Economic Empowerment of Poor Families

Share Embed


Descrição do Produto

‫الجـــــــامعة اإلسالمية‬ ‫كلـــــــــــــية التـــــــــــجارة‬

‫التمكين االقتصادي لألسر الفلسطينية الفقيرة‬ ‫عبر المنح الصغيرة‬

‫م‪ .‬دعاء عطية الثالثيني‬

‫مقدم لمؤتمر "الريادة واإلبداع في تطوير األعمال الصغيرة"‬ ‫كلية التجارة‪ -‬الجامعة اإلسالمية‬ ‫‪ 06-05‬مايو ‪2015‬‬

‫‪0‬‬

‫‪ .1‬مقدمة‬ ‫واجه الشعب الفلسطيني عبر عقود من الزمن العديد من األزمات والحروب التي أدت إلى ارتفاع معدل‬ ‫الفقر والبطالة بين أبنائه‪ ،‬حيث بلغت نسبة الفقر بين األفراد الفلسطينيين حسب الجهاز المركزي‬ ‫لإلحصاء الفلسطيني ‪ %25.8‬عام ‪ ،2011‬بينما بلغت نسبة الفقر المدقع ‪ %12.9‬مما استوجب‬ ‫توفير برامج الحماية االجتماعية تمثل في الدور الذي تقوم به المؤسسات الرسمية وغير الرسمية من‬ ‫تقديم المساعدات المالية والعينية لألسر الفقيرة وأسر الشهداء والجرحى واألسرى‪ .‬إال أن هذه‬ ‫المساعدات ال تخفف من ظاهرة الفقر والبطالة وال ترفع من مستوى األسرة الفقيرة كثي ار‪ .‬لذا كان البد‬ ‫من وضع خطط إستراتيجية تهدف للتخفيف من حدة الفقر بحيث تمهد الطريق لألسر الفقيرة لدمجهم‬ ‫في العملية اإلنتاجية‪ ،‬إيجاد فرص العمل لهؤالء الفقراء‪ ،‬واالنتقال بهم من أسر تعتاش على اإلعانات‬ ‫اإلغاثية الى أسر قادرة على تحقيق االكتفاء الذاتي ألفرادها‪ .‬وقد لجأت العديد من األسر الفلسطينية‬ ‫الفقيرة إلى التفكير في ﻁﺭﻕ لحصﻭلهﻡ على فﺭﺹ عمل تﺅمﻥ لهﻡ معيشتهﻡ‪ ،‬وذلك عﻥ ﻁﺭيﻕ إنشاء‬ ‫مشاﺭيع صغيﺭﺓ تﺩﺭ عليهﻡ ﺩخل كافي للمساعﺩﺓ في حياتهﻡ ﺍليﻭمية‪ ،‬مما تﻁلﺏ ﺍلبحﺙ عﻥ مصﺩﺭ‬ ‫لتمﻭيل هﺫه ﺍلمشاﺭيع‪.‬‬ ‫تعتبر برامج التمويل األصغر إحدى التدخالت التقليدية في مواجهة الفقر ومساعﺩة األسر الفقيرة في‬ ‫ﺍلحصﻭل على ﺍلتمﻭيل ﺍلمالي ﺍلالﺯﻡ إلنشاء ﺃﻭ تﻁﻭيﺭ مشاﺭيعهﻡ ﺍلصغيﺭﺓ وتحسين الوضع‬ ‫االقتصادي لهم‪ .‬كما أنه حالياﹰ يحظى بشهرة كبيرة بيﻥ ﺍلجهاﺕ ﺍلمانحة لدرجة أنه أصبح هناك خﻁﺭﺍﹰ‬ ‫مﻥ ﺃﻥ ُينﻅﺭ ﺇلى التمويل ﺍألصغﺭ كحل شامل يناسﺏ جميع المشاكل‪ .‬وعنﺩ ﺍختياﺭ ﺃفضل ﺍألﺩﻭﺍﺕ‬ ‫لحل مشكلة ما‪ ،‬فﺈنه يجﺏ تقييﻡ التمويل ﺍألصغﺭ بعناية كأحد ﺍلبﺩﺍئل ﺍلمتﻭفﺭﺓ‪ .‬ففي ﺍلعﺩيﺩ مﻥ‬ ‫ﺍلحاالﺕ ﺭبما تكون ﺍلمﺩخﺭﺍﺕ ﻭخﺩماﺕ ﺍلتأميﻥ‪ ،‬ﻭتﻭفيﺭ ﺍلمنح ﺍلصغيﺭﺓ‪ ،‬ﻭتحسيﻥ ﺍلبنية ﺍألساسية‪،‬‬ ‫ﻭبﺭﺍمج ﺍلتﻭﻅيﻑ ﻭﺍلتﺩﺭيﺏ‪ ،‬ﻭﺍلخﺩماﺕ غيﺭ ﺍلمالية ﺍألخﺭﻯ أكثر فعالية لتخفيﻑ حﺩﺓ ﺍلفقﺭ ﻭخلﻕ‬ ‫فﺭﺹ عمل جﺩيﺩﺓ‪ .‬كما ﺃﻥ التمويل ﺍألصغﺭ بصفة عامة يكون مالئماﹰ عنﺩما يكون هناﻙ نشاﻁ‬ ‫ﺍقتصاﺩﻱ قائﻡ ﻭتﺩفﻕ نقﺩﻱ كاف لألسﺭﺓ‪ ،‬ﺃما في ﺍلحاالﺕ ﺍألخﺭﻯ فﺭبما يخلﻕ عبئاﹰ ﺇضافياﹰ‪.‬‬ ‫لذلك فﺈن برامج التمويل األصغر ليست مناسبة لجميع فئات األسر خاصة من تعاني من الفقر المدقع‬ ‫وتناضل يوميا من أجل البقاء‪ .‬ويتضح من واقع الحال أن كثي ار من الفقراء في الضفة الغربية وقطاع‬ ‫غزة لن يكونوا المقترضين المناسبين لهذه البرامج‪ ،‬فهناك العديد من العقبات التي تقف في طريق‬ ‫‪1‬‬

‫التمويل خاصة لألسر الفقيرة‪ ،‬حيث أن من أهم األسباب التي تحول دون توجه هؤالء األسر للحصول‬ ‫على تمويل هو كبر حجﻡ تعامالﺕ ﺍلبنﻭﻙ ﻭعﺩﻡ ﺍستعﺩﺍﺩها للتعامل مع هﺫه ﺍلفئة ﺍلبسيﻁة مﻥ ﺍلناﺱ‬ ‫بفﺭضها شﺭﻭﻁاﹰ صعبة على ﻁالبي القروض كالفائدة المرتفعة‪ ،‬وارتفاع نسبة الربح في المرابحات‬ ‫التي تعرضها البنوك اإلسالمية‪ ،‬باإلضافة إلى ارتفاع نسبة الفائدة وعدم القدرة على توفير الضمانات‬ ‫المطلوبة في مؤسسات اإلقراض األصغر‪ .‬كما أن هذه األسر لديها الخوف الداخلي ونقص الثقة‬ ‫بالنفس العتقادهم بعدم القدرة على السداد والذي سيغرقهم في الديون أكثر‪.‬‬ ‫لذلك ظهرت الحاجة إلى تطوير برامج تستهدف الفقراء الذين يعتمدون في الوقت الراهن اعتمادا آليا‬ ‫على المساعدات االجتماعية وليس لهم تدفقات بﺈيرادات يسددون منها القروض الصغرى من خالل‬ ‫بناء قدرات الفقراء عن طريق التدريب من جهة ونقل األصول لهم من جهة أخرى للمساعدة في بدء‬ ‫أنشطة اقتصادية وتشجيعهم على االدخار وبالتالي يصبح لديهم الثقة الكافية للحصول على خدمات‬ ‫التمويل األصغر‪ .‬وهو ما يقوم عليه برنامج التمكين االقتصادي لألسر المحرومة‪-‬ديب الذي يتجاوز‬ ‫إلى ما وراء عمليات اإلغاثة اإلنسانية‪ ،‬ويساهم في تمكين األسر الفلسطينية الفقيرة لمساعدتها في‬ ‫الخروج من حالة االعتمادية االقتصادية على استقبال المساعدات لتصبح قادرة على توفير الدخل‬ ‫بشكل مستقل والوصول إلى خدمات التمويل األصغر‪.‬‬ ‫‪ .2‬التمكين االقتصادي عبر المنح الصغيرة‬ ‫تمزج الجهود الناجحة للوصول إلى الفقراء المدقعين عادة بين سبل توفير الخدمات المالية ومجموعة‬ ‫متنوعة من الخدمات غير المالية‪ .‬لذلك فكرة البرنامج قائمة على وضع الفقراء على مسار يكفل لهم‬ ‫سبل عيش مستدامة‪ ،‬يزيد من الدخل‪ ،‬ويوسع نطاق األصول‪ ،‬ويوفر األمن الغذائي لكي ال تستمر هذه‬ ‫الفئات بحاجة إلى الدعم من شبكات األمان‪ ،‬ولتستفيد من برامج التمويل إن أرادت‪ .‬تعيش نحو ‪230‬‬ ‫األرضي الفلسطينية‪ ،‬يمكن لنحو ثلثي منها مزاولة األنشطة االقتصادية‬ ‫ألف أسرة تحت خط الفقر في ا‬ ‫المربحة‪ ،‬وفقا ألرقام األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫في منتصف عام ‪ 2007‬قام برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ‪ UNDP‬بتنفيذ برنامجا تجريبيا لألسر‬ ‫التي تقع تحت خط الفقر المدقع‪ 1‬في األراضي الفلسطينية وهو برنامج التمكين االقتصادي لألسر‬ ‫المحرومة (‪ )Deprived families Economic Empowerment Program- DEEP‬مدته ‪30‬‬ ‫شه ار وبلغت موازنته ‪ 30‬مليون دوالر أمريكي‪ .‬البرنامج ُممول من قبل البنك اإلسالمي للتنمية وبعض‬ ‫الصناديق العربية األخرى وبالشراكة مع السلطة الوطنية الفلسطينية (و ازرة الشؤون االجتماعية وو ازرة‬ ‫التخطيط)‪.‬‬ ‫يرتكز برنامج ‪ DEEP‬على عناصر رئيسية هي‪ :‬االستهداف‪ ،‬التحليل‪ ،‬التدريب على المهارات‪ ،‬توريد‬ ‫األصول‪ ،‬المتابعة الدورية‪ ،‬ثم التأهل إلى مؤسسات التمويل األصغر بهدف "تخريج" األشخاص من‬ ‫براثن الفقر المدقع وتوفير سبل مستدامة لكسب العيش (شكل رقم ‪.)1‬‬ ‫‪ .1‬االستهداف‪ :‬يمثل االختيار المتأني لألسر المعيشية التي تقع تحت خط الفقر المدقع والمسجلة‬ ‫أسماؤهم في و ازرة الشؤون االجتماعية‪.‬‬ ‫‪ .2‬التحليل‪ :‬يقوم الباحثين الميدانين والمدربين باالشتراك مع األسرة بتحليل البيانات ودراسة محيط‬ ‫األسرة لمساعدتها على البدء في نشاط اقتصادي مستدام وهو أحد العناصر المهمة في نموذج التخرج‬ ‫من الفقر‪ .‬ويتم مناقشة قائمة خيارات سبل كسب العيش واألصول مع المشاركين لتحديد النشاط‬ ‫المناسب بناء على اهتمامات المشاركين وما يتمتعون به من مهارات‪.‬‬ ‫‪ .3‬التدريب على المهارات‪ :‬يتم تدريب األسرة وتنمية مهاراتهم من خالل تدريبهم على عمليات‬ ‫التسويق ومسك الدفاتر والمبادئ األساسية للمحاسبة‪.‬‬ ‫‪ .4‬توريد األصول ‪ :‬يتم توريد المشروع للمستفيد حسب خطة األعمال التي تم تجهيزها معه للبدء في‬ ‫ممارسة نشاطه االقتصادي‪.‬‬ ‫‪ .5‬المتابعة الدورية‪ :‬حيث تقوم المؤسسات المنفذة لبرنامج ديب بمتابعة مشاريع األسر المستفيدة‬ ‫وخاصة في المراحل االولى من بدء المشروع ومساندتها في إدارة المشروع وحل المشكالت التي‬ ‫تواجهه‪.‬‬ ‫‪ 1‬يعتبر خط الفقر األول ويعكس الحاجات األساسية من ميزانية المأكل والملبس والمسكن حسب تعريف الجهاز المركزي لإلحصاء‬ ‫الفلسطيني‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ .6‬التأهل إلى مؤسسات التمويل األصغر‪ :‬من خالل إنشاء البنية التحتية االقتصادية الالزمة عبر‬ ‫بناء األصول‪ ،‬تشجيع االدخار لدى المستفيدين‪ ،‬وزيادة الخبرة لديهم في إدارة المشروعات الصغيرة‬ ‫وتطويرها وبالتالي يصبح لديهم الثقة والقدرة الكافية لالستفادة من خدمات التمويل األصغر‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ :)1‬نموذج التخرج من الفقر‬ ‫‪ 2.1‬أهداف البرنامج‬ ‫األرضي الفلسطينية من خالل‬ ‫الهدف العام للبرنامج هو مكافحة الفقر وتشجيع المشاريع الصغيرة في ا‬ ‫تمكين األسر الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية التي تعاني من الفقر المدقع‬ ‫ومساعدتها على الخروج من هذه الحالة ومن كونهم متلقين للمساعدة اإلنسانية لتصل إلى حالة اعتماد‬ ‫اقتصادي ذاتي كامل ومستدام‪ ،‬أما الغاية التي سيتم السعي لتحقيقها فهي‪:‬‬ ‫‪ .1‬تقديم الدعم لتنمية رأس المال البشري والمالي لألسر شديدة الفقر (فقر مدقع) والتي دخلها الحالي‬ ‫من مجمل المصادر ال ُيم ّكنها من االستفادة من برامج التمويل األصغر التقليدية‪ ،‬من خالل‬

‫أنشطة شبكة األمان االجتماعي التعزيزية (المنح‪ ،‬التدريب‪ ،‬اإلشراف) والتي تم ّكنها من البدء في‬ ‫أنشطة ُمدرة للدخل لكي تصبح قادرة على إعالة نفسها باستقاللية‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ .2‬بناء قدرات المؤسسات األهلية تجاه خدمة الفقراء‪ ،‬ويستهدف المؤسسات الشريكة في البرنامج‪،‬‬ ‫حيث يتم تطوير قدرات العاملين في هذه المؤسسات من الوصول إلى األسر الفلسطينية الفقيرة‬ ‫وشديدة الفقر والتزامهم في معايير االستهداف للبرنامج والمشاريع التي تخدم الفقراء وتلبية‬ ‫احتياجاتها‪.‬‬ ‫‪ 2.2‬األطراف المعنية األساسية‬ ‫هي جميع األطراف المحلية والدولية التي تُعنى في قضايا الفقر‪ ،‬وأهم األطراف المعنية في برنامج‬ ‫‪ DEEP‬هم‪:‬‬ ‫‪ .1‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ :‬وهي الجهة الممولة والمالكة للبرنامج وصاحبة القرار النهائي‪ ،‬يشارك‬ ‫البنك اإلسالمي في صنع الق اررات للبرنامج ورسم سياساته‪.‬‬ ‫‪ .2‬مؤسسات السلطة الوطنية‪ :‬بصفتها المؤسسة المسؤولة العليا القائمة في األراضي الفلسطينية‪ ،‬فﺈن‬ ‫السلطة تشارك من خالل و ازرة التخطيط والشؤون االجتماعية‪ .‬تتولى السلطة مسؤولية التخطيط‬ ‫واإلشراف الفني على المشروع‪ ،‬مسؤولية ضمان تحقيق آلية وطنية الستمرار أنشطة القروض‬ ‫الدوارة في المشروع‪ .‬كما وتشارك السلطة في اتخاذ كافة الق اررات المهمة والمصيرية للمشروع‪.‬‬ ‫‪ .3‬برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪ :‬وهي الجهة المسؤولة عن تنفيذ البرنامج‪ ،‬حيث أنشأت وحدة‬ ‫خاصة تابعة لها خصيصا لهذا البرنامج (وحدة إدارة البرنامج) التي تقوم على وضع استرتيجيات‬ ‫العمل ومتابعة تنفيذ نشاطات المشروع‪ ،‬وتقوم أيضا بعملية المراقبة والتقييم ألداء المؤسسات‬ ‫المحلية المنفذة لنشاطات المشروع المختلفة‪.‬‬ ‫‪ .4‬المؤسسات الشريكة‪ :‬وتشمل المؤسسات األهلية التي يتم اختيارها لتنفيذ المحور الخاص في تقديم‬ ‫الدعم لتنمية الرأسمال البشري والمالي لألسر التي تعاني من الفقر المدقع وقد بلغ عددها ‪35‬‬ ‫مؤسسة‪.‬‬ ‫‪ .5‬األسر الفقيرة‪ :‬وهي األسر الفلسطينية الموزعة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس‪.‬‬ ‫‪ 2.3‬آلية عمل التمكين االقتصادي عبر المنح الصغيرة‬ ‫يقوم ُمكون المنح بمساندة األسر التي تقع تحت خط الفقر المدقع في تصميم وانشاء أنشطة مدرة‬

‫للدخل من خالل‪:‬‬

‫‪5‬‬

‫‪ ‬تحليل موارد األسرة‪ :‬يستخدم برنامج الديب منهجية سبل المعيشة المستدامة كأداة لجمع‬ ‫المعلومات وتحليل قدرات وموارد األسر المستهدفة لتصميم تدخالت تناسب قدرات هذه‬ ‫األسر‪ .‬يركز البرنامج على األسرة بأكملها خالفا للكثير من البرامج التي تقوم على استهداف‬ ‫الفئات المهمشة اجتماعيا مثل األسر التي ترأسها نساء واألرامل والمطلقات وكبار السن‬ ‫والمرضى‪ ،‬حيث أن هذه الفئات المهمشة اجتماعيا قد ال تكون بالضرورة هي األكثر فق ار في‬ ‫المجتمع الفلسطيني‪ .‬كما يعتمد تقديم المنحة على تحليل قدرة األسر والموارد المتوفرة لديها‬ ‫من خالل دراسة الموارد الخمسة (البشرية‪ ،‬الطبيعية‪ ،‬المادية‪ ،‬المالية‪ ،‬واالجتماعية) لفهم‬ ‫األسرة من جميع الزوايا‪ ،‬والعمل التشاركي معها على تصميم أنشطة مدرة للدخل تساهم في‬ ‫صياغة استراتيجيات سبل عيش إيجابية عن طريق زيارة األسر المتقدمة لالستفادة من‬ ‫البرنامج والتأكد من موافقتها للمعايير‪ ،‬ومن ثم تحديد الموارد والقدرات التي من الممكن أن يتم‬ ‫تصميم التدخالت على أساسها ومن ثم تنفيذها من خالل المنح التي يقدمها البرنامج‪.‬‬ ‫‪ ‬إشراك األسر في المشروع‪ :‬يتيح برنامج ديب ألفراد األسرة مناقشة وتحديد أفضل السبل‬ ‫إلحراز تقدم نحو تحقيق قدر أكبر من االستقالل االقتصادي‪ ،‬واشراك األسر المستفيدة في‬ ‫تصميم وتنفيذ وتقييم جميع التدخالت واالختيار بين عدة بدائل‪ .‬كما يتم منح األسر ما يكفي‬ ‫من الوقت لمناقشة احتياجاتهم وأولوياتهم‪.‬‬ ‫‪ ‬نوع المشروع‪ :‬يتيح برنامج ديب للمستفيدين باختيار المشروع الذي يتناسب مع قدراتهم‬ ‫وخبراتهم وما يتناسب مع السوق المحلي من الخبرات السابقة لألسرة دون التركيز على قطاع‬ ‫معين بحد ذاته‪ ،‬حيث تنوعت المشاريع ما بين التجارية‪ ،‬الخدماتية‪ ،‬الزراعية والصناعية‪.‬‬ ‫قدم كل مشروع لألسرة في صورة منحة بسقوف مالية مختلفة بحيث ال تتعدى‬ ‫‪ ‬قيمة المنحة‪ُ :‬ي َ‬ ‫قيمة المشروع ‪ $6,600‬تتحدد على أساس الجدوى االقتصادية ونوع المشروع وخطة العمل‪.‬‬

‫‪ ‬المتابعة الدورية للمشاريع‪ :‬حيث تقوم المؤسسات الشريكة بﺈجراء زيارات شهرية لألسر‬ ‫المحرز وحل المشكالت‪ .‬كما أنهم يقيمون عالقات قوية‬ ‫المشاركة ويتم خاللها رصد التقدم ُ‬ ‫مع المشاركين ويكونون بمثابة مرشدين لهم‪ ،‬مقدمين تدريبا غير رسمي طول فترة البرنامج‬ ‫التي تصل إلى ‪ 18‬شه ار‪ .‬كما تتحقق المؤسسات من وجود المستفيدين على المسار الصحيح‬ ‫إلى تحقيق أهدافهم في نهاية البرنامج‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫‪ 2.4‬المستفيدون من المنح الصغيرة‬ ‫حتى نهاية العام ‪ 2014‬فقد استفاد من المنح الصغيرة حوالي ‪ 6,500‬أسرة فلسطينية فقيرة بما يقارب‬ ‫‪ 50‬مليون دوالر أمريكي‪ .‬بلغ متوسط قيمة المنحة المقدمة حوالي ‪ 5,530‬دوالر أمريكي لألسرة‬ ‫الواحدة‪.‬‬ ‫‪ .3‬إنجازات البرنامج‬ ‫تم تقسيم إنجازات البرنامج حسب موقع برنامج األمم المتحدة اإلنمائي على مستوى المنح الصغيرة‬ ‫وتطوير قدرات المؤسسات الشريكة كالتالي (‪:)www.ps.undp.org‬‬ ‫‪ ‬المنح الصغيرة‪:‬‬ ‫‪ ‬أصبحت برامج التمكين االقتصادي جزءا أساسيا ضمن البرنامج الوطني للحماية االجتماعية‬ ‫والتي لم تعد تقتصر على المساعدات النقدية فقط‪.‬‬ ‫‪ ‬تم استهداف ‪ 6,500‬أسرة فلسطينية‪.‬‬ ‫‪ %47 ‬من تلك المشاريع تملكها نساء‪.‬‬ ‫‪ ‬نسبة نجاح المشاريع القائمة والتي لديها دخل كافي هو ‪.٪88‬‬ ‫‪ ‬تم توفير أكثر من ‪ 12,000‬فرصة عمل‪.‬‬ ‫‪ %79 ‬من األسر المستهدفة تم تقليص فجوة الفقر بمعدل ‪.%50‬‬ ‫‪ %96 ‬من المستفيدين تقلصت اعتماديتهم على المساعدات بمعدل ‪.%75‬‬ ‫‪ ‬ساهم البرنامج بأكثر من عشرين مليون دوالر سنويا في الناتج المحلي اإلجمالي الفلسطيني‪.‬‬ ‫‪ ‬يتم العمل على نقل هذه التجربة لمكافحة الفقر إلى دول مثل الصومال‪ ،‬جزر القمر‪ ،‬ليبيا‬ ‫والسودان‪.‬‬ ‫‪ ‬تطوير القدرات ‪:‬‬ ‫‪ ‬تم بناء قدرات وتطوير مهارات ‪ 310‬من موظفي المؤسسات المحلية الشريكة في مجال‬ ‫منهجية سبل العيش المستدام وكتابة خطط األعمال‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪ ‬تم تطوير منهجيات ونماذج لضمان االستهداف الجيد لألسر الفقيرة وتحليل مواردها لمواءمة‬ ‫التدخالت المصممة لقدرة األسر المستفيدة واحتياجاتها‪ ،‬وتوحيد عملية االختيار وجمع‬ ‫المعلومات وتحليلها بين المؤسسات المنفذة للبرنامج‪.‬‬ ‫‪ ‬الجوائز‪:‬‬ ‫‪ ‬ونظ ار ألن برنامج تمكين العائالت المحرومة اقتصاديا )‪ُ (DEEP‬يعد من أهم المشاريع التي‬

‫تم تصميمها لمعالجة أوضاع األسر الفقيرة في فلسطين‪ ،‬فقد منحت مؤسسة الفكر العربي‬

‫"جائزة اإلبداع االقتصادي" للبرنامج‪.‬‬ ‫‪ ‬كذلك فاز البرنامج بجائزة فلسطين الدولية للتميز واإلبداع عن فئة المشروع المتميز عام‬ ‫‪ 2011‬لتميزه وابداعه في معالجة األوضاع االقتصادية لألسر الفلسطينية‪ ،‬وتحويلها إلى أسر‬ ‫منتجة ومعتمدة على ذاتها اقتصاديا‪ ،‬فضال عن دوره في تحسين األوضاع االقتصادية‬ ‫للفلسطينيين والحد من الفقر الذي يعانون منه‪.‬‬ ‫‪ .4‬الصعوبات والتحديات‬ ‫أكبر تحديات البرنامج تمثلت في الظروف السياسية الصعبة التي مر وما زال يمر بها قطاع غزة‬ ‫والتي أثرت بشكل سلبي على الحياة االقتصادية واالجتماعية وبالتالي على أداء المشاريع ونجاحها‬ ‫وأهمها‪:‬‬ ‫‪ ‬تأخر أو انقطاع الرواتب للموظفين الحكوميين وما ترتب عليه من البيع بالدين مما قلل من‬ ‫توفر السيولة لدى المشروع‪.‬‬ ‫‪ ‬عدم القدرة على توفير المواد الخام الالزمة للمشاريع‪ ،‬وارتفاع األسعار مما أدى إلى تقليص‬ ‫قيمة المنحة المقدمة في كثير من األحيان‪.‬‬ ‫‪ ‬صعوبة في تسويق منتجات المشاريع‪.‬‬ ‫‪ ‬انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة‪ ،‬باإلضافة إلى أزمة السوالر والبنزين‪.‬‬ ‫‪ ‬خسارة المشروع أو المورد البشري بسبب الحروب التي تعرض لها القطاع‪ ،‬وزيادة عدد األسر‬ ‫المحرومة‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪ ‬توجه المانحين في دعمهم إلى تحويل األموال إلى برامج الطوارئ واعادة اإلعمار مما أثر‬ ‫على قدرة البرنامج على استيعاب األعداد المتزايدة من األسر المحرومة‪.‬‬ ‫‪ ‬أغلب األسر الفلسطينية اعتمدت على مدار سنوات عديدة على المساعدات النقدية والعينية‬ ‫كاستراتيجية أساسية في سبل عيشها‪ ،‬لذلك فنقلها من االعتمادية إلى االستقاللية االقتصادية‬ ‫لم يكن بالعملية السهلة‪ ،‬مما أثر على اهتمام بعض األسر بالمشروع والمحافظة عليه‪.‬‬ ‫كذلك عدم استيفاء كل األصول الالزمة للمشروع بسبب صغر قيمة المنحة وخاصة للمشاريع‬ ‫الصناعية‪ ،‬مما اضطر البعض لالستدانة وبالتالي تراكم الديون وتسديدها من دخل المشروع‪ .‬باإلضافة‬ ‫إلى عدم معرفة العديد من المستفيدين بمؤسسات التمويل التي تقدم قروضا إسالمية لتطوير المشروع‪.‬‬ ‫‪ .5‬التوصيات‬ ‫‪ ‬العمل على تسويق منتجات المشاريع وخاصة النسائية للداخل والخارج عبر إقامة المعارض‬ ‫والتشبيك مع مؤسسات معنية بالترويج لها‪ .‬وكذلك تسويق المشاريع الصناعية من خالل‬ ‫توظيفها في تنفيذ مشاريع أخرى ضمن برنامج ‪ ،DEEP‬والتنسيق مع شركات ومؤسسات ذات‬ ‫عالقة لتنفيذ بعض األعمال التي تقوم بها المشاريع الكبيرة‪.‬‬ ‫‪ ‬التنسيق مع المؤسسات المتخصصة إلجراء دراسات تسويقية على أساس علمي ودوري لدراسة‬ ‫حاجة السوق ومواكبة تغييرات السوق والعرض والطلب واألماكن التي تحتاج إلى التركيز‬ ‫لتحديد طبيعة التدخالت المالئمة والتي ستكون داعمة القتصاد قطاع غزة وليست مجرد‬ ‫تكرار‪.‬‬ ‫‪ ‬أن تكون المنحة المقدمة تتناسب مع رأس المال المطلوب للمشروع من خالل تشجيع المشاريع‬ ‫الجماعية‪ .‬كما يمكن أن تقدم منح صغيرة لفرص التدريب المهني واتباعها بقروض التمويل‬ ‫األصغر لبدء المشاريع بعد االنتهاء من التدريب‪.‬‬ ‫‪ ‬التركيز على المتابعة المستمرة للتدخالت التي يتم تنفيذها خاصة في المراحل األولى من حياة‬ ‫المشروع لرصد التقدم وحل المشكالت وتقديم الخدمات االرشادية واالستشارية لتحسين وضع‬ ‫المشروع بما يضمن وصوله إلى مرحلة االستقرار‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫‪ ‬تعميم قصص النجاح للمشاريع على الخريجين والمؤسسات المعنية وذلك لتبادل الخبرات بينهم‬ ‫والصعوبات التي واجهوها وكيفية التغلب عليها من خالل ورشات عمل و توسيع نطاق هذه‬ ‫المشاريع و نقلها من الصغيرة الى المتوسطة‪.‬‬ ‫‪ ‬توعية المستفيدين بوجود مؤسسات تمويل إسالمية تساعدهم في تطوير مشاريعهم‪ ،‬وربط‬ ‫مؤسسات التمويل بالمستفيدين عن طريق إرسال قائمة بالمشاريع المنفذة الناجحة لمؤسسات‬ ‫اإلقراض وتسهيل عملية حصولها على القروض الالزمة‪.‬‬ ‫‪ ‬تبني سياسات اجتماعية ومؤسسية وتثقيفية تهدف إلى خلق ثقافة تنموية بين أفراد المجتمع‪،‬‬ ‫حيث يتوجب تغيير توجهات األسر نحو مفهوم التمكين ليتبنوا توجها مناسبا للحفاظ على هذه‬ ‫التدخالت وتطويرها وليس مجرد اعتبار مثل هذه البرامج أحد برامج المساعدات اإلغاثية‪.‬‬ ‫‪ ‬وضع خطط تنموية متكاملة هدفها إيجاد فرص عمل للفقراء‪ ،‬ومشاركة الفقراء أنفسهم في‬ ‫صياغة هذه الخطط واالستراتيجيات‪.‬‬ ‫‪ ‬تعزيز مفهوم الريادة وفكرة المشاريع الصغيرة لطالب الجامعات وعدم تركيزهم فقط على العمل‬ ‫الوظيفي بعد التخرج‪ ،‬والمساهمة في دعم الشباب الخريجين والمنحدرين من عائالت فقيرة‬ ‫وذلك بتوفير بيئة تدريبية وعملية وتشجيعهم على اإلعمال الريادية‪.‬‬ ‫المرة في سوق العمل من خالل وضع سياسات وتقديم برامج فاعلة‬ ‫‪ ‬كذلك تشجيع مشاركة أ‬ ‫لتقليل الفجوة الجندرية (‪ )gender gap‬وتغيير نظرة المجتمع للمرأة في سوق العمل‪ ،‬حيث ما‬ ‫زالت نسبة مشاركة الذكور في القوى العاملة (‪ )%71.5‬تزيد عن ثالث أضعاف مشاركة‬ ‫اإلناث والتي بلغت ‪ %19.4‬من مجمل اإلناث في سن العمل في العام ‪.2014‬‬

‫‪10‬‬

Lihat lebih banyak...

Comentários

Copyright © 2017 DADOSPDF Inc.