Syria

July 25, 2017 | Autor: Rafik Koushha | Categoria: Political Philosophy, الدراسات الاجتماعية السياسية
Share Embed


Descrição do Produto



الثورة السورية اليتيمة على بوابة عامها الخامس !
..من ثورة .....إلى أدوات تفاوضية و انتخابية !

ليس معروفا عن جون كيري وزير الخارجية الامريكية تمتعه بأية حصافة لغوية ناهيك انه اشتهر دائما بخروجه عن النص الاصلي في أحاديثه للصحافة واحيانا في ردهات السياسة .
ومع اللغط الكبير الذي اثاره تصريحه بان الولايات المتحدة الامريكية ترى انه من الضروري التفاوض مع الديكتاتور الصغير القابع على كرسي الحكم في سورية لإيجاد حل سياسي للمسألة السورية فإن التوضيحات التي صدرت فيما بعد من عدة دوائر امريكية والتي لأكدت ان لا تغيير في الموقف الامريكي من الديكتاتور الصغير وانه غير شرعي بنظر الادارة الامريكية إلا أن التصريح يعكس بطريقة او بأخرى عدة مسائل شديدة الحساسية منها التشوش الامريكي تجاه الوضع في سورية عموما والموقف من راس النظام فيها رغم كل المجازر التي ارتكبها في حق الشعب السوري وكل الفوضى التي سببها تعنته امام مسالة الاحتفاظ بكرسي الحكم الى الأبد مهما جر ذلك على سوريا وشعبها من ويلات ! إضافة الى ما يدل عليه التصريح من رغبة عميقة لدى الخارجية الامريكية على الاقل في انجاز المفاوضات مع ايران بشان ملفها النووي واعلان اتفاق يغلق الملف لعشر او خمس عشرة سنة قادمة حتى لو كان ذلك على حساب تقديم تنازلات مبدئية في علاقة الولايات المتحدة بالوضع السوري اذ من الواضح ان اعلان مثل هكذا رغبة امريكية بتبرير التفاوض مع الاسد الصغير لايجاد حل سياسي في سوريا انما هو يلبي رغبة ايرانية قوية في تعزيو موقف الديكتاتور الصغير وتقوية وضعه التفاوضي كنظام عموما في اية مفاوضات قادمة تلبية للمبادرة الروسية او لمساعي القاهرة التسووية بين المعارضة السورية والنظام !
الرغبة الامريكية بعدم ازعاج طهران لعبت دورا ما وبنسبة معقولة في عدم اتخاذ الولايات المتحدة قرارا بالتدخل العسكري في سوريا كما فعلت في غيرها او في عدم تزويد المعارضة العسكرية السورية للنظام بالأسلحة الضرورية لإحداث تغييرات بنيوية ونوعية على الارض في معركة هذه المعارضة المسلحة لإسقاط النظام . إذ يبدو جليا ان الايرانيين ساهموا بشكل كبير في ابتزاز الادارة الامريكية في الموضوع السوري ولا سيما مسألة تزويد المعارضة السورية بالسلاح من خلال تقديم قديم شيء من التنازلات الطفيفة في مفاوضات الملف النووي مع الدول الخمس زائد واحد للمحافظة على وضع افضل للنظام السوري شبه المنهار وبالتالي تعزيز نفوذ ايران بحد ذاته اكثر في سوريا عسكريا وسياسيا .
من جهة أخرى فإن الامريكيين غير راغبين فعلا في ازعاج طهران خوفا من ردة فعل متطرفة ايرانية تستهدف المصالح الامريكية في المنطقة ولاسيما في اليمن وليبيا الآن ...الامر الذي لابد سيترك أثرا سلبيا كبيرا على عملية إنجاز اتفاق كامل مع إيران قبل نهاية ولاية أوباما الثانية ...هذا الاتفاق الذي ربما سيكون الانجاز الاهم لأوباما المتردد والفاشل في كثير من قضايا السياسة الخارجية الامريكية ليس آخرها الفشل الرهيب في التعامل مع الأوضاع في سوريا .
والسبب الأوضح الآن تحديدا في المنطقة في رغبة الادارة الامريكية في عدم إزعاج إيران هو حاجتها الماسة للجهد الايراني الأمني والعسكرية في مواجهة داعش في العراق وسوريا في هذه المرحلة الحرجة التي فرض فيها حضور داعش القوي معادلات عسكرية وامنية واجتماع_ سياسية لم تكن في الحسبان بالنسبة الى الغرب .






بالتالي كان سهلا على كيري إلقاء بحصته حول امكانية التفاوض مع الاسد لإيجاد حل سلمي في سوريا ( تراجع صغير في سوريا ) مقابل إرضاء طهران ودفعا لها للمضي قدما في عملية المفاوضات حول الملف النووي الايراني الذي هو أولوية أكثر حساسية وأهمية وأسبقية للإدارة الأمريكية و أوباما بشكل خاص الآن .
سنوات أربعة على الازمة السورية بسبب القرار الامريكي المبكر بعدم التدخل العسكري في سوريا الذي جاء على خلفية عدم رغبة اوباما في زج الجنود الامريكيين في حروب مجنونة في المناطق الساخنة في العالم ..هذه النقطة التي كانت الابرز في حملة اوباما الانتخابية قبيل ولايته الاولى وعنوانا رئيسيا فيها والتي ساهمت في صنعه رئيسا للولايات المتحدة الامريكية لفترتين على عكس بوش الابن الجمهوري الذي زج بعسكر امريكا في اكثر المناطق سخونة في العالم تحت يافطة محاربة الارهاب الذي ضربنا في عقر دارنا في اشارة الى احداث 11 سبتمبر (أيلول) ..
يدفع الشعب السوري في ثورته ضد نظام الطاغية الصغير أثمان عناوين كبيرة في الانتخابات الرئاسية الامريكية ..وبعد ذلك في ملف ايران النووي الذي جعل من المسألة السورية برمتها مجرد ورقة للابتزاز المتبادل والضغط بين الطرفين في المفاوضات النووية بين إيران ودول الغرب الكبرى .
ناهيك عن ثمن بخس تدفعه الثورة السورية للعجز الواضح في سلوك ومواقف دول الاتحاد الاوروبي التي ترفض الديكتاتور الصغير بالمطلق ووقفت بدرجات متفاوتة مع التدخل العسكري لإسقاطه ( فرنسا وبريطانيا ) مع التحفظ الالماني ...غير أنه غير قادر على أي إجراء عسكري دون المظلة الامريكية . ما دفع به كموقف اوروبي الى الانكفاء الاكتفاء بتأييد المعارضة بقوة على المستوى السياسي مع كثير من التدخلات غير المبررة في كثير من الاحيان ولا سيما لفرنسا .
لق كلف النفاق السياسي للاتحاد الاوروبي الشعب السوري والثورة السورية الكثير أيضا من الدماء .


.......تبدأ السنة الخامسة من الثورة السورية وكلاهما ...سوريا ..وثورة شعبها في مخاض عسير ربما يحتاج الى تغييرات حادة جدا وعضوية في موازين القوى السياسية الاقليمية والدولية لإخراجهما معا من مستنقع اقتتال أشبه بالعبث أحيانا ويصعب الخروج منه بجهود وطنية بحتة في ظل كل هذه التعقيدات الدولية والاقليمية .

Lihat lebih banyak...

Comentários

Copyright © 2017 DADOSPDF Inc.