط إجيار تتناسب مع قدراتهم املالية ،ودون أن تتكلف مبالغ طائلة لالستثمارات الراس مالية أو تزيد العبء على رأس املال العامل لتلك الشركات.
( )1املصدر السابق نفسه.
146
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
- 7ميكن استخدام اإلجارة املنتهية بالتمليك يف متويل مشاريع البُنية التحتية اليت تقيمها الدولة كاملستشفيات ،والسدود ،واملدارس ،وغريها من املشاريع. - 0يتيح أسلوب اإلجارة إمكانية استخدام أدوات مالية خمتلفة للتعامل بها يف األسواق املالية ،إضافة إىل فتح جمال البتكار أدوات أخرى على أساس هذا األسلوب مثل سندات اإلجارة ،مما يضيف سعة وعمقاً ألسواق املال يف البلدان اإلسالمية.
أ) السّلم بالتحريك يعين يف اللغة :السلف يقال أسلم ،وسلم إذا أسلف، وهو أن تعطي ذهبا وفضة يف سلعة معلومة ،إىل أمد معلوم ،فكأنك قد أسلمت الثمن إىل صاحب السلعة ،وسلمته إليه. وأسلم الرجل يف الطعام ،أي أسلف فيه( . )1ويعرف أيضاً مبعنى االستالم. ب) اصطالحا :يعرف اصطالحاً بأكثر من صيغة تلتقي مجيعها يف أنه شراء آجل بعاجل ،أي أنه عقد على موصوف يف الذمة ببذل يعطى عاجالً مبجلس البيع ،ومسي سلماً لتسليم الثمن يف اجمللس ومسي سلفاً لتقديم رأس املال( .)2كما عرفه " الكشناوي" على أنه" :بيع شيء موصوف يف الذمة بغري جنسه مؤجال(.)1
( )1الرازي ،خمتار الصحاح ،مصدر سبق ذكره ،مادة " :سلم" ،ص .111 ( )2السرطاوي ،مصدر سبق ذكره( ،عن مصادر خمتلفة) .ص .274 ( )1الكشناوي ،أبي بكر بن حسن ،أسهل املدارك شرح ارشاد السالك يف فقه إمام األئمة مالك ،ط ،2/عيسى البابي احلليب، القاهرة 116- ،هـ 198- ،م ،اجلزء 2صفحة .111
أساليب التمويل واالستثمار
149
وهو أحد أنواع البيوع يتم فيه االتفاق على تعجيل دفع مثن السلعة مع تأجيل تسليمها ،وهو عكس البيع اآلجل الذي يتم فيه تقديم تسليم السلعة وتأخري قبض الثمن .وقد كان العرب قبل اإلسالم يتعاملون به بهذا االسم يف العراق ،وعُرف باسم "السَلَف" يف احلجاز. والسلم جائز بالكتاب والسنة واإلمجاع ( .)1وقد أقره النيب حممد صلى اهلل عليه وسلم بشرط حتديد املواصفات والشروط الفنية املتعلقة بالسلعة ،وكذلك ما يتعلق مبكان ووقت تسليمها(.)2 ورغم أن استخدام السَلَم كان يف جمال الزراعة بدايةً ،إال أن إمكانية استخدامهُ يف اجملاالت األخرى كالصناعة والتجارة متاحٌ بدرجة كبرية ،فهو عقدٌ لبيع آجل بعاجل (أي بيع سلعة مع تقديم مثنها وتأخري استالمها) ميكن أن يُطَبق يف املصرف اإلسالمي لتمويل النشاط التجاري وكذلك الصناعي حبيث يدعم القطاعات اإلنتاجية والتصديرية من خالل مدها باألموال الالزمة لشراء املواد اخلام وأجور العمال ،حتى إذا ما أصبحت السلعة جاهزة استلمها املصرف ،وباعها مقابل مهمش ربح .وللمصارف اإلسالمية أن تستفيد من هذا األسلوب لدعم استرياد بعض السلع الضرورية اليت قد حيتاج إليها اجملتمع ،وذلك عن طريق إعطاء املستورد املال الالزم السترياد السلعة ،وعندما تصل يأخذها املصرف اإلسالمي ويبيعها ملصلحته( .)1أما استخدام السَلَم يف الزراعة ،فإنه يسهم يف دعم قطاع
( )1الكليب ،القوانني الفقهية ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء 0صفحة .296 ابن قدامه ،املغين ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء 0صفحة .296 الكاساني ،بدائع الصنائع ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء 0صفحة .296 ( )2حممد الزحيلي" ،عقد السلم واالستصناع يف الفقه اإلسالمي والتمويل االقتصادي" ،املؤمتر األول للمستجدات الفقهية يف معامالت البنوك اإلسالمية ،اجلامعة األردنية ،عمان 16 ،نيسان ،1997ص .17 ( )1املصدر نفسه ،ص ص .18- 10
161
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
حيوي وأساسي عن طريق شراء املواد والبذور واملعدات الزراعية ،ومن ثم شراء إنتاج املزارعني وبيعه من قِبَل املصرف اإلسالمي. لبيع السلم أربع أركان أساسيه ،هي: ( رب السلم ) :وهو الطرف املشرتي ( املمِّول ) الذي يقدم املال ابتداءً للمُسلَم إليه ،على وعد باستالم السلعة مستقبالً. :وهو الطرف البائع الذي يستلم املال من رب السلم ،ويتعهد بتسليمه السلعة مستقبالً. وهو السلعة موضوع العقد ،وهي اليت يتم االتفاق على تسليمها مستقبالً. وجيب أن تتوفر يف املسلم فيه جمموعة حتدد الشروط الدقيقة املتعلقة مبواصفاتها املادية ووقت تسليمها وكيفيته .وهذه الشروط الزمة كما هي شروط السلعة يف املراحبة أو عملية تبادل ،وذلك لكي يتم نزع أسباب التنازع قبل حدوثها .وتتناسب هذه الشروط مع حاالت حدوث النزاع تناسباً عكسياً. وهو الثمن املقدم الذي يدفعه رب السَلم إىل املُسلَم إليه يف جملس العقد .وال جيوز تأخري رأس مال السلم ألنه يصبح بيع دين بدين أو ما يسمى بيع الكالئ بالكالئ وهو بيع منهي عنه يف اإلسالم. ومع أن التعامل بالسَلَم عادةً ما يتم بشكل مباشر بني البائع واملشرتي ،إال أنه ميكن أن يتم عن طريق "السَلَم املوازي"( )1الذي يدخل فيه الوسيط التجاري (املمِّول ) يف عملييت سَلَم يف وقت واحد بأن يقدم أمواالً للُمنتج أو التاجر ،على أن يستلم من ُه ( )1املصدر نفسه ،ص.17 األشقر" ،السلم واالستصناع ومدى إمكانية استفادة البنوك اإلسالمية منهما" ،املؤمتر األول للمستجدات الفقهية يف معامالت البنوك اإلسالمية ،اجلامعة األردنية ،عمان16 ،نيسان ،1997ص.17
أساليب التمويل واالستثمار
161
السلعةَ يف وقت حمدد .باملقابل يقبض الوسيط التجاري قيمة السلعة من املشرتي النهائي هلا ،على أن يقوم الوسيط التجاري بتسليمها لهُ يف وقت حمدد ،يلي وقت استالمه للسلعة من البائع األصلي بشرط أن ال يتوقف تنفيذ العقد الثاني على العقد األول، ويستفيد املمِّول من خالل حصوله على مهمش ربح يتمثل بالفرق بني سعر شراء السلعة من البائع ،ومثن بيعها للمشرتي .وعادةً ما يتم تنفيذ عقد السَلَم عن طريق تسليم السلعة كاملةً بتاريخ حمدد ،إال أن ذلك ال مينع من تسليمها على دفعات من خالل "السَلَم املقسّط" حيث يتم تقسيط تسليم الكمية املتفق عليها على دفعات حسب االتفاق بني أطراف العقد (.)1 - 1يضمن البائع (منتجاً أو تاجراً) بأن السلعة مضمونة البيع عن طريق التزام الطرف الثاني بشرائها. - 2حيصل املنتج على متويل لرأس املال العامل دون احلاجة إىل االقرتاض. - 1ميكن إجياد أدوات مالية مبنية على أسلوب بيع السَلَم ،منها ما هو قصري األجل ،ومنها ما هو طويل األجل لطرحها للتداول يف األسواق املالية، منها سندات السلم. وفيما خيص النقطة األخرية فإنه ميكن إصدار سندات للسَلَم مع خيار التنفيذ، حبيث يكون السند القابل للتداول على نوعني ،األول :مع حق خيار التنفيذ ،يتضمن حق البائع يف تنفيذ العقد بتوفري السلعة ،أو عدم توفريها .ويكون هذا بشروط وإجراءات فنية خاصة .أما النوع الثاني فهو غري احلامل خليار التنفيذ ،حبيث يتم إلزام البائع بتوفري البضاعة للمشرتي. ( )1املصدر نفسه ،ص ص .9- 6 ( )2الزحيلي ،مصدر سبق ذكره ،ص ص .14- 12
162
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
االستصناع يف اللغة على وزن استفعال من صنع ،فاأللف والسني للطلب ، يقال :استغفار :طلب املغفرة ،واالستصناع :طلب الصنع :يقول الرازي : "(الصنع) :بالضم مصدر قولك صنع إليه معروفًا وصنع به صنيعاً قبيحاً أي : فعل"(. )1 أما يف االصطالح الفقهي فقد مت تعريفه كما يلي: تعريف السمرقندي " :هو عقد على مبيع يف الذمة وشرط عمله على الصانع "(. )2 تعريف جملة األحكام العدلية " :مقاولة مع أهل الصنعة على أن يعمل شيئاً "(. )1 تعريف الكاساني " :هو عقد على مبيع يف الذمة شرط فيه العمل " (.)7 ومن الفقهاء املعاصرين عّرفه "الزرقا" بأنهُ" :عقد يشرتى به شيء يف احلال مما يصنع صنعاً يلتزم البائع بتقدميه مصنوعاً مبواد من عنده بأوصاف خمصوصة وبثمن حمدد"(.)0وقد عُرف هذا العقد أيام النيب
صلى اهلل عليه وسلم ،واستخدمُه
املسلمون يف معامالتهم وأمجعوا عليه .وعقد اإلستصناع عبارة عن بيع كالسَلَم واملراحبة والتورّق ،املبيع فيه هو األصل املصنوع ،الذي ال يكون موجوداً بكيانهِ وقت التعاقد (يكون معدوماً) ،ويقتصر هذا العقد على ما ميكن صنعهُ حبيث ال يشمل
( )1الرازي ،خمتار الصحاح ،مصدر سبق ذكره ،صفحة . 141 : ( )2السمرقندي ،عالء الدين أمحد بن حممد .حتفة الفقهاء ،دار الكتب العلمية ،بريوت ،1967 1717 ،اجلزء 2صفحة . 128 ( )1حممد الزحيلي ،قضاء املظامل يف الفقه اإلسالمي ،دار املكتيب ،دمشق ،1996 ،اجلزء 4صفحة . 01 ( )7الكاساني ،بدائع الصنائع ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء 0صفحة . 2 ( )0مصطفى الزرقا ،عقد االستصناع ومدى أهميته يف االستثمار اإلسالمية املعاصرة ،ط ، 1/املعهد االسالمي للبحوث والتدريب ،جدة ،1990 ،ص.21
أساليب التمويل واالستثمار
161
املتاجرة بالسلع اجلاهزة والثمار والزرع .وبالنسبة للثمن فيجوز تعجيله ُ،أو تأجيلهُ، دفعةً واحدة أو على أقساط ،حسب االتفاق(.)1 اختلف االستصناع يف حكم عقد االستصناع بني مبيح وحاظر ،وقد كان هذا االختالف بسبب اختالفهم يف تكييف عقد االستصناع ،حيث يرى مجهور العلماء من املالكية والشافعية واحلنابلة :أن االستصناع ملحق بالسلم ؛ فيشرتط فيه ما يشرتط يف السلم ،وأما األحناف :فريون أن االستصناع عقد مستقل بذاته وله خصائصه وأحكامه . وقد رجح القول جبوازه اجملمع الفقهي اإلسالمي الدولي يف مؤمتره السابع املنعقد جبدة لعام 1712هـ (.)2 ويقابل عقد االستصناع يف الفقه اإلسالمي عقد املقاولة يف القانون املدني يف احلالة اليت يتعهد فيها املقاول بصنع شيء على أن تكون املادة منه ،فإن تعهد املقاول بصنع شيء على أن يقدم رب العمل املادة له ،ويقوم املقاول بالعمل فقط ،فهذه احلالة ليست استصناعاً. الصانع. املستصنع له. السلعة املطلوب تصنيعها. ( )1ارشيد ،مصدر سبق ذكره ،ص ص .116- 114 ( )2الزرقا ،مصطفى ،عقد االستصناع ومدى أهميته يف االستثمارات اإلسالمية املعاصرة ،حماضرة حول عقد االستصناع واإلطار الشرعي اإلسالمي هلذا العقد وشروطه وآفاقه الفقهية ،منشورات املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب ،البنك اإلسالمي للتنمية1718 ، .هـ ،1990-ص .16
167
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
الثمن. يشرتط لعقد االستصناع شروط خاصة – إضافة إىل شروط البيع – ،هي : - 1أن يكون املصنوع معلوماً :بتحديد مواصفات الشيء املطلوب صناعته حتديداً وافياً مينع التنازع عند التسليم . - 2أن يكون املصنوع مما تدخله الصناعة ،فال يصح يف البقول واحلبوب وحنو ذلك . - 1أن يكون الشيء املصنوع مما جيري التعامل فيه ؛ ألن االستصناع جائز استحساناً ،فال يصح فيما ال يتم التعامل به ،وذلك خيتلف حبسب األعراف السائدة يف كل مكان وزمان ،فال يقاس مكان على مكان وال زمان على زمان ،وأما إذا كان الشيء املطلوب صنعه مما مل جتر به العادة بصناعته فإنه ميكن التوصل إليه بطريق السلم . - 7أن تكون املواد املستخدمة يف الشيء املصنوع من الصانع ،فإذا كانت من املستصنع فإنه يكون عقد إجارة عامل ال عقد استصناع . - 0بيان الثمن جنساً وعدداً مبا مينع التنازع ،فاجلنس :كـريال سعودي، والعدد :كاأللف . - 8بيان مكان تسليم املبيع إذا احتيج إىل ذلك . ويظهر التشابه بني السلم واالستصناع بأن كالً منهما بيع ملعدوم ،وأجيزا للحاجة والتعامل استثناء ،لكن احلنفية فرقوا بينهما بعدة أمور ،وهي: أن حمل العقد يف السلم دين حتتمله الذمة ،أما املعقود عليه يف االستصناعفهو عني ال دين كاألواني واألثاث واألدوات واآلالت.
أساليب التمويل واالستثمار
160
يشرتط يف السلم وجود أجل بعكس االستصناع على رأي اإلمام أبيحنيفة. إن عقد السلم الزم باتفاق احلنفية ،أما االستصناع فهو غري الزم عند أكثراحلنفية. يشرتط يف عقد السلم قبض رأس مال السلم يف جملس العقد ،وال يشرتطقبضه يف االستصناع. يشرتط يف عقد السلم أن يكون املعقود عليه مما يوجد مثله يف األسواق،خالفاً لالستصناع فال يشرتط ذلك. ميكن اإلفادة من أسلوب االستصناع يف متويل قطاع الصناعة يف البلدان اإلسالمية ألنهُ ميثل استثماراً فعلياً يف أصول إنتاجية ،إضافةً إىل إمكانية تشغيل مبالغ كبرية من األموال املتكدسة لدى األفراد واملصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية، وذلك يف جماالت كثرية مثل بناء السدود ،ومتويل شراء الطائرات والسفن وبناء اجملمعات التجارية والسكنية (.)1 () 2
كما ميكن أن يتم التعامل بأسلوب اإلستصناع من خالل "اإلستصناع املوازي"
الذي يشبه إىل حد كبري "السَلَم املوازي" ،حيث يدخل املموِّل وسيطا بني الصانع األصلي ،واملستفيد النهائي ،ويأخذ مهمش ربح يتمثل بالفرق بني السعر الذي يدفع ُه للصانع ،والسعر الذي يبيع به للمشرتي النهائي .وهذا أفضل للمستثمرين من أصحاب الفوائض املالية من القيام بالتصنيع ،ألن ذلك حيتاج إنشاء شركات مقاوالت ومصانع تابعة ،وهو ما قد ال يتاح يف الوقت احلاضر(.)1 ( )1الزحيلي"،عقد السلم واالستصناع يف الفقه اإلسالمي والتمويل االقتصادي" ،مصدر سبق ذكره ،ص ص .28- 21 ( )2ارشيد ،مصدر سبق ذكره ،ص111 ( )1املصدر نفسه ،ص ص .128- 121
168
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
عندما يكون حجم عقد اإلستصناع ضخماً ،فال بأس من اللجوء إىل أسلوب "اإلستصناع املقسّط"( )1الذي يتم من خالله قيام املستثمر بالتعاقد مع مُصنِّعني خمتلفني مثال لإلطارات ،الزجاج ،احملركات ،وغريها من األجزاء؛ لتصنيع عدد كبري من السيارات ،مقابل أن يلتزم مع املشرتي بأن يسلمهُ كامل الصفقة حسب املواصفات املتفق عليها ،ويف املكان والوقت احملددين .كما ميكن أن يتم عن طريق اإلستصناع املقسط جتزيء تسليم األصل حمل العقد ،بأن يُسلّم على دفعات ،مثل تصنيع خطوط إنتاجية متعددة ملصنع واحد ،فيمكن جتهيز اخلط اإلنتاجي الذي ُيصّنع أوالً وتسليمهُ، حيث يبدأ بالعمل واإلنتاج ،ثم اخلط الذي يليه ...وهكذا. ميكن أن يتجاوز استخدام عقد االستصناع األصول املادية امللموسة إىل برجميات احلاسوب املختلفة ،اليت أصبحت واسعة االنتشار يف كل جماالت األعمال والصناعات .ومن خالل ذلك ميكن حتقيق هدف إضايف يتمثل بتشجيع مبادرات الشباب العربي واملسلم يف هذا احلقل من خالل تعامل املستثمرين معهم من خالل الطلب منهم إعداد برجميات حاسوبية يف خمتلف اجملاالت .كما أن هذا يقلل من الكلفة املادية اهلائلة املرتتبة على شراء هذه الربجميات وصيانتها واليت تدفع للشركات األجنبية. إضافة إىل اإلسهام يف حتقيق االستقالل االقتصادي للدول العربية واإلسالمية. ومع أن هذا التوسع يف جمال االستصناع غري شائع أو معروف لدى الكثريين إال أنه ميكن تنفيذه مع بعض املرونة الشرعية وضمن ضوابط الشريعة اإلسالمية اخلاصة بهذا العقد.
( )1املصدر نفسه ،ص .111
أساليب التمويل واالستثمار
164
من خالل التعرض ألهم اجلوانب املتعلقة باإلستصناع ،ميكن اخللوص إىل بعض مزايا هذا النوع من أساليب التمويل واالستثمار ،وهي(:)1 .1ميثل هذا األسلوب طريقة مثالية لتمويل القطاع الصناعي يف البلدان اإلسالمية ،وتوفري األموال الالزمة للمصانع لتمويل رأس املال العامل، حتى تتمكن من اإلنتاج دون احلاجة إىل االقرتاض. .2يعد أسلوب اإلستصناع قناة واسعة يتم من خالهلا استثمار األموال يف املصارف اإلسالمية ،وحتقيق أرباح جمزية. .1يتيح عقد اإلستصناع فرصة مثالية لألفراد واملؤسسات واملصارف اإلسالمية لإلسهام يف التنمية االقتصادية من خالل متويل املشاريع الصناعية الكربى، ومشاريع البنية التحتية ،ودعم الصناعات الثقيلة ،إضافةً إىل صناعة برجميات احلاسوب ،يف البلدان اإلسالمية. .7ميكن استخدام أسلوب اإلستصناع مع بيع املراحبة يف املصارف اإلسالمية من خالل قيامها بتوفري السلع للبيع مراحبةً من خالل طلب استصناعها من مصانع حملية أو أجنبية.
التوريــد يف اللغــة مشــتق مــن ال ـوِرد بالكســر وهــو اإلشــراف علــى املــاء وغــريه، والـوِرد والتــورُّد واالســترياد مبعنــى واحــد ،يقــال :أورده :أحضــره املــورد كاســتورده، ووردَت املرأةُ محَّـرتْ خـدها(.)2 َورَتَّ ، ووردَت الشجرةُ توريدًا ن َّ وتورَّد :طلب الوِردَّ ، ( )1للتفصيل حول طبيعة هذه املزايا :راجع :املصدر السابق ،ص ص.128- 122 ، صوان ،مصدر سبق ذكره ،ص .148 طايل ،مصدر سبق ذكره ،ص .117 ( )2ابن منظور ،لسان العرب ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء 1صفحة .708 الفريوزآبادي،القاموس احمليط ،مصدر سبق ذكره ،ص .710
166
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
والتوريد يف االصطالح الفقهي يعين " :عقد على موصوف يف الذمة ،يدفع مجلة ،أو مقسطاً ،يف زمن ومكان معيـنني بـثمن معلـوم مؤجـل مجلـة أو أقسـاطاً" .وعرفـه جممـع الفقه اإلسالمي الدولي يف قراره رقم )12/1( 114بشـأن عقـود التوريـد واملناقصـات يف دورته الثانية عشرة بالرباط عام 1721هـ بأنه" :عقد يتعهد مبقتضاه طـرف أول بـأن يسلم سلعا معلومات مؤجلة بصفة دورية خالل فرتة معينة لطرف" االستجرار لغة :اجلر والسحب ،وأجررته الدين :أخرته له .وفالن جيـارّ فالنـاً أي :يطاوله .ومن أنواع البيع ما يسمى بيع االستجرار . اصطالحاً :أخذ احلوائج من البياع :شيئًا فشيئًا؛ ودفع مثنها بعد ذلك . نالحظ مـن التعـريفني السـابقني اقـرتاب املعنـى لكـل مـن االسـتجرار والتوريـد، وسيأتي التعريف باالستجرار؛ ألنه أحد أشكال عقد التوريد . إن العقـــود املعروفـــة اليـــوم ب " عقـــود التوريـــد " وتســـمى أيضـ ـاً ب "عقـــود االستجالب" هي أقرب تطبيق لبيع االستجرار ،الذي تؤخذ فيه السلع شيئا فشيئا مثل األشكال األخرى لعقد التوريد. وعقد التوريد جائز شرعاً ،ال يدخل يف النهي النبوي عن بيع الكـالئ بالكـالئ، وال عن بيع ما ليس عنده ،والغرر فيه مغتفر ،واحلاجة إليه عامة (.)1 : وهذه التسمية موجودة عند متأخري احلنفية ،وعند الشافعية ،ولعل سبب هذه التسمية :أن أخذ املشرتي السلعَ من البائع بني ( )1ارشيد ،مصدر سبق ذكره ،ص .111 ( )2الشبل " ،رأي يف تأجيل العوضني يف عقد التوريد" ،موقع اإلسالم اليوم http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-4092.htmاألربعاء 1رجب 1425املوافق 18أغسطس 2117
أساليب التمويل واالستثمار
169
الفينة واألخرى فيه معنى اجلرّ واجلذب؛ ألن املشرتي يأخذ السلع شيئاً فشيئاً فكأنه جيرّها من البائع. :وهذه التسمية مشهورة عند املالكية فإنهم يسمون بيع االستجرار بيعة أهل املدينة؛ وذلك الشتهارها بينهم. وهذه التسمية يذكرها شيخ اإلسالم وابن القيم ويشريان بها إىل مسألة البيع بسعر السوق وجيعالنها واالستجرار شيئاً واحداً ،ولعل سبب هذه التسمية أن شيخ اإلسالم يرى أن البيع يف بيع االستجرار ينعقد بالقيمة (سعر السوق). :وهي أن توجب البيع ثم تأخذه أوالً فأوالً ،وقيل هي :على أن تأخذ منه بعضاً يف كل يوم حتى تستويف وجيبتك.
أما اجلمهور من الفقهاء فإنهم ال يسمون بيع االستجرار باسم بل يصفونه وصفاً ،كأن يقولوا ما يأخذه املشرتي من البياع ،أو من البقال شيئاً فشيئاً، وحنو ذلك. البيع باالستجرار قريب من البيع باملعاطاة (التعاطي) وهلذا فإن بعض الفقهاء يذكره بعد الكالم عن البيع باملعاطاة ،ولكن هناك فروق بني االستجرار واملعاطاة ،هي: - 1من حيث صيغة العقد :بيع االستجرار أعم من املعاطاة؛ ألن املعاطاة تكون بالفعل ،بينما االستجرار يكون بالقول (إجياب وقبول) ويكون بالفعل (معاطاة). - 2من حيث الثمن :الغالب يف االستجرار تأجيل الثمن ،أو عدم حتديده يف صور أخرى ،بينما الغالب يف املعاطاة مناولة الثمن عند التعاطي.
191
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
- 1من حيث طول العقد :االستجرار عقد طويل يستمر أياماً وشهوراً ،يتم فيه قبض املبيع على مراحل ،وهلذا فهو يف بعض صوره جمموعة من العقود ،وأما املعاطاة فتتم مرة واحدة. لبيــع االســتجرار صــور عديــدة ،وهــذه الصــور تــذكرها بعــض املــذاهب دون بعض ،فهي ليست حمل إمجاع من قبل الفقهاء .وهذه الصور هي: ك أن يأخذ اإلنسان من البيّاع ما حيتاج إليه شيئاً فشيئاً ممّا يُسْتَهْلَ ُ عادةً؛ كاخلبز وامللح والزّيت والعدس وحنوها ،مع جهالة الثّمن وقت األخذ، ثمّ يشرتيها (أي يتم العقد الحقاً) بعد استهالكها؛ فاألصل عدم انعقاد هذا البيع؛ ألنّ املبيع معدوم وقت الشّراء.ومبا أن الثمن غري معروف للمشرتي فإنه يتحدد الحقاً بإحدى الطرق اآلتية :فهو إما أن يكون حمدداً بسعر السوق (سعر املثل)؛ أو مكتوباً على السلعة :مرقوم؛ أو أن حيدده البائع الحقاً حبيث يصبح بيع اسرتسال أو بيع االستنامة أو بيع االستئمان .وقد أجيز هذا العقد استحساناً من بعض الفقهاء. يأخذ ما حيتاج إليه شيئاً فشيئاً مع العلم بالثّمن وقت األخذ، ثمّ حياسبه بعد ذلك. وهذا البيع جائز؛ ألنّه كلّما أخذ شيئاً انعقد بيعاً بثمنه املعلوم ،ويكون بيعاً بالتّعاطي. أن يدفع املال ،ويقول له :اشرتيت منك مئة كغ من مادة ما مثالً ،ال حيدد نوع املادة املشرتاة ،ويأخذ كلّ يوم جزءاً معلوماً منه .وهذا البيع فاسد ،جلهالة املبيع؛ ألنّه اشرتى غري مشار إليه وال حمدد.
أساليب التمويل واالستثمار ()1
ويرى املصري
191
بأن بيع االستجرار حسب الصورتني األوليني هو بيع
بالتعاطي يأخذ فيه املشرتي ما حيتاج إليه من سلع يومية بالتدريج ،تأخذ فيه املبالغ الدائنة (األمثان املسددة) واملدينة (املبيعات املسحوبة) شكل احلساب اجلاري بني البائع واملبتاع قد يأخذ شكالً قريباً من الصورة األوىل أو الصورة الثانية من الصور السابق ذكرها هلذا العقد. فهذا البيع فيه تساهل من حيث العناصر املذكورة ،ولذلك أجيز استحسانًا ،ولعله ينحصر يف السلع اليومية ذات املبالغ الصغرية واآلجال القريبة ،لكي تغتفر فيه اجلهالة أو الغرر ،كما تغتفر فيه حصة الزمن من الثمن ،ولعل باعة االستجرار يزيدون يف الثمن ألجل الزمن .وال ميكن التوسع يف االستجرار من حيث املبالغ واآلجال ،لعدم إمكان تطبيق قيمة الزمن على جانيب حساب االستجرار. منعه اجلمهور للجهالة والغرر ،وأجازه متأخرو احلنفية استحسانًا ،وأجازه ابن تيمية وابن القيم حسب األصول والقواعد والقياس، وأنكرا ما فيه من جهالة أو غرر ،ولعلهما بالغا يف هذا اجلواز ،وبالغا أيضًا يف التسامح بأجل الثمن ملدة سنة ،دون االقتصار على اليوم أو األسبوع أو الشهر ،لقوهلما :ليس يف كتاب اهلل وال سنة رسوله وال إمجاع األمة وال قول صاحب وال قياس صحيح ما حيرمه. ()2
ويؤكد " الشبل "
وجهة نظر " املصري " بأن الراجح هو اجلواز إذا خلت من
حمظورين : ( )1الربا . ( )1عن املصري ( بتصرف ) ،بيع االستجرار تعريفه وإشكاالته ،ورقة حبثية مقدمة إىل "ندوة حوار األربعاء" ،مركز أحباث االقتصاد اإلسالمي ،جامعة امللك عبدالعزيز – جدة ،األربعاء2118/11/1م ،ص ص .17- 11 ميكن حل مشكلة تطبيق قيمة الزمن على جانيب حساب االستجرار باستخدام أساليب مالية إسالمية مستحدثة يف طور التجريب ومل تأخذ دورها يف التطبيق العملي حلني كتابة هذه السطور. ( )2املصدر السابق نفسه.
192
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
( )2الغرر. وهذه الصورة ال يوجد فيها ربا وال غرر ،ومل يثبت فيها إمجاع بالتحريم، فتبقى على األصل وهو اإلباحة. ويف العصر احلاضر ميكن تطبيق بيع االستجرار مبرونة كبرية من خالل عقود التوريد اليت ميكن أ ن تأخذ أحد األشكال التالية : أ .دفع الثمن مؤجالً مع تسليم السلعة مستقبالً .وميكن أن يتقدم أحدهما على اآلخر. ب .قيام املشرتي بدفع العربون ( الدفعة املقدمة من مثن الشراء ) أو تأميناً للبائع لضمان تنفيذ عملية الشراء أو ما يضمن إمتام العملية ،وحيسب ذلك كله من مثن الشراء. ج .يدفع كل من البائع واملشرتي مبلغاً من املال يسلم لطرف ثالث أمني حمايد لكي يضمن كل منهما التزام الطرف اآلخر حبسن التنفيذ ،يعاد للبائع ما دفعه وحيسب ما دفعه املشرتي من الثمن عند التنفيذ .وهذا الشكل قريب من كفاالت حسن التنفيذ املعروفة. د .تسليم السلعة على دفعات متفاوتة ودفع الثمن مؤجالً .وهذا الشكل يشبه " السلم املقسط " يف جتزيء تسليم السلعة ،وخيتلف معه يف أن الثمن يدفع مرة واحدة مقدماً يف السلم املقسط ويدفع هنا على أقساط.
يقصد بالبيع بالثمن املؤجل :تأخري مثن املبيع إىل أجل ،سواء أكان هذا األجل حمدداً معلوماً ،أو غري حمدد .ال ريب يف جواز البيع باألجل من حيث اجلملة إذ إن ذلك
191
أساليب التمويل واالستثمار
قد ورد يف جوازه ،نصوص عديدة ،وكان عليه العمل منذ عهد النيب صلى اهلل عليه وسلم إىل عصرنا احلديث ،ولذا حكى بعض أهل العلم اإلمجاع على جوازه (.)1 قال ابن بطال" :العلماء جممعون على جواز البيع بالنسيئة ألن النبى صلى اهلل عليه وسلم
اشرتى الشعري من اليهودى نسيئة
)2(1
".
()1
يتمثل البيع اآلجل بتسليم السلعة يف احلال مقابل تأجيل سداد الثمن إىل وقت معلوم .وحيتمل البيع تأخري الثمن كله أو جزء منه .وعادة ما يتم سداد اجلزء املؤجل من الثمن على دفعات أو أقساط ،فإذا مت سداد القيمة مرة واحدة يف نهاية املدة املتفق عليها مع انتقال امللكية يف البداية فهو بيع آجل ،وإذ مت سداد الثمن على دفعات من بداية تسلم الشيء املبيع مع انتقال امللكية يف نهاية فرتة السداد .فهو( البيع بالتقسيط) .وال يرد عند بعض الباحثني عقدا مستقال يف العادة ،ألنه يكون جزءاً من بيع املراحبة الذي جتريه املصارف اإلسالمية. فالبيع اآلجل والبيع بالتقسيط قد يكون بالسعر الذي تباع به السلعة نقداً وهذا ال خالف يف جوازه بل هو عمل يؤجر فاعله ،وقد يكون البيع اآلجل بسعر أكرب من الثمن احلال بسبب تفاوت منفعة النقود ما بني األجلني ،ويف هذا اختالف بني الفقهاء، أجازه مجهور الفقهاء ،وصورته أن يقول صاحب السلعة ملشرتي هذه السلعة مثنها ( )1املزروع ،عبد اإلله بن مزروع بن عبد اهلل ،البيع بالثمن املؤجل مع الزيادة على أصل الثمن ،جمهول تاريخ ومكان النشر ( على األرجح أنه خمطوط) .مت تنزيله عن موقع " صيد الفوائد" /http://www.saaid.net
( )2أخرجه البخاري يف الصحيح ،باب :ماقيل يف درع النيب -صلى اهلل عليه وسلم ،-رقم احلديث .2409 ( )1ابن بطال ،علي بن خلف بن عبد امللك أبي احلسن البكري القرطيب البلنسي ،شرح ابن بطال على صحيح البخاري، حتقيق :مصطفى عبدالقادر عطا ،ط ،1/دار الكتبة العلمية ،بريوت ،1727 2111 :اجلزء 8صفحة .216 ابن حجر العسقالني ،أمحد بن علي بن حممد ،فتح الباري بشرح صحيح اإلمام أبي عبد اهلل البخاري ،ط ،2/دار احياء الرتاث العربى ،بريوت1712 ،هـ ـ ،1962اجلزء 7صفحة . 112 املباركفوري حممد عبدالرمحن بن عبدالرحيم ،حتفة األحوذي بشرح جامع الرتمزي ،ضبطها وصححها خالد عبدالغين حمفوظ، دار الكتب العلمية ،بريوت ،2110 – 1728 ،اجلزء 7صفحة .119
197
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
مائة إذا دفعت الثمن اآلن ومائة وعشرة إذا دفعته بعد سنة ويتم البيع على هذا .أما الصورة األخرى اليت حتول البيع إىل ربا فهي أن يتم االتفاق على سعر حمدد ويصبح ديناً يف ذمة املشرتي ،ثم يطلب تأخري الدفع عن األجل املتفق عليه مقابل زيادة.
أساليب التمويل واالستثمار
190
المبحث الثالث :أساليب أخرى كثرياً ما يكون هناك أعمال ال ميتلك أصحابها القدرة على القيام بها كفقدان شيء مثني أو عالج مرض مستعص ،أو حل مشكلة بيئية ما .كما توجد أعمال يصعب القيام بها أو أنه ال ميكن القيام بها يف الظروف العادية وبشكل متكرر ،أو أنها حتتاج إلبداع أو قدرات استثنائية يعجز املهتمون بها أو املستفيدون منها عن القيام بها مثل اكتشاف املاء يف الصحراء أو مصدر طاقة غري معروف مسبقاً. وحيث إن األساليب والصيغ االستثمارية اإلسالمية التقليدية ترتبط بتنفيذ أعمال ومشاريع ذات طبيعة متكررة ومعروفة الشروط يف الغالب؛ فقد جاء عقد اجلعالة ليليب حاجة ألطراف معينة ما كانت لتجد ضالتها يف الصيغ واألساليب التمويلية واالستثمارية اإلسالمية األخرى. يقصد باجلعالة – بتثليث اجليم -يف اللغة ما جيعل ( يسمى أو خيصص) ملن يقوم بالعمل للجاعل ،وهلذا يسمى ما يعطاه اإلنسان على أمر جيعله جعالً(.)1
"وهي مشتقة من اجلعل ،مبعنى التسمية ؛ ألن اجلاعل يسمي اجلعل ملن يعمل له العمل ،أو من اجلعل مبعنى اإلجياب يقال :جعلت له كذا أي :أوجبت ،ويسمى ما يعطاه اإلنسان على أمر يفعله :جعال ،وجعالة ،وجعيلة قاله ابن فارس ، واألصل يف مشروعيتها قوله تعاىل :ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ يوسف،42 : وحديث اللديغ (وهي جعل شيء) من املال (معلوم كأجرة) بالرؤية أو الوصف"(. )2
( )1عن :السرطاوي ( بتصرف) ،مصدر سبق ذكره ،ص.241 ( )2البهوتي ،كشاف القناع عن منت اإلقناع ،مصدر سبق ذكره ،باب اجلعالة.
198
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
وقد جاءت تعريفات عديدة أوردها الفقهاء الذين أجازوا هذا العقد ،تركز جل هذه التعريفات على أن اجلعالة تتضمن الوعد بعطاء حمدد مقابل القيام بعمل معني(.)1 واجلعالة مشروعة يف الكتاب والسنة واإلمجاع واملعقول(.)2 حتى ينفذ عقد اجلعالة بشكل صحيح ،جيب توفر جمموعة من العناصر متثل أركان هذا العقد ،وهذه األركان هي(:)1 وهو الطرف الذي يتعهد بتقديم اجلعل ويغطي االلتزام املادي املرتتب للمجعول له بعد قيام األخري بتنفيذ التزامه .وقد يكون اجلاعل شخصاً واحداً أو أكثر من شخص ،وميكن أن يكون تنفيذ العمل ملصلحة اجلاعل أو ملصلحة طرف آخر. وهو الطرف الذي يتعهد بتنفيذ العمل املوكول إليه من قبل اجلاعل مقابل عطاء معني .وقد يكون فرداً أو شركة خاصة أو مؤسسة حكومية .وال يستحق له العطاء إال بتنفيذ التزاماته ،وإن مل يستطع فال حيق له املطالبة باجلعل. متثل الصيغة تفاصيل العقد املنوي عقده بني اجلاعل واجملعول له. ويف هذا العقد يكتفى باإلجياب من اجلاعل وال يشرتط القبول من العامل. وجيب أن تكون الصيغة متضمنة وبشكل واضح وحمدد كل الظروف املتعلقة
( )1لإلطالع على هذه التعريفات راجع :دنيا ،اجلعالة واالستصناع :حتليل فقهي واقتصادي ،املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب -البنك اإلسالمي للتنمية ،حبث رقم ،9ط ،2111 ،1/ص .9 ( )2املصدر نفسه ،ص ص .6- 4والسرطاوي ،مصدر سبق ذكره ،ص ص .241 – 241والزحيلي ،وهبة ،املعامالت املالية املعاصرة ،ط ،1/دار الفكر ،دمشق،2118 ،ص.46 ( )1دنيا ( بتصرف) ،مصدر سبق ذكره ،ص ص .11- 11
أساليب التمويل واالستثمار
194
بالعقد من حيث املدة الزمنية الالزمة لتنفيذه ومقدار اجلعل والشروط األخرى اليت قد يؤدي عدم ذكرها إىل حدوث منازعات. وهو العطاء الذي خيصصه اجلاعل للمجعول له إذا قام بتنفيذ العمل املوكل إليه بالشكل املتفق عليه يف صيغة العقد .وميكن أن يكون العطاء نقداً أو أي أصل متقوم كأرض أو آلة أو دابة إخل. وميكن أن يكون على شكل جهد بدني أو عقلي .هو أصل العقد وحموره األساس ،ألن العقد مبين على تنفيذ عمل حمدد. للجعالة شروط شرعية وفنية تتعلق بأركان هذا العقد ،وهذه الشروط هي: جيب أن يكون العمل مباحاً ابتداءً ،وأن يكون حمدداً ومعروفاً بدقة ،حبيث يكون العمل واضحاً وحمدداً من حيث طبيعته ومدى اجلهد البدني والعقلي املطلوب بذله لتنفيذه ،كما أن اإلطار الزمين للتنفيذ جيب أن يكون حمدداً مسبقاً يف صيغة العقد .يضاف إىل ذلك ضرورة أن يكون القيام بالعمل مكلفاً للمجعول له سواء أكان ذلك وقتاً أم ماالً أم جاهاً. فإنه جيب أن يكون مؤهالً من حيث املقدرة البدنية والعقلية على القيام بالعمل املتفق عليه ،وأن يبذل أقصى جهده بأمانة .كما أن عليه احلفاظ على أية أسرار قد تتعلق بالعمل سواء نفذه فعالً أم مل ينفذه ،كما يف اتفاقيات االستكشاف املوارد الطبيعية. ،فإنه جيب أن يكون حمدداً من حيث نوعيته سواءً أكان نقداً أو عيناً ،وأن ال يكون ديناً ،وأن يكون يف ملك اجلاعل عند انتهاء تنفيذ العمل.
196
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
على الرغم من وجود بعض أوجه الشبه بني اجلعالة واإلجارة على العمل البشري ( إجارة العامل) من حيث وجود عامل وعمل وأجرة ،إال أن ذلك ال مينع من وجود بعض الفوارق األساسية بني هذين العقدين ،وهي: - 1يشرتط لتحقق العطاء للجاعل إمتام العمل ،يف حني أن أجرة األجري تكون مبقدار ما ينفذ من العمل. - 2يف اإلجارة جيوز اشرتاط تقديم األجرة أو دفعها تدرجيياً ،وال جيوز يف اجلعالة دفعها إال بعد انتهاء العمل. - 1اجلعالة عقد حيتمل قدراً من اجلهالة وهذا ال جيوز يف اإلجارة. - 7اجلعالة عقد جيوز فسخه وهو غري الزم يف حني أن عقد اإلجارة الزم وال جيوز فسخه. - 0يف اإلجارة يشرتط اإلجياب والقبول ،أما يف اجلعالة فيشرتط اإلجياب فقط. - 8جتوز اجلعالة من غري املالك أما يف اإلجارة فال جتوز إال منه. - 4حتتاج اجلعالة إىل عمل استثنائي غري متكرر ،يف حني أن األجارة تكون يف عمل متكرر. - 6اجلعالة حتتاج يف كثري من حاالتها إىل نوع من اإلبداع الذهين وتطوير طرق التنفيذ ،يف حني أن اإلجارة تتعلق بعمل روتيين متكرر. - 9اجلعالة فيها خماطرة باجلهد واملال من قبل العامل ،وال يوجد ذلك باإلجارة. ميثل هذا العقد باباً واسعاً لتنفيذ الكثري من النشاطات االقتصادية اليت تتطلب شروطاً خاصة ال ميكن تنفيذها من خالل العقود واألساليب االستثمارية األخرى أو
أساليب التمويل واالستثمار
199
أنها قد تكون بديالً جمدياً وخياراً آخر لتنفيذ األنشطة االقتصادية املختلفة املعاصرة يف إطار الشريعة اإلسالمية .فيمكن على سبيل املثال االستفادة من هذا العقد يف جمال االستشارات املالية وتسويق إصدارات األوراق املالية من قبل الشركات .كما ميكن تطبيق هذا العقد على شكل مسابقات التصميم والتطوير لألبنية واملنتجات الصناعية وبرجميات احلاسوب واالكتشافات الطبية للعالجات لبعض األمراض .إضافةً إىل إمكانية استخدامها يف استصالح األراضي و استخراج املوارد الطبيعية بتخصيص مبلغ ما لشركات التنقيب عنها.
الفصل اخلامس
المصارف اإلسالمية
عرفت أشكالٌ من التعامل املالي واملصريف يف اجلزيرة العربية قبل بعثة حممد صلى اهلل عليه وسلم
حيث كان التعامل بالربا سائداً بني العرب أنفسهم ،وبينهم وبني
اليهود ،إضافة إىل تعاملهم باملضاربة والسلم (بيع آجل بعاجل) .ويف عهد النبوة وعصر اخلالفة عُرفَ التعامل املالي من خالل قبول الودائع ،حيث كانت قريش تأمتن النيب
صلى اهلل عليه وسلم
على أمواهلا ،كما عرفت املشاركة ،والقرض
احلَسَن ،واستمر العمل بالسلم واملضاربة. وعندما فتح املسلمون البالد وتوسعت رقعة الدولة اإلسالمية ،زادت عالقاتهم التجارية مع العامل اخلارجي ،ففي مراكز التجارة يف املدن اإلسالمية الرئيسية مثل القاهرة ،بغداد ،دمشق ،مكة ،وغريها ،عرفت أشكال متعددة من التعامل املالي مثل صرف النقود ،حفظ النقود ،إقراض خزينة الدولة اإلسالمية كما حدث يف أيام اخلليفة املهدي يف العهد العباسي ،إضافةً إىل إصدار أوامر الدفع (الصكوك) ،وغريها من املعامالت(.)1 على الرغم من توافر العناصر الفكرية واالقتصادية لظهور مؤسسات مالية ومصرفية ،وجدت ظروف سياسية واجتماعية عديدة أسهمت يف عدم وجود مصارف أو مؤسسات مالية كما حدث يف أوروبا بعد ذلك ،ولذلك فإن وجود فكرة املصارف يف ذاتها بوصفها مؤسسات مالية وسيطة يعزى إىل األوروبيني يف املقام األول .وإن املصارف اإلسالمية املوجودة اآلن هي نتاج االستفادة من فكرة الصريفة اليت جاء بها
( )1سراج ،حممد ،النظام املصريف اإلسالمي ،ط ،1/دار الثقافة ،القاهرة ،مصر ،1191 ،ص.ص.23- 11
302
303
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
األوروبيون باالستفادة من اإلرث احلضاري واملمارسات االقتصادية واملالية املتفرقة اليت كانت يف العصور اإلسالمية األوىل. يهدف هذا الفصل إىل إلقاء الضوء على املصارف اإلسالمية بوصفها مؤسسات مالية مصرفية تعمل على ضوء األسس الشرعية اإلسالمية.ويتضمن هذا الفصل ثالثة مباحث يلقي كل منها الضوء على جانب مهم من جوانب عمل هذه املصارف؛ إذ يتحدث املبحث األول عن نشأة املصارف اإلسالمية ،وأهم خصائص املصارف اإلسالمية واجلوانب اليت متيزها من غريها من املصارف،كما يتعرض هذا املبحث ألهم أهداف املصرف اإلسالمي .أما املبحث الثاني ففيه شرح ألهم األساليب اليت تعتمدها املصارف اإلسالمية يف االستثمار والتمويل ،ويف املبحث الثالث توضيح ألهم مصادر أموال املصرف اإلسالمي ،وكذلك أهم جوانب توظيف األموال لديها.
املصارف اإلسالمية
302
المبحث األول :نشأة المصارف اإلسالمية وخصائصها وأهدافها
تشري الدراسات اليت رصدت نشأة املصارف اإلسالمية بأنها حديثة النشأة؛ إذ تعود أول حماولة إلنشاء مصارف إسالمية إىل العام 1192من خالل جتربة (بنوك االدخار احمللية ) يف صعيد مصر.وذلك باملقارنة مع املصارف التقليدية (الربوية) اليت بدأت عملها من خالل املصرف الذي أقيم يف البندقية عام .)1(1121 لقد قامت بنوك االدخار احمللية على أساس جتميع املدخرات الصغرية وإعادة توظيفها خلدمة البيئة احمللية على أساس املشاركة ،بعيدا عن سعر الفائدة(عطاءً أو أخذاً ) ،وقد شهدت هذه التجربة جناحاً يف استقطاب األموال وإعادة توظيفها بشكل فعال ،واستمر هذا النجاح ملدة أربع سنوات ،إال أن عدم مالءمة الوضع القانوني واجلهة اإلدارية اليت تتبعها كانا سبباً يف عدم استمرار هذه التجربة (.)3 وعلى الرغم من تعذر استمرار املصرف اإلسالمي األول يف مصر بقيت الفكرة قائمة ،حيث ناقش وزراء خارجية الدول اإلسالمية ،يف مؤمترهم عام 1113يف مدينة جدة إمكانية إقامة مصارف إسالمية حملية ومصرف إسالمي دولي .ويف عام 1112اجتمع وزراء مالية الدول اإلسالمية يف مدينة جدة وناقشوا مناقشة تفصيلية اجلوانب النظرية والعملية إلقامة نظام املصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية ،وتبني ( )1رمضان ،وجودة ،االجتاهات املعاصرة يف إدارة البنوك ،ط ،2/دار وائل،عمان 3009،ص.11 ( )3السيد إمساعيل حممد " ،مستقبل املصارف اإلسالمية واملستجدات" ،ندوة التقنيات املصرفية احلديثة يف خدمة اإلدارة ،احتاد املصارف العربية ،البحرين 39- 30 ،أيلول .1191وهذه الورقة منشورة يف كتاب املصارف اإلسالمية احتاد املصارف العربية،بريوت،1191 ،ص ص .199- 192
309
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
هلم سالمة األسس النظرية ووجود إمكانية عملية لتطبيق الفكرة على أرض الواقع، وشرعوا يف ترتيب اخلطوات العملية إلنشاء البنك اإلسالمي للتنمية
*
تواىل إنشاء املصارف اإلسالمية احمللية يف الدول املختلفة ،وبعد أن كان العدد ثالثة بنوك يف عام 1112أصبح 32بنكا يف عام 1190ثم 23بنكا عام .1192وقد أخذت الصناعة املصرفية اإلسالمية بالنمو السريع على امتداد العقود األربعة املاضية، حيث وصل عدد املصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية العاملة يف أكثر من 90دولة يف القارات اخلمس حنو 230مؤسسة ومصرفا إسالميا حول العامل بنهاية العام ،3013 مع توقعات بالوصول إىل 900مؤسسة مصرفية حبلول .)1( 3012يرتكز حنو %30 منها يف الدول العربية وحتديداً يف دول اخلليج العربي ،وقد توسعت قاعدة موجودات هذه املصارف حبيث بات يتوقع أن يصل حجم ميزانيات البنوك اإلسالمية إىل تريليون دوالر حبلول عام .)3(3013وقد وصل متوسط منو أصول هذه املصارف إىل %11 سنوياً ،يف حني توقعت مؤسسة ارنست أند يونغ بأن تصل أصول الصريفة اإلسالمية بنهاية عام 3013إىل 3تريليون دوالر ،مقابل 1,2تريليون دوالر بنهاية العام .)2(3011 * انظر كذلك :اهلييت ،املصارف اإلسالمية بني النظرية والتطبيق ،ط،1/دار أسامة،عمان ،1119 ،ص ص .119- 113 * أرجو لفت انتباه القارئ إىل أن هناك تفاوتات يف احتساب عدد البلدان اليت توجد فيها املصارف اإلسالمية وحجم أصوهلا ونسب النمو إخل .ويعود ذلك بالدرجة األوىل إىل االختالف حول احتساب املؤسسات املالية اإلسالمية غري املصرفية أو النوافذ " اإلسالمية" للبنوك التقليدية .يضاف لذلك اختالف منهج احلصول على البيانات لكل جهة من اجلهات اليت تهتم بنشر هذه البيانات. ( )1كراسنة ،إبراهيم ،البنوك اإلسالمية ،دراسة لصندوق النقد العربي ،قدمت خالل دورة “اختبارات التحمل” مبقر الصندوق يف أبوظيب.3011/1/9 ، ( )3يوسف ،عدنان .رئيس احتاد املصارف العربية ،مقابلة صحفية مع صحيفة " االحتاد " اإلماراتية.3012/1/10 ، )2( Earnst & Young, The World Islamic Banking Competitiveness Report, 2013, p 4.
املصارف اإلسالمية
301
وما زالت عملية إنشاء بنوك إسالمية جديدة مستمرة ،واملؤشرات الكمية يف تطور مستمر .ومن اجلدير بالذكر أن املصارف اإلسالمية تنتشر يف أحناء العامل ،فلم يعد وجودها مقتصراً على البلدان العربية و البلدان اإلسالمية غري العربية؛ بل تعدى ذلك إىل دول أوروبية ويف الواليات املتحدة األمريكية .وأوضحت دراسة حول التمويل اإلسالمي أعدتها مؤسسة اخلدمات املالية الدولية أن العاصمة الربيطانية لندن تتمتع مبقومات مهمة الجتذاب التمويالت اإلسالمية أبرزها وجود املصارف اإلسالمية والنوافذ التابعة للبنوك التقليدية ،إىل جوار تسع مؤسسات إلدارة احملافظ املالية وعدد من املؤسسات القانونية الدولية اليت تقدم خدمات مطابقة ألحكام الشريعة اإلسالمية. ويوجد يف بريطانيا 2مصارف مطابقة بالكامل ألحكام الشريعة اإلسالمية تأسست منذ عام 3003م ،وهي املصرف اإلسالمي الربيطاني واملصرف األوروبي لالستثمار اإلسالمي وبنك لندن والشرق األوسط ،إضافة إىل 30بنكاً تقدم اخلدمات اإلسالمية من خالل نوافذ خاصة. ومل يقف األمر عند حد إقامة هذه املصارف اليت متارس عملها وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية وتلتزم يف عمليات جذب املدخرات وتوظيفها مببدأ املشاركة يف الربح واخلسارة،بل إن كثرياً من املصارف التقليدية بدأت تنشئ فروعاً هلا تتبع نظام املصارف اإلسالمية يف معامالتها ( فروع املعامالت اإلسالمية) ،كما يتزايد عدد هذه الفروع يوماً بعد يوم . وتطور األمر خطوة أخرى مهمة على هذا الطريق ،فقامت بعض الدول ب(أسلمة) قطاعاتها املصرفية بالكامل؛ أي أن مجيع الوحدات املصرفية فيها أصبحت تعمل وفقاً ألحكام الشريعة اإلسالمية وال تتعامل بالفائدة أخذا أو عطاءً كما هو احلال يف باكستان والسودان وإيران.كما بدأت البنوك املركزية يف البلدان املختلفة تولي اهتماماً
309
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
للمصارف اإلسالمية وتصدر تشريعات خاصة بها وبالرقابة عليها ،ومن ذلك األردن ودولة اإلمارات العربية املتحدة وتركيا وماليزيا. لقد كان إلسهامات الرواد يف العمل املصريف اإلسالمي آثار واضحة وبصمات مميزة على مسرية العمل املصريف اإلسالمي منذ نشأتها .فقد بدأت األفكار األوىل ملفكرين مثل حممد عبده ومجال الدين األفغاني تناقش موضوع استقاللية الدول العربية واإلسالمية عن الدول االستعمارية باالستفادة من اإلرث احلضاري اإلسالمي ،مبا فيه اجلانب االقتصادي ،حيث مثلت هذه األفكار أساساً انطلقت منه أفكار لباحثني آخرين اجتهوا بذات االجتاه .كذلك كان لعالمة القارة اهلندية أبو األعلى املودودي آراء أكثر وضوحاً فيما خيص التعامل الربوي بالفائدة ،وأهمية استبداله بالتمويل اإلسالمي اخلالي من الفائدة. باإلضافة إىل املفكرين الذين سبقت أمساءهم برزت أمساء كان هلا آثار واضحة يف مسرية االقتصاد اإلسالمي عموماً واملصرفية اإلسالمية خصوصاً نذكر منهم على سبيل املثال ال احلصر الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور عبد العزيز اخلياط والدكتور أمحد النجار والدكتور شوقي دنيا والعالمة مصطفى الزرقاء ،والدكتور وهبة الزحيلي ،والدكتور رفيق املصري ،وحممد باقر الصدر والدكتور حممد عمر شابرا وجناة اهلل صديقي وسامي محود .لقد مثلت اإلسهامات الفكرية هلؤالء املفكرين أساساً قويا انطلقت منه وتزودت مسرية العمل املصريف اإلسالمي وما زالت. وعند ذكر الرواد يف العمل املصريف اإلسالمي فإن أمساء بعض رجال األعمال املسلمني الذين آمنوا جبدوى العمل املصريف اإلسالمي واستثمروا بأمواهلم على الرغم من محالت التشكيك اهلائلة جبدوى االستثمار اإلسالمي ،من هؤالء الرواد احلاج
املصارف اإلسالمية
301
أمحد سعيد آل لوتاه الذي يعترب حبق من رواد االقتصاد اإلسالمي ومن أهم رجال األعمال املسلمني يف العصر احلديث ،بأفكاره ومشاريعه الرائدة املتوجة ب "بنك دبي اإلسالمي " أقدم بنك إسالمي قائم .كذلك كانت ريادة الشيخ صاحل كامل من خالل جمموعة " دلة الربكة" اليت تضم أعرق املصارف اإلسالمية يف األردن ومصر وغريها من الدول العربية واإلسالمية. ومن الرواد السياسيني الذين آمنوا جبدوى العمل املصريف اإلسالمي ودعموا مسريتها املغفور له – بإذن اهلل -امللك فيصل بن عبد العزيز الذي كان له تأثري أساسي يف إنشاء " البنك اإلسالمي للتنمية ". أما على صعيد املؤسسات فهناك " البنك اإلسالمي للتنمية " الذي كان – وما يزال – املؤسسة املالية اإلسالمية التنموية الرائدة يف العامل اإلسالمي من خالل نشاطاته التنموية واالستثمارية والبحثية اليت مشلت منافعها كل الدول اإلسالمية. وميثل هذا البنك مبكانته املميزة سفري التمويل اإلسالمي يف كل دول العامل ومؤسسات التمويل الدولية .كذلك مثلت إسهامات " مركز أحباث االقتصاد اإلسالمي " يف جامعة امللك عبد العزيز يف تعزيز اجلانب البحثي والريادة فيه عنصراً مهما يف تعزيز وجود املصارف اإلسالمية من خالل مدها بالدراسات واألحباث املتميزة اليت تعاجل الكثري من القضايا اليت تواجه هذه املؤسسات ،وحتل كثرياً من املعضالت اليت تواجهها .وال ينكر أي باحث الدور األكادميي الرائد ل"جامعة أم درمان اإلسالمية " يف السودان اليت كان هلا قصب السبق يف الريادة بإنشاء قسم االقتصاد اإلسالمي ومن ثم املصارف اإلسالمية منذ الستينات من القرن العشرين .كما كان جملمع الفقه اإلسالمي دور أساسي يف إرساء األرضية الفقهية الصلبة اليت مجعت علماء املسلمني من كل أرجاء
310
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
األرض ملناقشة القضايا االقتصادية واملصرفية اإلسالمية ،واخلروج بآراء توازن بني االلتزام بالشريعة اإلسالمية واألخذ مبقتضيات العصر. وقد تعززت مسرية العمل املصريف اإلسالمي بإنشاء مؤسسات مالية إسالمية دولية تنظم العمل املصريف واملالي اإلسالمي منها " اجمللس العام للبنوك واملؤسسات املالية اإلسالمية " و " هيئة اخلدمات املالية اإلسالمية " و " منظمة التدقيق واحملاسبة للمؤسسات املالية اإلسالمية " وغريها من املؤسسات اليت تشكل منظومة متكاملة ملمارسة العمل املصريف واملالي اإلسالمي على املستوى الدولي.
أسهمت جمموعة من العوامل يف نشأة املصارف اإلسالمية بوصفها أحد أهم تطبيقات االقتصاد اإلسالمي يف العصر احلديث ،وقد احتدت هذه العناصر فيما بينها وتكاملت منتجة ما أصبح يعرف بظاهرة العمل املصريف اإلسالمي .وقد توزعت هذه العوامل ما بني االقتصاد والسياسة والدين .وقد استمرت هذه العوامل – يف أغلبها – يف دفع وتطوير العمل املصريف اإلسالمي خصوصاً ،والتمويل اإلسالمي عموماً ليس يف الدول اليت نشأت فيها هذه املصارف فقط؛ بل امتدت إىل أغلب بقاع العامل .وفيما يلي استعراض هذه العوامل. يدين السواد األعظم من الدول العربية واإلسالمية بالدين اإلسالمي ،وميثل الدين يف الكثري من الدول اإلسالمية حمور احلياة ،فمنه تستقى التشريعات ،وعلى أساسه تقبل العادات والتقاليد أو ترفض ،كما متثل العاطفة الدينية أساساً للكثري من السلوكيات واألفراد ألفراد هذه اجملتمعات.
املصارف اإلسالمية
311
يرى الكثري من الباحثني بأن العامل الديين قد كفل للمصارف اإلسالمية بقاءً واستمراراً على الرغم من الشكوك الكبرية اليت أحاطت بنشأتها ،وصغر حجمها وضعف جتربتها باملقارنة مع املصارف الربوية القائمة ،كما أن العاطفة الدينية هي اليت " أرغمت " الكثريين على التعامل مع هذه املصارف على الرغم من عدم رضاهم عنها من ناحية اخلدمات أو التكاليف أو عوائد االستثمار. وقد مثل ما يعرف بظاهرة الصحوة اإلسالمية رجعة قوية إىل تقوية االلتزام بأحكام الشريعة اإلسالمية يف مناحي احلياة املختلفة ،ومنها إعادة النظر بالتعامل مع املصارف الربوية لكونها توقع املتعامل يف واحدة من الكبائر .لقد استفادت املصارف اإلسالمية من خمرجات الصحوة اإلسالمية وتفاعل اجملتمعات مع الدعوات اليت أطلقها العلماء واملشايخ لتجنب التعامل بالربا واللجوء للبديل اإلسالمي املتمثل باملصارف اإلسالمية ،حيث أخذ التعامل مع املصارف اإلسالمية يتسع بشكل كبري حتى باتت تشكل منافساً جدياً للمصارف الربوية القائمة ،ففي األردن على سبيل املثال أصبح " البنك اإلسالمي األردني للتمويل واالستثمار " خالل سنوات قليلة ثالث بنك يف األردن متجاوزاً بنوكاً أنشئت قبله بعشرات السنني .ومل تكن املصارف اإلسالمية يف الدول العربية واإلسالمية األخرى حبظ أقل من النجاح الذي القاه املصرف األردني. عملت املصارف اإلسالمية على تعظيم استفادتها من العاطفة الدينية من خالل تبين اإلسالم جزءا أساسيا يف أمسائها وأهدافها ،وتبين تطلعات اجملتمع إىل حياة إسالمية رغيدة واستقالل اقتصادي عن الدول الغربية وتشغيل العاطلني عن العمل إخل.
313
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
تبع انهيار دولة اخلالفة يف بداية القرن العشرين ،وخضوع الدول اإلسالمية للدول االستعمارية اليت تتبنى احلضارة الغربية موجة قوية من الغزو احلضاري مشلت كل جوانب احلياة .وقد كان للجانب االقتصادي نصيب من هذا الغزو متثل يف إنشاء فروع للمصارف الغربية يف الدول العربية ،كما أنشئت مصارف عربية تعتمد النهج الغربي الذي يتعامل بالفائدة الربوية. أسهم ذلك إىل ردة فعل عكسية متثلت يف بروز أصوات عديدة تنادي باستقالل الدول اإلسالمية والعربية عن الدول االستعمارية والعودة إىل جذور احلضارة اإلسالمية اليت حكمت الدنيا فيما مضى .وهذا ما ساعد على التمهيد لقبول فكرة املصارف اإلسالمية اليت ترفض األساس الذي تعمل عليه املصارف الربوية والنظام االقتصادي العاملي أال وهو الفائدة. لقد كان للظروف السياسية السائدة يف أواسط القرن العشرين وحتى نهاية احلرب الباردة دور مهم يف اتقاد شعلة املصارف اإلسالمية؛ إذ أدت الظروف السياسية الداخلية دوراً إجيابياً لصاحل هذه املصارف؛ ففي إيران مثالً أسهمت "الثورة اإلسالمية" يف حتويل االقتصاد كامالً إىل النظام اإلسالمي ،ويف السودان كذلك كان األمر ويف الباكستان كان للقائد حممد ضياء احلق دور مهماً يف أسلمة النظام االقتصادي واملالي. كما كان الدعم السياسي إلنشاء البنك اإلسالمي للتنمية حاضراً خاصة من املغفور له – بإذن اهلل امللك فيصل بن عبد العزيز.
املصارف اإلسالمية
312
كما مثلت احلركات اإلسالمية اليت تتبنى اإلسالم نظام حياة شامال رافعة أساسية للعمل املصريف اإلسالمي ،حيث كان التحول من النظام االقتصادي الربوي إىل النظام اإلسالمي جزءاً أساسياً من برامج عملها. تهيأت للمصارف اإلسالمية ظروف اقتصادية مثالية يف اجملتمعات اليت وجدت فيها بدايةً ،مدعومة بالظروف السياسية والدينية املواتية .وقد استفادت هذه املصارف كمؤسسات مالية وسيطة من وجود شرحيتني واسعتني من املتعاملني معها يف البلدان اإلسالمية ،فهناك بلدان توفرت فيها فوائض مالية هائلة نتيجة الفورة النفطية كدول اخلليج العربي .وقد مثلت هذه الفوائض مصدر متويل مهم هلذه املصارف ،حيث إن أهم املصارف اإلسالمية تتبع يف ملكيتها مستثمرين من دول اخلليج العربي .وعلى اجلانب اآلخر استفادت املصارف اإلسالمية من وجود دول عربية وإسالمية لديها إمكانات بشرية واقتصادية كامنة حتتاج للتمويل كما يف مصر والباكستان ،حيث مثلت هذه الدول جماالت واسعة لتشغيل أموال هذه املصارف .وعلى مستوى الدولة الواحدة مثلت املصارف اإلسالمية وسيطاً مالياً مقبوالً لدى شرائح واسعة من املتعاملني من ذوي الدخول املرتفعة وذوي الدخول املنخفضة على حد السواء. وقد استمرت مسرية املصارف اإلسالمية مدفوعة بهذه العوامل – مع االختالف حول تأثري العامل السياسي – إىل جانب عوامل أخرى لتسهم يف تطوير العمل املصريف اإلسالمي وحتديثها ملواكبة املستجدات االقتصادية العاملية.
استمرت املصارف اإلسالمية باالستفادة من الدعم الذي وفرته العوامل الدينية
313
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
واحلضارية إىل حد كبري .كما أن االرتفاع املتصاعد يف أسعار النفط يف بدايات القرن احلادي والعشرين قد عزز الفوائض النقدية اليت استفادت منها املصارف اإلسالمية .أما بالنسبة للعامل السياسي فهناك فكرتان متناقضتان حول تأثري املتغريات السياسية على العمل املصريف اإلسالمي .فهناك فكرة تقول أن العمل املصريف اإلسالمي تضرر كثرياً بعد انتهاء احلرب الباردة بني الغرب من جهة واالحتاد السوفيييت من جهة أخرى؛ إذ إنه كان ال بد للغرب من " فزاعة " تربر استمرار اهليمنة الغربية على دول العامل فكان ما يسمى ب " اخلطر األخضر" هو املرشح األول .وقد اكتملت الصورة مبا يسمى ب " أحداث أيلول " اليت اتهم فيها بعض املسلمني ،ووجد فيها أعداء اإلسالم مشاعة يعلقون عليها مشاكل العامل كله .وواجهت املصارف اإلسالمية عاصفة عاتية من التهم بتمويل " اإلرهاب "؛ ألنه مل يتم التمييز عمداً بني اإلسالم بوصفه دينا مساويا وموروثا حضاريا وبني أفعال اتهم بها بعض املنتسبني هلذا الدين .ومل تسلم املصارف اإلسالمية من هذه العاصفة إال بعد عدة سنوات من التضييق واالتهام املسبق الظامل. أما وجهة النظر األخرى حول تأثري التغريات السياسية على املصارف اإلسالمية فرتى أن موجة العداء للعرب واملسلمني يف أمريكا حتديداً والتضييق على األموال العربية هناك أسهم يف إعادة جزء معترب من األموال العربية إىل هذه الدول مما مثل مصدراً إضافيا لتمويل هذه املصارف ويستدلون على ذلك بربوز كيانات مصرفية إسالمية جديدة وكذلك إصدارات السندات اإلسالمية الضخمة اليت مل تعهدها املنطقة العربية واإلسالمية من قبل .ويزيد أصحاب هذا الرأي أن املصارف اإلسالمية استفادت من التعريف بها يف دول مل تكن معروفة فيها مسبقاً وانتزعت اعرتافاً عاملياً بها وتعاوناً من قبل املؤسسات املالية الدولية واإلقليمية حول العامل.
املصارف اإلسالمية
312
ويسجل للمؤسسات املالية اإلسالمية الدولية وعلى رأسها " البنك اإلسالمي للتنمية " جهودها اجلبارة يف توضيح صورة املصارف اإلسالمية مؤسسات مالية مستقلة متثل عنصر خري لبلدانها ولباقي دول العامل. متثل اإلدارة املصرفية العنصر األساس للثقة يف املصرف ،فالقدرات املهنية واألمانة الشخصية للمديرين املصرفيني هي عنصر أساس يف حتديد مقدرة مصرف ما على النجاح واالستمرار .وقد متيزت إدارات املصارف اإلسالمية يف عمومها باحلصافة والرشد يف اختاذ القرارات االستثمارية ،ونادراً ما سجلت حاالت فشل أو إفالس يف املصارف اإلسالمية على الرغم من صغر عمرها وقلة عددها وضآلة جتربتها مقارنة مع املصارف التقليدية القائمة .كما عرفت اإلدارات املتتالية للمصارف اإلسالمية يف جمملها بأمانتها ونزاهتها، ونادراً ما سجلت حاالت فساد إداري أو مالي فيها. لقد عززت هذه اإلدارات من ثقة اجملتمعات يف هذه املصارف وأعطت أمثلة ناصعة عن رجال األعمال املسلمني والتزامهم األخالقي ،وهذا ما حدا بالكثريين إىل اإلقبال للتعامل مع هذه املصارف يف خمتلف بلدان العامل. عصفت بالعامل أزمة مالية واقتصادية بدول العامل الصناعي يف نهاية العام ،3009ثم ما لبثت أن امتدت آثارها لتطال باقي دول العامل .وقد كانت األسواق العاملية من مصارف أسواق ومال وسلع إسرتاتيجية امليدان األساسي هلذه األزمة ،حيث وجهت مسهم النقد للنظام الراس مالي ،بل إن الكثريين حول العامل " بشروا " بزوال هذا النظام وفشله .وقد كان بعض الباحثني ورجال األعمال املسلمني من املتحمسني لفكرة إحالل النظام االقتصادي اإلسالمي بدل النظام الراس مالي واملناداة بذلك ،ثم ما لبثت هذه األصوات أن
319
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
خفتت بعد صمود النظام الراس مالي أمام هذه األزمة واملعافاة منها على ما يبدو حلني كتابة هذه السطور. إن تأثري األزمة املالية العاملية على املصارف اإلسالمية ال يبدو واضحاً بشكل كبري ،فهناك من يقول أن هذه األزمة قد أعطت مسوقي فكرة البديل اإلسالمي فرصة تارخيية لعرض ما عندهم ،ويستشهدون مبقال هنا أو دراسة هناك يف الدول الغربية تؤيد مثل هذا الرأي بشكل أولي .كما يرون أن املصارف اإلسالمية قد سلمت من اآلثار السلبية اليت طالت بعض املصارف التقليدية العربية اليت كان هلا تعامالت يف األسواق املالية العاملية. إن ضآلة حجم املصارف اإلسالمية مقارنة باملصارف التقليدية* ،وعدم وجودها بشكل فعال يف األسواق املالية العاملية أسهم إىل ضعف تأثريها وتأثرها باملتغريات االقتصادية العاملية .إال أنها استفادت فكريًا من موجة االنتقاد اليت تركزت على النظام االقتصادي واملالي الراس مالي بأن مت تسليط الضوء عليها بشكل مؤقت بوصفها بديال حمتمال للمصارف التقليدية الربوية .وأعتقد أن املصارف اإلسالمية حبجمها احلالي وإمكاناتها البشرية ،ومنتجاتها احلالية ،وإداراتها احلالية ،ووضعها االسرتاتيجي مقارنة باملصارف التقليدية ( العربية واألجنبية ) غري قادرة على االستفادة بشكل كبري من األوضاع السائدة.
يف هذا املبحث توضيح لطبيعة املصرف اإلسالمي من خالل حماولة تعريفه بالرتكيز على وصف املصارف اإلسالمية املعاصرة ،إضافة إىل التعرض ألهم * ال يتجاوز حجم أصول املصارف اإلسالمية %1من احلجم الكلي للنظام املصريف العاملي.
املصارف اإلسالمية
311
اخلصائص اليت تتسم بها املصارف اإلسالمية ،وجوانب التمايز بينها وبني املصارف التقليدية. ال بد أن تتوفر جمموعة من العناصر يف التعريف املثالي للمصرف اإلسالمي وهي: - 1الشخصية االعتبارية للمصرف بوصفه مؤسسة مالية مصرفية وسيطة. - 3اهلدف (األهداف) وراء إنشاء املصرف :تعظيم ثروة املالكني ،باإلضافة إىل األهداف االجتماعية واالقتصادية األخرى مثل حتقيق التكافل االجتماعي ،وبناء االقتصاد الوطين . - 2اهلوية العقدية للمصرف اإلسالمي :من حيث كونه مؤسسة تعمل وفق أسس شرعية منبثقة من العقيدة اإلسالمية ،وتعمل ضمن إطارها.
وبهذا ميكن تعريف املصرف اإلسالمي بأنه" :مؤسسة مالية مصرفية وسيطة، تهدف إىل تعظيم ثروة مالكيها ،وحتقيق الرفاهية للمجتمع الذي تعمل فيه ،وفق أسس وقواعد الشريعة اإلسالمية". للمصارف اإلسالمية جمموعة من اخلصائص اليت تتميز بها ،وهي (: )1 - 1املصارف اإلسالمية بطبيعتها مصارف شاملة متعددة الوظائف؛ فهي تؤدي دور البنوك التجارية وبنوك األعمال وبنوك االستثمار وبنوك التنمية. - 3املصارف اإلسالمية ال تتعامل بالدّين ،فهي ال تقرض وال تقرتض إال يف حدود ضيقة جداً على أساس القرض احلسن ،وال تتعامل بالفوائد أخذا أو
( )1السيد إمساعيل ( بتصرف ) ،مصدر سبق ذكره ،ص .199- 192
319
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
عطاءً ،بل تعمل على أساس املشاركة يف النتائج سواءً أكانت رحباً أم خسارةً. - 2العالقة بني املصارف اإلسالمية واملتعاملني معها سواءً أكانوا أصحاب املوارد ( املودعني ) أم مستخدميها (طاليب التمويل ) ،ليست عالقة دائنيةً ومديونية إال يف حالة البيع املؤجل ،وإمنا هي عالقة مشاركة ومتاجرة ومن هذا املنطلق : أ) ليس هناك عائد حمدد سلفاً – مقداراً أو نسبةً -على ما يودع لدى املصارف اإلسالمية للمتعاملني معها ،وإمنا يقدر العائد يف كال اجلانبني يف ضوء ما يتحقق من ربح نتيجة متويل العمليات اليت يشارك فيها املصرف أو يتاجر . ب) ليس هناك التزام من املصرف اإلسالمي حنو أصحاب الودائع لديه بردها كاملة يف تواريخ استحقاقها (باستثناء احلسابات اجلارية ). - 3إن املصارف اإلسالمية وهي تستخدم األموال املؤمتنة عليها ال تقوم بتوجيهها بصورتها النقدية إىل الغري كما تفعل البنوك التقليدية ،بل إنها تشارك أيضاً يف عمليات ،وتتاجر يف سلع ،أي أنها تقدم متويالً عينياً إضافة للتمويل النقدي الذي يقوم على أساس املشاركة. - 2إنها ليست جمرد بنوك ال تتعامل بالفائدة ومتتنع عن متويل سلع وخدمات حمرمة، وهي كذلك ليست جمرد بنوك استثمارية تتعامل باملشاركة ،كما أنها ليست جمرد بنوك تقدم للمحتاجني ولألنشطة االجتماعية قروضاً حسنةً (بدون فوائد) وأموال
املصارف اإلسالمية
311
زكاة ال ترد ،وأنها ليست جمرد وسطاء ماليني ،ولكنها مؤسسات ذات رسالة اقتصادية واجتماعية شاملة لذلك كله. على الرغم من أن املصرف اإلسالمي يتشابه مع املصارف التقليدية يف بعض اجلوانب من حيث كون كل منهما مؤسسة وساطة مالية وخضوعهما لرقابة املصرف املركزي ،وتقديم بعض اخلدمات املصرفية اليت تقدمها املصارف التقليدية مقابل عمولة مثل :تأجري اخلزائن ،حتويل العملة،إدارة املمتلكات ،هناك بعض اجلوانب األساسية اليت متيز املصرف اإلسالمي عن غريه من املصارف التقليدية ،ومن ذلك ما يلي* : - 1تعتمد املصارف اإلسالمية يف معامالتها على أساس صيغة املشاركة الشرعية اليت تنص على اقتسام العوائد ،وحتمل التكاليف حسب إسهام كل طرف من أطراف املشاركة ،ويف املقابل ،املصارف التقليدية تعتمد يف معامالتها على أساس نظام الفائدة (الربا)(.)1 - 3حيتل االستثمار حيزاً كبرياً من معامالت املصارف اإلسالمية من خالل أساليب االستثمار اإلسالمية كاملضاربة ،واالستصناع واإلجارة ،وغريها ،يف حني أن املصارف التقليدية تعتمد على اإلقراض الربوي الذي يقوم على الفائدة بشكل أساس (.)3
* هذا فيما خيص اإلطار النظري للمصارف اإلسالمية ،أما واقع التجربة فيظهر نتائج متباينة ال تثبت أن جانب االستثمار هو املهيمن على استثمارات املصارف اإلسالمية. ( )1شبري ،مصدر سبق ذكره ،ص . 292 ( )3املصدر نفسه،ص .299
330
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
- 2تأخذ املصارف اإلسالمية مببدأ الرمحة والتسامح واليسر الذي دعت إليه الشريعة اإلسالمية ،فيعان املدين املعسر وميهل ،امتثاالً لقوله تعاىل ﭽ ﯧ
ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﭼ البقرة . 390 :أما املصارف التقليدية فتعاقب املدين بفرض فوائد تأخري ربوية ،دون النظر إىل حالة املدين(.)1 - 3إضافة إىل رقابة املصرف املركزي اليت ختضع هلا املصارف اإلسالمية واملصارف التقليدية على حد سواء ،فإن هناك رقابةً شرعيةً على أعمال املصرف اإلسالمي من قبل جلنة من علماء الشريعة لتضمن التزامه بأحكام الشريعة اإلسالمية يف معامالته املختلفة.
تسعى املصارف اإلسالمية القائمة يف الواقع إىل حتقيق أمرين اثنني :األول منهما خاص يتعلق باملصرف اإلسالمي بوصفه وحدة اقتصادية توظف فيها أموال املساهمني وأموال املودعني بهدف تعظيمها وتنميتها .والثاني عام يتعلق بدور املصرف اإلسالمي بوصفه جزءا من النظام االقتصادي الكلي ،ويرتكز حول التنمية االقتصادية واالجتماعية للمجتمع.وفيما يلي استعراض هلذين اهلدفني: ويقصد به تعظيم وزيادة ثروة املساهمني الذين ميلكون املصرف اإلسالمي، وذلك من خالل حتقيق عوائد جمزية على توظيف األموال لديه .إن هذا اهلدف ال خيص املساهمني فقط ،وإمنا املودعني كذلك ألنهم يشاركون بأمواهلم على أساس تقاسم العوائد ،وبذلك زيادة العائد على أموال املصرف ستكون فيه فائدة موازية للمودعني. ( )1املصدر نفسه،ص .291
املصارف اإلسالمية
331
إن سعي املصرف اإلسالمي لتحقيق األرباح يتطلب منه اهتماماً خاصاً باألهداف األخرى اليت تهتم بها املصارف األخرى (التقليدية) وهي السيولة واألمان، اليت تطلب من املصرف اإلسالمي كما هي مطلوبة من املصارف األخرى(.)1 يتفق املؤلف مع الرأي القائل إن هذا هو اهلدف األساس للنظام االقتصادي اإلسالمي ،حيث إن املصارف اإلسالمية بوصفها جزءا مهما من النظام املالي اإلسالمي ،تعمل لتحقيق الغاية األساسية للنظام االقتصادي اإلسالمي ،وذلك من خالل حتقيق التشغيل الكامل للموارد املالية ،والقيام بتعبئة املدخرات وإعادة تشغيلها بكفاءة .ويقوم املصرف اإلسالمي كذلك خبدمات اجتماعية ال رحبية مثل تقديم القروض احلسنة للمحتاجني ،ودعم األنشطة االجتماعية والثقافية إضافة لدوره يف تيسري أداء فريضة الزكاة للمودعني إذا ما طلبوا ذلك .ونظراً ألهمية هذا اهلدف فإنه يسود اعتقاد لدى بعض الباحثني بأن هدف التنمية االقتصادية واالجتماعية للمجتمع يفوق يف أهميته هدف حتقيق الربح ،فيذهبون إىل أن "احملرك األول للمصارف اإلسالمية هو خدمة اجملتمع واالهتمام مبصاحله وهذا مقدم على هدف حتقيق الربح"(.)3 ويؤكدون أن املصارف اإلسالمية بنوك تنموية أصالً ،ويقاس قربها أو بعدها عن اإلسالم بدرجة إسهامها يف العملية التنموية واإلنتاجية أو ابتعادها عنها(.)2 إن هذا النمط من التفكري يف غاية وجود املصرف اإلسالمي تشري إىل وجود خطأ فكري؛ ألن هؤالء الباحثني يأخذون مفهوم النظام املالي من منظور مالية الدولة أو ( )1سليمان "،الودائع االستثمارية يف املصارف اإلسالمية" ،دراسات يف االقتصاد اإلسالمي ،سلسلة دراسات يف االقتصاد اإلسالمي ،العدد (،33القاهرة،املعهد العاملي للفكر اإلسالمي،)1119،،ص ص.31- 30 ( )3الصرّاف"،جتربة البنوك اإلسالمية "،جملة البنوك اإلسالمية،عدد.20شعبان 1302هجري،ص.20 ( )2النجار،حركة البنوك اإلسالمية،ط ،1112،1/شركة سربينت للطباعة ،القاهرة ،ص.299
333
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
املالية العامة للدولة اليت تتعلق باإليرادات والنفقات العامة واليت تهدف – فيما تهدف -إىل حتقيق الرفاهية للمجتمع كله ،كما أنهم يتحدثون عن إيرادات بيت املال أو خزينة الدولة يف اجملتمع املسلم املثالي ،ثم يعملون على حتديد هدف املصرف اإلسالمي ضمن هذا اإلطار ،مع أن واقع هذه املصارف بعمومه – عدا بعضها يف السودان وإيران والبنك اإلسالمي للتنمية – عبارة عن مؤسسات مالية مصرفية خاصة يهدف مالكوها إىل تعظيم أرباحهم بالدرجة األوىل .كذلك فإن الدور االقتصادي املنوط باملصارف عامة ،واإلسالمية منها بشكل خاص بات خمتلفاً عنه يف السابق، بسبب االنسحاب التدرجيي للدولة من النشاط االقتصادي لصاحل شركات القطاع اخلاص ومنها املصارف ،وهذا ما مت تأكيده يف التعريف الذي طرحناه للمصرف اإلسالمي يف بداية هذا الفصل.
املصارف اإلسالمية
332
المبحث الثاني :أساليب التمويل واالستثمار المتاح تطبيقها في المصارف اإلسالمية تعمل املصارف اإلسالمية على دراسة املشروعات املقرتح االستثمار بها ،من حيث جدواها املالية للمصرف ،إضافةً إىل اجلدوى االقتصادية الكلية ،واملنفعة االجتماعية املتوقعة من هذه املشاريع ،وبهذا يتحول العمل املصريف من اإلقراض الربوي إىل املشاركة بني املمِّول وطالب التمويل ،ويتحول اهتمام اإلدارة من التوجه حنو إدارة اإلقراض إىل االستثمار ،ومن الرتكيز على الضمان إىل الرتكيز على اجلدوى ،ومن دور املرابي الذي يأخذ الربا إىل دور املستثمر واملستشار االقتصادي ،وبدل االعتماد على مالءة العميل وضماناته تعتمد املصرفية اإلسالمية دراسة السوق(.)1 وكما أشرنا يف الفصل السابق فإنه إىل جانب الدور األساس االسرتاتيجي للمشاركة يف عمل املصارف اإلسالمية ،يشار إىل أن هناك أساليب متويلية واستثمارية بديلة تليب احتياجات متويلية واستثمارية متنوعة للمتعاملني مع املصارف اإلسالمية قد ال ميثل أسلوب املشاركة وسيلة مناسبة لتلبيتها ،كبيع املراحبة ،وبيع السَلَم، واإلجارة ،واإلستصناع ،واملزارعة ،واملساقاة وغريها .وهنا نوضح كيفية استفادة املصارف اإلسالمية من أساليب التمويل واالستثمار اإلسالمية اليت شرحناها يف الفصل املاضي.
متثل املشاركة أهم األساليب اليت تربر العمل املصريف اإلسالمي ويتم تسويقه من خالهلا ،حيث متثل هذه األساليب البديل العملي املقرتح للتعامل بالفائدة ،وميثل ( )1كمال ،مصدر سبق ذكره ،ص.99
333
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
عائد املشاركة نظريا البديل املنطقي لسعر الفائدة واملقبول بدرجة كبرية يف احملافل العلمية .ونظراً ألهمية أسليب املشاركة فقد برزت واحدا من أسس النظام املالي اإلسالمي. وتتحدد معامل املشاركة يف املصارف اإلسالمية كما يلي(: )1 - 1يشرتك املصرف والعميل يف املال والعمل على أساس عقد املشاركة . - 3يتمثل نصيب كل من طريف املشاركة (املصرف والعميل) جبزء شائع من الربح وليس نسبة إىل رأس املال ،والربح املقصود هنا هو الربح الفعلي املتحقق يف نهاية الشركة ،أو على مدى فرتات عمرها الزمين . - 2يتفق الطرفان منذ بدايةً تأسيس الشركة على نسبة حمددة لتقسيم الربح بينهما . - 3يقتطع نسبة من صايف الربح مقابل مصاريف إدارة عملية املشاركة ،ويتم بعد ذلك توزيع باقي صايف الربح حسب حصة كل شريك ،أما اخلسارة فتكون حسب نسبة اإلسهام يف رأس املال فقط . يقوم املصرف اإلسالمي مبشاركة طرف آخر يف مشروع ما ،ويسهم كل منهما حبصة يف رأس املال ،ويتفق الطرفان على كيفية إدارة املشروع ،وكيفية التمويل ،ويكون نصيب كل منهما من الربح على أساس نسبة مشاركة كل منهما برأس املال ،وميكن أن تكون املشاركة دائمة ،أو قد تنتهي بانتهاء صفقة جتارية أو مشروع مشرتك(.)3
( )1املصدر نفسه،ص .91 ( )3عزي"،صيغ متويل التنمية يف اإلسالم" ،ندوة رقم ،31املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب ،1113،ص .131
املصارف اإلسالمية
332
تدخل أموال املودعني يف املصرف اإلسالمي إىل جانب أموال املساهمني للمشاركة يف مشاريع معينة .فاملودعون هنا حيتلون موقعاً وسطاً ،فهم شركاء مع املصرف؛ ولكن مشاركتهم غري دائمة كمشاركة املساهمني ،إذ إنها تنتهي عند موعد استحقاق ودائعهم ،وتتم حماسبتهم على أساس عائد الفرتة اليت استثمرت فيها أمواهلم مع املصرف وبعد ذلك يأتي مودعون غريهم الستثمار ودائعهم مشاركةً مع املصرف نفسه ويف املشاريع ذاتها ( .)1وختتلف هذه املشاركة عن سابقتها يف عدم استمرار أحد األطراف (املودعني) يف املشاركة،عكس النوع السابق الذي يبقى فيه املودع حتى نهاية عمر املشروع. :يشري لفظ "املشاركة املتناقضة" إىل اجلهة املشاركة جبزء من رأس املال ،واليت سوف خترج من املشروع (وهي هنا املصرف) ،حيث إن مشاركتها تتناقص كلما اسرتَّدت جزءاً من رأس املال الذي قدمته هي يف املشروع موضع املشاركة( .)3أما لفظ املنتهية بالتمليك ،فيشري إىل جهة الشريك اآلخر ،وهو الذي ستؤول ملكية املشروع بعد أن يتمكن من رد رأس املال إىل املصرف أو الشريك اآلخر (.)2 ولعل السبب يف تسمية املشاركة املتناقصة بهذا االسم هو عدم توفر عنصر االستمرارية فيها بني مجيع أطرافها؛إذ إن الطرف ا ُملمَوِّل (املصرف أو غريه) الينوي االستمرار يف املشاركة إىل حني انتهاء الشركة ،بل إنه يعطي احلق للشريك ليحل حمله
( )1عطية " ،املشاركة املتتالية يف البنوك اإلسالمية " ،جملة جامعة امللك عبد العزيز :االقتصاد اإلسالمي ،جملد ،1191 ،1ص ص .113- 102 ( )3ﻋﺭﺒﻴﺎﺕ ،ﻭﺍﺌل ،ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻑ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ -ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ،ط ،1/ﻋﻤان ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ3009 ،ﻡ .ص .29 ( )2املصدر السابق نفسه ،ص . 29
339
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
يف ملكية املشروع ،ويوافق على التنازل عن حصته يف املشاركة دفعة واحدة ،أو على دفعات ،حسبما تقتضي الشروط املتفق عليها (.)1 سبق أن عرفنا املشاركة املنتهية بالتمليك (املتناقصة) بأنها ":نوع من أنواع الشراكة يعطي فيها املصرف احلق للطرف اآلخر بأن حيل حمله يف ملكية املشروع املستثمر فيه"( .)3ويعترب التمويل باملشاركة املتناقصة شكالً من أشكال املضاربة املقيدة يف مشروع معني.وقد يتم تنفيذ التنازل يف هذا النوع من املشاركة بواحدة من الطرق التالية: أ)
التنازل دفعةً واحدة عن طريق عقد مستقل بعد فرتة معينة.
ب) حصول املصرف على حصة نسبية من العائد الصايف لعملية املشاركة مع احتفاظه حبقه يف احلصول على جزء من إمجالي اإليراد احملقق فعالً من املشروع لتسديد أصل املبلغ الذي أسهم به. ج)
تقسيم رأس املال إىل أسهم ،ويقوم الشريك بشراء جمموعة من أسهم املصرف اإلسالمي بنهاية كل فرتة زمنية ،حبيث تتناقص حصة املصرف من األسهم تدرجيياً ،مقابل زيادة حصة الشريك اآلخر حتى تؤول ملكية املشروع له بشكل كامل*.
( )1الكواملة ،نور الدين عبدالكريم ،املشاركة املتناقصة وتطبيقاتها املعاصرة يف الفقه اإلسالمي ،ط، 1عمَّان ،دار النفائس، 1339ﻫـ 3009-ﻡ ،ص .33 ( )3محود ،تطوير األعمال املصرفية مبا يتفق والشريعة اإلسالمية ،ط ،2/دار الرتاث،القاهرة،1111 ،ص ص .312،313 * أقرت هذه الصيغ للمشاركة املتناقصة يف مؤمتر املصرف اإلسالمي األول ،دبي 32- 32 ،مجادى الثانية 1211هـ.
املصارف اإلسالمية
331
اختلف الفقهاء املعاصرون يف التكييف الفقهي هلذا النوع من الشركة ،وهلم يف ذلك مخسة أقوال (:)1 إنها صورة من صور املضاربة ،واستدلوا بأن العلماء قد نصُّوا على أنه جيوز لرب املال أن يقيَّد املضارب مبكان العمل ،ونوع التجارة ،وحنو ذلك (.)3 :إنها عقد إجارة مع وعد بالبيع يف صورة العقار واستدلوا على القول بكونها إجارة بأن املصرف يقوم باستئجار أرض الشريك على بعض ناجتها (.)2 إنها صورة من صور املزارعة واملساقاة ،وهي جائزة بناء على ذلك ،واستدل أصحاب هذا القول ،بأنها دفع املال مل يعمل عليه ببعض منائه مع بقاء عينه (.)3 إنها شركة ملك ،ووعد من املصرف ببيع حصته تدرجيياً إىل الشريك اآلخر ( .)2حيث يرى هذا الفريق أن هذه الشركة ترتكب من عقدين :أحدهما إحداث شركة امللك بينهما ،واآلخر بيع أحد الشريكني حصته يف املال املشرتك تدرجيياً إىل شريكه ،حتى ختلص للشريك امللكية مجيعها واستدل هذا الفريق على كونها إحداث شركة ملك بني الطرفني ،باعتبار أن كالً منهما يقوم بشراء املشروع ،أو العقار
( )1شندي ،إمساعيل ،املُشاركة املُتناقضة (املنُتهية بالتمليك) يف العمل املصريف اإلسالمي :تأصيلُ وضبطٌ ،ورقة علمية ،مؤمتر االقتصاد اإلسالمي وأعمال البنوك،.جامعة 31- 39/1/3001 ،ﻡ .مع بعض التصرف. ()3الشنقيطي ،حممد األمني ،دراسة شرعية ألهم العقود املالية املستحدثة ،ط ،3/املدينة املنورة ،مكتبة العلوم واحلكم1333 ، هـ ،ص .213 ( )2عربيات ،مصدر سبق ذكره ،ص .233 ()3الصاوي ،حممد ،مشكلة االستثمار يف البنوك اإلسالمية ،وكيف عاجلها اإلسالم ،ط،1/دار الوفاء ،املنصورة 1119 ،ﻡ، ص .933 ( )2محاد ،نزيه" ،املشاركة املتناقصة وأحكامها يف ضوء العقود املستجدة" ،جملة جممع الفقه اإلسالمي ،العدد 12السنة ،12 ص .39
339
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
حمل املشاركة ،فالشراء يكون مباهلما .وأما بيع احلصة تدرجيياً إىل األخر ،فهذا من أجل انتهاء هذا الشركة بالتمليك (.)1 إنها شركة عِنان ووعد من املصرف بيب حصته للشريك ،وقيام املصرف ببيع حصته تدرجيياً ،فهي جمموعة عقود تربز يف عقد واحد (.)3 وقد ذهبت غالبية البحوث املعاصرة إىل تكييف االستثمار باملشاركة املتناقصة، باعتبارها شركة عنِان ( ،)2نظراً للتماثل التام بينهما يف اخلصائص .وحجة هذا القول أن رأس املال املُعَّرب عنه عندهم بالتمويل يتم مشاركة بني الطرفني ،حيث يشرتك الطرفان مبدخراتهما يف املشروع االستثماري (.)3 وبعد استعراض آراء العلماء يف التكييف الفقهي للمشاركة املتناقصة املنتهية بالتمليك يتبني بأن هناك انطباقا كبريا بينها وبني شركة شركة العِنان يف صورة العقار فحسب .وكون املعقود عليه عرضا واآلخر نقدا ،فالنقود المانع شرعا من كونها حمال لشركة العِنان العروض باالتفاق بني الفقهاء ،وأما العروض فهي موضع خالف بني الفقهاء .وأما اقتسام الربح ،فيكون بنسبة شائعة. وهلذا فإن التكييف الفقهي منطبق على الشركة املتناقصة حبالة ما إذا كان حمل الشركة عقاراً فقط .أما إذا كان حمل الشركة منقوال ،بأن كان املال مُقدَّما من املصرف ( )1عربيات ،مصدر سبق ذكره ،ص .93 ( )3شبري ،مصدر سبق ذكره ،ص .313 ( )2الناصر ،الغريب ،أصول املصرفية اإلسالمية وقضايا التشغيل،ط ، 1القاهرة ،دار أبوللو للطباعة1119 ،ﻡ ،ص .129 عربيات ،مصدر سبق ذكره ،ص .93 ()3مشهور ،أمرية عبداللطيف ،االستثمار يف االقتصاد اإلسالمي،ط، 1القاهرة ،مكتبة مدبولي 1311،ﻫـ 1111-ﻡ ،ص ص .310- 391 ( )2عربيات ،مصدر سبق ذكره ،ص ص ،93 - 90مع بعض التصرف.
331
املصارف اإلسالمية
مقابل العمل من الشريك ،كما يف حالة شراء سيارة من قبل املصرف ،وقيام الشريك بالعمل عليها ،وكلما قام الشريك بتسديد جزء من أصل رأس املال املقدم ،كلما نقصت حصة املصرف شيئا فشيئا ،وحل الشريك حمل املصرف تدرجييا يف ملكية الشركة ،فإن هذه الصورة تكيف بأنها :مضاربة ثم شركة ملك تنتهي بالتمليك. فهذه الصورة تبدأ مضاربة ،ثم تنتقل إىل شركة ملك عند امتالك كل واحد من الشريكني جلزء من رأس املال هذا ،ثم تنتهي بالتمليك ،من خالل الوعد الذي يعد املصرف شريكه بالتنازل عن ملكيته حلصته من الشركة بشكل كلي عند اسرتداده لرأمساله املقدَّم ،وحتقيقه لألرباح املرجوة ،وهذا التكييف يف حال كون رأس املال يقدم من جهة ،والعمل من اجلهة األخرى. أما إذا كان املعقود عليه عقارا ،فإن هذه الصورة تبدأ شركة عِنان ،حيث إن كال من الشريكني يقدِّم رأمسال معلوما ،والذي يُقدَّم قد يكون مساويا ملا قدَّمه الشريك أو غري مساو ،وهذا المانع منه شرعا ،وكذلك إذا كان املعقود عليه منقوال، واشرتاكا يف رأس املال ابتداء فإنها تبدأ بصورة شركة عنان .ويستحق كل من الشريكني أو الشركاء الربح على مايتفقان عليه ،ويكون كبريا نسبيا بالنسبة للمصرف ،ألن حصته تكون كبرية يف بداية الشركة ،ثم تتناقص حصته تدرجييا حالة حملَّها حصة الشريك حبسب االتفاق ،وهذا المانع منه يف شركة العِنان على القول الراجح .ثم تنتهي هذه الشركة بتمليكها إىل أحد الطرفني ،وذلك من خالل الوعد الذي يعد فيه املصرف شريكه بتمليكه حلصته (املصرف) يف الشركة بشكل كلي ،حبيث ينسحب الشريك
وهو املصرف ،أو الطرف الثاني اخلارج منها
من هذه الشركة تاركا
ملكيتها إىل شريكه اآلخر ،بعد حتقيق االستثمار املرجو واملنشود لرؤوس األموال.
320
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
وقد كان للباحث د .سامي محود رمحه اهلل الفضل يف تطوير هذه الصورة من املشاركة على ما أجازه الفقه احلنبلي من ناحية األخذ بصحة االتفاق بني مالك السفينة والعامل عليها على أساس أن يكون للعامل حصة من األجرة املتحصلة .وقد رتب د .محود عملية متويل فعلية بطريقة املشاركة املنتهية بالتمليك ،حيث كان مثن السيارة 3000دينار ،وكانت مدة الشراكة 3سنوات .ويظهر اجلدول التالي نتيجة هذه العملية
() 1
3000
1900
300
1300
)1300- 3000 ( 3900
1300
220
1020
)1020- 3900 ( 1120
1300
200
100
)100- 1120( 920
1120
391,2
993,2
1220
3000
يظهر اجلدول رقم ( )1أن نسبة االقتطاع من صايف اإليرادات كربح لرأس املال تبلغ %32من صايف اإليرادات السنوية ،ويتبقى %12السرتداد رأس املال. وقد بلغ متوسط اإليرادات السنوية 1221,2دينار .كما بلغت نسبة الربح لرأس املال املستثمر عن كل سنة كما يلي: )3000/300 ( %10للسنة األوىل )3900/220( %13,2للسنة الثانية ( )1املصدرالسابق نفسه ( بتصرف) ،ط ،3/دار الفكر ،عمان ،1193 ،ص ص .320- 339
املصارف اإلسالمية
321
)1120/200 ( %11للسنة الثالثة )920/391,2 ( %22,9للسنة الرابعة مبتوسط سنوي يبلغ %19,22تقريباً.
عدم توافر اخلربة لدى املصارف اإلسالمية يف جماالت األنشطة االقتصادية كافة.
القيود املفروضة على املصارف اإلسالمية من قبل البنوك املركزية يف جمال االستثمارات طويلة األجل.
عدم تفهم املتعاملني مع املصارف اإلسالمية ألساليب التمويل اإلسالمية.
.1يدفع أسلوب املشاركة باملصارف اإلسالمية حنو التدقيق يف نوعية وجدوى املشاريع اليت ستستثمر فيها أموال املساهمني واملودعني ،عن طريق تقدير العوائد واملخاطر ،وقوى السوق إخل ،حبيث خترج هذه املصارف من دائرة االئتمان التقليدي الذي يعتمد على تقديم األموال – فقط – وانتظار العائد. ويتطلب ذلك من املصارف اإلسالمية إنشاء أقسام للدراسات واالستشارات واألحباث ،مما جيعل من عالقتها مع عمالئها املستثمرين واملودعني أكثر ارتباطاً واستمرارية. .2تشجع املشاركة – وخاصةً إذا كانت منتهية بالتمليك – املشاركني مع املصرفاإلسالمي على بذل أقصى اجلهود املمكنة ،وتقديم أفضل ما
( )1علي السالوس ،املعامالت املالية املعاصرة ،ط ، 1/مكتبة الفالح ،الكويت،1119 ،ص ص .391- 321
323
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
عندهم ،ألنهم مالكون (أو يتطلعون إىل ملكية) رأس مال املشروع الذي يعملون فيه ،مما حيقق تشغيال أكثر كفاءة للموارد االقتصادية.
تتعامل املصارف اإلسالمية بأسلوب املضاربة اجلماعية ( املشرتكة) على جانيب امليزانية؛ ففي جانب مصادر األموال يكون املصرف عامالً بأموال املودعني ،حيث يقبل الودائع االستثمارية من خالل نافذتني ،األوىل لالستثمار املشرتك؛ أي أن املصرف يعمل على أساس املضاربة املطلقة ،حبيث جيمع أموال املودعني ويستثمرها مبا يراه مناسباً دون حتديد لكيفية ونوع االستثمارات من جانب املودعني ،ويتم توزيع نتيجة االستثمار على املودعني على أساس احلصة الشائعة بنسبة إسهام كل منهم ،أما النافذة الثانية فتكون لالستثمار املُخصَص .أي أن املصرف اإلسالمي يستثمر أموال املودعني على أساس املضاربة املقيدة ،حيث يطلب املودعون من املصرف توجيه أمواهلم لالستثمار يف مشاريع حمددة (.)1
اتفق العلماء املعاصرون على جواز دخول املصرف اإلسالمي عنصرا جديدا يف املضاربة ،واختلفوا يف حتديد عالقته بكل من أصحاب األموال واملستثمرين ،وهلم يف
( )1عطية،البنوك اإلسالمية،بني احلرية والتنظيم،التقويم واالجتهاد ،النظرية والتطبيق ،ط،3/املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،بريوت ،1112 ،ص.90
املصارف اإلسالمية
322
ذلك أربعة آراء(:)1 يذهب أصحاب هذا الرأي إىل القول بأن أصحاب األموال يف جمموعهم هم أرباب املال ،واملصرف هو املضارب مضاربة مطلقة ختول له حق توكيل غريه يف استثمار هذه األموال. أما عالقة املصرف باملضاربني من رجال األعمال وأرباب التجارة ،فإن املصرف هو صاحب رأس املال ،وأن هؤالء املستثمرين من رجال األعمال ومن على شاكلتهم يعتربون هم املضاربني(.)3 قال الكاساني" :إذا قال له اعمل برأيك فله أن يدفع مال املضاربة مضاربة إىل غريه. وعلل ذلك بقوله :ألنه فوض الرأي إليه وقد رأى أن يدفعه مضاربة ،فكان له ذلك" (.)2 ألولئك الذين يقولون إن املصرف اإلسالمي يعد وكيالً عن أصحاب األموال ،وهو ليس عنصراً أساسياً يف عقد املضاربة؛ ألنه ليس صاحب رأس املال وال صاحب العمل ،وإمنا هو وسيط بني أصحاب األموال وأصحاب األعمال ،وتتمثل مهمته يف جتميع أموال املودعني ،ثم دفعها إىل رجال األعمال واالتفاق معهم مباشرة على استثمار أي مبلغ بعد تأكد املصرف من جناح املشروع املعروض عليه.
( )1لالستزادة من التفاصيل حول اآلراء الفقهية حول هذا املوضوع؛ يرجى مراجعة :الصغري ،عادل سامل حممد” ،املضاربة املشرتكة من أهم صيغ التمويل املصريف اإلسالمي“،مؤمتر اخلدمات املالية اإلسالمية الثاني ،تنظيم :املركز العالي للمهن املالية واإلدارية ،وأكادميية الدراسات العليا ،طرابلس ،ليبيا 39 – 31 ،ابريل 3010م ،ص ص .12- 1 ( )3اهلييت ،عبد الرزاق رحيم ،املصارف اإلسالمية بني النظرية والتطبيق ،ط ،1/دار أسامة للنشر ،عمان -األردن، 1119م.313- 312 ، ( )2الكاساني ،مصدر سبق ذكره ،اجلزء 9صفحة .12 ( )3الصدر ،حممد باقر ،البنك الالربوي يف اإلسالم ،ط ،3/دار الكتاب اللبناني ،بريوت -لبنان1112 ،م ،ص .31
323
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
يذهب أصحابه إىل القول بأن املضاربة املشرتكة تضم ثالثة أطراف: وهم املودعون الذين يقدمون املال بصورة انفرادية للعمل به مضاربة، واملضاربون من أصحاب املشاريع وأرباب التجارة ،الذين يأخذون املال بصورة انفرادية أيضاً .أما الطرف الثالث :وهو اجلهة أو الشخص الذي يكون مهمته التوسط بني الطرفني السابقني ( وهو املصرف اإلسالمي يف هذه احلالة) ،وتتمثل أهمية هذا الطرف
أي الثالث
يف صفته املزدوجة اليت يبدو فيها مضارباً بالنسبة ألصحاب
األموال ،وصاحب مالٍ بالنسبة للمضاربني املنفذين(.)1 وعلى هذا األساس يرى الدكتور سامي محود أن تطبيق شروط املضاربة اخلاصة يتعذر يف نظام املصرف اإلسالمي وطبيعة نشاطه؛ إذ يقول" :إن تطبيق هذه القواعد اخلاصة بعقد املضاربة بشكله املبني يف املؤلفات الفقهية أمر متعذر تطبيقه عملياً يف جمال االستثمار اجلماعي على النسق املصريف"(.)3 يفرق القائلون به بني أن تكون املضاربة اليت ميارسها املصرف بنفسه أو باالشرتاك مع اآلخرين خاصة مبشاريع تعود إىل أصحاب األموال أنفسهم، وبني أن تكون املضاربة يف مشاريع ال تعود ملكيتها إليهم؛ حيث يرى هؤالء أن املدخرين بالنسبة هلذه املضاربة يعتربون يف كلتا احلالتني هم رب املال ،أما بالنسبة للمصرف واملضاربني فإنهم يعتربون مضاربني إذا كانت املشاريع املستثمرة عامة ال تعود ملكيتها إىل أصحاب األموال أنفسهم. يبني واقع عمل املصارف اإلسالمية اعتمادها على أسلوب املضاربة يف جانب مصادر التمويل بشكل كبري حبيث تنقل املخاطرة إىل املودعني معها .يف حني أن ( )1الزحيلي ،املعامالت املالية املعاصرة ،مصدر سبق ذكره ،ص .339 محود ،مصدر سبق ذكره ،ص .212 ( )3محود ،املصدر نفسه ،ص .211
املصارف اإلسالمية
322
استخدام هذا األسلوب يف جانب توظيف األموال ميثل نسبة ضئيلة من استثمارات هذه املصارف بسبب تفوق أسلوب املراحبة عليه يف اخلصائص التمويلية اليت تتمثل بتأكد العائد واخنفاض املخاطرة ،إىل جانب املزايا األخرى وردت يف الفصل املاضي عند مناقشة بيع املراحبة. كذلك فإن املصرف اإلسالمي قد يلجأ إىل إصدار "سندات املقارضة" لتمويل مشروعات حمددة ،وتقوم هذه السندات على أساس جتزئة رأس املال إىل حصص معينة قابلة للتداول ،وميلك حامل السند حصةً شائعةً يف املشروع ،ويتمتع حبقوق املالك(.)1 أن ميثل الصك ملكية حصة شائعة يف املشروع الذي أصدرت الصكوك إلنشائه أو متويله ،وتستمر هذه امللكية طيلة املشروع من بدايته إىل نهايته وترتب عليها مجيع احلقوق والتصرفات املقررة شرعا للمالك يف ملكه من بيع وهبة ورهن وإرث وغريها ،مع مالحظة أن الصكوك متثل رأس مال املضاربة . يقوم العقد يف صكوك املقارضة على أساس أن شروط التعاقد حتددها نشرة اإلصدار ،وأن اإلجياب يعرب عنه االكتتاب يف هذه الصكوك ،وأن القبول تعرب عنه موافقة اجلهة املصدرة .وال بد أن تشتمل نشرة اإلصدار على مجيع البيانات املطلوبة شرعا يف عقد القراض "املضاربة" من حيث :بيان معلومية رأس املال ،وتوزيع الربح ،مع بيان الشروط اخلاصة بذلك اإلصدار ،على أن تتفق مجيع الشروط مع األحكام الشرعية . ( )1خري اهلل" ،سندات املقارضة" ،جملة دراسات اقتصادية إسالمية ،اجمللد األول ،العدد الثاني ،جده ،1113،ص.12 ( )3جممع الفقه اإلسالمي ،الدورة الرابعة ،جدة ( اململكة العربية السعودية ) 32 – 19مجأسهم اآلخرة 1309هـ11 – 9. شباط ( فرباير ) 1199م .قرار رقم )3/2( 20 :بشأن سندات املقارضة وسندات االستثمار (.مع بعض التصرف).
329
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
أن تكون صكوك املقارضة قابلة للتداول بعد انتهاء الفرتة احملددة لالكتتاب ،باعتبار ذلك مأذونا فيه من املضارب عند نشوء السندات مع مراعاة الضوابط التالية: إذا كان مال القراض املتجمع بعد االكتتاب وقبل املباشرة يف العمل باملال ،ما يزال نقودا ،فإن تداول صكوك املقارضة يعترب مبادلة نقد بنقد وتطبق عليه أحكام الصرف. إذا أصبح مال القراض ديونا تطبق على تداول صكوك املقارضة أحكامتداول التعامل بالديون. إذا صار مال القراض موجودات خمتلطة من النقود والديون واألعيانواملنافع ،فإنه جيوز تداول صكوك املقارضة وفقا للسعر املرتاضى عليه، على أن يكون الغالب يف هذه احلالة أعيانا ومنافع . أن من يتلقى حصيلة االكتتاب يف الصكوك الستثمارها وإقامة املشروع بها هو املضارب ،أي عامل املضاربة ،وال ميلك من املشروع إال مبقدار ما قد يسهم به بشراء بعض الصكوك ،فهو رب مال مبا أسهم به ،باإلضافة إىل أن املضارب شريك يف الربح بعد حتققه بنسبة احلصة احملددة له يف نشرة اإلصدار ،وتكون ملكيته يف امل شروع على هذا األساس ،وأن يد املضارب على حصيلة االكتتاب يف الصكوك وعلى موجودات املشروع هي يد أمانة ،ال يضمن إال بسبب من أسباب الضمان الشرعية. وجيوز تداول صكوك املقارضة يف أسواق األوراق املالية بالضوابط الشرعية، وذلك وفقا لظروف العرض والطلب وخيضع إلرادة العاقدين ،كما جيوز أن يتم التداول بقيام اجلهة املصدرة يف فرتات دورية معينة بإعالن أو إجياب يوجه إىل
املصارف اإلسالمية
321
اجلمهور ،تلتزم مبقتضاه خالل مدة حمددة بشراء هذه الصكوك من ربح مال املضاربة بسعر معني ،وحيسن أن تستعني يف حتديد السعر بأهل اخلربة ،وفقا لظروف السوق واملركز املالي للمشروع ،كما جيوز اإلعالن عن االلتزام بالشراء من غري اجلهة املصدرة من ماهلا اخلاص على النحو املشار إليه. ويف جانب املوجودات يتحول دور املصرف اإلسالمي إىل رب مال يقدم األموال للمستثمرين من خالل أنواع املضاربة اليت ذكرت (مقيدة أو مطلقة) ،إضافةً إىل استثمار فوائض أمواله يف سندات املقارضة اليت تصدرها اجلهات اليت حتتاج إىل متويل مشاريع حمددة ،مثل املصارف ،الشركات ،املؤسسات احلكومية .إىل جانب تعامل املصرف اإلسالمي بأسلوب املضاربة اجلماعية (املشرتكة) ،فإنه قد يلجأ إىل التعامل مع نوع آخر من املضاربة يسمى "املضاربة املنتهية بالتمليك "( )1وهي نوع من املضاربة يُعطي فيها املصرف اإلسالمي احلق للمستثمر املضارب باحللول مكانهُ يف ملكية املشروع مرة واحدة أو على دفعات ،وهي تشبه يف خطواتها املشاركة املنتهية بالتمليك. حتجم أغلب املصارف اإلسالمية عن التعامل بصيغة املضاربة ،ويرجع ذلك إىل عدم استيعاب املتعاملني ألسلوب تطبيق هذه الصيغة لعدم توافر نوعية املتعاملني من ذي األمانة والثقة العالية ،باإلضافة إىل املخاطر املرتتبة على قيام املصرف بتمويل كافة العملية دون أن يدفع العميل حصة يف التمويل.
( )1ارشيد ،مصدر سبق ذكره،ص.31
329
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
.1تأكيد التميز النظري للمصارف اإلسالمية عن املصارف الربوية يف أنها ال تقدم املال فقط بأساليب حتاكي تلك اليت تتعامل بها املصارف التقليدية، وبالتالي فإنها تقدم مربراً قوياً لوجودها وتسهم فعالً يف تشجيع فئة املستحدثني على إنشاء أعماله اخلاصة وتطويرها يف إطار الشريعة اإلسالمية. .3تنويع استخدامات األموال بدل الرتكيز على أسلوبي املراحبة والتورق اللذين حياكيان طريقة عمل املصارف التقليدية بشكل كبري. .2على الرغم من املخاطر اليت ميكن أن تصاحب استثمار املصارف اإلسالمية ألمواهلا بهذا األسلوب ،إال أنها تسهم يف حتقيق عوائد متميزة للمصارف اإلسالمية ،وتعزز وجودها يف االقتصاد ليس بوصفها مؤسسات مالية وسيطة فقط؛ بل بوصفها مسهما أساسيا وأصيال يف تطوير البلدان العربية واإلسالمية.
يكتسب أسلوب بيع املراحبة لآلمر بالشراء أهمية بالغة يف املصارف اإلسالمية من حيث الوزن النسيب لتوظيف األموال ،حيث إن هذه النسبة تتجاوز ثلثي حجم التمويل الكلي يف السواد األعظم من املصارف اإلسالمية ،وقد تصل يف بعضها إىل %12أو أكثر( ، )1وهذا ما يثري التساؤالت لدى الباحثني واملراقبني حول أسباب تركيز ( )1أوصاف أمحد" ،األهمية النسبية لطرق التمويل املختلفة يف النظام املصريف اإلسالمي :أدلة عملية من البنوك اإلسالمية" ، ندوة خطة االستثمار يف البنوك اإلسالمية ،اجملمع امللكي لبحوث احلضارة اإلسالمية (مؤسسة أل البيت) ،عمان- 19 ، 31حزيران .1191ص،129ص ص .123- 132
املصارف اإلسالمية
321
املصارف اإلسالمية على هذا األسلوب ،إضافة إىل أسئلة أخرى تتعلق بآثاره االجتماعية واالقتصادية ،والرؤية الشرعية له.
إن بيع املراحبة لآلمر بالشراء إذا وقع على سلعه بعد دخوهلا يف ملك املأمور وحصول القبض املطلوب شرعاً ،وهو بيع جائز طاملا كانت تقع على املأمور مسؤولية التلف قبل التسليم ،وتبعه الرد بالعيب اخلفي وحنوه من موجبات الرد بعد التسليم ، وتوافرت شروط البيع وانتفت موانعه. ثانياً :الوعد وهو الذي يصدر من األمر أو املأمور على وجه اإلنفراد ،يكون ملزما للواعد ديانة إال لعذر ،وهو ملزم قضاءً إذا كان معلقاً على سبب ودخل املوعود يف كلفة نتيجة الوعد ،ويتحدد أثر اإللزام يف هذه احلالة إما بتنفيذ الوعد ،وإما بالتعويض عن الضرر الواقع فعالً بسبب عدم الوفاء بالوعد عذر. ثالثاً :املواعدة وهي اليت تصدر من الطرفني جتوز يف بيع املراحبة بشرط اخليار للمتواعدين كليهما أو أحدهما فإذا مل يكن هناك خيار فإنها ال جتوز ألن املواعدة امللزمة يف بيع املراحبة تشبه البيع نفسه ،حيث يشرتط عندئذ أن يكون البائع مالكاً للمبيع حتى ال تكون خمالفه لنهجي الين صلى اهلل عليه وسلم عن بيع اإلنسان ما ليس عنده. يطبق بيع املراحبة بشكل أساسي يف املصارف اإلسالمية من خالل بيع املراحبة لآلمر بالشراء من خالل قيامها بأداء دور الوسيط ،حيث إن املصرف اإلسالمي يكون يف هذه العملية وسيطاً جتارياً من جهة تعامله مع املشرتي وليس وسيطاً مالياً ،ألنهُ يبيع سلعة وال يقدم متويالً نقدياً .أو قد تقوم بعض املصارف اإلسالمية بإنشاء معارض ( )1جممع الفقه اإلسالمي ،دورة مؤمتر اخلامس ،الكويت من 9 1مجادى األوىل 1301هـ 10 12 ،كانون األول (ديسمرب) 1199م ،قرار رقم 3وقرار رقم .2
330
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
وحمالت خاصة بها ،تبيع عمالءها منها بالبيع املباشر ،والبعض اآلخر "وهو األكثر" يقوم بشراء السلع من السوق حسب رغبة املتعامل متهيداً لبيعهِ إياها .كما تقوم املصارف اإلسالمية بعمليات املراحبة اخلارجية لتسهيل استرياد السلع عن طريق فتح االعتمادات املستندية للمستوردين ،بعد إضافة بعض التعديالت على هذه املستندات حتى تتالءم مع الشروط الشرعية(.)1 يرغب أحد األشخاص يف شراء منزل عن طريق املراحبة ،تبلغ كلفة شراء املنزل 900,000ريال ،لدى املتعامل مع املصرف اإلسالمي %30من املبلغ ( 190,000 ريال) .وبذلك فإن املصرف سيموله مبقدار املبلغ املتبقي .أي أن املصرف سيشرتي له %90من املنزل بعد قيامه بإيداع مبلغ ال 190,000ريال .فإذا كانت نسبة املراحبة السنوية تبلغ ،%1واملدة املرغوبة للسداد 2سنوات ،فإن قيمة قسط املراحبة الشهري ستكون على النحو التالي: 930,000 =900,000 %90ريال. 123,300 =2 %1 930,000ريال 113,300 =123,300+930,000ريال القسط الشهري = 29/113300شهر= 31211,11ريال وتظهر فيما يلي جمموعة من اخليارات املتاحة من حيث الفرتات املرغوبة للتسديد ( باألشهر) ونسبة إسهام املشرتي يف مثن املنزل لعدد من الفرتات كما تبني اجلداول من ( )3لغاية ()2
( )1ارشيد ،مصدر سبق ذكره، ،ص .93
331
املصارف اإلسالمية
1
1,2
13
0,1
0,3
0,2
0,3
0,2
130000
930000
290000
390000
300000
20300
33900
21300
22900
39000
20300
33900
21300
22900
39000
110300
993900
211300
212900
339000
93300
19
33900
22991
21091
31122
0,1
0,3
0,2
0,3
0,2
130000
930000
290000
390000
300000
20300
33900
21300
22900
39000
12900
91300
29900
20300
33000
112900
101300
919900
220300
333000
33300
21391
23219
31391
33229
333
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
3
33
2
29
0,1
0,3
0,2
0,3
0,2
130000
930000
290000
390000
300000
20300
33900
21300
22900
39000
100900
91900
19300
91300
29000
930900
131900
929300
231300
329000
23300
20300
39900
33900
11000
0,1
0,3
0,2
0,3
0,2
130000
930000
290000
390000
300000
20300
33900
21300
22900
39000
121300
123300
111900
100900
93000
911300
113300
911900
290900
393000
33300
31211
19933
19122
12333
املصارف اإلسالمية
332
يالحظ أن حساب نسبة املراحبة مت من ناحية حسابية بناءً على اآللية اليت حتتسب من خالهلا نسبة الفائدة البسيطة على أساس املتوالية العددية ،وليس كما حتسب الفائدة املركبة على أساس املتوالية اهلندسية .وبذلك ال ضري من استخدام هذه الطريقة الرياضية .مع العلم بأن الكثريين ينتقدون املصارف اإلسالمية الستخدامها هلذه الطريقة يف احتساب الزيادة على رأس املال من خالل نسبة الربح ،وخنتصر الرد على هذا مبا أشارت إليه اآلية الكرمية يف جانب منها بقوله تعاىل :ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭼ
()1
تتضمن عملية التمويل باملراحبة القيام بتوقيع منوذج الوعد بالشراء ،حيث يلتزم املشرتي من املصرف اإلسالمي بشراء ما سيقوم املصرف اإلسالمي بشرائه ملصلحته. ومن اجلدير ذكره بأن أمر اإللزام بالوعد خمتلف فيها بشكل كبري بني املذاهب الفقهية املختلفة ،مع أن أكثر املصارف اإلسالمية تأخذ باإللزام بالوعد كونه حيقق مصلحتها. تستخدم املصارف اإلسالمية عقد املراحبة املباشرة لآلمر بالشراء عن طريق التعامل بالبيع املباشر ملتعامل من قبل املصرف ،ويتم التسديد لقيمة البضاعة نقداً، وهذا الشكل قليل االستخدام يف املصارف اإلسالمية .أما الشكل األكثر شيوعاً فهو ما يتعلق ببيع املراحبة ألجل ،والذي أطلقنا عليه يف الفصل املاضي اسم املراحبة املركبة؛ ألنه يتضمن بيع مراحبة لآلمر بالشراء والبيع ألجل والبيع بالتقسيط ،وميكن اختصار
( )1سورة البقرة ،اآلية .312
333
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
خطوات هذا النوع من املراحبة املركبة اليت تعتمدها أغلب املصارف اإلسالمية بالرتتيب التالي: يتقدم العميل إىل املصرف اإلسالمي بطلب سلعة معينة ويذكر فيها كل املواصفات الدقيقة مثل : أ) املواصفات املادية كاحلجم والوزن واللون واملوديل إخل. ب)السعر الذي يكون مستعداً لدفعه للمصرف اإلسالمي مقابل السلعة بعد حتديد نسبة املراحبة. ج) كيفية تسديد قيمة السلعة بالنسبة لقيمة كل قسط وتوقيته. د) وقت التسليم. هـ) مكان التسليم . يقوم املشرتي بالتوقيع على منوذج الوعد بالشراء ،الذي يتضمن إلزاماً للعميل بالشراء من املصرف بالسعر املتفق عليه إذا ما قام املصرف بتوفري السلعة حسب املواصفات املطلوبة. يقوم املصرف اإلسالمي بشراء البضاعة من البائع وحيازتها. ومن املالحظ بأن املصارف اإلسالمية يف عمومها ال حتوز البضاعة يف خمازنها، وإمنا يتم ذلك بطرق خمتلفة مثل حجز البضاعة عند البائع األول لصاحل املصرف اإلسالمي .أو نقل البضاعة من خمازن البائع األصلي يف وسائط نقل املصرف اإلسالمي حتى يتحقق شرط احليازة وحتمل املخاطرة .ويف حاالت كثرية مثل بيع السيارات فإن املالحظ بأن شرط احليازة يكون غري متوفر بشكل واضح .وال يعرف حلد اآلن سوى عدد ضئيل من املصارف اإلسالمية اليت تبيع العمالء من خمازنها بشكل مباشر.
املصارف اإلسالمية
332
انتهاء فرتة الوعد بإبرام عقد البيع الفعلي والذي يتضمن يف الغالب تقسيط دفع الثمن على فرتات زمنية معينة. يقوم املصرف بتسليم السلعة للعميل يف الوقت احملدد وحسب املواصفات املطلوبة .حيث يوقع العميل إقراراً بذلك. حتصيل األقساط من العميل من خالل إطفاء الشيكات أو الكمبياالت اليت وقعها العميل وقت الشراء. إضافة للمراحبة املركبة اليت تطبق على املشرتيات احمللية ،تعتمد املصارف اإلسالمية بيع املراحبة لتمويل عمليات االسترياد ( املراحبة اخلارجية) ،وقد يقوم العميل بالتسديد النقدي أو على أقساط .وتالياً أهم اخلطوات املتبعة يف هذا النوع من املراحبة(:)1 يقوم املتعامل بتقديم طلب شراء من خالل فتح اعتماد مستندي ،ويتم حترير طلب الشراء بطريقة مشابهة للمراحبة احمللية. يقوم املصرف اإلسالمي بدراسة طلب الشراء ،واستيفاء الضمانات املختلفة لقبول فتح االعتماد املستندي .وسيأتي توضيح لطبيعة االعتماد املستندي وكيفية تطبيقه يف املصارف اإلسالمية عند شرح اخلدمات اليت يقدمها املصرف اإلسالمي. يقوم املتعامل بتوقيع منوذج الوعد بالشراء. يتم عمل قيد فتح غطاء االعتماد املستندي بالعملة األجنبية من موارد السوق املصرفية. ( )1عن :ارشيد( بتصرف) ،مصدر سبق ذكره ،ص ص .92- 93
339
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
شراء السلعة من قبل املصرف اإلسالمي وحيازتها يف خمازنه -هذا هو األساس -وترد بوالص الشحن باسم املصرف اإلسالمي حتى هذه املرحلة. توقيع عقد بيع املراحبة مع املتعامل ( إقفال االعتماد املستندي). تسليم البضاعة للمشرتي ( املستورد). حتصيل مثن البضاعة إما عن طريق إعطاء الشيكات أو الكمبياالت ،أو من حساب العميل إذا كان االعتماد مغطى بالكامل. إن تطبيق بيع املراحبة يف املصارف اإلسالمية وزيادة اعتمادها عليه مل يأت من فراغ ،وإمنا بسبب توافر العديد من املزايا التمويلية والتطبيقية يف هذا النوع من البيوع، ومن أهم هذه املزايا (:)1 .1يضمن بيع املراحبة عائداً حمدداً مسبقاً للصرف اإلسالمي ،يتم االتفاق عليه عند توقيع عقد املراحبة بني املصرف والعميل (املشرتي). .3يضمن املصرف اإلسالمي درجة تأكد مرتفعة فيما خيص التدفقات النقدية الواردة باملقارنة مع تلك املتعلقة باألساليب األخرى كاملشاركة واملضاربة، وذلك من خالل الضمانات اليت يطلبها املصرف من العميل. .2ال حيتاج تنفيذ املراحبة إىل جهود وخربات متخصصة ،كما وإنها ال تكلف املصرف اإلسالمي مصاريف إدارية فيما خيص املخزون وإدارته واحتمال السرقة والتلف...إخل ،مما جيعلها عملية قليلة التكاليف. .3املرونة :يُناسب أسلوب املراحبة احلاجات التمويلية املختلفة سواءً ما كان منها لإلنفاق االستهالكي كاألثاث ،واملسكن ،والسيارة ،أم لإلنفاق ( )1القرنشاوي" ،اجلوانب االجتماعية واالقتصادية لتطبيق عقد املراحبة" ،ندوة خطة االستثمار يف البنوك اإلسالمية ،اجملمع امللكي لبحوث احلضارة اإلسالمية (مؤسسة آل البيت ) ،عمان 31- 19 ،حزيران ،1191 ،ص ص.220- 239
املصارف اإلسالمية
331
االستثماري لشراء اآلالت واملعدات .إضافةً إىل مرونة هذا األسلوب يف متويل شراء املستوردات. .2املراحبة أسلوب متويل قصري األجل ،حيقق للمصرف اإلسالمي اسرتداد أمواله يف فرتات قصرية ومتوسطة ترتاوح بني عدة أشهر ،وال يزيد يف أحيان كثرية عن ثالث سنوات. .9ميثل أسلوب املراحبة أداة متويلية مثالية لتمويل رأس املال العامل للشركات اليت حتتاج للتمويل الدوري قصري األجل لعملياتها املختلفة املتعلقة باملواد اخلام وبعض املعدات قصرية األجل. .1أسلوب املراحبة سهل الفهم والتطبيق من قبل موظفي املصرف اإلسالمي أو طاليب التمويل ،خاصة وأن البلدان اإلسالمية اعتادت على سعر الفائدة ذات العائد الثابت واليت تشبه املراحبة يف تطبيقها إىل حد كبري. مقابل املزايا السابقة اليت تتوافر ألسلوب املراحبة؛ هناك انتقادات هلذا األسلوب، منها ما يتعلق بالبيع نفسه ،ومنها ما يتعلق بكيفية وحجم التعامل به يف املصارف اإلسالمية .ومن هذه االنتقادات ما يتعلق بالناحية الفقهية خبصوص مشروعية البيع ()1
وشروطه وأحكامه ،إضافةً إىل اآلثار السلبية لتطبيق هذا العقد من املنظور االقتصادي
والبُعد االجتماعي واألخالقي( ،)3إضافة إىل بعض اجلوانب يف تطبيق عقد بيع املراحبة. ويشري " السبهاني " إىل االنتقادات لبيع املراحبة يف املصارف اإلسالمية بقوله ":لقد انتقت املصارف اإلسالمية من بيوع األمانة صورة واحدة هي صورة بيع املراحبة ،ثم ذهبت أبعد ( )1داود" ،االستثمار قصري األجل يف املصارف اإلسالمية " ،سلسلة دراسات يف االقتصاد اإلسالمي ،العدد ( ،33القاهرة ، املعهد العاملي للفكر اإلسالمي )1119 ،ص .39 ( )3املصدر نفسه ،ص ص .221- 220
339
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
من ذلك حينما قيدته للمواصف حتديداً ،ثم ذهبت بعيداً مرة أخرى حني أقرنته بالوعد امللزم ،ففتحت على نفسها الباب واسعاً النتقادات كثرية .)1(".... تثور شكوك حول شرعية البيع ذاته تدور حول إلزام املتعامل (املشرتي) بوعده بالشراء من املصرف ،والتعويض املرتتب عليه بسبب عدم االلتزام بالوعد ( .)3كما أنهُ قد ميثل مدخالً (ذريعةً) ألكل الربا ،أو بيع العينة .كما أن شرط احليازة ومدى التزام املصارف اإلسالمية به يضيف عالمةً أخرى من عالمات االستفهام الشرعية عليه .كما أن قيام املصارف برتتيب زيادات على العميل املتأخر عن التسديد يف حاالت كثرية يقع يف دائرة شبهة الربا. فإن هذا األسلوب يوفر بيئة مناسبة للتحايل من خالل بيع العينة ،سواءً من قبل البائع األول أو املشرتي ،أم من املشرتي لوحده ،أم حتى من املوظف املسئول عن العملية يف املصرف اإلسالمي ،الذي قد ال يكون لديه الوازع الديينّ للتطبيق األمني هلذا العقد حسب اخلطوات الشرعية احملددة خاصة فيما يتعلق بشرط احليازة .إضافةً لذلك ،فإن بيع املراحبة يسهم يف إنتاج مناذج سلوكية غري مقبولة إسالمياً تتمثل بقيم الربح السريع وجتنب املخاطرة ( ،)2والرغبة يف زيادة مهمش الربح ما أمكن ،بدل االهتمام بالكفاءة اإلنتاجية والعدالة وخري اجملتمع بكامله. فإن كثرياً من املصارف اإلسالمية ال تأخذ مببدأ التيسري على املعسر ،وإمنا تقوم مباشرة خبصم قيمة القسط من الكفالء ودون سابق إنذار .كما أن هناك تهاوناً لدى بعض املوظفني يف التطبيق األمني لشرط احليازة إما بإرادتهم أو ( )1السبهاني ،الوجيز يف التمول واالستثمار وضعياً وإسالمياً ،مصدر سبق ذكره ،ص .120 ( )3األشقر ،بيع املراحبة كما جتريه البنوك اإلسالمية ،ط ، 1/مكتبة الفالح ،الكويت 1193 ، ( )2صوّان ،مصدر سبق ذكره ،ص.190
املصارف اإلسالمية
331
بضغط من املتعاملني حبجة تسهيل عملية التسليم .كما أن استيفاء بعض املصارف اإلسالمية لنسبة إضافية على نسبة املراحبة ملا يسمى ب " صندوق تأمني املخاطر" عليه عالمات استفهام كثرية .فهذا الصندوق تتجمع فيه األموال لغاية مساعدة املعسرين يف حاالت الوفاة واإلفالس واملرض إخل يتم تغطيتها على حساب املتعاملني ومبعرفة املصرف اإلسالمي ورغبته ،وال يعرف على وجه التحديد بالنسبة للمتعاملني أين تذهب أموال هذا الصندوق وإىل من تؤول ملكيتها .ويف املراحبات اخلارجية قد يتم فتح االعتماد املستندي باسم العميل ولصاحله ،والوثائق تصل بامسه .كما أنه قد يتم كتابة عقد البيع بعد وصول املستندات وقبل وصول البضاعة.
.1توجيه استثمارات املصرف اإلسالمي حنو اإلنفاق االستهالكي ،واإلفراط فيه على حساب متويل اإلنفاق على األصول اإلنتاجية احلقيقية. .3خلق أسلوب املراحبة التباساً كبرياً يف فهم التمويل اإلسالمي كله ،حيث أصبح الكثريون يعتقدون بأن املصارف اإلسالمية ليست سوى "مصارف مراحبة" ،وأن هذا التمويل ال خيتلف عن التمويل بالفائدة إال باالسم فقط، وقد عزّز ذلك ممارسات كثري من املصارف اإلسالمية يف تنفيذ بيع املراحبة من حيث عدم حيازتها للسلع* ،وعدم التحقق من التنفيذ الشرعي الدقيق هلذه العملية.
( )1القرنشاوي ،مصدر سبق ذكره ،ص ص .220- 231 *
املصرفان اإلسالميان املعروفان حبيازتهما للسلع – حسب اطالع املؤلف -هما بيت التمويل الكوييت ومصرف الراجحي،
ومل يطلع املؤلف على جتربة مماثلة ملصرف إسالمي آخر.
320
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
.2ألن أسلوب املراحبة أسلوب متويلي قصري األجل بشكل عام ،فإن الرتكيز عليه بشكل كبري أسهم إىل احلد من توجيه أموال املصارف اإلسالمية حنو التمويل آلجال طويلة ،مما قلّل من قدرة املصارف اإلسالمية على متويل املشاريع االقتصادية الكبرية ،ومشاريع التنمية اليت تتطلب متويالً طويل األجل .وهذا ال يعود لبيع املراحبة نفسه بقدر ما يعزى للسياسة االستثمارية املصارف اإلسالمية اليت تتميز بالتحفظ وعدم الرغبة باجملازفة من خالل متويل مشاريع طويلة األجل ألسباب تتعلق بعدم إمكانية االستفادة من ميزة (امللجأ األخري) وعدم وجود أسواق مالية تتعامل باألدوات املالية اإلسالمية. إن هذه اآلثار ال تعود لطبيعة عقد املراحبة نفسه بقدر ما تعود إىل املبالغة يف تطبيقه من قبل إدارات املصارف اإلسالمية وتغليبه على باقي أساليب االستثمار والتمويل اليت مر ذكرها.
من خالل مناقشة أنواع التورّق فإننا نستطيع القول بأن التورق املنظّم هو التورق املطبق يف أغلب املصارف اإلسالمية اليت تتعامل به ،وسوف نسميه تبعاً لذلك ب " التورق املصريف املنظم" .وقد مسي منظماً مسي ألنه ينظم التعامل املستقبلي مع البائع واملشرتي من خالل االتفاق على إجراءات ،وأحكام معينة .ومسي مصرفياً ألنه يطبق من قبل املصارف حتديداً.
** أرجو التنويه إىل اجلهد املتميز الذي بذلته الدكتورة هناء احلنيطي يف رسالة الدكتوراه حول موضوع التورّق ( مصدر سبق ذكره ) خاصةّ ما يتعلق بالتورق املصريف .وقد استفاد املؤلف من جهدها املتميز يف طرح موضوع التورق ،مع بعض التصرف والتحرير .
321
املصارف اإلسالمية
يظهر الواقع العملي لتطبيق التورق املصريف املنظم متيزه مبا يلي : ) 1أن املصرف يشرتي السلعة سلفا ،قبل طلب العميل ،غري أن بعض البنوك ال تشرتي إال بعد طلب العميل ،وهذا ال خيرجه عن كونه تورقاً عندهم لتميزه بامليزتني الالحقتني. ) 3أن املصرف يرتب تنظيما مع البائع واملشرتي ،وذلك قبل عقد البيع . ) 2أن املصرف يقوم ببيع السلعة اليت اشرتاها منه عميله ،نيابة عنه .وهذه أظهر ما مييز التورق املنظم. :
)1املورد (التاجر):وهو البائع األول للسلعة أي اجلهة املالكة للسلعة موضوع التورق (السوق احمللي ،سوق السلع الدولية) . )3املشرتي (الدائن):وهو اجلهة اليت تشرتي السلعة نقداً بقصد بيعها باألجل إىل العميل املتورق. )2العميل املتورق (املدين) :وهو اجلهة اليت تشرتي السلعة باألجل من املشرتي الدائن بقصد بيعها إىل املشرتي النهائي واحلصول على مثنها نقداً. )3املشرتي النهائي للسلعة :هو اجلهة اليت تشرتي السلعة من العميل املتورق نقداً وقد يكون املشرتي النهائي للسلعة هو املورد األصلي الذي اشرتيت منه السلعة ويف هذه احلالة يكون التورق قد مت عرب ثالثة أطراف .ويف حاالت أخرى يتم بيع السلعة على جهة غري موردها األصلي ويف هذه احلالة تكون أطراف التورق أربعة.
323
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
تقوم املصارف بتنفيذ التورق سواءً ملصلحة األفراد أم املؤسسات إما بطريقة عقد بيع بالتقسيط وبيع املراحبة ،أو بطريقة التورق العكسي .وفيما يلي شرح الطريقتني. وفقاً هلذه الطريقة تقوم املصارف بتوفري املال للمحتاجني إليه من األفراد والشركات واملؤسسات ،من خالل قيام املصرف بالبيع للعميل بسعر آجل مقسّط بطريقة املراحبة .ثم يقوم بإعادة بيع األصل ( مالي أو ماديّ) ملصلحة العميل .وهذا ما يوفر السيولة النقدية الالزمة اليت حيتاجها عميل املصرف. ) 1يتقدم املستورق"طالب التمويل" إىل املصرف اإلسالمي طالباً التمويل بأداة التمويل بالتورق وحيدد املبلغ الذي هو يف حاجة إليه.وذلك بطلب شراء سلعة بالتقسيط من السلع اليت تعرض يف سوق السلع الدولية ،أو احمللية من خالل أمنوذج يعده البنك سلفاً ،ويستويف البيانات املطلوبة. ) 3يقوم املصرف اإلسالمي بدراسة طلب املستورق والقيام مبجموعة من اإلجراءات املصرفية املختلفة ومن أهمها :احلصول على معلومات عن طالب التمويل من حيث إمكاناته املالية ،أي قدرته على السداد ،والضمانات، وحدود السقف االئتماني وحنو ذلك ،وحتديد نوع السلعة اليت يتعامل املصرف فيها يف سوق السلع الدولية والسوق احمللية.
( )1عن احلنيطي ،مصدر سبق ذكره ،ص ص ،32- 11مع بعض التصرف.
املصارف اإلسالمية
322
) 2يقوم املصرف اإلسالمي باالتصال بالبائع الذي سوف يشرتي منه السلعة واملشرتي الذي سوف يتعهد بشرائها وحتديد األسعار والرتتيبات الالزمة(.يتم حتديد الثمن األول والثمن الثاني مسبقاً لتجنب الوقوع يف املخاطر). ) 3بعد دراسة الطلب من قبل املصرف يقوم املصرف بتحديد عدد وحدات السلعة املباعة عليه ومواصفاتها ،ومثن بيعها ،ويرتبط حتديد عدد الوحدات اليت سوف تباع عليه بقدرته على السداد ،تنتهي الدراسة إما بالقبول أو بالرفض ،ويف حالة املوافقة يقوم املستورق بالتوقيع على عقد الوعد بالشراء، وتقديم الضمانات املطلوبة ،وفق ما تطلق عليه املصارف (بيع املراحبة) . ) 2يقوم املستورق بالتوقيع على توكيل املصرف ببيع السلعة اليت اشرتاها وفق منوذج وكالة ،وقد يدفع مبلغاً يسمى ضمان اجلدية. ) 9يقوم املصرف بشراء السلعة نقداً من مصدرها ويتملكها وحيوزها يف ضوء املبلغ املطلوب للمستورق. ) 1ثم يقوم املصرف ببيع هذه السلعة املشرتاة إىل املستورق باألجل (بصيغة املراحبة ألجل). ) 9بعد ذلك يقوم املصرف وبناء على الوكالة من قبل املستورق ببيع نفس السلعة نقداً حلسابه ،وقد يكون ذلك إىل نفس املصدر(املورد بائع السلعة) أو إىل مصدر آخر حسب الرتتيبات املنظمة سلفاً. ) 1بعد إمتام عملية البيع يقوم املصرف بإيداع قيمة املبيع يف احلساب اجلاري للمستورق بعد أن ختصم منه املصاريف الفعلية والعموالت وربح املراحبة، وحنو ذلك من األعباء اليت حتمل عليه حسب االتفاق. ) 10يقوم املستورق بسداد أقساط املراحبة حسب االتفاق ،وتطبق عليه شروطها. ويوضح الشكل التالي كيفية سري اإلجراءات وفقاً لطريقة بيع التقسيط وبيع املراحبة.
323
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
خطوات التمويل بأسلوب التورق المصرفي المنظم )1طلب تمويل بأسلوب التورق المصرفي المنظم )2توقيع المستورق على الوعد بالشراء والتوكيل بالبيع
)6بيع السلعة لحساب المستورق نقداً
المشتري الممول (المصرف االسالمي)
)3شراء سلعة نقداً بقيمة المبلغ المطلوب
طالب التمويل
البائع
)4بيع السلعة مرابحة ألجل للمستورق
المستورق
)5توكيل المصرف ببيع السلعة لحساب المستورق نقداً )7ايداع المبلغ في الحساب الجاري للمتورق )8سداد المستورق اقساط المرابحة
يتم وفقاً هلذه الطريقة جذب املال للمصارف بديال للودائع اآلجلة اليت متنح عليها فوائد وفق ما يطلق عليه الصيغة اإلسالمية
املصارف اإلسالمية
322
للتعامل ،وذلك بأن يكون البائع هو املودع الذي يرغب يف إيداع أمواله يف املصرف وأخذ أرباح عليها ،واستخدام صيغة التورق ألخذ الربح على املال املودع ألجل. ومسيت هذه الطريقة بالتورق العكسي؛ ألن اإلجراءات فيها تتم عكس ما هو متبع يف الطريقة األوىل. 1يطلب عميل املصرف منوذج عرض بيع سلعة ،وطلب شراء سلعة، ووكالة شراء السلعة ،وتفويض املصرف ببيع السلعة .وفق أداة التورق املصريف املنظم. 3يقدم املصرف عرض األسعار مع حتديد نوع السلعة والعملة واألجل. 2يطلب العميل شراء السلعة بعد املوافقة على العرض مع حتديد املبلغ والعملة واألجل. 3يقوم املصرف نيابة عن العميل بإمتام عملية شراء السلعة من سوق السلع الدولية أو السوق احمللي لصاحل العميل مع إصدار املصرف إجياباً بشراء السلعة من العميل .بأسلوب (بيع املراحبة). 2يوافق العميل على بيع السلعة اململوكة له للمصرف ،ويتم سداده عند األجل احملدد (املبلغ مع رحبه) . 9يف حالة التعجيل بسداد املبلغ ،يتم ذلك من خالل منوذج عقد تعجيل سداد بعد أن يتم خصم جزء من أو كل مهمش الربح مقابل السداد املبكر .أما التملك فهو يتم من خالل متلك املستندات .دون احلاجة إىل أن يتم متلكها عيناً ،وهذا يف عمليات البيع والشراء اليت يتم التعامل بها على أداة التمويل بالتورق.
329
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
أخذت مشروعية التورق املصريف حقه يف النقاش الفقهي حول مدى مشروعيته من وجهة نظر الشريعة اإلسالمية .وكما هو احلال يف كل القضايا الشرعية فإن منهج الكتاب هو االلتزام بوجهة النظر اليت متثل إمجاع األمة اإلسالمية ،وعليه فإن الرأي الذي سنأخذ به هو رأي جممع الفقه اإلسالمي الذي نص يف القرار رقم 3يف الدورة السابعة عشرة للمجمع ما نصه : " ....وبعد االستماع إىل األحباث املقدمة حول املوضوع ،واملناقشات اليت دارت حوله ،تبني للمجلس أن التورق الذي جتريه بعض املصارف يف الوقت احلاضر هو : قيـام املصرف بعمل منطي يتم فيه ترتيب بيع سلعة ( ليست من الذهب أو الفضة ) من أسواق السلع العاملية أو غريها ،على املستورق بثمن آجل ،على أن يلتزم املصرف – إما بشرط يف العقد أو حبكم العرف والعادة – بأن ينوب عنه يف بيعها على مشرت آخر بثمن حاضر ،وتسليم مثنها للمستورق. وبعد النظر والدراسة ،قرر جملس اجملمع ما يلي: )1أن التزام البائع يف عقد التورق بالوكالة يف بيع السلعة ملشرت آخر أو ترتيب من يشرتيها جيعلها شبيهة بالعينة املمنوعة شرعاً ،سواء أكان االلتزام مشروطاً صراحة أم حبكم العرف والعادة املتبعة. )3أن هذه املعاملة تؤدي يف كثري من احلاالت إىل اإلخالل بشروط القبض الشرعي الالزم لصحة املعاملة.
* للتوسع يف اجلدل الفقهي حول موضوع التورق ،يرجى الرجوع إىل احلنيطي ،مصدر سبق ذكره .ص ص .93 – 39
املصارف اإلسالمية
321
)2أن واقع هذه املعاملة يقوم على منح متويل نقدي بزيادة ملا مسي باملستورق فيها من املصرف يف معامالت البيع والشراء اليت جتري منه واليت هي صورية يف معظم أحواهلا ،هدف البنك من إجرائها أن تعود عليه بزيادة على ما قدم من متويل .وهذه املعاملة غري التورق احلقيقي املعروف عند الفقهاء ،والذي سبق للمجمع يف دورته اخلامسة عشرة أن قال جبوازه مبعامالت حقيقية وشروط حمددة بينها قراره ..وذلك ملا بينهما من فروق عديدة فصلت القول فيها البحوث املقدمة .فالتورق احلقيقي يقوم على شراء حقيقي لسلعة بثمن آجل تدخل يف ملك املشرتي ويقبضها قبضاً حقيقياً وتقع يف ضمانه ،ثم يقوم ببيعها هو بثمن حال حلاجته إليه ،قد يتمكن من احلصول عليه وقد ال يتمكن ،والفرق بني الثمنني اآلجل واحلال ال يدخل يف ملك املصرف الذي طرأ على املعاملة لغرض تسويغ احلصول على زيادة ملا قدم من متويل هلذا الشخص مبعامالت صورية يف معظم أحواهلا ،وهذا ال يتوافر يف املعاملة املبينة اليت جتريها بعض املصارف. حيقق استخدام التورق يف عمليات املصارف اإلسالمية جمموعة من املزايا املالية تتشابه إىل حد كبري مع املزايا املالية لبيع املراحبة ( يرجى الرجوع ملزايا عقد املراحبة ص 190ص )191خاصة فيما يتعلق بالتأكد بالنسبة للتدفقات النقدية إضافة إىل اخنفاض كلفة التنفيذ والسيولة إخل ،إال أن تطبيق عقد التورق بالصيغة املنظمة اليت تعتمدها أغلب املصارف اإلسالمية وحتى الربوية يؤدي إىل نتائج سلبية بالنسبة
329
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
لرسالة املصرف اإلسالمي واآلثار االقتصادية اليت يتوقع أن خيلفها وجود هذه املؤسسات املصرفية ( يرجى الرجوع ملزايا عقد املراحبة ص 192ص.)1( )191
جلأت املصارف اإلسالمية إىل استخدام أسلوب اإلجارة متأخرة عن املؤسسات املالية التقليدية املتخصصة بالتأجري .ومع ذلك فإن هذا األسلوب بات يلقى رواجاً لدى الكثري من املصارف اإلسالمية لألسباب اليت سرتد بعد قليل ،إضافة إىل اعتبار هذا األسلوب بديالً أو مكمالً ألسلوب املراحبة الذي يطغى على أغلب استثمارات املصارف اإلسالمية .وحسب نتائج املسح امليداني الذي قامت به هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات واملصارف اإلسالمية عام 1111فإن اإلجارة احتلت ما نسبته %93 3% من استثمارات املصارف اإلسالمية مبتوسط .%13كما أن حصة هذا األسلوب – حسب نفس التقرير قد تراوحت ما بني ( %91 %2مبتوسط )%11من إيرادات املصارف اإلسالمية يف تلك الفرتة .وبذلك فإن أسلوب املشاركة قد احتل املركز الثالث بعد كل من املراحبة وأساليب املشاركة. .1يقوم العميل بالتقدم للمصرف بغرض تأجري منزل معني أو سيارة أو مبنى معني أو آلة ملصنعة ،وإبداء رغبته يف متلك تلك السلعة يف نهاية مدة التأجري. ( )1للمزيد حول اآلثار السلبية لتطبيق التورق املصريف يرجى مراجعة :أبو الفتوح ،جناح عبد العليم ،منهجية تطوير املنتجات املصرفية اإلسالمية :حالة التورق املصريف املنظم .ص ص .13- 13حبث مقدم إىل املؤمتر الدولي األول " صيغ مبتكرة للتمويل املصريف اإلسالمي .3011/3/9- 2 .املعهد العالي للدراسات اإلسالمية ،جامعة آل البيت ،األردن .كما يرجى مراجعة الباحوث ،مصدر سبق ذكره ،ص ص .222 - 222 ( )3البلتاجي ( بتصرف ) ،صيغ التمويل اإلسالمية التأجري مع الوعد بالتملك ،األربعاء 20أبريل1331/02/39 .3001هـ، مت التنزيل عن موقع " منتدى التمويل اإلسالمي" بتاريخ .3001- 1- 13
321
املصارف اإلسالمية
.3يقوم املصرف بدراسة طلب العميل من عدة جوانب مثل مالءة العميل املالية ،وتاريخ تعامالته املالية ،واستيفاء املشروع ملعايري االستثمار اليت تقبلها الشريعة اإلسالمية. .2يقوم املصرف بعد ذلك بشراء األصول الثابتة احملددة من قبل العميل (املستأجر) وسداد قيمتها نقدا وامتالكها ثم تأجريها للعميل لالنتفاع به واستخدامها ،يعد املصرف مالكاً لألصل طوال فرتة اإلجيار ،والعميل حائزا ومستخدماً له حتى متام سداد أقساط اإلجارة. .3يقوم املصرف بعد انتهاء عقد التأجري بتوقيع عقد بيع للعميل ينتقل األصل مبوجبه من ملكية املصرف مللكية العميل بواحدة من طرق التأجري املنتهي بالتمليك اليت ذكرت سابقاً ،ويسدد العميل القيمة البيعية املتفق عليها مع املصرف . يرغب أحد األشخاص يف شراء منزل عن طريق التأجري املنتهي بالتمليك ،تبلغ كلفة شراء املنزل 300000ريال .فإذا كانت نسبة اإلجارة السنوية تبلغ ،%1واملدة املرغوبة للسداد 12سنة ،فإن قيمة قسط اإلجارة الشهري ،وكيفية توزيع هذا القسط بني نسبة اإلجارة والتسديد من قيمة أصل املبلغ املتبقي كل فرتة تظهر يف اجلدول رقم (.)9 7.00% 0.005833333
0.005833333
390
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
1
1
400,000.00
3,595
2,333.33
1,261.98
398,738.02
3,574.46
2
13
384,360.81
3,595
2,242.10
1,353.21
383,007.60
3,333.48
3
25
367,591.06
3,595
2,144.28
1,451.03
366,140.03
3,108.75
4
37
349,609.02
3,595
2,039.39
1,555.93
348,053.09
2,899.17
5
49
330,327.06
3,595
1,926.91
1,668.41
328,658.66
2,703.72
6
61
309,651.21
3,595
1,806.30
1,789.01
307,862.19
2,521.44
7
73
287,480.69
3,595
1,676.97
1,918.34
285,562.35
2,351.46
8
85
263,707.47
3,595
1,538.29
2,057.02
261,650.45
2,192.93
9
97
238,215.68
3,595
1,389.59
2,205.72
236,009.96
2,045.09
10
109
210,881.09
3,595
1,230.14
2,365.17
208,515.92
1,907.22
11
121
181,570.48
3,595
1,059.16
2,536.15
179,034.33
1,778.64
12
133
150,141.00
3,595
875.82
2,719.49
147,421.51
1,658.73
13
145
116,439.48
3,595
679.23
2,916.08
113,523.40
1,546.90
14
157
80,301.67
3,595
468.43
3,126.89
77,174.79
1,442.62
15
169
41,551.47
3,595
242.38
3,352.93
38,198.54
1,345.36
179
7,128.19
3,595
41.58
3,553.73
3,574.46
1,269.34
180
3,574.46
3,595
20.85
3,574.46
0.00
1,261.98
647,156.36
242,934.35
400,000.00
400,000.00
62%
نلحظ أن احتساب األقساط الشهرية يف اجلدول رقم ( )9وكيفية احتسابها وإطفاء كلفة املنزل تأخذ من الناحية الرياضية الطريقة نفسها املتبعة يف إعداد جدول استهالك الديون ،اليت تستخدم حلساب أقساط الديون وفوائدها .ولكن نذكر بالفرق بأن النسبة هنا ليست نسبة فائدة كما يف القروض الربوية ،وإمنا هي نسبة عائد لرأس
املصارف اإلسالمية
391
املال املستثمر يف التأجري ،وهي بيع يف أساسها – كما ذكرنا سابقاً -ومن املعروف بأن أي عملية بيع يقوم البائع فيها بتحديد نسبة رحبه مسبقاً. القطاعات اليت ميكن هلا االستفادة من صيغة "التأجري املنتهي بالتملك": ( )1قطاع األفراد :عن طريق تأجري الفيالت والشقق ثم متلكها بعد ذلك ( )3القطاع احلريف :عن طريق تأجري اآلالت واملعدات ثم متلكها بعد ذلك. ( )2القطاع الصناعي :عن طريق تصنيع ثم تأجري اآلالت واملعدات ثم متلكها بعد ذلك. ( )3قطاع اخلدمات العقارية :عن طريق تأجري الفنادق واألسواق ثم متلكها بعد ذلك. تستطيع املصارف اإلسالمية اإلفادة من أسلوب اإلجارة يف توجيه استثماراتها حنو اإلنتاج احلقيقي وتنويع منتجاتها .فباإلضافة إىل املزايا العامة اليت تتحقق لكل من املستأجر واملؤجر ،واليت ذكرت يف الفصل املاضي؛ فإن املصارف اإلسالمية ستستفيد من هذا العقد يف اجلوانب اآلتية : .1يوفر هذا األسلوب للمصرف اإلسالمي أفقاً واسعاً لتشغيل جزء كبري من أمواله ،ومبعدالت خماطر منخفضة ،ألن التدفقات النقدية تكون ذات درجة تأكد أعلى من تلك املتعلقة باملشاركة واملضاربة. .3يستطيع املصرف اإلسالمي زيادة أرباحه من خالل ختفيض تكاليف الضرائب؛ ألن قسط االستهالك خيصم من قيمة األصل املؤجر لتحديد مقدار الربح اخلاضع للضريبة. .2يساعد هذا األسلوب املصارف اإلسالمية على اإلسهام يف جتنيب املؤسسات واألفراد للربا من خالل توفري مصدر متويل مهم للشركات واألفراد للحصول
393
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
على املعدات واألجهزة والعقارات سواءً الستغالهلا لفرتة من الزمن أو متلكها مقابل قيامهم بدفع أقساط إجيار تتناسب مع قدراتهم املالية .وبنفس الوقت ال تزيد العبء على رأس املال العامل لتلك الشركات. .3ميكن استخدام اإلجارة املنتهية بالتمليك يف متويل مشاريع البُنية التحتية اليت تقيمها الدولة كاملستشفيات ،والسدود ،واملدارس ،وغريها من املشاريع. .2يوفر هذا األسلوب فرصة للمصارف اإلسالمية خلدمة بلدانها وتعزيز دورها االقتصادي يف خمتلف اجملاالت ،حبيث تصبح عنصراً مهماً من مكونات االقتصاد بدل أن تكون جمرد وسيط مالي. .9يسهم هذا األسلوب يف حتقيق مبدأ التنويع وتوزيع املخاطر يف استثمارات املصارف اإلسالمية. .1يتيح أسلوب اإلجارة للمصارف اإلسالمية فرصة أكرب ألداء دور فعال يف األسواق املالية بتوفريه إلمكانية استخدام أدوات مالية خمتلفة للتعامل بها يف األسواق املالية مثل سندات اإلجارة. عرّف جممع الفقه اإلسالمي سندات اإلجارة بأنها "سندات ذات قيمة متساوية، متثل حصصاً شائعة ،يف ملكية أعيان أو منافع ذات دخل " ،وأصدر فيها قرارا يف دورته اخلامسة عشرة عام 1332هـ على النحو التالي : ـ تقوم فكرة صكوك اإلجارة على مبدأ التصكيك ( أو التسنيد أو التوريق) الذي يقصد به إصدار أوراق مالية قابلة للتداول ،مبنية على مشروع استثماري يدر دخال .والغرض من صكوك اإلجارة حتويل األعيان واملنافع اليت يتعلق بها ( )1قرار جممع الفقه اإلسالمي رقم ، )12/2( 121الدورة اخلامسة عشره 1332 ،هــ .مسقط ( سلطنة عُمان ).
املصارف اإلسالمية
392
عقد اإلجارة إىل أوراق مالية ( صكوك ) ميكن أن جتري عليها عمليات التبادل يف سوق ثانوية. ـ ال ميثل صك اإلجارة مبلغا حمددا من النقود ،وال هو دين على جهة معينة ـ سواء أكانت شخصية طبيعية أم اعتبارية ـ وإمنا هو ورقة مالية متثل جزءا شائعا ( سهما ) من ملكية عني استعمالية ،كعقار أو طائرة أو باخرة ،أو جمموعة من األعيان االستعمالية ـ املتماثلة أو املتباينة ـ إذا كانت مؤجرة ،تدر عائدا حمددا بعقد اإلجارة . ـ ميكن لصكوك اإلجارة أن تكون امسية ،مبعنى أنها حتمل اسم حامل الصك ، ويتم انتقال ملكيتها بالقيد يف سجل معني ،أو بكتابة اسم حاملها اجلديد عليها ، كلما تغريت ملكيتها ،كما ميكن أن تكون سندات حلاملها ،حبيث تنتقل امللكية فيها بالتسليم . ـ جيوز إصدار صكوك متثل ملكية األعيان املؤجرة ،وتداوهلا ـ إذا توافرت فيها شروط األعيان اليت يصح أن تكون حمال لعقد اإلجارة ـ كعقار وطائرة وباخرة وحنو ذلك ،ما دام الصك ميثل ملكية أعيان حقيقية مؤجرة ،من شأنها أن تدر عائدا معلوما . ـ جيوز ملالك الصك ـ أو الصكوك ـ بيعها يف سوق ثانوية ألي مشرت ،بالثمن الذي يتفقان عليه ،سواء كان مساويا أم أقل أم أكثر من الثمن الذي اشرتى به ،وذلك نظرا خلضوع أمثان األعيان لعوامل السوق ( العرض والطلب ) . ـ يستحق مالك الصك حصته من العائد ـ وهو األجرة ـ يف اآلجال احملددة يف شروط اإلصدار ،منقوصا منها ما يرتتب على املؤجر من نفقة ومؤنة ،على وفق أحكام عقد اإلجارة .
393
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
ـ جيوز للمستأجر الذي له حق اإلجارة من الباطن ،أن يصدر صكوك إجارة متثل حصصا شائعة يف املنافع اليت ملكها باالستئجار ،بقصد إجارتها من الباطن ،ويشرتط جلواز ذلك أن يتم إصدار الصكوك قبل إبرام العقود مع املستأجرين ،سواء مت اإلجيار مبثل أجرة اإلجارة األوىل أو أقل منها أو أكثر .أما إذا أبرمت العقود مع املستأجرين ،فال جيوز إصدار الصكوك ؛ ألنها متثل ديونا للمصدر على املستأجرين . ـ ال جيوز أن يضمن مصدر الصكوك أو مديرها ،أصل قيمة الصك أو عائده ، وإذا هلكت األعيان املؤجرة كليا أو جزئيا ،فإن غُرمها على محلة الصكوك ".
ميثل بيع السلم فرصة مواتية للمصارف اإلسالمية لتوفري بدائل متويلية واستثمارية للمتعاملني معها ،ويف الوقت نفسه حتقق مصلحة اقتصادية للمجتمع كله. ولكي تتم االستفادة بشكل جيد من السلم يف املصارف اإلسالمية ،فإنه جيب على املصارف اإلسالمية توفري موظفني خمتصني يف نوعيات السلع اليت سيتعامل بها املصرف ،وهذه االختصاصات قد تشمل املهندسني الصناعيني ،واملهندسني الزراعيني ،ورجال التسويق ،وغريهم .إضافةً إىل ضرورة إنشاء مستودعات ومعارض وحمالت للسلع اليت سيتعامل بها املصرف اإلسالمي.
ميكن أن يُطَبق السلم يف املصرف اإلسالمي لتمويل النشاط التجاري وكذلك الصناعي حبيث يدعم القطاعات اإلنتاجية والتصديرية من خالل مدها باألموال الالزمة لشراء املواد اخلام وأجور العمال ،حتى إذا ما أصبحت السلعة جاهزة استلمها
املصارف اإلسالمية
392
املصرف ،وباعها مقابل مهمش ربح .وللمصارف اإلسالمية أن تستفيد من هذا األسلوب لدعم استرياد بعض السلع الضرورية اليت قد حيتاجها اجملتمع ،وذلك عن طريق إعطاء املستورد املال الالزم السترياد السلعة ،وعندما تصل يأخذها املصرف اإلسالمي ويبيعها ملصلحته( .)1أما استخدام السَلَم يف الزراعة ،فإنه يسهم يف دعم قطاع حيوي وأساسي عن طريق شراء املواد والبذور واملعدات الزراعية ،ومن ثم شراء إنتاج املزارعني وبيعه من قِبَل املصرف اإلسالمي. كما تستطيع املصارف اإلسالمية أن يؤدي دور الوسيط من خالل تطبيق عقد "السَلَم املوازي"( ،)3وذلك بأن يدخل املصرف اإلسالمي يف عملييت سَلَم يف وقت واحد بأن يقدم أمواالً للُمنتج أو التاجر ،على أن يستلم منهُ السلعةَ يف وقت حمدد. باملقابل يقبض املصرف قيمة السلعة من املشرتي النهائي هلا ،على أن يقوم املصرف بتسليمها لهُ يف وقت حمدد ،يلي وقت استالمه للسلعة من البائع األصلي بشرط أن ال يتوقف تنفيذ العقد الثاني على العقد األول ،ويستفيد املصرف من خالل حصوله على مهمش ربح يتمثل بالفرق بني سعر شراء السلعة من البائع ،ومثن بيعها للمشرتي. عادةً ما يتم تنفيذ عقد السَلَم يف السلم املباشر والسلم املوازي عن طريق تسليم السلعة كاملةً بتاريخ حمدد ،إال أن ذلك ال مينع من تسليمها على دفعات من خالل
( )1املصدر نفسه ،ص ص .19- 12 ( )3املصدر نفسه ،ص.13 حممد األشقر" ،السلم واالستصناع ومدى إمكانية استفادة البنوك اإلسالمية منهما" ،املؤمتر األول للمستجدات الفقهية يفمعامالت البنوك اإلسالمية ،اجلامعة األردنية ،عمان19 ،نيسان ،1113ص.13
399
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
"السَلَم املقسّط" حيث يتم تقسيط تسليم الكمية املتفق عليها على دفعات حسب االتفاق بني أطراف العقد( .)1وبطريقة قريبة من الطريقة املستخدمة يف عقد االستجرار.
تتمثل اإلجراءات العملية لتنفيذ بيع السلم والسلم املوازي كما تقوم به املصارف اإلسالمية يف اخلطوات اآلتية: ميكن للمصارف اإلسالمية اعتماد بيع السلم يف متويل احتياجات املتعاملني معها ،واستثمار أمواهلا ،ويتم ذلك عن طريق بيع السلم وفق اإلجراءات التالية :
- 1يقوم العميل بالتقدم للمصرف بطلب لتمويل مشروع معني ويرغب يف قيام املصرف بتوفري السيولة النقدية الالزمة للمشروع ونوع املنتج الذي يقوم بإنتاجه ،على أن يرفق بهذا الطلب دراسة جدوي للمشروع حيدد فيه مبلغ السيولة املطلوب .وحيرر العميل منوذج يسمى طلب متويل سلعة (شيء) بصيغة ،مبيناً يف هذا الطلب ما يلي : أ) مواصفات وكمية السلعة موضوع السلم ب)الثمن املقرتح هلذه السلعة يف ضوء املعلومات املتاحة ومقدار التمويل . ج) ميعاد وشروط التسليم ومكانه. كما يطلب منه تقديم بعض البيانات املالية واملستندات .بعض املستندات املتعلقة باملتعامل.
( )1املصدر نفسه ،ص ص .1- 9
املصارف اإلسالمية
391
- 3يقوم املصرف بتقييم جدوي املشروع املطلوب متويله ،ونوعية السلع اليت يقوم املشروع الذي ميتلكه املتعامل بإنتاجها.ويقوم قسم االئتمان يف املصرف اإلسالمي بدراسة طلب العميل من مجيع النواحي مع الرتكيز على اجلوانب التالية: أ) التحقق من صحة البيانات واملعلومات الواردة عن العميل . ب)دراسة السلعة وسوقها موضوع السلم من ناحية املخاطر والقابلية للتسويق. ج) دراسة النواحي الشرعية للسلعة موضوع السلم . د) دراسة مثن الشراء ونسبة الربح. ه) دراسة الضمانات والكفاالت املقدمة من العميل . و) دراسة إمكانية التسويق وتنفيذ السلم املوازي . - 2ويف حالة املوافقة عليه يقوم املصرف بإبرام عقد بيع السلم مع العميل، بأن يدفع الثمن يف جملس العقد ليستفيد منه البائع ويغطي به حاجاته املالية املختلفة .ويلتزم البائع بالوفاء بالسلعة يف األجل احملدد. - 3بعد االنتهاء من اإلنتاج يقوم البائع ( املتعامل) بتسليم البضاعة للمصرف وفق الشروط املتفق عليها .
2
-حتى يقوم املصرف ببيع تلك البضاعة فإن لديه بديلني هما :
أ ) بيع البضاعة قبل التسلم عن طريق عقد السلم املوازي للتجار على أن حيدد موعد التسليم بعد التسلم من العميل ،ويكون ذلك بسعر أكرب من سعر الشراء من العميل وأقل من سعر السلعة يف السوق حتى يوفر ميزة للمشرتي .
ب ) االنتظار حيت موعد تسلم البضاعة ثم يبيعها مبعرفته وبالشكل املناسب.
399
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
جماالت التطبيق: يصلح بيع السلم للقيام بتمويل عمليات زراعية حيث يتعامل املصرف اإلسالمي مع املزارعني الذين يتوقع أن تتوفر هلم السلعة يف املوسم من حماصيلهم أو حماصيل غريهم اليت ميكن أن يشرتوها ويسلموها إذا ما أخفقوا يف التسليم من حماصيلهم.فيقدم هلم بهذا التمويل خدمات جليلة ويدفع عنهم كل مشقة لتحقيق إنتاجهم. يستخدم بيع السلم كذلك يف متويل املراحل السابقة إلنتاج وتصدير السلع واملنتجات الرائجة وذلك بشرائها سلما وإعادة تسويقها بأسعار جمزية .يطبق بيع السلم من خالل قيام البنك بتمويل احلرفيني وصغار املنتجني عن طريق إمدادهم مبستلزمات اإلنتاج كرأس مال سلم مقابل احلصول على بعض منتجاتهم وإعادة تسويقها. ميتاز بيع السلم باستجابته حلاجات شرائح خمتلفة ومتعددة من الناس سواء من املنتجني الزراعيني أو الصناعيني أو املقاولني أو من التجار ،واستجابته لتمويل نفقات التشغيل والنفقات الراس مالية.
.1يضمن املتعامل مع املصرف اإلسالمي البائع (منتجاً أو تاجراً) بأن السلعة مضمونة البيع عن طريق التزام املصرف اإلسالمي بشرائها. .3حيصل املنتج على متويل لرأس املال العامل دون احلاجة إىل االقرتاض يثقل كاهله ويزيد من تكاليف التمويل اليت يتحملها. ( )1الزحيلي ،مصدر سبق ذكره ،ص ص .11- 13
املصارف اإلسالمية
391
.2يضمن املصرف اإلسالمي احلصول على السلعة بالنوعية والكمية واملواصفات املطلوبة ،يف وقت حمدد ،حتى يتسنى لهُ بيعها ،خاصةً يف السَلَم املوازي. .3باستخدام عقد السَلَم يستطيع املصرف حتقيق نسبة تشغيل أعلى ألمواله، ولفرتة قصرية نسبياً ،مبهمش ربح جيد. .2ميكن إجياد أدوات مالية مبنية على أسلوب بيع السَلَم ،منها ما هو قصري األجل ،ومنها ما هو طويل األجل لطرحها للتداول يف األسواق املالية، منها سندات السلم. وفيما خيص هذه النقطة فإنه ميكن إصدار سندات للسَلَم مع خيار التنفيذ، حبيث يكون السند القابل للتداول على نوعني ،األول :مع حق خيار التنفيذ ،يتضمن حق البائع يف تنفيذ العقد بتوفري السلعة ،أو عدم توفريها. ويكون هذا بشروط وإجراءات فنية خاصة .أما النوع الثاني فهو غري احلامل خليار التنفيذ ،حبيث يتم إلزام البائع بتوفري البضاعة للمشرتي. .9ميكن استخدام بيع السلم إىل جانب عمليات املراحبة يف املصارف اإلسالمية بأن يستخدم بيع املراحبة لبيع السلعة اليت قام البائع بتسليمها للمصرف اإلسالمي، وبالتالي حتقيق التكامل بني أساليب االستثمار اإلسالمي املختلفة .
ميكن للمصارف اإلسالمية االستفادة من كونها مصارف شاملة تستطيع االستفادة من تقديم خدمات الوساطة املالية إىل جانب قدرتها على االستثمار املباشر. ويوفر عقد االستصناع فرصة ذهبية للمصارف اإلسالمية للتفوق على املصارف الربوية
310
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
التقليدية يف خدمة االقتصاد بشكل فعلي ،واإلسهام يف التنمية باستثمارات اقتصادية فعلية وليس جمرد اإلسهام يف الوساطة املالية ،أو الدخول يف جماالت تزيد من التعامالت الوهمية كاملشتقات املالية والعقود الوهمية اليت ال يرتتب عليها إنتاج حقيقي وال قيمة اقتصادية مضافة فعلية. يتوافق ما سبق مع حاجة الدول العربية واإلسالمية ،بل وحتى الدول غري املسلمة إىل حتفيز اإلنتاج الصناعي احلقيقي ودعم القطاع الصناعي باألموال خاصة يف ظروف األزمات املالية واالقتصادية اليت حجبت التمويل الربوي عن كثري من الصناعات األساسية .وبذلك فإن املصارف اإلسالمية مدعوة بقوة الستثمار هذه الفرصة التارخيية لتعزيز وجودها وإثبات جدوى النظرية االقتصادية اإلسالمية اليت توفر بدائل متويلية واستثمارية لتحل حمل الٌإقراض الربوي الذي أثقل كاهل الصناعات يف كافة دول العامل . يضاف ملا سبق بأن املصارف اإلسالمية مدعوة حبكم الواجب الشرعي إىل استثمار األموال اليت أودعت فيها بقوة الدافع الشرعي من قبل املودعني الذين جذبهم للتعامل معها العامل الديين ،إن هذه املصارف مدعوة لتشغيل أموال املسلمني خلدمة اقتصاديات الدول اإلسالمية يف املقام األول. أخذت املصارف اإلسالمية باالهتمام باستخدام عقد االستصناع ملا رأت فيه من مزايا مالية وتشغيلية مفيدة ،إضافة إىل كونه ميثل باباً جديداً الستثمار األموال بطريقة شرعية ،وإن كان االهتمام متفاوتاً بني الدول اليت توجد فيها املصارف اإلسالمية .ففي دول اخلليج العربي مثالً بلغت حصة االستصناع من استثمارات املصارف اإلسالمية
املصارف اإلسالمية
311
حوالي ،)1(%20كما بدأ االهتمام بهذه الصيغة يف املصارف اإلسالمية األردنية حديثاً يأخذ جزءاً من حيز املراحبة وإن كان هذا بشكل بطيء. يعترب االستصناع للمصارف خطوة رائدة لتنشيط احلركة االقتصادية يف البلد ، وذلك إما بكون املصرف صانعاً ،أو بكونه مستصنعاً :
أما كونه صانعاً :فإنه يتمكن على أساس عقد االستصناع من دخول عامل الصناعة واملقاوالت بآفاقهما الرحبة ،كصناعة السفن والطائرات والبيوت والطرق ،وغري ذلك ،حيث يقوم املصرف بذلك من خالل أجهزة إدارية خمتصة بالعمل الصناعي يف املصرف؛ لتصنع االحتياجات املطلوبة للمستصنعني( .)3وهذه احلالة ما زالت يف اإلطار النظري ومل ترتجم للواقع العملي بسبب عدم وجود مصانع تابعة للمصارف اإلسالمية.
وأما كونه مستصنعاً من خالل االستصناع املباشر ،فبتوفري ما حيتاج إليه املصرف من خالل عقد االستصناع مع الصناعيني الذي يوفر هلم التمويل املبكر ،ويضمن تسويق مصنوعاتهم ،ويزيد من دخل األفراد ،مما يزيد رخاء اجملتمع بتداول السيولة املالية بني أبناء البلد .
وهناك حالة ثالثة ،وهي أن يكون املصرف صانعاً ومستصنعاً يف نفس الوقت ،وهو ما يسمى باالستصناع املوازي ،حيث سيتم تفصيل الكالم فيه بعد قليل .
( )1عبد السالم" ،آلية تطبيق عقد االستصناع يف املصارف اإلسالمية (دول جملس التعاون لدول اخلليج العربي منوذجاً)" ،حبث مقدم إىل :مؤمتر املصارف اإلسالمية بني الواقع واملأمول ،دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل اخلريي بدبي- 9/2 – 2/21 ، ،3001ص.9 ( )3األشقر ،بيع املراحبة كما جتريه البنوك اإلسالمية ،ط ،1/مكتبة الفالح ،الكويت ،1193 ،ص .113 دنيا ،اجلعالة واالستصناع ،مصدر سبق ذكره ،ص ص .32- 33
313
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
من خالل االستصناع املباشر ،حيث يقوم املصرف اإلسالمي بدور املستصنع الذي يطلب من املتعامل ( الصانع) القيام بتصنيع سلعة ما ملصلحته ،وذلك لكي يقوم املصرف ببيعها مباشرة أو بواسطة طرف آخر يقوم هو بتوكيله بذلك. اخلطوات العملية املقرتحة لتمويل االستصناع من قبل املصرف اإلسالمي: مبا أن بيع االستصناع قريب من بيع السلم ،فإن اإلجراءات اليت يتبعه املصرف اإلسالمي يف متويله ستكون قريبة من تلك اليت تتبع يف التمويل عن طريق السلم .وفيما يلي أهم اخلطوات املتبعة للتمويل عن طريق االستصناع: يقوم العميل ( الصانع) بالتقدم للمصرف بطلب لتمويل مشروع معني ويرغب يف قيام املصرف بتوفري السيولة النقدية الالزمة للمشروع ونوع املنتج الذي يقوم بإنتاجه ،على أن يرفق بهذا الطلب دراسة جدوي للمشروع حيدد فيه مبلغ السيولة املطلوب .وميأل املتعامل منوذج يسمى يبني فيه ما يلي : أ) مواصفات وكمية السلعة املطلوب تصنيعها. ب)الثمن املقرتح هلذه السلعة يف ضوء املعلومات املتاحة ومقدار التمويل . ج) ميعاد وشروط التسليم ومكانه. كما يطلب منه تقديم بعض البيانات املالية واملستندات .بعض املستندات املتعلقة باملتعامل. يقوم املصرف بتقييم جدوي املشروع املطلوب متويله ،ونوعية السلعة اليت يقوم املشروع الذي ميتلكه املتعامل بإنتاجها.ويقوم قسم االئتمان يف املصرف اإلسالمي بدراسة طلب العميل من مجيع النواحي مع الرتكيز على اجلوانب اآلتية: أ) التحقق من صحة البيانات واملعلومات الواردة عن العميل .
املصارف اإلسالمية
312
ب)دراسة السلعة وسوقها موضوع االستصناع من ناحية املخاطر والقابلية للتسويق. ج) دراسة النواحي الشرعية للسلعة املطلوب تصنيعها. د) دراسة مثن الشراء ونسبة الربح. ه) دراسة الضمانات والكفاالت املقدمة من العميل . و) دراسة إمكانية التسويق وتنفيذ االستصناع املوازي . ويف حالة املوافقة على طلب الصانع يقوم املصرف بإبرام عقد بيع السلم مع العميل ،بأن يدفع الثمن يف جملس العقد ليستفيد منه البائع ويغطي به حاجاته املالية املختلفة .ويلتزم البائع بالوفاء بالسلعة يف األجل احملدد. بعد االنتهاء من اإلنتاج يقوم الصانع ( املتعامل) بتسليم البضاعة للمصرف وفق الشروط املتفق عليها
.
حتى يقوم املصرف ببيع تلك البضاعة فإن لديه بديلني هما : أ) بيع البضاعة قبل التسلم عن طريق عقد االستصناع املوازي ،كما سنرى يف النقطة التالية ،على أن حيدد موعد التسليم بعد التسلم من العميل ،ويكون ذلك بسعر أكرب من سعر الشراء من العميل وأقل من سعر السلعة يف السوق حتى يوفر ميزة للمشرتي .
ب)االنتظار حيت موعد تسلم البضاعة ثم يبيعها مبعرفته وبالشكل املناسب. ميكن أن تستفيد املصارف اإلسالمية من بيع االستصناع عن طريق " االستصناع املوازي" بأن يكون املتعامل مع املصرف اإلسالمي هو املستصنع الذي يطلب من املصرف اإلسالمي تصنيع سلعة ما له ،ويكون املصرف هو الذي يؤدي دور الصانع.
313
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
وإذا كان املصرف اإلسالمي ال يقوم بالتصنيع بنفسه – وهذا هو السائد اآلن -فإنه يقوم بطلب تصنيع السلعة من طرف آخر هو الصانع. .1يتقدم العميل إىل املصرف بطلب منه أن ينشأ له مبنى أو يصنع له معدة أو خط إنتاج ملصنع معني ،ويرفق مع طلبه بيانا كامال مدعما بالرسوم واخلرائط من املهندس االستشاري عن شكل ومواصفات املبنى (أو خط اإلنتاج) الذي يريد إنشاءه ،وصور امللكية ،خمطط ومساحة األرض وموقعها ،خمطط مبدئي للبناء ،وتقرير خمتصر من املهندس الذي صمم البناء حبيث يتضمن هذا التقرير تكلفة البناء.
.3يعرض املتعامل أيضاً مع طلبه الدفعة املقدمة اليت ميكن سدادها للمصرف اإلسالمي ،والضمانات اليت يعرضها ،وطريقة السداد ،دفعة واحدة أو على أقساط متعددة شهرية أو ربع سنوية ،مصحوبة بدراسة مالية ويقدر فيها اإليراد املتوقع ومدى قدرته على الوفاء بسداد األقساط.
.2يقوم املصرف بعمل دراسة جدوى فنية متخصصة للمشروع مبعرفة خرباء التمويل يف املصرف مع االستعانة مبكتب استشاري هندسي يتبع املصرف، بغرض معرفة جدوى متويل املشروع.
.3يف حالة موافقة املصرف على العرض املقدم من العميل يطلب منه تقديم املستندات النهائية للتمويل وتقديم الضمانات الالزمة.
.2بعد االتفاق النهائي يقوم املصرف بتوقيع عقد بيع استصناع مع العميل حيدد فيه مجيع حقوق والتزامات كل طرف من أطراف العقد ،وهما (املصرف والعميل) وأهم ما يتضمنه العقد ما يلي :مثن بيع املبنى للعميل من قبل
املصارف اإلسالمية
312
املصرف ،ميعاد التسليم طبقاً للمواصفات ،مدة السداد ،قيمة القسط، وقيمة الدفعة املقدمة يف حالة وجودها.
.9بعد توقيع عقد بيع االستصناع بني املصرف والعميل ،يقوم املصرف بتوقيع عقد تنفيذ مع املقاول الذي رسا عليه العطاء عن طريق املناقصة يسمى "عقد استصناع موازي" أو عقد املقاولة ،وتكون عالقة املتعامل باملصرف مباشرة وال عالقة له باملقاول ،ومن املمكن أن يقرتح العميل للمصرف شركة معينة للتنفيذ.
وللمتعامل احلق يف تعيني مهندس استشاري ملتابعة سري العمل يف املشروع على حسابه اخلاص. إذا مل يلتزم املتعامل بسداد ما عليه من دين يف املواعيد احملددة ومل يسدد األقساط ،يعطيه املصرف مهلة إذا كان متعسرا ويساعده على إجياد احلل ،أما إذا كان العميل مماطال فيكون من حق املصرف اختاذ إجراءاته للحصول على باقي مستحقاته لدى العميل.
كما يف بيع السلم ،فإنه ميكن تنفيذ االستصناع املباشر واالستصناع املوازي عن طريق تسليم السلعة كاملةً بتاريخ حمدد ،إال أن ذلك ال مينع من تسليمها على دفعات من خالل "االستصناع املقسّط" حيث يتم تقسيط تسليم الكمية املتفق عليها على دفعات حسب االتفاق بني أطراف العقد .وبطريقة قريبة من الطريقة املستخدمة يف عقد االستجرار.
319
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
ميكن تطبيق االستصناع يف التمويل العقاري يف عدة تطبيقات خمتلفة ،كبناء املساكن والعمائر وغريها ،وذلك ببيان موقعها والصفات املطلوبة فيها ،كما ميكن أن يكون االستصناع يف ختطيط األراضي وإنارتها وشق الطرق فيها وتعبيدها ،وغري ذلك من اجملاالت العقارية واليت ميكن االستفادة من االستصناع فيها . ميكن االستفادة من عقد االستصناع بتطبيقه يف اجملال الصناعي باختالف أشكاله وأنواعه ،كصناعة الطائرات واملركبات والسفن – مما ميكن ضبطه باملقاييس والصفات
،وكذلك :صناعة اآلالت املختلفة ،بل وحتى القطع الصغرية يف
اآلالت ،وذلك بدالً من استريادها من البالد األجنبية بقيم باهظة مع مشقة النقل وتكلفته العالية ،خاصة وأن يف االستصناع الداخلي حتريكاً للنشاط االقتصادي، وإبقاء للسيولة املالية بني أبناء اجملتمع ،واالستفادة من الطاقات املختلفة وتوظيفها يف جماهلا املناسب(. )1 تستطيع املصارف اإلسالمية اإلفادة من أسلوب االستصناع يف متويل قطاع الصناعة يف البلدان اإلسالمية؛ ألنهُ ميثل استثماراً فعلياً يف أصول إنتاجية ،حيث ميكن من خالله حتقيق إسهام املصارف اإلسالمية بشكل فعلي وملموس يف حتقيق التكامل بني اخلربات ورأس املال ،واحلد من البطالة بني شرائح املهنيني وأصحاب احلرف ،كما أن استثمار أموال املصارف اإلسالمية يف هذه الصيغة من البيوع يؤدي إىل تشغيل مبالغ
( )1انظر :عقد االستصناع ملصطفى الزرقا ،صفحة ، 22،29:واجلعالة واالستصناع لشوقي دنيا ،صفحة ، 32 :قضاء املظامل يف الفقه اإلسالمي حملمد الزحيلي ،ج ، 1 :صفحة ، 11 – 91 :وعقد االستصناع لكاسب البدران صفحة . 332 331 :
311
املصارف اإلسالمية
كبرية من األموال املتكدسة لدى املصارف اإلسالمية ،وذلك يف جماالت كثرية مثل بناء السدود ،ومتويل شراء الطائرات والسفن وبناء اجملمعات التجارية والسكنية (.)1 وميكن أن تتعامل املصارف اإلسالمية بأسلوب اإلستصناع من خالل "اإلستصناع املوازي"( )3الذي يشبه إىل حد كبري "السَلَم املوازي" ،حيث يدخل املصرف وسيطا بني الصانع األصلي ،واملستفيد النهائي ،ويأخذ مهمش ربح يتمثل يف الفرق بني السعر الذي يدفعهُ للصانع ،والسعر الذي يبيع به للمشرتي النهائي .وهذا أفضل للمصارف اإلسالمية من قيامها بالتصنيع ،ألن ذلك حيتاج منها إنشاء شركات .
مقاوالت ومصانع تابعة ،وهو ما قد ال يتاح هلا يف الوقت احلاضر
عندما يكون حجم عقد اإلستصناع ضخماً ،فيمكن أن تلجأ املصارف ()2
اإلسالمية إىل أسلوب "اإلستصناع املقسّط"
الذي يتم من خالله قيام املصرف
اإلسالمي بالتعاقد مع مُصنِّعني خمتلفني لإلطارات ،الزجاج ،احملركات ،وغريها من األجزاء؛ لتصنيع عدد كبري من السيارات مثالً ،مقابل أن يلتزم مع املشرتي بأن يسلمهُ كامل الصفقة حسب املواصفات املتفق عليها ،ويف املكان والوقت احملددين .كما ميكن أن يتم عن طريق اإلستصناع املقسط جتزيء تسليم األصل حمل العقد ،بأن يُسلّم على دفعات ،مثل تصنيع خطوط إنتاجية متعددة ملصنع واحد ،فيمكن جتهيز اخلط اإلنتاجي ال وتسليمهُ ،حيث يبدأ بالعمل واإلنتاج ،ثم اخلط الذي يليه ،وهكذا. الذي ُيصّنع أو ً
( )1الزحيلي ،مصدر سبق ذكره ،ص ص .39- 32 ( )3ارشيد ،مصدر سبق ذكره ،ص120 ( )2املصدر نفسه ،ص .120
319
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
تستطيع املصارف اإلسالمية االستفادة من هذا األسلوب االستثماري ملصلحتها وملصلحة بلدانها من عدة جوانب ،منها: .1ميثل هذا األسلوب طريقة مثالية لتحقيق إسهام فعالة للمصارف اإلسالمية يف متويل القطاع الصناعي يف البلدان اإلسالمية ،وتوفري األموال الالزمة للمصانع لتمويل رأس املال العامل ،حتى تتمكن من اإلنتاج دون احلاجة إىل االقرتاض بفائدة ترهقها وتقلل من أرباحها ،وتوقعها يف حمظور الربا. . .3يعد أسلوب اإلستصناع قناة واسعة يتم من خالهلا استثمار األموال يف املصارف اإلسالمية ،وحتقيق أرباح جمزية. .2يتيح عقد اإلستصناع فرصة مثالية للمصارف اإلسالمية لإلسهام يف التنمية االقتصادية من خالل متويل املشاريع الصناعية الكربى ،ومشاريع البنية التحتية ،ودعم الصناعات الثقيلة ،إضافةً إىل صناعة برجميات احلاسوب، يف البلدان اإلسالمية. . 3ميكن استخدام أسلوب اإلستصناع مع بيع املراحبة من خالل قيام املصرف اإلسالمي بتوفري السلع للبيع مراحبةً من خالل طلب استصناعها من مصانع حملية أو أجنبية. .2يوفر أسلوب االستصناع فرصة للمصارف اإلسالمية لتمويل املشاريع الصناعية مبختلف أحجامها من تلك املتناهية الصغر إىل املشروعات والصناعات الضخمة مبرونة وكفاءة. . 9يسهم أسلوب االستصناع يف توطني املدخرات املتوفرة لدى املصارف اإلسالمية يف الدول العربية واإلسالمية ،ويعزز من تقدمها االقتصادي يف خمتلف اجملاالت.
املصارف اإلسالمية
311
.1يسهم أسلوب االستصناع يف مساعدة صغار احلرفيني واملبتكرين الشباب على حتويل أفكارهم وابتكاراتهم إىل واقع دون أن يلجأوا إىل املصارف الربوية اليت حتجم أصالً عن إقراضهم ،أو ترهقهم بفوائد ربوية تئد مشروعاتهم يف مقتبل عمرها. بالنسبة لألساليب األخرى االستثمارية اليت توفرها نظرية التمويل اإلسالمي، واليت سبق التعرض هلا يف الفصل السابق كاملزارعة واملساقاة واجلعالة ،فإن استخداماتها يف املصارف اإلسالمية تكاد تكون معدومة أو تتعامل بها تلك املصارف بشكل مهمشي .ويستثنى من ذلك استخدامات املزارعة يف بعض الدول مثل السودان، الذي متثل فيه املساقاة أسلوبًا استثماريًا مالئماً بسبب طبيعة هذا البلد.
390
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
المبحث الثالث :مصادر األموال وتوظيفها في المصارف اإلسالمية
كما يف املصرف التقليدي ،فإن املصرف اإلسالمي يعتمد على مصدرين أساسني للتمويل ،وهما املصادر الداخلية واملصادر اخلارجية ،فاملصادر الداخلية (الذاتية) املتمثلة يف رأس املال واالحتياطات واألرباح احملتجزة واملخصصات ال ختتلف يف املصرف اإلسالمي عنها يف املصرف التقليدي( )1إال يف حالة واحدة هي أنه ال ميكن أن يكون من ضمن رأس مال املصرف اإلسالمي أسهمٌ ممتازة بسبب طبيعتها اخلاصة اليت تتضمن عوائد ثابتة حمددة مسبقًا باإلضافة إىل حصتها من األرباح املتحققة. وميكن توضيح أهم هذه املصادر كما يلي: -1
:يشكل رأس املال يف املصارف اإلسالمية نسبة ضئيلة من املصادر
املالية للمصرف. -2
حتتفظ املصارف جبزء من أرباح السنوات السابقة على شكل
احتياطات مالية لتعزيز رأس املال ،وملواجهة املخاطر املالية املستقبلية ،ولزيادة الثقة لدى املودعني مبتانة الوضع املالي للمصرف ،ومن أنواعها:
( )1يونس التميمي " ،أوجه التشابه واالختالف بني عناصر ميزانية املصارف اإلسالمية واملصارف التقليدية" ،املصارف اإلسالمية ،احتاد املصارف العربية ،ط ،1/بريوت، 1191،ص .91 انظر كذلك : صوان ،مصدر سبق ذكره ،ص ص .102- 103حممد شيخون ،املصارف اإلسالمية :دراسة يف تقويم املشروعية الدينية والدور االقتصادي والسياسي ،ط ،1/دار وائلعمان ،3003،ص ص.11- 19
املصارف اإلسالمية
391
ينص عليه القانون أو تعليمات البنك املركزي أو أنظمته ،ويكون نسبة من األرباح احملققة يف نهاية السنة املالية للمصرف ،ويتم التصرف به وفق التعليمات احملددة من البنك املركزي ،وهو غري قابل للتوزيع على املساهمني.
:تقرره اهليئة العامة ملسهمي املصرف ،وحيتَفظ به من األرباح السنوية لتعزيز رأس مال املصرف ،وقد ختتلف النسبة سنويًا ،وذلك حبسب قرارات اهليئة وفقًا ملقدار األرباح احملققة واألوضاع االقتصادية السائدة ،وهو قابل للتوزيع على املساهمني ،وقد يتم رمسلة هذه االحتياطات بدالً من توزيعها. ،ومنها احتياطي عالوة اإلصدار. من املعروف بأن هيكل مطلوبات املصرف التقليدي يتكون بشكل أساسيّ من الودائع بأنواعها ؛جارية ،توفري ،ألجل ،وال يتضمن النوع األول أية عوائد للمودعني ،يف حني تكون هناك نسبة فائدة ثابتة وحمددة ألصحاب الودائع الطويلة األجل ،ويف هذا اجلانب فإن الودائع اجلارية ال ختتلف يف املصارف اإلسالمية عنها يف املصارف التقليدية ،فالشروط املتعلقة بتلك الودائع من حيث إمكانية السحب منها بدون قيد ،وأنها تسحب بالشيكات وأنها ال تتضمن عائداً ألصحابها ،وغريها من الشروط.هي نفسها يف املصارف اإلسالمية كما يف تلك التقليدية .ولكن يشار هنا إىل استقطاع نسبة %3,2منها كزكاة إذا بلغت النصاب وحال عليها احلول. أما بالنسبة للودائع ألجل أو بإشعار املوجودة يف هيكل املطلوبات للمصرف التقليدي ،فإنها تكون موجودة يف املصرف اإلسالمي ،ولكن باختالف جوهري يتمثل يف طبيعة العالقة بني املودع واملصرف ،ففي املصرف التقليدي تكون عالقة دائن مبدين ،مقابل فائدة ثابتة ،وال يتحمل املودع يف هذه احلالة أية خماطر تشغيلية ناجتة عن
393
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
أعمال ونشاطات املصارف ،يف حني تكون عالقة املودع مع املصرف اإلسالمي عالقة شراكة مبنية على أساس عقد املضاربة الشرعية ،حبيث يضع املودع أمواله يف املصرف اإلسالمي دون أن تكون مضمونة السداد إال يف حالة تقصري أو تعد من قبل املصرف أو ذات عائد حمدد مسبقاً ،ويف املقابل ،فإن نتيجة تشغيل هذه األموال من ربح أو خسارة تعود لتوزع بني املصرف وعمالئه حسب ما هو متفق عليه (.)1 ومما جيدر ذكره أن الودائع ألجل يف املصرف اإلسالمي تكون يف حسابات مشرتكة حبيث يتم تشغيل جمموع األموال اآلتية من هذه الودائع ،واإلفصاح عن عوائدها مشرتكة حبيث يكون لكل مودع حصة شائعة يف هذه األموال ،وذلك على أساس املضاربة املطلقة اليت متت اإلشارة هلا مسبقاً .أما إذا اختار املودع استثمار أمواله يف جمال حمدد خيتارهُ هو بنفسه أو بعد استشارة املصرف ،فإن الوديعة يف هذه احلالة تقع يف إطار حسابات االستثمار املخصص الذي سبقت اإلشارة إليه ،وذلك على أساس املضاربة املقيدة (.)3 إضافةً ملا سبق فإنه يفرتض أن يكون الوزن النسيب للودائع اجلارية يف املصرف اإلسالمي أقل منهُ يف املصرف التقليدي لصاحل الودائع االستثمارية ،وذلك بسبب الطبيعة االستثمارية للمصرف اإلسالمي وكون الودائع اجلارية ال حتقق أي عائد ألصحابها ،وأنها تتآكل سنوياً مبقدار نسبة الزكاة (.)2 إضافة للودائع ،فإن املصارف اإلسالمية تستطيع استقطاب األموال من خالل صيغة املضاربة بواسطة "سندات املقارضة"* ،وذلك عند احلاجة إىل متويل مشاريع ( )1التميمي ،مصدر سبق ذكره ،ص.10 ( )3املصدر نفسه ،ص10 ( )2املصدر نفسه ،ص .10 * سندات املقارضة هي ":الوثائق املوحدة القيمة والصادرة بأمساء من يكتتبون فيها مقابل دفع القيمة احملررة بها ،وذلك على أساس املشاركة يف نتائج األرباح أو اإليرادات املتحققة من املشروع املستثمر فيه حبسب النسب املعلنة على الشيوع ،مع مراعاة
املصارف اإلسالمية
392
حمددة حبيث يؤدي املصرف هنا دور العامل ،ويكون رأس املال جمزءاً إىل عدد من احلصص .و متثل سندات املقارضة مصدرًا للتمويل خبصائص خمتلفة عن الودائع (.)1 وفيما خيص أدوات التمويل التقليدية ذات العائد الثابت اليت تستخدمها املصارف التقليدية سواءً أكانت طويلة األجل كالسندات ،أم قصرية األجل كاألذونات ،فإنها ليست متاحة للمصرف اإلسالمي ،بسبب وقوعها يف دائرة الربا. وعلى الرغم من مقدرة املصارف اإلسالمية على حتقيق جناح مقبول فيما يتعلق بأدوات التمويل الطويلة األجل بديال للسندات التقليدية من خالل سندات املقارضة ،مل يكلل سعيها لتطوير أدوات مالية قصرية األجل للتداول يف سوق النقد لغاية اليوم. وفيما يلي توضيح ألهم مصادر التمويل اخلارجية اليت يعتمد عليها املصرف اإلسالمي: وهي متثل اجلزء األكرب واألهم من مصادر املصارف اإلسالمية ،وتنقسم إىل: هي الودائع اليت يدفعها العميل نقدًا أو مقاصةً ،وتكون مهيأة للسـحب واإليـداع بـال قيـد وال شـرط ،ويسـمح فيهـا باسـتعمال الشـيكات وغريهـا مـن وسـائل السـحب والتصـرف باحلسـاب، وطبيعـة هـذه احلسـابات ال ختتلـف عـن حالـة املصـارف التقليديـة ،حيـث ال تشـارك هـذه احلسـابات يف األربـاح ،وقـد يسـتوفى عليهـا عمـوالت تشـغيل وإدارة احلساب.
التصفية التدرجيية املنتظمة لرأس املال املكتتب به عن طريق ختصيص احلصة املتبقية من األرباح الصافية إلطفاء قيمة السندات جزئيا حتى السداد التام " ( )1سامي محود "،سندات املقارضة" ،املؤمتر األول للمستجدات الفقهية يف معامالت البنوك اإلسالمية ،اجلامعة األردنية،عمان 19،نيسان ،1113ص.12
393
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
:وهي أكثر أنواع احلسابات أهمية من حيث حجمها ،وهي ودائع تستعملها املصارف اإلسالمية يف استثماراتها واستخداماتها التمويلية ،فاملودع يعهد للمصرف باستثمار الوديعة دون ضمان ردها ،ويصبح شريكًا يف الربح واخلسارة الناجتة عن عملية االجتار واالستثمار ،وتقبل املصارف اإلسالمية هذه الودائع باالتفاق مع أصحابها على استثمارها باملشاركة يف ناتج االستثمار( اخلراج بالضمان) ويكون املصرف وكيالً وشريكًا عن أصحاب هذه الودائع باستثمارها مباشرة ،أو بدفعها إىل من يعمل فيها على شروط العقود ،لذلك ال يدفع املصرف عائدًا ثابتًا على هذه األموال ،فيحق له املشاركة يف األرباح اليت حيققها املصرف، ولو نتجت خسارة شاملة هلا عن عمليات املصرف ،فإن املودع يشارك يف هذه اخلسارة إذا مل يثبت تقصري أو إهمال أو تعد من املصرف. : وهي احلسابات الدائنة اليت يقصد بها تشجيع صغار املستثمرين على املشاركة يف عمليات االستثمار عن طريق السماح هلم باإليداع والسحب املقيد حبسب الشروط الواردة يف دفرت التوفري.
وهي حسابات دائنة يقصد بها تشجيع املستثمرين على املشاركة يف عمليات االستثمار ،واليت خيضع السحب منها إلشعار مسبق حبسب الشروط الواردة يف دفرت الودائع اخلاضعة إلشعار.
:وهي احلسابات الدائنة اليت يودعها العميل وتكون مببالغ ثابتة نسبيًا،ومربوطة ألجل حمدد ،وال جيوز السحب منها إال مبوافقة املصرف ، وذلك حبسب الشروط اخلاصة بها.
املصارف اإلسالمية
392
وهي ودائع نقدية مقبولة لغايات االستثمار املخصص يف مشروع حمدد ،أو غرض معني ،وتكون نتائج هذا االستثمار خاضعة للرتتيب املتفق عليه بني املودع واملصرف ،وذلك على أساس الفصل احلسابي إليرادات املشروع ونفقاته عن سائر إيرادات االستثمار املشرتك ونفقاته ،وتتحقق للمصرف حصة حمددة مسبقًا من األرباح احملققة ،ويف حالة اخلسائر فإن املودع يتحملها إال إذا كان هنالك تَعد أو تقصري من املصرف. : هي عبارة عن وثيقة بقيمة مالية معينة يصدرها املصرف اإلسالمي بأمساء من يكتتبون فيها مقابل دفع القيمة احملررة بها ،وتستثمر حصيلة البيع سواء بنفسها ،أو بدفعه إىل الغري لالستثمار نيابة عنها ،وتعمل على ضمان تداوله ،ويشارك املكتتبون يف الصكوك يف نتائج هذا االستثمار حسب الشروط اخلاصة بكل إصدار.
وختتلف الصكوك من حيث آجاهلا (القصرية ،املتوسطة ،طويلة األجل) أو حسب صيغتها (مضاربة ،مشاركة ،إجارة ،سلم ،استصناع) .وتعترب الصكوك اإلسالمية بديالً للسندات التقليدية .جيري استثمار جزء من األموال املتحصلة من إصدارات السندات اإلسالمية يف مشاريع خمتلفة عقارية أوجتارية ،وقد جيري استثمار جزء آخر من أمواهلا يف شراء أسهم أو سندات إسالمية أو مراحبات ،ويوزع ناتج الربح واخلسارة بني املكتتبني يف هذه السندات .وجيري تقييم موجودات االستثمار يف أوقات دورية ( شهر ،ستة شهور ،سنة) .وذلك على أساس الفصل احلسابي إليراداتها ونفقاتها عن سائر إيرادات االستثمار املشرتك ونفقاته ،وميكن للمشارك تسييل حصته إىل نقود حينما يشاء ،أو التصرف يف حصته بالبيع أو التنازل مبوافقة املصرف ،ويأخذ
399
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
املصرف حصة حمددة سلفًا من األرباح املتحققة ،ويف حال وجود خسائر فإن املشارك يتحملها إال إذا كان هنالك َتعد أو تقصير من المصرف.
.1سندات املقارضة ( املضاربة ) " :سندات املقارضة هي أداة استثمارية تقوم على جتزئة رأس مال القراض "املضاربة " بإصدار صكوك ملكية برأس مال املضاربة ،على أساس وحدات متساوية القيمة ،ومسجلة بأمساء أصحابها باعتبارهم ميلكون حصصا شائعة يف رأس مال املضاربة ،وما يتحول إليه بنسبة ملكية كل منهم فيه. .3سندات اإلجارة :وهي صكوك متثل ملكية حصص متساوية يف عقار مؤجر، أو يف منفعة عقار تعطي صاحبها حق التملك واحلصول على األجرة والتصرف يف ملكه مبا ال يضر حبقوق املستأجر ،أي أنها قابلة للبيع والتداول ،ويتحمل حامل الصك ما يرتتب على املالك من تبعات يف العقار كالصيانة واهلالك.
.3سندات السلم :هي صكوك متثل بيع سلعة مؤجلة التسليم بثمن معجل، والسلعة املؤجلة التسليم هي من قبيل الديون العينية ألنها موصوفة تثبت يف الذمة.
.4صكوك االستصناع :وهي صكوك مرتبطة باالشرتاك يف متويل عملية تصنيع .وختتلف يف خصائصها التمويلية عن صكوك السلم يف أنه جيوز تأجيل مثنها، واملبيع يف احلالتني ال يزيد يف ذمة الصانع أو البائع بالسَلم ،لذلك تعد هذه الصكوك غري قابلة للبيع أو التداول يف حال إصدار الصك من قبل أحد الطرفني البائع أو املشرتي ،فهي من قبيل االستثمار احملتفظ بها حتى تاريخ االستحقاق.
391
املصارف اإلسالمية
تقوم املصارف اإلسالمية بتوجيه مواردها اليت حصلت عليها من املصادر املختلفة لتغطية التكاليف اإلدارية وحتقيق عائد جمز لألطراف مقدمة التمويل من مسهمني وعمالء مودعني أو مكتتبني يف السندات اليت تصدرها. ويتم التمييز بني نوعني من استخدامات األموال لدى املصارف اإلسالمية، حيث توجد استخدامات تظهر يف بنود املوجودات املختلفة يف ميزانية املصرف اإلسالمي .كما يقوم املصرف اإلسالمي بتقديم جمموعة من اخلدمات اليت حتقق له دخالً إضافياً مقابل خدمات معينة .وهذه اخلدمات ال تظهر يف بنود موجوداته .وسيأتي التعريف بها وتوضيحها يف املطلب الثالث من هذا املبحث. تظهر يف قائمة امليزانية للمصرف اإلسالمي املوجودات التالية: وهي حسابات جارية لدى البنوك املركزية ملواجهة ما يرتتب على املصرف املودع لتسوية التزاماته املالية الناجتة عن املقاصة مع املصارف احمللية ،ومتثل أيضًا االحتياطات النقدية اإللزامية اليت يطلبها البنك املركزي من املصارف العاملة. وهي حسابات تودع فيها املصارف أرصدة لدى املؤسسات املصرفية احمللية ،وهي حسابات جارية(أمانة) ال يتقاضى املصرف عليها فوائد ،وقد توضع لدى مؤسسات مصرفية خارجية ،وتكون احلسابات بالعمالت األجنبية ملواجهة السحوبات وتسوية املعامالت املالية الناجتة عن احلواالت واالعتمادات ووسائل التمويل للتجارة اخلارجية ،وقد تكون حسابات استثمارات مطلقة (لدى مصارف مراسلة) تتعامل وفق الشريعة اإلسالمية ،حيث
399
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
يعهد إليها استثمار هذه األموال مقابل نسبة أرباح يستحقها املصرف املراسل بوصفه مضاربا. وهي من أهم العمليات االستثمارية اليت توظف فيها املصارف اإلسالمية مصادرها املالية .وميكن أن تنطوي هذه التسهيالت على التمويل بأسلوب املراحبة ،الذي ميثل أهم بند لتشغيل املوجودات يف املصارف اإلسالمية .كما يوجد التمويل من خالل التورّق املنظم الشائع االستخدام يف اململكة العربية السعودية. يدخل املصرف اإلسالمي مبا يقدمه من رأس مال شريكًا يف مشروع يقتنع جبدواه من خالل أحد أساليب املشاركة اليت مر ذكرها. تستثمر املصارف اإلسالمية جزءًا من مصادرها املالية من أموال االستثمار املشرتك يف رؤوس أموال الشركات الوطنية اليت ال يشمل نشاطها الرئيس خمالفة شرعية ،واليت تنتج سلعًا وخدمات ذات نفع عام للمجتمع واالقتصاد الوطين .ويظهر حتت بند موجودات مالية متاحة للبيع ،واستثمارات يف شركات حليفة ،وتستثمر أيضًا يف سندات احملافظ
االستثمارية ،وصناديق االستثمار اليت تتفق مع الشريعة اإلسالمية. :تقوم املصارف اإلسالمية باالستثمار املباشر يف املنشآت االقتصادية املختلفة ،حيث تقوم بإدارتها بشكل مباشر. فمن متلك العقارات واألراضي متعددة األغراض ،إىل متلك املصانع ومؤسسات التعليم اخلاصة ،إىل شراء املباني واآلالت وتأجريها .وغريها الكثري من جماالت االستثمار املباشر .كما تقوم املصارف اإلسالمية بتسهيل متلك األصول من خالل
املصارف اإلسالمية
391
أسلوب التأجري التمويلي لألفراد واملؤسسات ،والذي يظهر لدى بعض املصارف على شكل تسهيالت ائتمانية. :يصنف هذا االستثمار يف األغلب ضمن حسابات االستثمار املخصص ،حيث يقبل املصرف الودائع النقدية لغايات االستثمار املخصص يف غرض معني ،وبيع السلع يف سوق السلع العاملي وتكون نتائج هذا االستثمار خاضعة للرتتيب املتفق عليه بني املودع واملصرف حبيث يتحقق للمصرف حصة حمددة مسبقًا من األرباح املتحققة ،ويف حال وجود خسارة يتحملها املودع ، بشرط عدم التعدي والتقصري من قبل املصرف اإلسالمي. ويف ما يلي مثاالن على ميزانييت مصرفني إسالميني يف األردن والسعودية كما يظهرهما جدول قائمة امليزانية رقم ( )1و ( )9لكل منهما.
310
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
311
املصارف اإلسالمية
نقد وأرصدة لدى بنوك مركزية
540,537,680
577,031,989
أرصدة لدى بنوك ومؤسسات مصرفية
94,426,772
103,138,295
ايداعات لدى بنوك ومؤسسات مصرفية
8,437,100
9,320,403
266,234
0
111,364,016
99,515,985
استثمارات حمتفظ بها لتاريخ االستحقاق
6,004,233
9,008,168
استثمارات يف شركات حليفة
14,365,182
17,971,886
تسهيالت ائتمانية – صايف
692,357,852
820,562,787
خمصص تسهيالت ائتمانية
11,685,068
15,018,767
0
3,766,017
21,505,998
27,462,585
0
0
موجودات أخرى
108,870,267
184,360,980
جمموع املوجودات
1,598,135,334
1,848,373,078
ودائع عمالء
1,357,606,174
1,550,555,932
ودائع بنوك ومؤسسات مصرفية
6,197,458
8,525,718
تأمينات نقدية
19,064,652
32,730,860
أموال مقرتضة
3,151,937
2,137,162
640,265
701,762
مطلوبات أخرى
77,551,124
92,158,364
جمموع املطلوبات
1,464,211,610
1,686,809,798
موجودات مالية للمتاجرة موجودات مالية متوفرة للبيع
االيرادات املؤجلة موجودات ثابتة -صايف بعد االستهالك موجودات ضريبية مؤجلة
مطلوبات ضريبية مؤجلة
313
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
رأس املال املصرح به
65,000,000
81,250,000
رأس املال املكتتب به
65,000,000
81,250,000
رأس املال املدفوع
65,000,000
81,250,000
احتياطي قانوني
17,267,496
22,408,679
احتياطي اختياري
7,211,515
12,061,791
االحتياطات األخرى
3,404,592
3,611,895
عالوة االصدار
14,743,393
0
خصم اصدار
0
0
أسهم خزينة
0
0
أرباح مقرتح توزيعها
7,800,000
12,187,500
أسهم مقرتح توزيعها
16,250,000
0
فروقات ترمجة عمالت أجنبية
0
0
التغري املرتاكم يف القيمة العادلة
1,798,840
1,978,123
االرباح (اخلسائر) املدورة
0
27,491,396
جمموع حقوق املساهمني
133,475,836
160,989,384
447,888
573,896
1,598,135,334
1,848,373,078
حقوق أقلية جمموع املطلوبات وحقوق املساهمني
املصارف اإلسالمية
312
األوراق التجارية هي صكوك ثابتة قابلة للتداول بطريقة التظهري( ، )1ومتثل حقا نقديا ،وتستحق الدفع مبجرد اإلطالع عليها ( أو بعد أجل قصري ) ،ومن أمثلتها الكمبياالت ،والسندات ألمر ،والشيكات(. )3 يقوم املصرف اإلسالمي بتحصيل األوراق التجارية املفوض بقبضها من قبل العمالء ، مقابل أجر معني ( ،دون أن يكون له احلق يف خصم هذه األوراق ،ألن هذا يعد من الربا احملرم شرعاً )، حيث إن هذه العملية تعد من قبيل الوكالة بأجر ،وهي جائزة شرعا (.)2 تعرف احلوالة بأنها " :أمر صادر من مصرف آلخر، أو لفرع من فروع نفس املصرف لدفع مبلغ معني لشخص معني بناء على طلب عمالئه(.)3 يقوم املصرف اإلسالمي بتحويل األموال داخل البلد الواحد "حوالة داخلية " أو خارجه "حوالة خارجية" مقابل عمولة حمددة لكون هذه اخلدمة تعد من قبيل الوكالة بأجر ،ويراعى يف احلوالة اخلارجية وجود عملية بيع أو شراء للعملة األجنبية وما يرافقها من اختالف يف أسعار الصرف ،ويتم معاجلتها عن طريق قيام املصرف اإلسالمي بإجراء القيود احملاسبية املتعلقة بعملية التحويل ،ويسلم العميل يف جملس العقد إشعاراً بذلك يقوم مقام القبض(. )2 ( )1شبري ،مصدر سبق ذكره ،ص .331 ( )3الرشيد ،مصدر سبق ذكره ،ص.192 ( )2االحتاد الدولي للبنوك اإلسالمية ،املوسوعة العملية والعملية للبنوك اإلسالمية (اجلزء األول) ،مطابع االحتاد الدولي للبنوك اإلسالمية ،القاهرة،1193 ،ص .21 ( )3شبري ،مصدر سبق ذكره ،ص 311 ( )2اهلييت ،مصدر سبق ذكره ،ص ،309نقال عن :البارودي ،العقود وعمليات البنوك التجارية ،ط ،3/القاهرة .
313
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
االعتماد املستندي هو ":تعهد صادر من البنك بناء على طلب العميل (اآلمر) لصاحل الغري املصدر ( املستفيد) يلتزم البنك مبقتضاه بدفع أو قبول كمبيالة مسحوبة عليه من هذا املستفيد ،بشروط معينة واردة يف هذا التعهد ،ومضمون برهن حيازي على املستندات املمثلة للبضائع املصدرة "(. )1 ونظراً ألن االعتمادات املستندية من أهم املعامالت املستخدمة لتسهيل املبادالت التجارية ،فإن املصارف اإلسالمية تقوم بتقدميها للعمالء ،وذلك على أساس الوكالة بأجر إذا كان التاجر املستورد ميلك مبلغ االعتماد ،أما إذا كان ال ميلك املبلغ ،فإنه ميكن للمصرف اإلسالمي الدخول شريكا معه أو إمتام العملية ببيعه السلع املستوردة على أساس املراحبة.
()3
يقصد بالكفالة يف االصطالح الفقهي ":ضم ذمة الكفيل إىل ذمة املكفول يف املطالبة بالدين نفسه أو احلق" .وهناك تعريف إجرائي يصف طبيعة الكفالة بأنها ":تعهد كتابي يتعهد مبقتضاه املصرف بكفالة أحد عمالئه يف حدود مبلغ معني جتاه طرف ثالث مبناسبة التزام ملقى على عاتق العميل املكفول ،وذلك ضماناً لوفاء هذا العميل بالتزامه جتاه ذلك الطرف اآلخر خالل مدة معينة ،على أن يدفع املصرف املبلغ املضمون عند أول مطالبة خالل سريان الضمان بغض النظر عن معارضة املدين أو موافقته يف ذلك الوقت ،حالة فشل العميل بالوفاء بالتزاماته جتاه الطرف الثالث أو إخالله بشروطه التعاقديه" (.)2
( )1حممد السالوس ،املعامالت املالية املعاصرة ،ط ، 1/مكتبة الفالح ،الكويت ،1199 ،ص .120 ( )3ارشيد ،مصدر سبق ذكره ،ص.113 ( )2محاد ،مصدر سبق ذكره ،ص 193
312
املصارف اإلسالمية
تصدر املصارف اإلسالمية خطابات الضمان لعمالئها وجيوز هلا ذلك؛ ألنها إما أن تكون كفالة أو وكالة وكلتاهما جائزة شرعا( .)1إال أن استحقاق املصرف أجراً على الكفالة يبقى موضع اختالف كبري بني الفقهاء( .)3ويتفق املؤلف مع كثري منهم على أن األفضل للمصارف اإلسالمية إصدار كفالتها يف إطار صيغ التمويل اإلسالمي اجملازة مثل املشاركة واملضاربة واملتاجرة ،حبيث يصبح خلطاب الضمان قيمة اعتباريه تسهم يف رفع حصة مشاركة املصرف اإلسالمي يف األرباح املتوقعة .كما تربز الضرورة لتكييف هذه العملية ومواءمتها شرعيًا ألنها باتت من األعمال اليومية املتكررة يف التعامالت التجارية ويف عامل األعمال ،وال تطلب من املصرف على سبيل التربع(.)2 تقوم املصارف اإلسالمية بتوفري خدمة صرف العمالت وتبديلها .ويعرف صرف العمالت لغة واصطالحاً بأنه " :بيع النقود ببعضها " ( )3وهذه العملية جائزةٌ شرعاً بالنص واإلمجاع ،وال ختتلف املصارف اإلسالمية عن املصارف التقليدية يف ممارسة هذه العملية إال بوجوب تقيد املصرف اإلسالمي بأن تكون النقود حالةً ( حاضرة ) ومناجزةً (أي التبادل يداً بيد يف جملس العقد)
()2
.كما جيوز
للمصارف اإلسالمية املتاجرة بالعمالت بهدف احلصول على األرباح على ضوء الشرطني املذكورين (.)9
( )1املصري ،املصارف اإلسالمية :دراسة شرعية لعدد منها ،ط ، 1/مركز النشر العلمي ،جامعة امللك عبد العزيز ،جدة ، ،1112ص.21 ( )3اهلييت ،مصدر سبق ذكره ،ص ص .302- 211 ( )2الغريب ناصر ،أصول املصرفية اإلسالمية وقضايا التشغيل ،ط ،1/دار أبوللو ،القاهرة ،1119ص ص .301 - 302 ( )3محاد ،مصدر سبق ذكره ،ص.119 ( )2اهلييت ،مصدر سبق ذكره ،ص .221 ( )9ارشيد ،مصدر سبق ذكره ،ص .112
319
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
إضافة للخدمات السابقة ،فإن للمصرف اإلسالمي أن يقدم خدمات أخرى حتقق له عوائد إضافية ،ومن هذه اخلدمات(: )1 أ) تأجري الصناديق احلديدية ،حيث يقوم املصرف اإلسالمي بتأجري خزائن حديدية يف أماكن حمصنة ،حتفظ فيها املمتلكات الثمينة والوثائق املهمة اليت ختص العمالء ،مقابل أجرة معينة. ب)إدارة املمتلكات والرتكات والوصايا :وذلك على أساس عقد الوكالة ، حبيث خيول املصرف من قبل املتعاملني بإدارة األموال مقابل أجرة معينة . ج) اإلسهام يف طرح أسهم الشركات لالكتتاب ،وتقديم اخلدمات اإلدارية اخلاصة بذلك. د) شراء أو بيع الذهب والفضة واملعادن الثمينة. ه) شراء أو بيع األسهم يف األسواق املالية لصاحل املصرف اإلسالمي أو لصاحل عمالئه.
( )1محود ،تطوير األعمال املصرفية مبا يتفق والشريعة اإلسالمية ،مصدر سبق ذكره ،ص ص .219- 212
قائمة المراجع .1ابن بطال ،علي بن خلف بن عبد امللك أبي احلسن البكري القرطيب البلنسي ،شرح ابن بطال على صحيح البخاري ،حتقيق :مصطفى عبد القادر عطا ،ط ،1/دار الكتبة العلمية ،بريوت.1171 7002 : .7أبو الربكات سيدي أمحد الدردير ،الشرح الكبري ،حتقيق :حممد عليش، دار الفكر -بريوت. .2ابن األثري ،املبارك بن حممد اجلزري ،النهاية يف غريب احلديث واألثر، ط ،1/دار إحياء الكتب العربية ،القاهرة.1992 ، .1ابن تيمية ،تقي الدين ،جمموع فتاوى ابن تيمية ،الفقه ،كتاب الزكاة، فصل الزروع والثمار .تقي الدين ابن تيمية .جممع امللك فهد، 1119هـ1991/م. .1ابن حجر العسقالني ،أمحد بن علي بن حممد ،فتح الباري بشرح صحيح اإلمام أبي عبد اهلل البخاري ،الطبعة الثانية ،دار إحياء الرتاث العربى ،بريوت1107 ،هـ ـ1997 .9ابن رشد ،حممد بن أمحد بن حممد بن أمحد ،بداية اجملتهد ونهاية املقتصد ،دار الكتاب العربي.7009 ، 792
799
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
.2ابن خلدون ،عبد الرمحن بن حممد ،املقدمة،ط ،1/دار صادر، بريوت.7000 ، .9ابن عابدين ،رد احملتار على الدر املختار ،دار الفكر للطباعة والنشر بريوت1171 .هـ 7000 -م. .9ابن قدامة ،موفق الدين ،عبد اهلل بن أمحد بن حممّد ،املغين ،اعتنى به: حممد عبد القادر عطا ،ط ،1/دار الكتب العلمية ،بريوت - 1179 ، .7009 .10ابن ماجة ،حممد بن يزيد الربعي القزويين ،سنن ابن ماجه ،ط ،1/دار الكتب العلمية ،بريوت. 7009- 1120 ، .11ابن منظور ،لسان العرب (معجم لغوي) ،ط ،1/دار الفكر ،بريوت، .1911 .17ابن جنيم ،زين الدين ،البحر الرائق شرح كنز الدقائق ،دار املعرفة، بريوت ،الطبعة :الثانية. .12أبو الليل ،إبراهيم دسوقي ،البيع بالتقسيط والبيوع االئتمانية األخرى، جامعة الكويت.1991 ، .11أبو زيد ،حممد ،الدور االقتصادي للمصارف اإلسالمية بني النظرية والتطبيق ،ط ،1/منشورات املعهد العاملي للفكر اإلسالمي ،القاهرة، .1999 .11أبو زيد ،كمال خليفة وحسني ،أمحد حسني علي ،حماسبة الزكاة. ط .1/الدار اجلامعية ،اإلسكندرية.1999 ،
املراجع
799
.19أبو زيد ،عبد العظيم ،بيع املراحبة لآلمر بالشراء ،جمهول تاريخ ومكان الطباعة( على األرجح بأنه خمطوط) .مت تنزيله عن موقع " موسوعة االقتصاد والتمويل اإلسالميhttp://iefpedia.com .
.12أبي داود السجستاني ،سليمان بن األشعث األزدي ،سنن أبي داوود ، دار السالم للنشر.)1171( 7000 ، .19أبي عبيد ،القاسم بن سالم ،كتاب األموال ،حتقيق وتعليق حممد خليل هراس دار الكتب العلمية ،بريوت.1999 ، .19امحد ،جمذوب امحد ،السياسة املالية يف االقتصاد اإلسالمي :دراسة مقابلة مع االقتصاد الرامسالي ،دار جامعة أمدرمان اإلسالمية للطباعة والنشر ،ط .1999 ،1/هيئة األعمال الفكرية ،اخلرطوم. 7001 . .70األشقر ،حممد ،بيع املراحبة كما جتريه البنوك اإلسالمية ،ط ،1/مكتبة الفالح ،الكويت.1991 ، .71البابرتي ،حممد بن حممد بن حممود ،العناية شرح اهلداية ،دار الفكر، بريوت. .77البارودي ،علي ،العقود وعمليات البنوك التجارية ،الطبعة الثانية، القاهرة ( ،جمهول سنة النشر). .72بن عمر ،موسي حممد الثاني .كتاب التمييز يف تلخيص ختريج أحاديث شرح الوجيز املشهور بـ التلخيص احلبري لإلمام احلافظ بن حجر العسقالني ،دار أضواء السلف للنشر والتوزيع ،7002 ،اجلزء 2 صفحة .19نقالً عن مراتب اإلمجاع البن حزم.
200
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
.71بدوي ،أمحد زكي ،معجم املصطلحات التجارية والتعاونية ،ط،1/ دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع.1991 ، .71البعلي ،عبد احلميد حممود ،اقتصاديات الزكاة واعتبارات السياسة املالية والنقدية،ط ،1/دار السالم ،القاهرة.1991 ، .79بن باز ،الشيخ عبد العزيز ،جمموع الفتاوى ،اجلزء التاسع عشر. .72بن فارس ،أمحد ،معجم مقاييس اللغة ،ط ،1/دار اجليل ،بريوت، .1991 .79البالذري ،أمحد بن حييى بن جابر ،فتوح البلدان ،حتقيق عبد اهلل أنيس الطباع -عمر أنيس الطباع ،مؤسسة املعارف – بريوت1102 .هـ / 1992م. .79البهوتي ،منصو بن يونس بن إدريس ،كشاف القناع عن منت اإلقناع ، حتقيق :هالل مصيلحي مصطفى هالل ،دار الفكر ،بريوت .1107 ، .20الدسوقي ،حممد بن أمحد ،حاشية الدسوقي يف علم الشرح الكبري . باملهمش الشرح الكبري للدردير ،املسمى ،منح القدير على خمتصر خليل ،دار احياء الكتب العربية ،القاهرة. .21تايلور ،بيرت و فلنت ،كولن ،اجلغرافيا السياسية لعاملنا املعاصر:االقتصاد العاملي،الدولة القومية،احملليات .ترمجة:عبد السالم رضوان واسحق عبيد،الطبعة العربية األوىل،منشورات اجمللس الوطين للثقافة والفنون واآلداب ،الكويت.7007، .27اجلار اهلل ،فؤاد ،شركة املضاربة يف الفقه اإلسالمي .جمهول حمل وتاريخ النشر.
201
املراجع
.22احلاج ،طارق ،املالية العامة .دار صفاء للنشر ،عمان.1999 . .21احلايف ،خالد،اإلجارة املنتهية بالتمليك يف ضوء الفقه اإلسالمي ،الطبعة الثانية1171 ،هجري. .21احلطاب ،حممد بن حممد بن عبد الرمحن ،مواهب اجلليل لشرح خمتصر خليل ،ضبطه وخرج آياته وأحاديثه :زكريا عمريات ،الطبعة الثانية ،دار الكتب العلمية ،بريوت.7002- 1179 ، .29حطاب ،كمال ،منهج البحث يف االقتصاد اإلسالمي وعالقته بالنصوص الشرعية ،جملة جامعة امللك عبد العزيز :االقتصاد اإلسالمي ،جملد ،19 العدد الثاني.7002 ، .22محاد،
طارق،اندماج
وخصخصة
البنوك،ط،1/الدار
اجلامعية،االسكندرية.1999، .29محاد ،نزية ،معجم املصطلحات االقتصادية يف لغة الفقهاء،ط،1/ املعهد العاملي للفكر اإلسالمي.1997 .29محود ،سامي ،تطوير األعمال املصرفية مبا يتفق والشريعة اإلسالمية، الطبعة الثالثة ،دار الرتاث،القاهرة.1990، .10حيدر،علي ،دور احلكام شرح جملة األحكام،ط ،1/دار اجلبل ، بريوت،1991 ،املادة .1101 .11اخلطيب ،حممد الشربيين ،اإلقناع يف حل ألفاظ أبي شجاع ،حتقيق: مكتب البحوث والدراسات -دار الفكر ،دار الفكر -بريوت – 1111هـ.
207
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
.17اخلطيب ،حممد بن أمحد الشربيين ،مغين احملتاج إىل معرفة معاني ألفاظ املنهاج ،دار الكتب العلمية.7011 ، .12الدارقطين ،علي بن عمر بن أمحد ،سنن الدار قطين ،مؤسسة الرسالة ،بريوت.)1171( 7001 ، .11دنيا ،شوقي ،دروس يف االقتصاد اإلسالمي (النظرية االقتصادية). الرياض :مكتبة اخلرجيي ،1101 ،ص .219 .11ديب ،يونس كامل ،العوملة اقتصاديا ،ط ، 1/دار السوسن ،دمشق .7000، .19الرازي ،حممد بن أبي بكر بن عبد القادر ،خمتار الصحاح ،حتقيق: حممود خاطر ،مكتبة لبنان ،بريوت.1991- 1111 ، .12رمضان ،زياد وجودة حمفوظ ،االجتاهات املعاصرة يف إدارة البنوك، الطبعة الثالثة ،دار وائل،عمان .7009، .19حممد الزحيلي ،قضاء املظامل يف الفقه اإلسالمي ،دار املكتيب ،دمشق، .1999 .19الزحيلي ،وهبه ،املعامالت املالية املعاصرة ،الطبعة الثالثة ،دار الفكر، دمشق.7009 ، .10الزرقاء ،مصطفى ،عقد االستصناع ومدى أهميته يف االستثمارات اإلسالمية املعاصرة ،ط ، 1/املعهد االسالمي للبحوث والتدريب ،جدة .1991 ، .11الزركشي ،مشس الدين أبي عبد اهلل حممد بن عبد اهلل املصري احلنبلي، شرح الزركشي على خمتصر اخلرقي ،حتقيق :قدم له ووضع حواشيه:
املراجع
202
عبد املنعم خليل إبراهيم ،الطبعة :األوىل ،دار النشر :دار الكتب العلمية ،بريوت 1172 -هـ 7007 -م. .17زكي ،رمزي،العوملة املالية،ط،1/دار املستقبل العربي،القاهرة.1999، .12الزيلعي ،عبداهلل بن يوسف ،نصب الراية ألحاديث اهلداية :مع بغية األملعي ،املكتبة اإلسالمية 1292 ،هـ . .11سابق ،السيد ،فقه السنة ،الطبعة الثانية ،دار الفكر ،بريوت ،لبنان، .1999 .11السالوس ،علي ،املعامالت املالية املعاصرة ،ط ، 1/مكتبة الفالح، الكويت.1999 ، .19السالوس ،علي ،االقتصاد اإلسالمي والقضايا الفقهية املعاصرة، ط ،1/دار الثقافة ،الدوحة.1999 ، .12السبهاني ،عبداجلبار ،دراسات متقدمة يف النقود والصريفة اإلسالمية، ط ،1/مطبعة حالوة ،إربد.7017 ، .19السبهاني ،عبد اجلبار ،الوجيز يف التمول واالستثمار وضعياً وإسالمياً، ط ،1/مطبعة احلالوة ،إربد.7017 . .19السبهاني ،عبد اجلبار ،االسعار وختصيص املوارد يف االسالم ،ط،1/ دار البحوث للدراسات اإلسالمية.7001 ، .90السبهاني،عبد اجلبار ،الوجيز يف الفكر االقتصادي اإلسالمي والوضعي ،ط ،1/دار وائل ،عمان.7000 ، .91السراج ،حممد ،النظام املصريف اإلسالمي ،ط ،1/دار الثقافة ،القاهرة، مصر.1999 ،
201
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
.97السرخسي ،حممد بن أمحد بن أبي سهل ،املبسوط ،بدون طبعة ،دار املعرفة – بريوت.1992- 1111 ، .92السرطاوي ،فؤاد ،التمويل اإلسالمي ودور القطاع اخلاص ،ط ،1/دار املسرية ،عمان.1999 ، .91السمرقندي ،عالء الدين أمحد بن حممد .حتفة الفقهاء ،دار الكتب العلمية ،بريوت. 1991 - 1101 ، .91السيد سعيد ،حممد ،الشركات عابرة القوميات ومستقبل الظاهرة القومية ،ط ، 1/منشورات اجمللس الوطين للثقافة والفنون واآلداب ،سلسلة عامل املعرفة ،رقم ، 102الكويت .1999 .99سيد ،عبد السالم حممد ،ملكية األموال يف اإلسالم ،رسالة ماجستري غري منشورة ،معهد الدراسات اإلسالمية،القاهرة.1990 ، .92السيد علي ،عبد املنعم ،العوملة من منظور اقتصادي ،وفرضية االحتواء ،ط ، 1/منشورات مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االسرتاتيجية (الدراسة رقم ،) 92أبو ظيب ،اإلمارات العربية املتحدة .7002 ، .99السيوطي ،عبد الرمحن بن أبي بكر جالل الدين ،األشباه والنظائر، الطبعة الثالثة ،دار الكتب العلمية ،بريوت.7011- 1121 ، .99السيوطي ،جالل الدين ،اجلامع الصغري ،ط ،1/دار الفكر ،بريوت، .1991 .20شابرا ،حممد عمر ،اإلسالم والتحدي االقتصادي ،ترمجة حممد السمهوري ،ط ،1/منشورات املعهد العاملي للفكر اإلسالمي ،عمان – األردن.1999 ،
املراجع
201
.21الشاذلي ،حسن علي ،االقتصاد اإلسالمي :مصادره وأسسه ،ط،1/ دار االحتاد العربي ،القاهرة.1929 ، .27الشاطيب ،إبراهيم بن موسى بن حممد ،املوافقات ،حتقيق ال سلمان، مشهور حسن .دارعفان ،الطبعة الثالثة.7009 ، .22الشافعي حممد بن إدريس ،األم ،دار املعرفة1110 ،هـ1990/م . .21شبري ،حممد عثمان ،املعامالت املالية املعاصرة يف الفقه اإلسالمي، ط ،1/دار النفائس ،عمان األردن.7001 ، .21الشرباصي ،املعجم االقتصادي اإلسالمي ،ط ،1/دار اجليل ،بريوت، .1991 .29الشنقيطي ،حممد األمني،دراسة شرعية ألهم العقود املالية املستحدثة الطبعة الثانية،املدينة املنورة ،مكتبة العلوم واحلكم 1177 ،هـ. .22الشوكاني ،حممد بن علي بن حممد ،السيل اجلرار املتدفق على حدائق األزهار ،حتقيق :حممود إبراهيم زايد ،ط ،1/دار الكتب العلمية - بريوت – 1101هـ . .29شيخون ،حممد ،املصارف اإلسالمية :دراسة يف تقويم املشروعية الدينية والدور االقتصادي والسياسي ،ط ،1/دار وائل عمان .7007، .29صقر ،حممد ،قراءات يف االقتصاد اإلسالمي ،املركز العاملي ألحباث االقتصاد اإلسالمي ،جامعة امللك عبد العزيز.1992 ، .90الصنعاني األمري ،حممد بن إمساعيل ،سبل السالم شرح بلوغ املرام من أدلة األحكام ،حتقيق :حممد عبد العزيز اخلولي ،ط ، 1/دار إحياء الرتاث العربي -بريوت – 1229هـ.
209
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
.91صوان ،حممود،أساسيات العمل املصريف اإلسالمي،ط ،1/دار وائل للنشر ،عمان. 7001 ، .97الطربي ،حممد بن جرير بن يزيد بن كثري اآلملي ،اختالف الفقهاء، ط ،1/دار الكتب العلمية ،بريوت.1999- 1170 ، .92العاملي ،حممد حسني ،املخالة ،ط ،1/عامل الكتب ،بريوت.1991 ، .91العاني ،عماد ،اندماج األسواق املالية الدولية:أسبابه وانعكاساته على االقتصاد العاملي،ط،1/بيت احلكمة،بغداد.7007، .91عبد احلميد،عبد املطلب،العوملة واقتصاديات البنوك،ط،1/الدار اجلامعية ،االسكندرية.7001، .99العراقي ،ختريج أحاديث اإلحياء ،حديث رقم ،2721برنامج منظومة التحقيقات احلديثية -اجملاني -من إنتاج مركز نور اإلسالم ألحباث القرآن والسنة باإلسكندرية .مت تنزيله عن االنرتنت من الرابط التالي: http://islamport.com/w/krj/Web/113/3234.htm
.92عربيات ،وائل،املصارف اإلسالمية واملؤسسات االقتصاية – النظرية والتطبيق ،ط، 1عمَّان ،دار الثقافة 7009 ،ﻡ. .99العز بن عبد السالم ،قواعد األحكام يف مصاحل األنام ،الطبعة الثانية، دار اجليل ،بريوت.1990 ، .99عطية ،مجال الدين ،البنوك اإلسالمية ،بني احلرية والتنظيم ،التقويم واالجتهاد ،النظرية والتطبيق ،الطبعة الثانية ،منشورات املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،بريوت.1992 ،
املراجع
202
.90عفر ،حممد عبد املنعم .السياسات االقتصادية والشرعية وحل األزمات وحتقيق التقدم .دار الغد العربي ،القاهرة.1999 ، .91عفر ،عبد املنعم ،االقتصاد اإلسالمي -االقتصاد اجلزئي ،ط ،1/دار البيان العربي.1991، .97عفر ،حممد عبد املنعم ومصطفى ،أمحد فريد ،االقتصاد املالي الوضعي واإلسالمي بني النظرية والتطبيق .مؤسسة شباب اجلامعة ،اإلسكندرية، .1999 .92الغزالي ،عبد احلميد ،األرباح والفوائد املصرفية :بني التحليل االقتصادي واحلكم الشرعي ،ط ،1/مركز االقتصاد اإلسالمي ،املصرف اإلسالمي الدولي لالستثمار والتنمية ،البحرين.1990 ، .91الفتوحى ،تقى الدين حممد بن أمحد ،منتهى اإلرادات يف مجع املقنع، حتقيق الرتكي ،عبد اهلل بن عبد احملسن ،مؤسسة الرسالة ،بريوت، 1119(1999هـ). .91الفنجري ،حممد شوقي ،الوجيز يف االقتصاد اإلسالمي ،ط ،1/دار الشروق.1991 ، .99الفريوز آباذي ،القاموس احمليط ،املطبعة احلسينية ،القاهرة1211 ،هـ. .92الفيومي ،أبي العباس أمحد بن حممد ،املصباح املنري ،الطبعة السادسة، املطابع األمريية ،القاهرة.1979 ، .99القحطاني ،حممد بن دليم ،إدارة املوارد البشرية :حنو منھج اسرتاتيجي متكامل ،ط ،1/مطابع احلسيين احلديثة ،الھفوف :السعودية . (.)7001
209
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
.99القرطيب ،يوسف بن عبد اهلل بن عبد الرب النمري ،االستذكار اجلامع ملذاهب فقهاء األمصار ،حتقيق :سامل حممد عطا -حممد علي معوض، الطبعة :األوىل ،دار الكتب العلمية -بريوت 7000 -م. .100الكاسانى ،عالء الدين أبى بكر بن مسعود بن أمحد عالء الدين احلنفى ،بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع ،دار احلديث. 7001 ، .101الكشناوي ،أبي بكر بن حسن ،أسهل املدارك شرح إرشاد السالك يف فقه امام األئمة مالك ،الطبعة الثانية ،عيسى البابي احلليب ،القاهرة، 129هـ 199- ،م . .107الكفراوي ،عوف حممد ،النقود واملصارف يف النظام اإلسالمي ،ط،7/ دار اجلامعات املصرية ،القاهرة 1102 ،هجري. .102الكفراوي ،عوف حممود .السياسة املالية والنقدية يف ظل االقتصاد اإلسالمي .اإلسكندرية :مكتبة اإلشعاع،ط.1999 ،1/ .101الكليب ،أبي القاسم حممد بن أمحد بن جزي ،القوانني الفقهية ،ضبط وتصحيح :حممد أمني الضناوي ،الطبعة الثانية ،بريوت ،دار الكتب العلمية.1172،- 7009 ، .101كمال ،يوسف ،املصرفية اإلسالمية :األزمة واملخرج ،الطبعة الثانية، دار النشر للجامعات املصرية ،القاهرة.1999 ، .109كمال ،يوسف ،اإلسالم واملذاهب االقتصادية املعاصرة ،الطبعة الثانية، ،1990دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع ،املنصورة. .102الكواملة،نور الدين عبدالكريم ،املشاركة املتناقصة وتطبيقاتها املعاصرة يف الفقه اإلسالمي ،ط، 1عمَّان ،دار النفائس 1179 ،ھـ 7009-ﻡ.
املراجع
209
.109لعمارة ،مجال .النظام املالي يف اإلسالم .دار النبأ ،اجلزائر .1999 ، .109اللحياني ،سعد بن محدان ،املوازنة العامة يف االقتصاد اإلسالمي. جدة :املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب ،البنك اإلسالمي للتنمية، ،1992ص 701وما بعدها. .110املالكي ،حممد بن أمحد بن حممد ،شرح ميارة الفاسي ،حتقيق :عبد اللطيف حسن عبد الرمحن ،ط 1/دار الكتب العلمية ،بريوت - 1170هـ 7000 -م. .111املباركفوري حممد عبد الرمحن بن عبد الرحيم ،حتفة األحوذي بشرح جامع الرتمزي ،ضبطها وصححها :خالد عبد الغين حمفوظ،ط ،1/دار الكتب العلمية ،بريوت.7001- 1179 ، .117حممود،حسني حامد ،النظام املالي واالقتصادي يف اإلسالم ،ط ،1/دار النشر الدولي ،السعودية.7000 ، .112مشهور ،أمرية عبداللطيف ،االستثمار يف االقتصاد اإلسالمي ،ط،1 القاهرة ،مكتبة مدبولي 1111،ھـ 1991-ﻡ. .111املصري ،رفيق ،املصارف اإلسالمية :دراسة شرعية لعدد منها ،ط1/ ،مركز النشر العلمي ،جامعة امللك عبد العزيز ،جدة .1991 ، .111املصري ،رفيق يونس ،أصول االقتصاد اإلسالمي .الطبعة الثالثة ،دار القلم ،دمشق.1999 ، .119املال ،عبد اإلله والكرار ،عزت ،النظام املالي واالقتصادي يف اإلسالم، الطبعة الثالثة ،مطابع احلسيين.7002 ،
210
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
.112معال ،ناجي ،األصول العلمية للتسويق املصريف ،الطبعة الثانية ،دار وائل ،عمان.7007 ، .119املعهد العاملي للفكر اإلسالمي(جمموعة مؤلفني) ،تقويم الدور االقتصادي للمصارف اإلسالمية ،ط ،1/القاهرة .1999 ، .119املقدسي ،عبد اهلل بن أمحد بن قدامة ،املغين يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل الشيباني ،ط ،1/دار الفكر -بريوت .1101 - .170مكليود ،راميوند ،نظم املعلومات اإلدارية،ترمجة سرورعلي ،دار املريخ للنشر ،الرياض.7000، .171املناوي ،حممد بن عبد الرؤوف ،الفتح السماوي بتخريج أحاديث تفسري القاضي البيضاوي ،ط ،1/دار العاصمة ،الرياض،1999- 1109 ، اجلزء 2صفحة .179 .177امليداني ،عبد الرمحن حبنكة ،األخالق اإلسالمية وأسسها ،الطبعة الثالثة ،دار القلم ،دمشق.1997 ، .172املوسوعة الفقهية ،الكويت ،ط1109 ( :7هـ 1999 -م) ،ج ،11 ص .112وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية. .171ناصر ،الغريب ،أصول املصرفية اإلسالمية وقضايا التشغيل ،ط، 1/ دار أبوللو ،القاهرة .1999 .171النجار ،أمحد ،املدخل إىل النظرية االقتصادية يف املنهج اإلسالمي، الطبعة الثانية ، 1990،منشورات االحتاد الدولي للبنوك اإلسالمية. .179النجار ،أمحد ،حركة البنوك اإلسالمية،ط ،1،1992/شركة سربينت للطباعة ،القاهرة.
املراجع
211
.172نصار،أمحد حممد حممود ،مبادئ اإلقتصاد اإلسالمي .ط .1/دار النفائس للنشر والتوزيع ،ﺍﻷﺭﺩﻥ .7009 ، .179النصر ،حممد و شاميه ،عبد اهلل ،مبادئ االقتصاد اجلزئي ،الطبعة الثالثة ،دار األمل ،إربد -األردن.1991 ، .179النووي ،حييى بن شرف ،روضة الطالبني وعمدة املفتني ،الطبعة: الثانية ،دار النشر ،املكتب اإلسالمي ،بريوت.1101 ، .120النووي ،حييى بن شرف ،حاشيتا القليوبي وعمرية على شرح جالل الدين احمللي على منهاج الطالبني ،دار احياء الكتب العربية ،القاهرة[ ، 122هـ 191- ،م ]. .121النيسابوري ،حممد بن إبراهيم بن املنذر أبو بكر ،اإلمجاع ،حتقيق :د. فؤاد عبد املنعم أمحد ،الطبعة :الثالثة ،دار النشر :دار الدعوة، اإلسكندرية 1107 ،هـ ،ص .99 .127اهلندي ،منري ،األوراق املالية وأسواق رأس املال ،ط ،1/منشأة املعارف،اإلسكندرية ،مصر.1991 ، .122اهلييت ،عبد الرزاق رحيم ،املصارف اإلسالمية بني النظرية والتطبيق، ط1/دار أسامة للنشر ،عمان -األردن1999 ،م. .121يسري ،أمحد عبد الرمحن ،االقتصاد اإلسالمي بني منهاجية البحث وإمكانية التطبيق ،الطبعة الثانية ،7000 ،املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب ،البنك اإلسالمي للتنمية. 135. Ainley et al. , Islamic Finance in the UK: Regulation and Challenges, (LondonFinancial ServicesAuthority). 2007 . 136. Crane, Dwight B et al. The Global Financial System: A functional Perspective. Harvard Business School, 1995.
217
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
Theory and
137. Edwin H. Neave, Modern Financial Systems: applications. John Wiley & Sons. USA.2009.
،Financial Markets and Institutions, Abridged Edition, 8th
138. Madura
Edition. Thomson , New york , USA , 2009 . 139. Rose, Money and Capital Markets.8th ed.(N.Y.: McGrow-Hill، 2003).
.1أبو موسى ،عبد احلميد " ،الصناعة املصرفية اإلسالمية وحتديات املرحلة " ،جملة احتاد املصارف العربية .العدد ، 721بريوت ،تشرين أول ، . 7002 .7أبو موسى ،عبد احلميد" ،الصناعة املصرفية اإلسالمية وحتديات املرحلة" ، جملة احتاد املصارف العربية ،العدد ،721تشرين أول.7002، .2االحتاد الدولي للبنوك اإلسالمية ،املوسوعة العملية والعملية للبنوك اإلسالمية (اجلزء األول) ،مطابع االحتاد الدولي للبنوك اإلسالمية ، القاهرة.1997 ، .1امحد ،أوصاف" ،األهمية النسبية لطرق التمويل املختلفة يف النظام املصرف اإلسالمي :أدلة عملية من البنوك اإلسالمية" ،ندوة خطة االستثمار يف البنوك اإلسالمية :اجلوانب التطبيقية والقضايا واملشكالت ،عمان .1992 ،9/71- 19 ، .1آدم ،عيسى موسى ،تطبيقات التورق واستخداماته يف العمل املصريف اإلسالمي ،مؤمتر" دور املؤسسات املصرفية اإلسالمية يف االستثمار والتنمية" ،كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية ،جامعة الشارقة( ، 72- 71صفر 1172هـ - 7-9مايو 7007م).
املراجع
212
.9األشقر ،حممد " ،السلم واالستصناع ومدى إمكانية استفادة البنوك اإلسالمية منهما " ،املؤمتر األول للمستجدات الفقهية يف معامالت البنوك اإلسالمية ،اجلامعة األردنية ،عمان19 ،نيسان .1991 .2األطرش ،حممد "،العرب والعوملة :ما العمل ؟" ندوة العرب والعوملة . مركز دراسات الوحدة العربية ،ط ، 1/بريوت ،لبنان .1999 ، .9إقبال ،زبري ومرياخور ،عباس " ،النظام املصريف اإلسالمي" ،ورقة حبثية رقم ،19صندوق النقد الدولي ،واشنطن ،آذار /مارس .1992 .9الباحوث ،عبد اهلل :التورق املصريف املنظم وآثاره االقتصادية .جملة جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية .العدد ،17شوال .1179ص ص .192- 191 .10البعلي ،عبد احلميد" ،أدوات االستثمار يف املصارف اإلسالمية" ،امللتقى اإلسالمي :حتديات العوملة للمصارف اإلسالمية ،تنظيم األكادميية العربية للعلوم املالية واملصرفية ،عمان ،أيار .7001 .11التميمي ،يونس" ،أوجه التشابه واالختالف بني عناصر ميزانية املصارف اإلسالمية واملصارف التقليدية" ،املصارف اإلسالمية ،احتاد املصارف العربية ،ط ، 1/بريوت.1999، .17محاد ،نزيه" ،املشاركة املتناقصة وأحكامها يف ضوء العقود املستجدة"، جملة جممع الفقه اإلسالمي ،العدد 11السنة .12 .12محود ،سامي" :سندات املقارضة" ،املؤمتر األول للمستجدات الفقهية يف معامالت البنوك اإلسالمية ،اجلامعة األردنية،عمان 19،نيسان .1991
211
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
.11محود ،سامي" ،معايري احتساب األرباح يف البنوك اإلسالمية" ،مؤمتر املستجدات الفقهية يف معامالت البنوك اإلسالمية ،اجلامعة األردنية، عمان األردن.1994 ،5/3-2 ، .11محود ،سامي" ،صيغ التمويل اإلسالمي:مزايا وعقبات"،جملة البنوك اإلسالمية،العدد .1999 ،92 .19اخلطاب ،خمتار"،قدرة اجلهاز املصريف على متويل النمو والتوسع يف النظامني الراس مالي واإلسالمي"،اجمللة العربية للعلوم اإلنسانية(،جملة فصلية حمكمة تصدر عن جامعة الكويت)،ربيع .1990 .12اخلطيب ،حممود" ،املراحبة الداخلية ،كما جيريها البنك اإلسالمي األردني لالستثمار والتمويل :دراسة موجزة لبعض جوانبها" ،مؤمتر املستجدات الفقهية يف معامالت البنوك اإلسالمية ،اجلامعة األردنية،عمان، .1991/1/9 .19خوجة ،عز الدين حممد ،ملخص أحباث يف التورق ،مقدم إىل ندوة الربكة الثانية والعشرين لالقتصاد اإلسالمي9 ،
1172/1/9-هـ- 19-
20/6/2002م ،البحرين. .19خري اللّه ،وليد"،سندات املقارضة" ،جملة دراسات اقتصادية إسالمية، اجمللد األول ،العدد الثاني ،جده.1991، .70داود ،حسن" ،االستثمار قصري األجل يف املصارف اإلسالمية" ،سلسلة دراسات يف االقتصاد اإلسالمي ،العدد (،77القاهرة ،املعهد العاملي للفكر اإلسالمي .)1999 ،
211
املراجع
.71الداودي ،حلسن ،السياسة املالية :أهدافها وأدواتها ،ورقة حبثية مقدمة إىل ندوة السياسة االقتصادية يف اإلسالم ،1991/1/70- 11 ،تنظيم املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب ،البنك اإلسالمي للتنمية ،اجلزائر. .77دنيا ،شوقي أمحد" ،اجلعالة واالستصناع :حتليل فقهي واقتصادي"، املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب -البنك اإلسالمي للتنمية ،،حبث رقم ،9الطبعة الثالثة.7002 ، .72راتـول ،حممّـد و مداني ،أمحد " دور التّوريق كأداة مالية حديثة يف التّمويل وتطوير البورصة يف اجلزائر " -قراءة يف القانون رقم 01- 09 الصادر يف 70فرباير 7009املتضمّن توريق القروض الرّهنية .-امللتقى الدّولي األول حول":سياسات التّمويل وأثرها على اإلقتصاديات واملؤسّسات -دراسة حالة اجلزائر والدّول النّامية ،"-جامعة حممد خيضر بسكرة.7009 ، .71الراجحي ،عبد اهلل " ،االجتاهات املستقبلية للمصارف اإلسالمية ودورها يف تطوير أسواق رأس املال العربية" ،جملة احتاد املصارف العربية ،العدد ( 792عدد خاص) ،تشرين أول .7007 / .71روزناو ،جيمس "،ديناميكية العوملة :حنو صياغة عملية ،قراءات اسرتاتيجية " ،مركز الدراسات السياسية واالسرتاتيجية باألهرام ،القاهرة ،مصر .1992 ، .79الرحيان ،بكر" ،دور املصارف اإلسالمية يف احلد من اآلثار السلبية للعوملة"،
امللتقى
اإلسالمي:حتديات
العوملة
للمصارف
اإلسالمية.األكادميية العربية للعلوم املالية واملصرفية،عمان،أيار .7001
219
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
.72الزحيلي ،حممد" ،عقد السلم واالستصناع يف الفقه اإلسالمي والتمويل االقتصادي" ،املؤمتر األول للمستجدات الفقهية يف معامالت البنوك اإلسالمية ،اجلامعة األردنية ،عمان 19 ،نيسان . 1991 .79الزحيلي ،وهبه مصطفى" ،املشاركة املتناقصة وصورها يف ضوء ضوابط العقود املستجدة" ،جملة الوعي اإلسالمي ،رقم
العدد- 449 :-
الشهر 1 :السنة –2 -دولة الكويت. .79الزعرتي،عالء ،العوملة وتأثريها على العمل املصريف اإلسالمية ،جملة االقتصاد اإلسالمي ،جملد()72العدد ،799متوز،7002،ص.21 .20الزرقا ،مصطفى ،عقد االستصناع ومدى أهميته يف االستثمارات اإلسالمية املعاصرة ،حماضرة حول عقد االستصناع واإلطار الشرعي اإلسالمي هلذا العقد وشروطه وآفاقه الفقهية ،منشورات املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب ،البنك اإلسالمي للتنمية1119 ، .هـ .1991- .21السويلم ،سامي بن إبراهيم ،التورق والتورق املنظم دراسة تأصيلية ،حبث مقدم للدورة السابعة عشرة للمجمع الفقهي اإلسالمي ،مكة املكرمة، 1171هـ. .27سعيد النجار" ،السياسات املالية وأسواق املال العربية" ،منشورات صندوق النقد العربي ،أبو ظيب ،1992 ،ص .12 .22السعيدي ،عبد اهلل بن حممد ،التورق كما جتريه املصارف يف الوقت احلاضر :التورق املصريف املنظم دراسة تصويرية فقهية ،جملة اجملمع الفقهي اإلسالمي ،العدد الثامن عشر1171 ،هـ 7001 -م.
212
املراجع
.21سليمان ،حممد جالل "،الودائع االستثمارية يف املصارف اإلسالمية"،دراسات يف االقتصاد اإلسالمي ،سلسلة دراسات يف االقتصاد
اإلسالمي،العدد
(،7القاهرة،املعهد
العاملي
للفكر
اإلسالمي.)1999،، .21شتا،علي أبو الفتح أمحد" ،احملاسبة عن عقود اإلجارة املنتهية بالتمليك يف املصارف اإلسالمية من منظور إسالمي" ،املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب ،البنك اإلسالمي للتنمية ،حبث حتليلي رقم ،90ط،1/ .7002 .29شحاته ،حسني ،مقومات وحمددات التطبيق املعاصر لالقتصاد اإلسالمي. سلسلة
حبوث
ودراسات
يف
االقتصاد
اإلسالمي.
/http://www.darelmashora.com .22شحادة ،موسى" ،الصريفة اإلسالمية :التحديات ومتطلبات النمو " ، جملة احتاد املصارف العربية ،العدد ،792بريوت،تشرين أول .7002 ، .29شندي،إمساعيل ،املُشاركة املُتناقصة (املُنتهية بالتمليك) يف العمل املَصريف اإلسالمي :تأصيلٌ وضبظٌ ،ورقة علمية ،مؤمتر –االقتصاد اإلسالمي وأعمال البنوك ،-جامعة اخلليل 72- 79/2/7009 ،ﻡ. .29الصاوي ،حممد ،مشكلة االستثمار يف البنوك اإلسالمية ،وكيف عاجلها اإلسالم ،ط،1/دار الوفاء ،املنصورة1999 ،ﻡ. .10صقر ،حممد ،االقتصاد اإلسالمي :مفاهيم ومرتكزات ،ورقة حبث مقدمة للمؤمتر العاملي األول لالقتصاد اإلسالمي ،املركز العاملي ألحباث االقتصاد اإلسالمي ،جامعة امللك عبد العزيز.1990 ،
219
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
.11الصرّاف ،حممد فؤاد"،جتربة البنوك اإلسالمية "،جملة البنوك اإلسالمية،عدد.20شعبان 1102هجري. .17الصغري ،عادل سامل حممد” ،املضاربة املشرتكة من أهم صيغ التمويل املصريف اإلسالمي“،مؤمتر اخلدمات املالية اإلسالمية الثاني ،تنظيم: املركز العالي للمهن املالية واإلدارية ،وأكادميية الدراسات العليا، طرابلس ،ليبيا 79 – 72 ،ابريل 7010م. .12الطاهر ،عبد اهلل " ،حصيلة الزكاة وتنمية اجملتمع" ،ندوة موارد الدولة يف اجملتمع احلديث من وجهة النظر اإلسالمية .القاهرة ،البنك اإلسالمي للتنمية، .1999 .11عبد السالم ،حممود مصطفى" ،آلية تطبيق عقد االستصناع يف املصارف اإلسالمية (دول جملس التعاون لدول اخلليج العربي منوذجاً)" ،حبث مقدم إىل :مؤمتر املصارف اإلسالمية بني الواقع واملأمول ،دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل اخلريي بدبي.7009- 9/2 – 1/21 ، .11عبد اهلل ،إمساعيل صربي "،توصيف األوضاع العاملية املعاصرة" ،أوراق مصر ،7070العدد ،2القاهرة ،منتدى العامل الثالث ،كانون ثاني / يناير .)1999 .19عبد العزيز ،شعبان فهمي " ،السياسة املالية ودورها يف إصالح االقتصاد اإلسالمي " .حماضرة مقدمة إىل :مؤمتر التحديات املعاصرة لالقتصاد املصري ،القاهرة :من 7إىل 2متوز ،1991 ،ص.1 .12عريقات ،حربي"،التكامل االقتصادي وحتديات التنمية وآفاق املستقبل يف العامل العربي" ،املؤمتر العلمي الثالث :املوقع التنافسي للتكتالت
219
املراجع
االقتصادية العربية وأثرها على االقتصاد األردني ،كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية ،جامعة اربد اخلاصة ،اربد ،األردن 11- 11 ،أيار .7007 .19عزي ،فخري" ،صيغ متويل التنمية يف اإلسالم" ،ندوة رقم ،79املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب.1997، .19عطية ،مجال الدين " ،املشاركة املتتالية يف البنوك اإلسالمية " ،جملة جامعة امللك عبد العزيز :االقتصاد اإلسالمي ،جملد .1999 ،1 .10علي بن زايد ،حممد ،كلمة االفتتاح يف ندوة":العوملة وانعكاساتها على املصارف
اإلسالمية"،جملة
مناراإلسالم،العدد
،2جملد
،71حزيران.1999، .11قحف ،منذر ،مفهوم التمويل يف االقتصاد اإلسالمي :حتليل فقهي واقتصادي ،املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب ،البنك اإلسالمي للتنمية .حبث حتليلي رقم ،12الطبعة الثانية.7001 ، .17القرنشاوي ،حامت" ،اجلوانب االجتماعية واالقتصادية لتطبيق عقد املراحبة" ،ندوة:خطة االستثمار يف البنوك اإلسالمية ،اجملمع امللكي لبحوث احلضارة اإلسالمية (مؤسسة آل البيت ) ،عمان 71- 19 ، حزيران .1992 ، .12القري ،حممد العلي ،التورق كما جتريه املصارف دراسة فقهية اقتصادية، الدورة السابعة عشرة جملمع الفقه اإلسالمي ،مكة املكرمة 1171/10/71هـ- 13-18/12/2003م).
( - 19
270
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
.11كامل ،صاحل "،دور املصارف اإلسالمية يف دعم وتطوير أسواق رأس املال" ،جملة احتاد املصارف العربية ،العدد ( 792عدد خاص) ،تشرين أول .7007 / .11كبارة،عبد احلميد" ،العالقة بني البنوك املركزية والبنوك اإلسالمية :يف السياسة النقدية واالحتياطات" ،ورقة حبثية منشورة يف كتاب املصارف اإلسالمية،احتاد املصارف العربية،بريوت.1999، .19كراسنة ،إبراهيم ،البنوك اإلسالمية ،دراسة لصندوق النقد العربي، قدمت خالل دورة “اختبارات التحمل” مبقر الصندوق يف أبوظيب، .7011/9/9 .12اللحيدان ،صاحل بن عبد اهلل" ،العناصر املكونة لصفة املالية عند الفقهاء"، جملة البحوث اإلسالمية ،العدد الثالث والسبعون -اإلصدار :من رجب إىل شوال لسنة 1171هـ .اجلزء .22 .19حممد عمر شابرا" ،النظام النقدي واملصريف يف اقتصاد إسالمي" ،جملة أحباث االقتصاد اإلسالمي ،اجمللد األول،العدد الثاني.1991، .19حممد ،السيد إمساعيل" ،مستقبل املصارف اإلسالمية واملستجدات"، ندوة :التقنيات املصرفية احلديثة يف خدمة اإلدارة ،احتاد املصارف العربية ،البحرين 79- 70 ،أيلول .1992وهذه الورقة منشورة يف كتاب املصارف اإلسالمية احتاد املصارف العربية،بريوت.1999 ، .90املصري ،رفيق" ،مشاركة األصول الثابتة يف الناتج (الربح)" ،جملة أحباث االقتصاد اإلسالمي ،اجمللد الثالث ،العدد األول،جدة.1991، .91املصري ،رفيق يونس ،بيع االستجرار تعريفه وإشكاالته ،ورقة حبثية
271
املراجع
مقدمة إىل "ندوة حوار األربعاء" ،مركز أحباث االقتصاد اإلسالمي، جامعة امللك عبد العزيز – جدة ،األربعاء7009/11/1م. .97النجار ،حنان "،املنهج االقتصادي يف اإلسالم بني الفكر والتطبيق"، املؤمتر العلمي السنوي الثالث،كلية التجارة،جامعة املنصورة،بالتعاون مع نقابة التجاريني،القاهرة/ 17- 9،إبريل . 1992 .92حناس ،شربل ،اقتصاد السوق االجتماعي :أمنوذج اقتصادياً للبنان؟، حماضرة ألقيت ضمن ندوة نظمها املركز اللبناني للدراسات ومؤسسة كونراد أديناور ،بريوت . 7009/9 /77- 71 .91اهلندي ،عدنان" ،العالقة بني البنوك املركزية والبنوك اإلسالمية:يف النسب املصرفية" ،ورقة حبثية منشورة يف كتاب املصارف اإلسالمية،احتاد املصارف العربية،بريوت.1999، .91اهلواري ،سيد" ،مستقبل املصارف اإلسالمية يف ظل التحديات العاملية قبل
وبعد
11
سبتمرب
"7001
،جملة
احتاد
املصارف
العربية،العدد(792عدد خاص)،تشرين أول.7007/ Ali,A. Mohammed." The Emerging Islamic Financial Architecture: The
66.
Way Ahead". The Fifth Harvard University Forum On Islamic Finance, Islamic Finance: Dynamics and Development. Science Center, Harvard University, Cambridge, Massachusetts, April 6-7-2002. 67. Backlund, Alexander (2000). "The definition of system". In: Kybernetes Vol. 29 nr. 4. 68. Choong and Ming-Hua,.Islamic Banking: Interest-Free or InterestBased?. 2006. Available at SSRN: http://ssrn.com/abstract=868567. 69. David, Aboody and Baruch, Lev, (2000). Information Asymmetry,
11 .
(R&D, and Insider Gains. Journal of Finance.)9
70. El Qorchi,. Islamic Finance Gears Up, Finance and Development. 2005, (Washington: International Monetary Fund). http://www.imf.org/external/pubs/ft/fandd/2005/12/qorchi.htm. Accessed on
277
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
10/7/2013. 71. Iqbal,Zamir, Islamic Financial Systems. Finance & Development ,June 1997. 72. Siddiqi," Muslim Economic Thinking" ,A survey of Contemporary Literature on Islamic Economics International Center for Research in Islamic Economics, Jeddah ,King Abdulaziz University ;and Leicester ,UK. :The Islamic Foundation,1981. 73. Obaidullah ,Mohammed .Islamic Financial Services .(2005).Islamic Economics Research Center, King Abdulaziz University, Jeddah, Saudi Arabia.
بـن طبـي ،دالل ،وظائـف السياسـة املاليـة يف االقتصاد اإلسالمي :دراسة حتليلية .رسالة ماجستري غري منشورة .قسم العلوم االقتصادية ،جامعـة حممـد خيضـر .اجلزائر.7001 . حسونة ،فاطمة حممد عبد احلافظ ،اثر كل من الزكاة والضريبة على التنمية االقتصادية ،رسالة ماجستري غري منشورة.جامعة النجاح ،نابلس. .7009 احلنيطي ،هناء حممد" ،التورق؛ حقيقته ،أنواعه ( الفقهي املعروف واملصريف املنظم )" .ملخص لرسالة دكتوراه غري منشورة بعنوان " :بيع العينة والتوّرق :دراسة تطبيقية على املصارف اإلسالمية " ،قسم املصارف اإلسالمية،األكادميية العربية للعلوم املالية املصرفية.7002 ، ُقدّم هذا امللخص جملمع الفقه اإلسالمي الدولي .الدورة التاسعة عشرة، الشارقة ،اإلمارات العربية املتحدة.
املراجع
272
.1قرار رقم )11/1( 120بشأن الشركات احلديثة :الشركات القابضة وغريها وأحكامها الشرعية ،جممع الفقه اإلسالمي ،الدورة الرابعة عشرة بالدوحة ( دولة قطر ) 12 - 9ذو القعدة 1172هـ ،املوافق 19 – 11 كانون الثاني (يناير) 7002م. .7قانون البنوك يف األردن رقم 9لسنة .7000 .2هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية ( ،صفر ،1170يونيو ،)1999معيار رقم :9اإلجارة واإلجارة املنتهية بالتمليك. .1جملة األحكام العدلية القسطنطينية ،مطبعة اجلوانب ،مادة رقم ،179 1799هجري.
.1جريدة الدستور ،األردن ،رقم العدد ،17911السنة السابعة والثالثون/ ال عن وكالة الصحافة الفرنسية (أ .ف .ب). عمان .ص .22نق ً .2جملة "احتاد املصارف العربية" ،العدد ،792بريوت،تشرين أول .7007 ، .3جملة احتاد املصارف العربية،عدد(721إصدار خاص)،تشرين أول .7002 .4الشبل ،عبد العزيز بن إبراهيم " ،رأي يف تأجيل العوضني يف عقد التوريد"، موقع اإلسالم اليوم
http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-4092.htm
األربعاء 1رجب 1425املوافق 18أغسطس .7001
271
مقدمة يف نظرية التمويل اإلسالمي وأدواته
.5اخلرجيي ،عبد الرزاق ،نائب أول الرئيس التنفيذي ،ومدير جمموعة العمل املصريف اإلسالمي بالبنك األهلي ،مقابلة مع جريدة
" الشرق األوسط
" ،االثنيـن 11مايو 7009العدد .11177 .6موقع الشيخ العالمة حممد بن صاحل العثيمني على شبكة االنرتنت http://www.ibnothaimeen.com/index.shtml
.7البلتاجي ،حممد ،صيغ التمويل اإلسالمية التأجري مع الوعد بالتملك ،األربعاء 20أبريل1172/01/79 .7002هـ ،مت التنزيل عن موقع " منتدى التمويل اإلسالمي" بتاريخ .7009- 9- 17 .8البلتاجي ،حممد ،صيغ التمويل اإلسالمية :بيع االستصناع ،األربعاء 20 أبريل1172/01/79 .7002هـ ،مت التنزيل عن موقع " منتدى التمويل اإلسالمي" بتاريخ .7009- 9- 17 .9دراسة حول" مؤشرات منو الصريفة اإلسالمية" ،جملة عامل االقتصاد، العدد .7009 - 7- 1 ،701 .11يوسف ،عدنان .رئيس احتاد املصارف العربية ،تصريح خالل مقابلة صحفية مع صحيفة " االحتاد " اإلماراتية..7012/1/10 ،
.1التقرير السنوي للبنك اإلسالمي األردني لالستثمار والتمويل لعام (.)7007 .2التقرير السنوي للبنك العربي اإلسالمي الدولي لعام (.)7007 .3سليمان ،شاهر ،املؤشرات الرئيسية للبنوك العاملة يف األردن لعام ،7001البنك األردني الكوييت،عمان.7007،
271
املراجع
.4صندوق النقد الدولي ،نشرة :آفاق االقتصاد العاملي ،واشنطن ،أيار .1992 .5جممع الفقه اإلسالمي الدولي ،دورة املؤمتر الثالث ،قرار رقم 1عمّان، اململكة األردنية اهلامشية من 12- 9صفر 1102هـ ،املوافق – 11 19تشرين األول ( أكتوبر ) 1999م. .6جممع الفقه اإلسالمي ،دورة املؤمتر اخلامس ،الكويت( - 1 1109/1/9هـ 1999/11/11 -م .7جممع الفقه اإلسالمي الدولي ،الدورة اخلامسة عشرة ،مكة املكرمة
(
1119/2/11هـ 1999/10/21 -م). .8جممع الفقه اإلسالمي الدولي ،الدورة السابعة عشرة ،مكة املكرمة ،من 1171 / 10 / 72- 19هـ املوافق 12
/ 12 / 200312-م.
.Earnst & Young, The World Islamic Banking Competitiveness Report, 2013
نبذة عن المترجم
عضو هيئة تدريس برتبة أستاذ مساعد. باحث وخبري متخصص باملصارف اإلسالمية والتمويل اإلسالمي. دكتوراه يف التمويل. ماجستري مصارف إسالمية. يعمل مدرسًا يف اجلامعات األردنية والسعودية منذ عام .6991 له أحباث منشورة يف جمالت عربية وعاملية يف التمويل اإلسالمي والتمويل التقليدي. شارك يف العديد من املؤمترات العاملية املتخصصة بالتمويل اإلسالمي.
Lihat lebih banyak...
Comentários