quran

June 5, 2017 | Autor: Deni Adi Nugroho | Categoria: Quran and Tafsir Studies
Share Embed


Descrição do Produto

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُه
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الْكَرِيْمِ الْمَنَانِ, ذِي الْفَضْلِ وَالْإِنْعَامِ وَالرِّضْوَانِ, اَلَّذِيْ مَنَّ عَلَيْنَا بِالْإِيْمَانِ وَالْإِسْلَامِ وَالْإِحْسَانِ, فَجَعَلَنَا مِنْ أَتْبَاعِ رَسُوْلِهِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ سَيِّدِ وَلَدِ عَدْنَانِ, وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدِ نِالْمُخْتَارِ, ذِي الشمائل وَالْأَنْوَارِ, وَعَلَى اَلِهِ وَصَحْبِهِ الْأَخْيَارِ, مَا أَظْلَمَ لَيْلٌ وَأَشْرَقَ نَهَارٌ, أَمَّا بَعْدُ.
حَضْرَةُ الْمُكَرَّمِ وَالْمُحْتَرَمِ مُدِيْرُ الْمَعْهَدِ رَوْضَةُ الطَّالِبِيْن شَيْخُنَا الْحَاجُّ طَهَارى الصَّدِيْقُ غَفَرَ الله لَهُ وَلِأَهْلِهْ, آمِيْن.
حَضْرَةُ الْمُعَظَّمِيْنَ جَمِيْعُ الْأَسَاتِذِ وَالْأَسَاتِذَةِ لِلْمَعْهَدِ رَوْضَةُ الطَّالِبِيْن.
أَيُّهَا الْحَاضِرُوْنَ الْمُكْرَمُوْن, وَيَآ أَيُّهَا الْمُسْتَمِعُوْنَ الْمَحْبُوْبُوْن, وَيَآ أَيُّهَا الْإِخْوَانْ وَالْأَخْوَاتْ رَحِمَكُمُ الله.
قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ, هَيَّا نَشْكُرُ اللهَ تَعَالَى لِأَنَّ بِرَحْمَتِهِ وَفَضْلِهِ نَحْنُ نَسْتَطِيْعُ أَنْ نَجْتَمِعَ فِيْ هَذَا الْمَكَانِ الْمُبَارَكْ فِيْ هَذَا النَّهَارِ إِرْتِقَآءً لِإِيْمَانِنَا وَتَقْوَانَا, آمِيْن.
وَبَعْدَهُ, سَأَسْأَلُكُمْ سُؤَالًا, هَلْ صَلَّيْتُمُ الْيَوْمَ عَلَى سَيِّدِنَا محمد؟ يَآأَيُّهَا الَّذيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا! اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ. وَلَا أَنْسَى, أَقُوْلُ شُكْرًا كَثِيْرًا لِرَئِيْسِ الْجَلْسَةِ الَّذِيْ قَدْ أَعْطَانِيْ فُرْصَةً سَعِيْدَةً. وَفِي هَذِهِ الْفُرْصَةِ السَّعِيْدَةِ سَأُقَدِّمُ لَكُمْ خُطْبَةً تَحْتَ الْمَوْضُوْعِ "اَلْمَسْؤُوْلِيَّاتُ لِلْمُتَعَلِّمِيْنَ وَالْمُتَعَلِّمَاتِ".
أَيُّهَا الْحَاضِرُوْنَ السُّعَدَاءُ...
لَخَّصْتُ فِي كِتَابِ "التَّعْلِيْمِ الْمُتَعَلِّمِ" أَنَّ الْوَاجِبَاتِ لِلْمُتَعَلِّمِيْنَ وَالْمُتَعَلِّمَاتِ سِتَّةُ أَشْيَاءَ, وَالْمَسْؤُوْلِيَّاتُ نَفْسُ الْمَعْنَى بِالْوَاجِبَات. إِنْ شَاءَ الله بِإِذْنِ الله, سَأُبَيِّنُ لَكُمْ عَنْ تَفْصِيْلِهَا بِبَيَانٍ.
أَيُّهَا الْإِخْوَانُ الْأَحِبَّاءُ...
اَلشَّرْطُ الْأَوَّلُ يَجِيْبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَّعْرِفُوْا مَاهِيَةَ الْعِلْمِ. قَالَ رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم فِي حَدِيْثِهِ الشَّرِيْفِ "طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ" بِدُوْنِ لَفْظِ "وَمُسْلِمَةٍ", وَلَايَعْنِيْ هَذَا أَنَّ الْمُسْلِمَةَ لَا يَجِبُ عَلَيْهَا التَّعَلُّمُ, بَلْ هِيَ دَاخِلَةٌ فِي لَفْظِ "مُسْلِمٍ", يَعْنِي طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ مُكَلَّفَةٍ.
إِعْلَمُوْا يَاشَبَابُ, أَنَّ لَايَفْتَرِضُ عَلَيْكُمْ طَلَبُ كُلِّ عِلْمٍ بَلْ يَفْتَرِضُ عَلَيْكُمْ طَلَبُ عِلْمِ الْحَالِ, كَمَا قِيْلَ أَفْضَلُ الْعِلْمِ عِلْمُ الْحَالِ وَأَفْضَلُ الْعَمَلِ حِفْظُ الْحَالِ. مَا هُوَ عِلْمُ الْحَالِ؟ هُوَ عِلْمُ الدِّيْنِ وَالْمُرَادُ مِنَ الْحَالِ هَهُنَا الْأَمْرُ الْعَارِضُ لِلْإِنْسَانِ مِنَ الْكُفْرِ وَالْإِيْمَانِ وَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَغَيْرِهَا. وَلَكِنْ, طَلَبُ الْعِلْمِ غَيْرُ الدِّيْنِيَّةِ مُهِمُّ أَيْضًا لِأَنَّه طَرِيْقًا إِلَى تَحْصِيْلِ الْعِلْمِ الدِّيْنِيَّةِ. مَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا فَعَلَيْهِ بِالْعِلْمِ, وَمَنْ أَرَادَ الْأَخِرَةَ فَعَلَيْهِ بِالْعِلْمِ, وَمَنْ أَرَادَ هُمَا مَعَا فَعَلَيْهِ بِالْعِلْمِ. وَلِذَالِكَ هَيَّا نَطْلُبُ عُلُوْمًا دِيْنِيَّةً بِأَكْثَرِ مَا يُمْكِنُ حَتَّى نَطْلُبُ عِلْمًا مِنْ عُلُوْمٍ غَيْرِ دِيْنِيَّةٍ.
وَالشَّرْطُ الثَّانِي هُوَ النِّيَّةُ الْجَيِّدَةُ, فِي حَالِ التَّعَلُّمِ لَابُدَّ لَنَا مِنَ النِّيَّةِ الْجَيِّدَةِ فِي زَمَانِ تَعَلُّمِ الْعِلْمِ, لِأَنَّ النِّيَّةَ هِيَ الْأَصْلُ فِيْ جَمِيْعِ الْأَحْوَالِ, كَمَا قَالَ رَسُوْلُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَات..." أَيْ صِحَّةُ الْأَعْمَالِ بِالنِّيَاتِ. إِذَا صَلُحَتْ النِّيَّةُ صَلُحَ الْعَمَلُ, وَإِذَا فَسَدَتْ النِّيَّةُ فَسَدَ الْعَمَلُ, فَاخْلِصُوْا نِيَّتَكُمْ لِوَجْهِ الله. وَيَنْبَغِي أَن يَّنْوِيَ الْمُتَعَلِّمُ بِطَلَبِ الْعِلْمِ لِتَنَاوُلِ رِضَى الله تَعَالَى, وَلِإِزَالَةِ الْجَهْلِ, وَاِحْيَاءِ دِيْنِ الْإِسْلَامِ, وَشُكْرٍ عَلَى نِعْمَةِ الْعَقْلِ, وَصِحَّةِ الْبَدَانِ. فَإِذَا نَوَيْنَا بِهَؤُلَاءِ النِّيَاتِ, إِنْ شَاءَ الله, سَيُسَهِّلُ اللهُ لَنَا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ, وَسَيُصْبِحُ عِلْمُنَا عِلْمًا نَافِعًا. آمين...
أيها الإخوان الأَحِبَّاء.
اَلشَّرْطُ الثَّالِثُ, يَنْبَغِي لِطَالِبِ الْعِلْمِ الْإِخْتِيَارُ. أَوَّلًا أَنْ يَخْتَارَ الْمُتَعَلِّمُ عِلْمًا نَافِعًا لِنَفْسِهِ وَدِيْنِهِ وَوَطَنِهِ وَلِأَهْلِهِ وَلِجَمِيْعِ مَنْ حَوْلَهُ, وَلَابُدَّ أَنْ يُّقَدِّمَ عِلْمَ التَّوْحِيْدِ لِمَعْرِفَةِ الله, وَثَانِيًّا أَنْ يَّخْتَارَ الْأُسْتَاذَ الَّذِيْ لَهُ زِيَادَةُ عِلْمٍ وَ الْأَوْرَاعِ وَالْأَكْبَرُ سِنًّا, حَتَّى يَكُوْنَ تَعَلُّمُهُ مُبَارَكًا وَيَنْتَفِعَ بِعِلْمِكَ, وَثَالِثًا أَنْ يَّخْتَارَ الشَّارِكَ الْمُجِدَّ وَالْوَرَعِ وَصَاحِبِ الطَّبْعِ الْمُسْتَقِيْمِ وَيَجْتَنِبُ الْكَسْلَانَ وَالْمِكْثَارَ وَالْمُفْسِدَ وَالْفُتَّانَ, حَتَّى يَكُوْنَ مُتَعَلِّمًا ذَكِيًّا وَصَابِرًا وَصَادِقًا ثُمَّ يَتَنَاوَلَ الْعِلْمَ. كَمَا قَالَ أَحَدُ الْعُلَمَاءِ:
أَلَا لَا تَنَالُ الْعِلْمَ إِلَّا بِسِتَّةٍ # سَأُنْبِيْكَ عَنْ مَجْمُوْعِهَا بِبَيَانٍ
ذَكَاءٍ وَحِرْصٍ وَاصْطِبَارٍ وَبُلْغَةٍ # وَإِرْشَادِ أُسْتَاذٍ وَطُوْلِ زَمَانٍ
UNTUK DALIL TENTANG TEMAN YANG BAIK BERUPA MUSIQ, KLIK DI SINI
اَلشَّرْطُ الرَّابِعُ هُوَ تَعْظِيْمُ الْعِلْمِ وَأَهْلِهِ. لِمَاذَا يَجِبُ عَلَى الْمُتَعَلِّمِ تَعْظِيْمُ الْعِلْمِ وَأَهْلِهِ؟ إِعْلَمُوْا يَاشَبَابُ, أَنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ لَايَنَالُ الْعِلْمَ وَلَا يُنْتَفَعُ بِهِ إِلَّا بِتَعْظِيْمِ الْعِلْمِ وَأَهْلِهِ, قِيْلَ "مَاوَصَلَ مَنْ وَصَلَ إِلَّا بِالْحُرْمَةِ وَمَاسَقَطَ مَنْ سَقَطَ إِلَّا بِتَرْكِ الْحُرْمَةِ وَالتَّعْظِيْمِ, أَوْكَمَا قَالَ "الْحُرْمَةُ خَيْرٌ مِنَ الطَّاعَةِ, أَ لَاتَرَى أَنَّ الْإِنْسَانَ لَايَكْفُرُ بِالْمَعْصِيَةِ وَإِنَّمَا يَكْفُرُ بِتَرْكِ الْحُرْمَةِ".
إخوانِيْ المسلمون السُّعَدَاء.
الشَّرْطُ الْخَامِسُ يَعْنِي أَنْ يَّتَعَلَّمَ طَالَبُ الْعِلْمِ بِالْجِدِّ وَالْهِمَّةِ, لِأَنَّ فِي التَّعَلُّمِ يَحْتَاجُ إِلَى جِدِّ الثَّلَاثَةِ؛ الْمُتَعَلِّم وَالْأُسْتَاذِ وَالْأَبِّ. كَمَا عَرَفْنَا أَنَّ مَنْ جَدَّ وَجَدَ وَمَنْ زَرَعَ حَصَدَ وَأَنَّ الْجِدَّ وَالْهِمَّةَ يَفْتَحَانِ كُلَّ بَابٍ مُغْلَقٌ.
وَشَرْطُ الْأَخِرُ مِنْ تَلْخِيْصِي عَنْ وَاجِبَاتِ الْمُتَعَلِّمِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ هُوَ أَن يُّشَاوِرَ ثُمَّ يَتَوَكَّلَ عَلَى الله.
مُنْذُ بِدَايَةِ هَذِهِ الخُطْبَةِ القَصِيْرَةِ إِلَى نِهَايَتِهَا نَعْرِفُ أَنَّ مَسْؤُوْلِيَّاتٍ لِلطُّلَّابِ الْعِلْمِ سِتَةُ أَشْيَاءَ, هِيَ:
١. يَجِيْبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَّعْرِفُوْا مَاهِيَةَ الْعِلْمِ
٢. أَنْ يَنْوِيُوْا بِالنِّيِّةِ الْجَيِّدَةِ فِيْ حَالِ التَّعَلُّمِ
٣. أَنْ يَّخْتَارُوْا الْعِلْمَ وَالْأُسْتَاذَ وَالشَّرِيْكَ
٤. أَنْ يُّعَظِّمُوْا الْعِلْمَ وَأَهْلَهُ
٥. اَلْجِدُّ وَالْهِمَّةُ فِيْ طَلَبِ الْعِلْمِ
٦. أَنْ يُّشَاوِرُوْا وَيَتَوَكَّلُوْا عَلَى الله
قاَلَ الله تَعَالَى فِي سُوْرَةِ الْمُجَادَلَةِ آيَةِ الْحَادِيَةَ عَشرَة: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ.
أَيُّهَا الْحَاضِرُوْنَ رَحِمَكُمُ الله..
أَكْتَفِيْ كَلاَمِيْ فِي هَذِه المُنَاسَبَةِ, أَقُوْلُ شُكْرًا كَثِيْرًا عَلَى إِهْتِمَامِكُمْ وَإِنْ وَجَدْتُمْ مِنْ خُطْبَتِيْ خَطَّأً فَهُوَ مِنْ نَفْسِيْ وَإِنْ وَجَدْتُمْ مِنْ خُطْبَتِي صَوَابًا فَهُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَأَخِيْرُ قَوْلِي أُوْصِيْكُمْ وَنَفْسِيْ بِتَقْوَى الله.
وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُه


Lihat lebih banyak...

Comentários

Copyright © 2017 DADOSPDF Inc.